أيها البورداب في مشارق الأرض ومغاربها، وأخص بالذكر بورداب السعودية والخليج، اسمحوا لي أن أتقدم بالنيابة عنكم للدكتورة سارة بنت تاج السر عثمان ولوالدها ووالدتها وأسرتها بالتهنئة الحارة لهذا النجاح الباهر..
الطالبة / سارة السر عثمان الطيب(ابنة شاعرنا الكبير) ، درست الإبتدائي بالسودان ، إلتحقت الأسرة بوالدها في جدة ، فدرست سارة المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدينة جدة .
جلست سارة لامتحان الشهادة الثانوية في العام الدراسي 1996-1997م "مساق علمي" وحققت نجاحاً باهراً بنسبة 7ر98% (شهادة عربية) . قدمت سارة رغباتها الدراسية حسب النماذج المعتمدة بالسودان وكانت رغبتها الأولى هي "طب الخرطوم" ، والرغبة الثانية "طب الإسلامية"، ثم بعض رغبات أخرى .
تعرضت سارة وزملاؤها من أبناء المغتربين إلى إقتطاع وحسم جائر من نسبتهم المتحصلة بلغ في ذلك العام 5ر11% !!! فكان إن لم تستوعب سارة في طب الخرطوم وتم قبولها "قبول عام " في طب الاسلامية ، وبرسوم دراسية قدرها (500) دولار سنوياً .
مضت السنوات سريعاً ، وسارة (صاحبة الشهادة العربية ) تنتقل من صفِ دراسي إلى آخر في كلية الطب بجامعة أم درمان الإسلامية بنجاح متواصل ، دون أن ترسب في أي مادة خلال سنوات الدراسة الست .
وبنهاية رحلة الحصاد العلمي والكد والجهد والعرق ، جلست سارة للإمتحانات النهائية ضمن (250) طالب وطالبة هم أمل السودان في أطباء المستقبل . ومن بين هذا الحشد المتنافس الطامح في التخرج بنجاح ، لم تكتف سارة بالنجاح في كل المواد (all through) ، لكنها تفوقت وحصدت بكل اقتدار جائزة الكلية (faculty prize) في الجراحة (surgery) ، وجائزة الكلية في طب الأطفال (pediatrics) . وهما جائزتان من بين خمس جوائز تشمل أيضاً أمراض النساء وطب المجتمع والأمراض الباطنية. وتمنح الجائزة في كل علم من هذه العلوم للطالب أو الطالبة الحائزة على أفضل درجة في الإمتحانات النهائية . أي أن سارة وحدها حصدت خمسي الجوائز المخصصة من الكلية لكل الطلاب الممتحنين بنهاية العام وعددهم (250) طالباً وطالبةً .
ومعروف أن أهمية جائزة الكلية ليست في قيمتها المادية ، لكن الجائزة تعتبر فوزاً تاريخياً يظل مقيداً باسم الطالب في سجلات الكلية . كما أن الجائزة تؤهل الطالب الفائز للعمل بالكلية كمعيد وتفتح أمامه آفاقاً واسعة للعطاء في أحد المجالات الطبية والتخصص وفقاً لرغبته .
هذا النجاح الباهر للطالبة سارة السرعثمان الطيب وكانت قد امتحنت الشهادة الثانوية من جدة كما أسلفنا ، أي أنها من حملة الشهادة العربية ، نهديه إلى كل المغتربين وإلى جميع أبنائهم ... ونقدمه تحدياً للذين ما انفكوا يسلبون من أبناء المغتربين درجاتهم المستحقة في شهاداتهم العربية، في أكبر واقعة ظلم وجور يشهدها تاريخ التعليم في العالم بأسره. ولهؤلاء نقول : ها هم أبناء المغتربين بشهاداتهم العربية يتفوقون ويتميزون .. فماذا أنتم فاعلون .؟؟
ــــ
يتبع.. قصيدة وصية شاعرنا السر عثمان لإبنته الطبيبة سارة المتخرجة حديثايقول في مطلعها:
سارة .. هاكْ منِّي الوصية
أبقي مية
أبقي مية على البلد
وابقي مية
على الغلابا المـُتْعَبيـن
طبِّبيهُنْ ..
المساكين الضُّعاف
البيحلمو بي رغيفة
جوعى .. والغيرُن ، بطونُنْ
فيها كُلْ مايسري يمري
الفتارى المُرهَقين
البحوموا على المكاتب
من صباحات الله بدري
لاجوا كايسين الوظيفة
لما تتسدَّ المكاتب في وشيهُنْ
ثم يلقوا الدنيا ذاتا
بابا مقفول في وشيهُنْ
**
طبِّبيهُن
البِهنقِلوا بالشوارع
البلمُّولْنا القمايم
من وسخنا ينضِّفونا
لما يرجعوا لي جحور الطين
يساهروا
ويصحوا طول الليل يكحوا
وبكرة في شارع الدكاترة
طول نهاراتُنْ يزحُّوا
والشمس تلفح وشيهُنْ
مابي كرعينُن تشيلُنْ
من كُـتُـر ساساق مشيهُنْ