|
هدايا الآفريكانز
|
هدايا الآفريكانز أمير تاج السر لا يعلم أولئك الآفارقة الذين يحاولون الصيد في ماء التكنلوجيا ، ويبعثون بتلك الرسائل المريبة إلى بريدي الإليكتروني بشكل منتظم ، أنهم لا يهدونني الملايين التي يكتبونها بكل ثقة ، ولا تلك السيناريوهات الساذجة التي لن تصلح حتى فيلما رديئا من إنتاج الخمسينيات من القرن الماضي ، ولكنهم يهدونني أسماء روائية حارة ومبهَّرة ، ولا يمكن أن تلامس خيالي وتهرب منه .وأكاد أحس بكل اسم ورد في رسائل الصيد تلك ، شخصا مكتوبا يمشي على نصي ، وينام داخله . رسالة من واحد اسمه ( كوفي ذهب ) يريدني ابن إخت مزيف لعميل مهم في المصرف الذي يعمل به في غرب أفريقيا،و مات في حادث تحطم طائرة ،تاركا ثروة منسية يسيل لها اللعاب ،ولا يمكن تركها لتضيع، وكان اسمه ( حكيم نبوية ) .ورسالة من ( فطومة أباتشي ) التي تقيم في زائير ، تعلن فيها أنها ابنة زعيم قتل في السجن وكان يخبئ رزمة من الملايين والآن تريد مقاسمتها معي ، وأخرى من ( بربري دهيم ) الذي كان حارسا لواحد من الشخصيات الكبيرة ، وفر الزعيم خوفا من حرب أو انقلاب على سلطته وترك بحوزة ذلك ( البربري ) الثروة الطائلة التي ستفيدنا أنا وهو معا .. رسائل كثيرة ترد وتمسح من على بريدي الذي حاولت أن أجعله نظبفا ولكن عيب التكنولوجيا برغم فائدتها الكبيرة،هو تلك الثغرات التي يمكن أن يتسلل منها السخف بين حين وآخر . أتوقف عند تلك الأسماء الهدايا التي وصلتني ..ف( كوفي ذهب ) المصرفي المزعوم ، هو في نصي قد يكون ذلك الترزي المغمور في بلدة ( توجار ) الذي ينحدر من قبيلة ( التكارنة)، والذي حاول مرارا أن يغير من مهنته كخياط رجالي للعمائم والجلابيب،ويصبح خياطا للسيدات ، وذلك من أن أجل أن بفصل قميصا للفرنسية ( ك.ك ) التي كانت عاملة إغاثة في تلك الأصقاع ، وتحولت إلى ( فينوس ) ريفية ، تتبعها الخطوات ، وتسعى العمائم والجلابيب إلى كسب ودَّها . وفطومة أباتشي ، هي نفسها ( فطومة أكرع ) التي كانت إحدى مريضات الضغط في البلدة البعيدة ، وتجاهلت نصائحي التي كانت تمنعها من طبق ( الأقاشي ) المصنوع من لحم دسم وفلفل حار ، لترقد في النهاية مقعدة بفضل النزيف المخي الذي لم يترك لها حاسة إلا أكلها . أما ( بربري دهيم ) فقد جاءني في جرح كما يقول المثل ، فخلال سياحتي في الأسماء التي أعرفها ولا أعرفها بحثا عن اسم لشخصيتي الرئيسية في رواية ( العطر الفرنسي ) التي سأبدأ كتابتها قريبا ، بإيحاء من ذكريات بعيدة ، لم أعثر على الاسم المطلوب ،كانت أسماء البيئة عديدة ، ولكن النص أبى أن يستعير واحدا منها وكان ذلك سببا في تأخر البداية ، والتي أقول دائما أنها عصب النص أو شريانه المفتوح لتدفق الدم النصي ،وما أن استلمت رسالة ( البربري ) تلك حتى رقصت طربا .. لقد كان بالفعل كنزا جاءني ليصطاد ، ولكن نصي صاده. لن أتحدث عن ذلك الاسم الفذ ( حكيم نبوية ) الآن وذلك ببساطة شديدة أنه الاسم الرواية ، أو الاسم الذي يساوي ثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط .. ومطبوعا في دار نشر مهمة . تلك كانت نماذج من هدايا ( الآفريكانز ) التي تأتي باستمرار ، وأظنهم لو علموا لمن يكتبون لما كتبوا مرة أخرى ، ولذهبوا بثرواتهم المزعومة تلك إلى عقول أكثر سذاجة من عقل كاتب يحب الأسماء الغريبة إلى درجة الجنون .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: الجندرية)
|
يا هاكرز الأفريكانز لا توقفوا الصيد في ماء التكنلوجيا
أمير@إبداع.فن
حتى لا نحرم من صيده
Quote: شفت دا الفرق بينا نحن معشر الدهماء والرجرجه وبينكم / ن انتم /ن معشر المبدعين / ات |
