إشكالية القيادة في الحزب الإتحادى الديمقراطي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 10:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2004, 08:23 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إشكالية القيادة في الحزب الإتحادى الديمقراطي


    إشكالية القيادة في الحزب الإتحادى الديمقراطي
    "منظور نقدي"

    إن الموقع الذي يحتله الحزب الإتحادي الديمقراطي في الخارطة السياسية السودانية ، والآمال التي تعلق عليه في أي عملية ديمقراطية تعددية ، يفرضان على أى باحث جاد في الشأن السوداني إعمال الذهن في حاضر ومستقبل هذا الحزب بالنقد والتحليل لتسليط الضؤ على نقاط الضعف التي تعتري الحزب وتنعكس فى ادائه السياسي ، واهم تلك النقاط هى إشكالية القيادة في الحزب .. فكلمة اشكالية والتي تختلف فى المدلول عن كلمة مشكلة تقرر أن هنالك ثمة وضع غير مستقيم تترتب عليه أوضاع على جملة من الأصعدة لن تكون مستقيمة هي الاخرى ما لم تحل الإشكالية. فالمشكلة عادة ما تكون جزئية وما يترتب عليها جزئى ، بينما الإشكالية تستدعي جملة مشكلات تنبع من الإشكالية لذا سيتركز الحديث عن إشكالية القيادة وماتفرزه من مشكلات.
    إن أهمية هذه المناقشة تنبع من قيمة الدور المنتظر أن يلعبه الحزب الإتحادي في المستقبل بحسبانه حزب الطبقة الوسطى بإمتياز من سكان المدن والارياف والمعبر عن اشواقهم وصبواتهم وطموحاتهم ، كما انه لايعبر عن جماعة جهوية ولا إثنية معينة ، فضلاً عن أنه الحزب الجبهوي الوحيد في السودان الذي قام على إتحاد بين حزبين ، الحزب الوطني الإتحادي والذي هو بدوره عبارة عن تحالف تم في عام 1953م بين مجموعة من الأحزاب وبين جماعة الختمية التي كان يعبر عنها وقتذاك حزب الشعب الديمقراطي. ان هذه المناقشة تصبو الي إتباع منهجاً نقدياً صارماً في تقويم اداء قيادة الحزب في العديد من المفاصل التاريخية ، كما إنها ستقوم على منهج تحليلي لماهية القيادة كتعريف معياري وأنواعها كإطار نظري ينبنى عليه التحليل. مع بعض الأسئلة المدخلية والتي لانرجو لها إجابة في سياق هذه المناقشة ، لكننا نستخدمها لأغراض العصف الذهني Brain Storming وهي:-

