دخان الطلح

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2003, 05:53 PM

EMU إيمو
<aEMU إيمو
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 2924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دخان الطلح

    أولاً التحية من داخل قلبي لصاحب / صاحبة هذه القصة الجميلة
    نرجو من يعرف صاحبها ان يعلمنا
    هذه القصة بعث بها إلي صديقة من ليبيا معربة عن إعجابها
    وتذكرني في ببرنامج أوراق في اذاعة البي بي سي والذي كنا
    من متابعيه ومراسليه

    وإليكم القصة الرائعة

    يتخلل الدخان بين مسامات جلدي، أحس أني انتمي الي تلك النداوة، دخان الطلح يتسرب من بين فتحات النافذة المغلقة ومن بين فتحات باب غرفتي المغلق، هذا الصباح جلست على حفرة الدخان، أحاول بذلك ان امنح جسدي نداوته، أهيىء نفسي للدخول في تحقيق حلمي بزواجي من (عبد الباسط)، من وراء كثافة الدخان داخل غرفتي أتأمل اللوحة المعلقة على الجدار الذي أمامي، بخط يدى كنت قد كتبت هذه الجملة الشفيفة، كان ذلك أيام دراستى فى كلية المعلمات، لازلت أمارس علاقتى بفن الخط، من وراء غلالة الدخان، تتعلق عيونى بحروف تلك الجملة، كل حرف فيها يعيدني الي ذلك الزمن الجميل، عيوني تمتص حروف تلك الجملة:
    (ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء).
    أتامل هذا التضاد المعلن بين الحروف السوداء وبياض الورقة الذي كتبت عليه، البرواز تأكل بعض الشىء، أحس بالدخان وهو يخرج متسرباً من بين فتحات الشملة تحت أقدامي ومن على عنقي، أحس به يداعب أحلامي، ها أنذا أدخل في مجمرة من العبق هذا الصباح وكأني ادخل مجمرة عواطفى تلك التى تحرضنى على حياة جديدة، جديدة ولكنها تعربد فيها أحلامي القديمة ، أتابع بعيوني حركة الدخان الشفيفة وأحس بأن جسدي ينضج بالندواة، بعد اسبوع سيتم عقد قراني بعبد الباسط، بالأمس جاءني عبد الباسط، جاء وقد ترك خلفه كل اعتراضات أسرته على زواجه بي، حكى لي كيف أن أخاه(حسب الرسول) إعترض على هذه الزيجة ولوح في وجهه بأن الأسرة كلها ستقاطعه إذا تم ذلك الأمر، إنها نفس تلك الإعتراضات جاء منتميا الي وخرج بعد أن حددنا موعد عقد القران، وها أنذا أجلس هذا الصباح على حفرة الدخان، أدخل هذا الطقس الأنثوي منتمية الى البحث عن نداوة جسدي، منتمية الي عاطفة بكر برغم كل تراكمات السنين والأحداث، تراكمات الوقائع وانكسارات الأحلام، تراكمات ، تراكمات ، أهرب منها وأراني صبية تحلم بفارس أحلامها، الدخان يتسرب من بين ثنايا الشملة موزعها لهيب عاطفتى تلك على كل أنحاء الغرفة، أذوب بكل مسامي في إشتهاءاتي لتلك اللحظة.أنظر الي الساعة الموضوعة على المنضدة القريبة مني كي أعرف كم من الزمن قد قضيته داخل الشملة، أتناول الصندوق من على المنضدة، أشعل واحدة كي أضيف نوعاً آخر من الدخان الي ذلك الدخان الخاص الذي يتحسس أنوثتى المهيأة تماماً للدخول فى حياة جديدة ستعيدنى حتماً الي خصوبتي ، تري هل لا زلت خصبة؟كم يقلقنى هذا السؤال، لا تحتمل الأنثى فقدان الخصوبة، أتلذذ أغرق في إسترخاء عميق، أعتلى قمة شهوتي، أتحسس إنفعالاتي الأنثوية النقية والدخان يعبق يملأ فضاء الغرفة، عطر الطلح يقذف بي الي هناك الي حيث تتجوهر أنوثتي معلنة رغباتها الخفية الي ذلك الإحساس الشفيف الذي ينبض بين عروقى تلك التي أحس بها وقد تهيأت لخصوبتها ، أغمض عيوني وأرحل في عوالم إشتهاءاتي، أغفو وأراني أوزع عاطفنتي ورغباتي في خيوط الدخان الذي يلفني ويتسرب من بين ثنايا الشملة،أنا أجلس على نار شفيفة تجادل أنوثتي وتذهب بها نحو تلك الندواة، أموع بين كثافة الدخان المعطر، أصابع قدمى أحس بها ندية، أتحسس بأناملى الساقين وأتحسس ندواة جسدى وأنا ادخل هذه المجمرة، العرق ينتج من جسدى بسبب تلك السخونة التي أغرق جسدى فيها.
