|
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق !!
|
هذا من باب الحديث بنعمة الله "وأما بنعمة ربك فحدث" .. الآية وهل من نعمة أكبر من امضاء وقت بجوار سيدي رسول الله _ صلعم _ ؟! عائد لتوي من زيارته ، وأصحابه الأجلاء بلغته سلامكم جميعا ثلاثة أيام الى الآن ، هي حصادي في المدينة المنورة ، ولا زال في القلب شوق كبير الى البقاء ثلاثة أيام ، خارج الزمان والمكان تتآلف فيها الروح مع حمام "مقابر البقيع " ، وتردد صدى آذان المسجد النبوي ... وهو آذان يسحر النفس ، اذ تتلقفه جبال المدينة لتحوّم به في الفضاء ، وتصعّد روحك معه الى آفاق ليست في الحسبان رياضة روحية من نوع خاص توق وشوق وحب لسيدي رسول الله _ صلعم _ أداء الصلوات _ هنا _ ، له طعم خاص . الدموع دائما قريبة الى الروح لا العين ، وتفيض النفس بمعان شفيفة . انها حضرته ، وبهاؤه !! خليط غريب من البشر ... سمر وسود وبيض وصفر ... من أصقاع الدنيا كافة ، تتلاصق كتوفهم وأرجلهم . لا يعلو صوتهم . يتدافعون تدافعا محببا للظفر بالمرور على قبر سيدي رسول الله _ صلعم _ . يفيض الحرم النبوي الشريف بمئات الألوف منهم في كل صلاة . تحس أن هذه الرسالة كانت للناس كافة فعلا . ما من مكان في الأرض يجمع هذه السحنات كلها "على الحب " في صعيد واحد الا هذا المكان ونظيره ببكة . هنا .. يشعر المرء براحة غريبة ، وطمأنينة عجيبة . السلام الروحي العظيم يشمل الروح والجسد . هي صلوات في معبد الحب الالهي .
أول من أمس ، جئت متعبا ومرهقا من الرياض . كنت بحاجة الى النوم . تدثرت بـ "ثوب " أمي بعد سنوات من الانقطاع عن هذه العادة اللذيذة . نمت كما لم أنم منذ أربع سنوات . رائحة أمي ـ وثوبها مع طمأنينة وسلام مدينة سيدي رسول الله _ صلعم _ حققا لي راحة لم أشعر بها منذ سنوات طويلة ... يااااااااااهـ . تمنيت ألا أقوم من رقدتي أبدا . أسير يوميا من شارع العوالي "النازل" الى الحرم الشريف . لا أشعر بتعب . أشعر بعطش روحي فحسب . هل من مزيد !!! تشف روحي تماما ، وتتماهى في خضم هذا الاحساس المبهم الغامض ، بالجمال كله ، والخير كله ، والتواضع كله ، والحب كله . نصلي يوميا على عدد من الأموات . رجالا ونساء . ثم يحملون الى البقيع . تمنيت أن أوارى الثرى ههنا . قريبا من سيدي رسول الله _ صلعم _ . التعامل نفسه ، مختلف . ما من أحد غاضب . ما من أحد يحاجج في شأن دنيوي ، أو يرفع صوته . الأبصار شاخصة الى المآذن العالية ، تبحث عن خلاصة النور ، ومنتهى الجمال ، القلوب واجفة راجفة ، تحس رعشة الجمال ورهبته . الحب يتقطر ههنا ، فهذه المدينة لا تحتمل الحقد والغش والكراهية . هي ، مدينة خالصة للحب والسمو . دعوت لكم جميعا من قلبي ، بالمغفرة ، والرحمة ، والتوفيق في الدين والدنيا، دعوت لشقيقتي تماضر وجميع أحبابي وأصدقائي دعوت لحبيبي الأمير نقدالله بالشفاء الكامل اللهم أجعلنا ممن يؤلف بين قلوبهم الحب ولا تجعل في قلوبنا غلا ، ولا حقدا ولا كرها
|
|
|
|
|
|
|
|
|