    • هل كان التحالف الذي تم في 1967م بين الوطني الإتحادي والشعب الديمقراطي تلفيقاً سياسياً أملته موازين القوة السياسية آنذاك ؟
    • لماذا تبرز صراعات بين تيارات واجنحة في الحزب بين الحين والآخر ؟
    • هل توجد أسس دستورية جرى أو يجري على أساسها إختيار القيادة ؟
    • هل الطرية الختمية هي الطريقة الصوفية الوحيدة التي يحتويها الحزب ؟ وماهي العلاقة بين الإرتباطية بين قيادة الختمية وقيادة الحزب ؟
    • ثم ماهي المعايير التي أوجدت الزعامة الحالية في قمة هرم الحزب القيادية؟
    بغض النظر عن هذه الاسئلة وماتحويه ، الاّ أنها تظل ماثلة في أي نقاش يتناول الشأن الإتحادي معه أو عليه . غير اننا سنمضي بالتحليل الي موضوع القيادة .. والتي تعني في مضمونها الجوهري عملية إتخاذ القرار وهي بالتالي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالسلطة بمعنى التنفيذ ، ولنا ان نلاحظ ان إتخاذ القرار يختلف عن صنع القرار الذي عادةً ما يناط بمستودعات الفكر Think Tanks في المنظمات المؤسسية ، فالقيادة لديها السلطة في إتخاذ او عدم إتخاذ القرار والسلطة بالمعنى المذكور هنا هي مجال مفتوح للمناقشة في الأساس مبنياً بالضرورة على رضاء الخاضعين للقيادة وفقاً للشروط المتواضع والمتعارف عليها.
    يحيلنا هذا التعريف الي العلاقة الشرطية بين القاعدة والقيادة والتي تتأسس على الرضا النابع من حرية الاختيار ، فإذا ما إنتفت هذه العلاقة الشرطية ، تصبح العلاقة بين القاعدة والقيادة علاقة إستبداد وخنوع لا علاقة لها بالمثل الديمقراطية .. فالمعروف عن الحزب السياسي لاسيما إن كان حزباً ليبرالياً مثل الحزب الإتحادي الديمقراطي يجب أن تتوفر فيه الشروط اللازمة والملزمة لجعل العلاقة بين القيادة والقاعدة علاقة حرة مبنية على الطوع في إختيار والقيادة والإلتزام بما تتخذه من قرارات في مقابل ان تلتزم القيادة بترجمة آمال القاعدة واشواقها الى واقع يتنادى الجميع لخلقه. مهما يكن فقد ميّز ماكس فيبرMax Weber بين ثلاثة أنواع من القيادة صنفها بالمسميات الآتية
    1. القيادة الكارزمية.
    2. القيادة التقليدية.
    3. القيادة القانونية العقلانية.
    النوع الأول من القيادة يتأسس على القرارات فوق العادية للقائد أو لإفكاره فكلمة كارزما Charisma تعني الجاذبية أو الموهبة والتي بإمكانها أن تُنشئ نوعاً من رابطة عاطفية بين القائد والجماهير التي تعتقد أن قائدها يمتلك مميزات فوق عادية وبالتالي يكونون حسب ذلك الاعتقاد مستعدين لأتباع أوامره دون أي مساءلة أو نقاش .. وطالما كانت الجماهير على إستعداد لأتباع القائد وبثقة عمياء فقد خلص فيبر ان هذا النوع من القيادة غير عقلاني .. وقد شهدت الحركة الإتحادية هذا النوع من القيادة إبان فترة الراحلين إسماعيل الأزهري والشريف حسين الهندي ، وهي فترة تأسيس الحزب الإتحادي الديمقراطي .. وقد كان لهذا الشكل من القيادة مايبرره في تلك الفترة ، والتي برزت فيها القيادات الكارزمية في كل بقاع العالم الثالث والتي كانت إما تناضل من اجل الإستقلال او لإتمام مرحلة التحرر الوطني امثآل ناصر ، تيوتو ، غاندي ، لومبما وبوتو وغيرهم. وقد إنتفت في الظرف الراهن ضرورات مثل هذا النوع من القيادة والذي يتداخل الى حد بعيد مع القائد الديماغوجي Demagogic حيث لايلقي هذا النوع من القادة بالاً لقضايا الفكر والتنظير بقدر ما يهتم باثارة حماس الجماهير في القضايا السياسة الملتهبة عبر الخطب والليالي السياسية الصاخبة ، والمفارقة انه مازال كثير من السياسيين في ظرفنا الراهن يتمثلون هذا النوع من القيادة ويتطلعون اليه رغم ان معطيات الواقع قد تجاوزته عملياً ، على عموم الامر فانه بالنظر الي قيادة كل من الأزهري والشريف حسين نجد ان قضايا الفكر كانت دائماً ماتقع موقعاً ثانوياً بالنسبة للمواقف السياسية Day today politics. بل ان قيادة الأزهري في فترة الديمقراطية الثانية قد تنصلت من مبادئها الليبرالية لصالح الخطاب الديني المنفلت الذي قضى بطرد النواب الشيوعيين من البرلمان ، حيث لم تلتفت قيادة الأزهري في ذاك الوقت الي الاصول النظرية التي يعتنقها الحزب. كما ان سياسة الشريف حسين قد إتسمت ان لم نقل بنوع من البراغماتية فإنها كانت تضع نصب عينيها الصراع السياسي الذي وصل لحد التحالف مع الاخوان المسلمون "لاسترداد الديموقراطية" وهم مع حزب الامة قد نبذو الشريف وحيداً يصارع في سلطة ايدولوجية بأسلحة سياسية ، الامر الذي لم يترك في الذاكرة الاتحادية الاّ نبل المواقف لذلك الرجل ، لكنه بالقطع لم يترك خطاباً فكرياً واضح القسمات ، بل حتى الاشتراكية التي كان يؤمن بها الشريف لم تأخذ حظها من التدعيم والتجذير النظري، بل راح يؤكد على مقولة لانستطيع أن نفهم فحواها الإ في سياق ضعف البنية الفكرية للحزب الإتحادي الديمقراطي وكوادره حيث كثيراً ما كان يتردد في أصداء حديثه عن الإشتراكية أنها من (الواقع السوداني) وأحياناً اخرى (لا تتعارض مع الإسلام) مع العلم بأن الإشتراكية التي تبناها الحزب كانت الإشتراكية الفابيانية أو الإشتراكية الديمقراطية .. إن الفراغ الذي خلفه هذان الراحلان على المستوى السياسي وعدم إهتمامهما بالجانب الفكري قد جعل من الإتحاديين أشبه ما يكون كقوم بلا أرض.