    أنظر مرة أخرى الي الساعة وأحس بأنى مكتفية هذا الصباح بهذا القدر من البحث عن ندواتي، أزيح الشملة من جسدى وأنهض، أتامل جسدي وقد بدأ يتجمد بدخان الطلح، أطفىء برشة ماء حفرة الدخان، أرتدي ملابسي واسترخي على السرير، أشعل واحدة أخرى، أفتح النافذة كي يتجول ذلك الدخان المعطر في الفضاء ، أفكر في الخروج، لابد من ذلك، أفتح باب الغرفة، أجلس على العنقريب في الراكوبة ، أشرب كوب ماء من الزير، أدخل غرفتى مرة أخرى، أرتدى ملابس الخروج، أحس بأني خفيفة كنسمة في هذا الصباح، أسقى شجرة الليمون الصغيرة، أحواض الزهور، أفتح الباب الخارجي، أغلقه بالمفتاح من الخارج.
    هاهى (حبوبة بتول) تجلس أمام بيتها، لا أستطيع أن أتفاداها ، لابد أن أمر بها أقتربت منها وهاهي تستقبل قدومي اليها بلهفة:
    (صباح الخير) (يسعد صباحك)، على وين/"مشاوير قريبة"
    "هي كدى تعالي، شوفي البامية دي"/"بجيك راجعة"/"الرسول كان تجى"
    لا مفر منها أبداً، غيرت إتجاهي اليها.
    "البامية دي سمحة وحاتك، بتخاطفوها أخلي ليك منها، كومين ولا تلاتة"/"كويس ، خلي لي ثلاثة أكوام"/
    "أها دحين وين ماشة"/"مشاوير قريبة، بجيك راجعة"/"الرسول كان تقعدي، خشم خشمين"/
    "بجي بعدين أتونس معاك أنا مستعجلة يا حاجة"/"العجلة من الشيطان،هي الدنيا طايرة وين"/
    نهضت من جلستها واقتربت مني متحمسة وملأت أنفها بدخان الطلح الذي يعبق مني.
    "كدي كدي، دخان السرور، الدخان ده شيلتي الصباح ده ولا شنو"/"آي يا حاجة بتول"أها خليتك بعافية"/
    وتحركت منها إلا أنها لاحقتني بخطواتها وأمسكت بيدي وجرجرتني نحوها...
    "هي تعالي، ماسمعتي نفيسة قالت شنو؟"/"نفيسة منو؟"/"نفيسة أخت عبد الباسط"/
    "أها مالا"/"وحاتك قالت مريم دي ما بتخلي عبد الباسط الا يمشوا لي فكي"/"فكي؟؟"/
    "أي وهسة قالوا الليلة ماشين فريق الفلاتة الوراني عشان يطفشوا عبد الباسط دم منك، هو العرس متين يا مريم؟"/"بعد إسبوع"/..
