|
الموقف أكبر من شعري.. العوض مصطفى
|
لقد قلت في مرة سابقة أنني "شيوعي" أؤمن بشيوع القصيدة بين الناس.. هذا البوست سأخصصه لشعر أخي العزيز الأستاذ العوض مصطفى، "ود أب سن"، وجل قصائده إما في الأستاذ محمود أو في دعوة الأستاذ وفكره أو في الوطن وآلام الغربة والشتات، أو في الموقف العظيم، يناير الشهير..
يكفيني
الموقفُ أكبرُ من شعري الحزنُ الرَّابضُ في صدري الصبرُ الأكبرُ من صبري والعاقلُ من بالذكر ِ أفاقْ من قبل ِ العاشرة ِ المعلومةِ أشعلُ ذكرًا في الآفاق يملؤني فخرًا هذا الشـَّـامخُ يفتحُ دربًا للإطلاق إن ما أشتاقُ لهذا الصَّـابرفي البأساء ِ فلا أشتاق المؤمن بالشعب ِ العملاق الباذل للرُّوح ِ الغالي والمطلق من قيدِ الإشفاق يكفيني أنِّي عشتُ زمانـًا كان له معنىً ومذاق يكفيني أنـِّي كنتُ جليسَـك رغمَ شعور ِ الابن ِ العاق فيا من كان بحضرتهِ والفكرُ به قيدٌ ووثاق حدِّثني عن أخبار ِ الشيخ ِ الباسم ِ في وجهِ الشـَّـنـَّـاق هل كنتَ تشاهدْ أنَّ الصَّبرَ على البلواء ِ له حُذ َّاق اليتمُ المرُّ العيشُ الذلُّ الخارجُ من جوف ِ الإملاق الشعبُ لهُ هذا الإخفاق السيفُ ، السوط ،ُ الظلمُ له ، الويلُ له إنْ ما ينساق يا يومًا يُـكشفْ فيهِ السَّـاق ويجفُّ لسانُ الظـُّـلم ِ غدًا من بَهْـتةِ ذاك الأمر ِ الشـَّـاق الله ُ لهُ فينا ميثاق المكرُ السيِّئ ُ كم للهِ بأهل ِ المكر ِ السيِّئ حاق فسلامٌ يا كنزَ الأفراح ِ ويا علم ِ الحقِّ الخفـَّـاق أنْ كنتَ رحلتَ فداءَ القوم ِ فإنـِّي مُشتاقٌ مشتاقْ
1985
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف أكبر من شعري.. العوض مصطفى (Re: Yasir Elsharif)
|
بيني وبينك
بيني وبينك ابتسامتك التي أرسلتها ورحلتَ عنـِّي بيني وبينك يا رضيَّ الرُّوح ما أعني واعنِـي بيني وبينك رقـَّـة ٌ هي من سلامِكَ كم تسعْـني هذا الذي أشتاقـُهُ خضرٌ بنا أوراقـُه كـُـلـُفٌ به عُشـَّـاقهُ هذا الذي ذوَّبت فيهِ مشاعري وبديعَ فنـِّي أنا في انتظارك في بهيم ِ اللـَّيل ِ في عجزي ووهْـنِي أنا منذ أنْ ودَّعتُ وجهك يا أبي ودَّعتُ أمْـنِي ورحلتُ أبحثُ في عيون ِ النـَّـاس ِ عن وطني وعنـِّي وطني تغرَّب أهلهُ وغدا هجيرًا ظلـُّـه رُطبي تساقط َ جُـلـُّه ورحلتُ أبحثُ في عيون ِ النـَّـاس ِ عن وطني وعنـِّي فوجدتـُـني في مفرق ٍ كلُّ الدُّروب تشدُّني فإذا مشيتُ رأيتـُها مالت عليَّ تصُـدُّني ألقيتُ في اليمِّ الكبير مُـقيدًا ومؤذ ِّني قد صاحَ لا تبتلَّ يا محزونُ قلتُ أسَرتنِي وتركتني في حيرةٍ كم قبلها حيَّرتني
1987
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف أكبر من شعري.. العوض مصطفى (Re: Yasir Elsharif)
|
الرحيل المر
الرَّحيلُ المرُّ يقتاتُ عظامِي جفَّ ماءُ العين ِ من طول ِ سَهامي قلَّ صبري من تـُرى يجبرُ كسري هذه الغربة تكويني وتستلُّ منامي كلُّ ما ألقاهُ منها أن أرى كومَ حطامي سنواتُ العمر ِ تمضي دونَ تحقيق ِ مُرامي ما عزائي ؟ هذه الأيامُ ساقتني وفي نفسيَ دائي أنا مَن قدَّمت جهلي وقبضتُ الرِّيحَ مهرًا وتنكـَّرتُ لأهلي سلْ ديارًا كنتُ فيها ودروبـًا أشتهيها ووجوهـًا كنتُ ألقاها على الصَّبر دواما أيُّها النـِّيل سلاما أيُّها الإنسانُ في السُّودان يا ذاكَ الهُماما أيُّها المجبولُ بين النـَّـاس ِ حُبـًا واحتراما فلك الله ُ الذي سوَّاك وهجـًا لا تـُسامى ولك الجُـلـَّى فكم عانيتَ فقرًا وسَـقاما ولك العُـتبَى فإنـِّي صِغتُ لي منكَ وسامـًا أيُّـها السَّـامق كالنـَّخل قوامـًا ومُقاما أيها المزروع ُ في صدري حنينـًا يتنامَى طال ليلُ الغربةِ القاسِي وقد كان لِـزاما أن تـَرَى الصُّبحَ انبلاجا بعد أن رُدت فِجاجـًا وفِجاجا ذقتَ من حرِّ لظاها أيها المخبُـؤ في جوفِ غيوبٍ لا أراها ودروبٍ أذنَ الله ُ فأقصاهُ مداها شـُدَّ أزري وتولاني بيس وطهَ
مسقط 1995
| |
|
|
|
|
|
|
|