|
حــزن هــذه الليـلة !!!
|
هذه الليلة، وحيد تماما حتى من نفسي !! أوقد شموعي لأستذكر كل الصوفية الذين مروا من هنا. لماذا ترى قرع الحزن على مصطفى نواقيسه، متزامنا مع حزن مبهم، غامض، انبجس فجأة في دواخلي، مذكرا إياي بطعم الحياة المالح... بعد والدي ؟! ألأنهما، رمزان لعطاء يندر وجوده ؟! حتى يا مصطفى، حتى أحزاننا الخاصة، تغلغلت فيها. سأسهر معك إلى الصباح... نتسكع في شوارع الحزن بحثا عن "مارتن " !! نستذكره أيضا هذه الأيام. لوثر كينج... يا مصطفى، كان يشبهك أيضا. لماذا هم العظماء يرحلون في يناير ؟! هل بمقدورك يا حبيبي إطفاء حرائقي هذه الليلة ؟! مشتعل أنا بك، وبأبي، وبالحزن الفاجع حد الموت !! لماذا أنت موجود في حياتي كلها، وفي طقوسي، وتفاصيلي. مزروع كنجيمات الصبح، وكرائحة القهوة، ووجه أمي !! هل أقوى على هذه الليلة يا "حبيبي الأول"... ويا "صديقي الأخير" ؟! أين أنت يا يحيى فضل الله، ومتى سنمارس البكاء جهرة على هذا الكائن الشاهق فوق تراب الوطن ؟ أليس جرحا يا مصطفي أن تهاجر العصافير كلها، لتبكي وحيدة في كل أصقاع الدنيا، تبكي فقدك، وتبكي أحزانها الخاصة، وتبكي _ خلسة _ جرح الوطن النازف !! هل تقوى حنجرتك _ صديقي الموصلي _ في هذه الليلة المخنوقة بالبكاء، على إشهار أغنية لمصطفى في وجوهنا ؟! حبيبي محمد مدني، لا زلت أنت مملوءا بالحزن، تبتلعك المدن الصامتة، المدن التي تجيد قتل الخيول، ومعاقرة "الكلام المغتغت وفاضي وخمج " !! شيبا... لك عزاء خاص و"متجدد" وليحيى فضل الله كل البكاء المر !! لكن.... لن يكف حلم مصطفى بـ ( مشرع الحلم الفسيح ) و( الأمل) عن ضرب خيمته في قلوبنا وعقولنا. مصطفى ... دعني الآن لحزني
|
|
|
|
|
|