    وهربت من إلحاح"حبوبة بتول" وصوتها يلاحقنى:
    "يا بتى كان في قسمة خلاص، الا عاد كان مافي قسمة دخانك ده يبقي بندق في بحر ساكت"/
    هربت منها وأعرف أن موضوع دخاني سيكون بمثابة خبر جديد ستنتقل به(حبوبة بتول) بين أذان نساء الحي، لايهم، أدلف الي ذلك الزقاق الضيق الذي سيخرج بي الي تلك الفسحة أمام السوق، خطواتي أحس بها خفيفة، نادرا ما أخرج فى الصباح ولكن هذا الصباح كانت بي رغبة حارقة فى الخروج، لابد من البحث عن الشيخ (مصطفى الدرويش) غيابه عن مملكة الأحلام أصابنى بنوع من القلق، لا احتمل هذا الغياب خاصة وأن الشيخ (مصطفى الدرويش) يمر بهذا التحول إضافة الي أن وجوده في عقد قراني أمر له وقع خاص عندي، لذلك قررت أن أبحث عنه، كنت أسمع أنه لم يعد يتجول كعادته لذلك قررت ان اذهب اليه في منزله بحي (العصاصير) خرجت من ذلك الزقاق الي تلك الفسحة متجهة الي السوق، لابد من عبور السوق حتى أصل الى حى العصاصير، أحس بخطواتى تمتلك نشوتها الخاصة وانا اقترب من السوق، حركة الصباح في السوق تشعرني بإستمرار الحياة، زحمة زنك الخضار الحميمة، الأكشاك الصغيرة المرصوصة في الجانب المقابل للجزراة، عربات الكارو التي تقودها الحمير تربط بين أول السوق وآخرها منتقلة بأصناف مختلفة من البضائع تحمل وتفرغ ويتجه بعضها الى(السوق البرة) أحس بالعيون تتابعني وأنا أقترب من الجزارة، كنت أريد أن أسأل (حمد الجزار) عن الشيخ (مصطفى الدرويش)لعله يعرف شيئاً عنه، إقتربت من تربيزة(حمد) استقبلني ببشاشة معلنة.
    "خطوةعزيزة يا مريم"/"ازيك يا حمد"/"مرحب بيك يا مريم، عايزة لحمة؟"
    "لا أبداً"
    كان "ود النصيح" يقف أمام تربيزة"حمد" فأحتج بصوته الواهن قائلاً:"ما تمشيني يا ولدي"/
    "كدي بايع جدك ده أول"
    كان "ود النصيح" قد تجاوز السبعين لكنه كان لا يتخلى عن حيويته مطلقاً
    "أها يا جدو، طلباتك"/"أديني أوقتين ضان"/ابتسمت أنا وقررت أن أتابع هذه المبايعة ذات الأصداء القديمة، لازال "ود النصيح" يتعامل بالأوقة، وهو الآن في حالة خرفه ذلك الطريف يتعامل بأسعار قديمة، أسعار الأربعينات، مسجون في ذلك الزمن القديم، يتعامل مع كل الأسواق بأسعار ذلك الزمن والغريب أنه يمتلك عملة ذلك الزمن ، ويتعامل بالمليم، يقال أنه كان يدخر تلك العملة القديمة بدفنها تحت شجرة مهوقنى كبيرة في منزله، وقد أخرج ذلك الكنز في لحظة تجلى وأصبح يتعامل بتلك العملة القديمة فى سوق البلدة، يدفع بالمليم في زمن أصبحت فيه الأسعار بالجنيهات وأجبر "ود النصيح" كل سوق البلدة على ذلك بعد أن تم إتفاق سرى بين التجار فى السوق وبين أسرته فهو يدفع بالمليم ويحاسب التجار أٍرته بعد ذلك على ما يأخذ بأسعار اليوم، أتابع عملية الشراء والبيع بين "ودالنصيح" و"حمد" طلب "ود النصيح" الخرافي، أدخل "ودالنصيح" يده في جيبه وبأصابع مرتجفة بفعل الزمن وتلك الشيخوخة التي يحاول أن يتمرد عليها أخرج مبلغ ثلاثة ملاليم وعطاها لحمد الجزار الذي أخذها منه قائلا:"لكن يا جدو الأوقه ما بقت بى مليمين" وهنا صرخ "ود النصيح" في وجه "حمد" الجزار مشهراً سبابته المرتجفة في وجهه:
    "يا ود إنت حرامى ولا شنو متين بقت الأوقة بى مليمين، الأوقة بين مليم ونص مليم"
    وحمل "ود النصيح" لفافة اللحم ووضعها داخل تلك القفة القديمة وتحرك بخطوات مرتجفة بينما شاركت "حمد" الجزار ضحكته تلك الحميمة.
    وابتعد"ود النصيح"عن الجزارة متجها الي زنك الخضار بملاليمه تلك وبخرفه ذلك الذي سجن ذاكرته في زمن قديم.