    النوع الثاني وهو التقليدية وهي تقوم على أساس قوة العادة، والقبول المطلق لتقاليد الجماعة ، وقد أشار فيبر الي أن هذا النوع من القيادة يعتمد على النظام البطريركي Patriarchy الأبوي الذي يتميز بسلطة الأب المطلقة على العشيرة أو الأسرة ، ومما هو واضح فإن هذا النوع غير عقلاني بطبيعة الحال لأنه لا يتأسس على أي نوع من المهارة أو الإتفاق العقلاني مع القاعدة .. وهو يمثل السمة الأبرز للمجتمعات ما قبل الحديثة كذلك إذ يمكن تصور هذا النوع من القيادة في العشيرة ، القبيلة أو الطائفة ، غير أن ما لا يمكن تصوره أن يكون هذا النوع مسقطاً على تشكيل حداثوي كالحزب السياسي .. هذا النوع من القيادة يمثله السيد محمد عثمان الميرغني ، والذي جاءت قيادته في فترة الفراغ الناجم عن رحيل القادة الكارزميين في الحزب. ولتأكيد أن قيادة الميرغني منذ ما بعد إنتفاضة 1985م قيادة تقليدية بالمعنى الفيبري – نسبةً لماكس فيبر – هي أن التسمية التي اطلقت عليه فور استلامه زمام الامور في الحزب لقب (راعي) والمعروف أن الراعي لقب غير دستوري وغير تنفيذي ، بمعنى انه يدخل في المسائل التشريفية البحتة بيد ان هذه القيادة ارتقت الى مواقع السلطة مع تقلبات الأوضاع السياسية وفي ظل عجز القيادة السياسية (الأمين العام الشريف زين العابدين) عن ان تقوم بدورها السياسي المرسوم لها ، لذا أخذت قيادة الميرغني تضطلع بمهمات تنفيذية بكل ما تحمل هذه الكلمة من مضامين بما في ذلك الإنفراد بإتخذ القرار. مهما يكن من أمر فقد إتسمت قيادة الميرغني للحزب بالتصرف المطلق وان العقلية التي تعامل بها في إدارة الحزب ، هي عقلية (صاحب الضيعة) او ان شئنا المقاربة "كأنه صاحب الوقف – الجبلاوي – في رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا" وهو في ذلك لم يتجاوز محددات واقطار بنيته الذهنية ، لاسيما في ظل تهالك الإتحاديين امامه خاصةً القادة الذين قذفت بهم صروف العمل السياسي في ظروف خاصة لأن يكونوا في قمة الهرم الإتحادي (المشيد بلا أساس) مثل سيد أحمد الحسين ، علي محمود حسنين ، الحاج مضوي ومحمد إسماعيل الأزهري ، حيث لم يستطع اي من هؤلاء أن يصبح قيادة كارزمية كما انهم لم يستطيعوا ان يشكلوا قوةً كابحةً Check Force لقيادة الميرغني وذلك ناتج عن قصور في تكوينهم الفكري وضعف قدراتهم التنظيمية ، ابعد من ذلك فإن اي منهم لم يستطع ان يدخل في نوع من المفاصلة مع قيادة الميرغني مؤسسة على مفاصل ايدولوجية واضحة ، لذا فقد تعامل معهم الميرغني بنوع متمادي من الزراية بلغت قمتها عند سفر بعضهم لحضور مفاوضات نيفاشا وفي توقيع اتفاق جدة الذي لم يكن اي منهم يعلم به ، بل لقد إتخذ الميرغني من دونهم مجموعة من خاصته وخلصائه من طائفة الختمية شهوداً على توقيع الإتفاق. وقد وصل أمر زراية الميرغني بالإتحاديين درجةً عين بها أخاه أحمد الميرغني نائباً له .. كما انه استطاع ان يلعب على حبل عقد المؤتمر العام للحزب بغير قليل من البراعة الشئ الذي صعد من الحركات المطالبة بالمؤسسية .
    إن قيادة الميرغني وبحسب تكوينه لاتتحدث فكراً لأنها فيما يبدو لاتعرف مفاصله ، فهي لاتشغل بالها به ولا تتورع من تمزيقه في اي منعطف كما فعلت مع الإشتراكية الديمقراطية في إتفاق جدة ، وكما فعلت مع فكر الحزب العلماني في برنامج الجمهورية الإسلامية 1985م والذي راحت تستعيض عنه بمقولات إلتفافية مثل المواطنة كما اقرت ذلك في مقررات اسمرا للقضايا المصيرية. وراحت تؤسس لخطاب تتردد اصداؤه في معظم احاديث الإتحاديين فحواه "ان الحزب الإتحادي حزب برامجي وليس فكري" .. كأن الفكر ليس مكوناً اساسياً من مكونات ما يعرف بالحزب السياسي ، بل لكأن الفكر ليس هو البرنامج الإستراتيجي.
    ان النقد الذي يواجهه الميرغني لا ينبع الإ من توق الإتحاديين لخلق نوع جديد من القيادة هي النوع الثالث مما وصفه فيبر وهو النوع العقلاني القانوني وهو اقل انواع القيادة شخصانية Impersonal ففيه تكون صفة العلاقة بين القاعدة والقيادة ذات طبيعة قانونية ، بغض النظر عن الصفات الشخصية أو الوضع الإجتماعي. وهو نوع كفيل بأن يؤمن أقصى حد من الحماية ضد الإستبداد والإعتباطية.

    محمد عبد الحميد
    KHARTOUM SUDAN




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de