    "أكتر زول مروق فى البلد دى هو جدك" "ودالنصيح"/"والله مروق ، هسه يا حمد الملاليم دى بتعمل بها شنو؟؟"
    "ما مشكلة ، هو ما بشترى اللحمة الا مني وبعد ذلك بحاسب أولادو، اولادو متفقين معاى علي كده"/
    "قلت ليك يا حمد، قريب ده شفتا الشيخ مصطفى الدرويش"/"لا ده أختفى من السوق خالص ما قاعد يجى ليهو زمن"/
    "يعنى كان مشيت بيتم في العصاير بلقاهو؟"/"والله يا مريم علمى علمك"/"طيب مع السلامة"
    مررت بكشك المرطبات الذى كان يعمل فيه"على" لا زال الكشك مغلقاً ، عاودني ذلك الإحساس الكثيف بالفقد، كنت حين آتى الي السوق لابد أن أمر ب"على" كان هذا المكان تضج فيه الحيوية، هاهو الآن تسيطر عليه الكآبة، حين اقتربت من صف الدكاكين لمحني "جاد المولى" واعترض طريقي بوقاحتة الازلية، يبدو أنه سمع بمشروع زواجى من "عبد الباسط" نظر الى بقسوة قائلا""ماكنت عارف يا مريم انك بتكرهيني للدرجة دي"/ "هسع إن شاء الله تكون عرفت"
    وأزحته من طريقي وتجاوزته متجهة الي الشارع الضيق الذي سيؤدي بي الي حي (العصاصير)، تركت ضجة السوق الصباحية خلفي ، أحس بخطواتي متلهفة الي لقاء الشيخ"مصطفى الدرويش" ذلك الكائن الشفيف، ترى هل ساجده؟ سبق أن زرته في هذا البيت، عاودته فيه حين كان مريضاً بالملاريا ، له غرفة بعيدة عن باقي الغرف في البيت، يبدو أنه كان منعزلاً عن أفراد أسرته المكونه من والدته المقعدة بسبب الشلل وأخته الوحيدة العانس وأخية"محمدين" هو الذى يدير تلك العصارة التي تركها لهم والده،"محمدين" ترك الشيخ مصطفى الدرويش لتهويماته الصوفيه ولم يحاول إجباره على العمل في العصارة،كانت العلاقة بينهما حميمة أو هكذا أحسست بذلك حين زرته.
    إقتربت الآن من حى "العصاصير"وتستقبلني روائح المكان الخاصة ، رائحة السمسم المعصور وأصوات جمال العصارة تلك المنهكة والمختلطة بأصوات العصارة نفسها، أدخل في زقاق ضيق وأدلف يميناً الي حيث يوجد بيت الشيخ"مصطفى الدرويش" أنقر بأصابعي على الباب، تفتح لي طفلة صغيرة هى بنت "محمدين" أدخل الي الداخل، أرفع صوتى بالسلام تخرج"رقية" أخت الشيخ مصطفى العانس من الغرفة القريبة من الباب ، تبدو عجفاء ويابسة الملامح تعتصرنى يدها المخشوشنة بالسلام..(إتفضلي)..
    وأدخل معها الي الغرفة تجلسنى على السرير، تتفحصني بنظرات فيها من الفضول ما يكفي لارتباكي، تخرج من الغرفة ، أتجول بنظراتي حول الغرفة، تدخل "رقية"حاملة الي كوب ماء، قبل أن أشرب أسألها"مصطفى موجود"/
    "مصطفى أخوي سافر الصعيد"/"متين؟"/"قبل أربعة أيام"/"إن شاء الله خير"/
    "خير"/"مشى لي غرض يعني..ولا"/"والله ياهو سافر الا ما قال لينا غرضو شنو"/ "ما قال بجى متين"/"كان ما جاء الليلة بجى باكر، إنتي مغروضة فيهو"/ "والله طول ما جانا، قلت أشوفو مالو"/"كتر خيرك"/"ممكن اخلى ليهو وصية ، بلقي عندك ورقة وقلم"/
    ونهضت رقية مدهوشة وبحثت عن ورقة وقلم وجاءتني بقلم رصاص وكراسة قديمة، نزعت منها ورقة وكتبت عليها:
    "الشيخ مصطفى..تحياتى وودي..لماذا هذا الغياب؟أسمع عنك أخباراً غريبة..حضرت الى منزلكم وعلمت انك سافرت الى الصعيد..سأتزوج عبد الباسط..لابد من حضورك..أحتاج اليك..أختك مريم"
    طبقت الورقة ومددتها الي "رقية" التي كانت تنظر الي بدهشة لا توصف.
    "لما يجي أديهو الورقة دي"
    وهممت بالوقوف كي أخرج وخرجت"رقية"من دهشتها لتقول لي
    "هي عليك النبي أفطري معانا"/"معليش مشوارى طويل"/"هي الفطور جاهز، عليك النبي كان تقعدي"/
    ولاحقتني باصرارها ذلك الحميم حتى خرجت..
    في عودتي عبرت السوق اشتريت بعض الحاجيات، كانت الحركة في السوق قد هدأت قليلاً وحين خرجت من السوق الي تلك الفسحة تكاثف في القلق على الشيخ(مصطفى الدرويش).ضجت في ذهني التساؤلات، كنت أرغب أن أعرف ما الذي حدث له، ماسر هذا التحول الذي سمعت عنه، خطواتي أصبحت هامدة بعض الشىء وأنا أعود بخطوات هامدة دون أن ألتقى به ترى هل سيعود؟
    عبرت الفسحة ودخلت في ذلك الزقاق، في منتصفه قابلني"حسب الرسول"شقيق"عبد الباسط" الأكبر قادماً من الجهة الأخرى بدراجته وحين وصلنى نزل من على الدراجه وقذف بها على الأرض وأندفع نحوي، صارخا في وجهي:
    "شوفى يا مريم، أنا مشيت ليك في البيت، ابعدي عن عبد الباسط ولا ما حيحصل خير"/"إنت مالك هايج كده"!/
    "والما بهيجني شنو، شوفي يا مريم قصر الكلام عبد الباسط مصر يتزوجك ونحنا في البيت، البيت كلو رافض العرس ده، ولوده حصل نحن حنتبرأ منو، لاهو مننا ولا نحنا بنخصو، عشان كده أنا جيت أقول ليك ما في داعي للزواج ده، ما معقول يا مريم الموضوع دا إتحسم زمان تاني الرجعو شنو؟ دي حكاية غريبة!
    أزحته عن طريقى وتجاوزته لكنه ظل يلاحقني بالشتائم والصراخ حتى أن أبواب البيوت على جانبي الزقاق، قد فتحت وأطل منها ذلك الفضول الذي إحتل عيون الذين على تلك الأبواب وخاصة عيون النساء، لم أهتم بصراخة وشتائمه وهو يتابعني وأنا أعبر ذلك الزقاق، أعبر ذلك الفضول القاتل، خرجت من الزقاق"وحسب الرسول" يقود دراجته خلفى ويشتمني وأنا أمشي، مررت بحاجة"بتول""وحسب الرسول"خلفي بشتائمه الصارخة وصلت الي بيتي وانضمت"حبوبة بتول" الي ذلك الحدث وتركت مكانها وتابعت"حسب الرسول" وشتائمه، إقترب مني وأنا أمام بيتى، قذف مرة أخرى بدراجته على الأ{ض، وإقترب مني وأنا ألوذ بصمتي وأحاول أن أدخل المفتاح كى أدخل بيتى، صرخاته الشاتمة جعلت أبواب الجيران تفتح ليصبح لهذه المشاجرة جمهور من نساء وأطفال الجيران، وبعض العاطلين من الشباب،"حبوبة بتول" تقترب اكثر بتلذذها المعتاد وحين تمادي"حسب الرسول" أكثر وجذب يدي ليسقط المفتاح على الأرض، حاولت أن أتمسك بصمتي ولكنه صرخ في وجهى قائلاً"شوفي نحن دمنا ما بنخلطوا بدم الخدم والعبيد".
    وبقوتي كلها ، صفعته على وجهه صفعة قوية حتى كاد أن يسقط مترنحاً على الأرض، وتدخل بعضهم بيني وبينه، التقطت المفتاح من على الأرض فتحت بابي ودخلت وأغلقته خلفي، ولاحقتني شتائمه اللاذعة والصارخة وأنا استلقى منهكة على العنقريب في الراكوبة، وأخرجت آهة عميقة من داخلي ضد كل تلك الضجة التي في الخارج








                  

12-29-2003, 06:09 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دخان الطلح (Re: EMU إيمو)

    ايمو كل سنة وانت طيب
    دا يحي فضل الله
    والنص دا اتنشر في البورد دا قبل كدا
    بس اظنه ما تام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de