الجندرية .. أمنحينا قليلا من دهمائك و رجرجتك لنمح العالم أدبا
و هكذا تواضع أهل بلادى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: Ali Alhalawi)
|
مرحبا يانسيب .. أشكرك بشدة ..وحقيقة كما تعرف إن الابداع ينبع من كل شيء وهؤلاء الأفارقة مفيدون جدا .هل تعلم إنني قرأت مرة حوارا مع شخص في جريدة سودانية ومن ذلك الحوار كتبت روايتي الأخيرة التي لم أنشرها حتى الآن .. ؟ على الحلاوي كتاباتك ذات نكهة مميزة .. استمر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: الجندرية)
|
العزيز امير احد معارفي من المحتالين العالميين قال لي من الصعب بل يستحيل خداع الاغبياء . لانهم يعرفون حدودهم و لكن من السهل خداع الاذكياء لانهم لا يتصورون انه يمكن خداعهم نسبه لذكائهم . و لهم عادة اطماع و تطلعات و لهذا يسهل خداعهم . عندما كانت الاخت اناليزا الامين سفيره في غانا و هي زوجة احد اولاد امدرمان ان قالت لي انه يصعب التعامل مع الغانيين لانهم يعمدون الي الغش في كل شئ ، و حتي اذا طلب الانسان وثيقه من مكتب رئيس الجمهوريه، يتحصلون عليها . فقلت لها هل هم في سوء النيجيريين ، فقالت النيجيريون حاله خاصه و لكن الغانيين كادوا ان يصلوا مرحلتهم . جميل ان تتطرق لهذا الموضوع يا امير لان السودانيين عادة غافلون ( ما بعرفوا الشدايد ) . في افلام مدوره من الستينات اولها فلوس( اوساجيفو) او الرئيس ( نكروما ) و لقد تحصل الغانيون علي ملايين الدولارات من شركات و افراد في امريكا و اوربا زاعمين انهم ورثة ( نكروما ) و انه بعد الحصول علي حساباته في سويسرا سيدفعون الفلوس مضاعفه . و في الثمنينات و التسعينات اغروا بعض الشركات بانهم يريدون ان يخرجوا عشرات الملايين من الدولارات و يريدون من الشركه ان تعطيهم فواتير بالمبلغ و حسابهم في البنك . ثم يطلبون من الشركه ارسال مندوب لاكمال الاجرائات . و عند حضور المندوب يدخلونه من المطار بدون ختم جوازه . ثم يمسكون بالمندوب و الجواز و يطالبون الشركه بدفع مبلغ معين و الا لن يروا المندوب . و سيبلغون السلطات في البلدين علي ضوء الوثائق التي عندهم التي تثبت ان الشركه ضالعه في عمليات تزوير و تهريب. و بعد ارسال المبلغ لان اسرة المبعوث تكون قد جننت الشركه يطالب الافارقه بمبلغ جديد . من العاده ان اعتبر الاوربيين و الامريكان اغبياء و غير قادرين علي التصرف بمعني الحداقه و اللحلحه . و لكن عندما يقول لي اي اوربي اني قد عملت في نيجريا اقول له لك احترامي . الاستاذ احمد بدري عمل في نيجريا لسنين طويله . ياليته يحدثنا عن تجاربه . اخونا ع.س مدير مكتبنا في ابوظبي . كان ملخوما و مشغولا قبل عدة سنوات و كل ما اتصل به يقول ( انا مشغول حسه بس اديني يومين تلاته ) و اخيرا قال ( عندي سفره صغيره كده ، لمن اجي راجع بنشوف المواضيع دي ) . و بعد الحاح عرفت انه في طريقه لنيجريا اليوم التالي . فقلت له ( اوعا يكون جاك واحد من الجوابات البتقول ليك ...الخ ) و قمت بارسال مجموعه بالفاكس له لانه لم يصدقني في الاول . و بعد ان صدقني بدأ يسالني لماذا كان النيجيري يسال عن مقاس قميصه زاعما انه سيفصل له لبسه افريقيه . فقلت له ذلك لتحديد حجم الانسان و شكله لانهم يستلمونه من الطياره قبل الوصول الي الجوازات . فقال ضاحكا ( انا قلته لي مرتي ، امكن عاوزين مقاس رقبتي عشان يحضروا الحبل يشنقوني بيه ) . بالرغم من انني كنت احمل شهاده صحيه مختومه من السويد و تطعيم ضد كل ما يخطر علي البال . اولا لوقاية نفسي قبل تجنب المشاكل الافريقيه . الا ان موظف المطار اصر علي ان الاختام السويديه لا تصلح في افريقيا بالرغم من ان الوثيقه العالميه هي واحده . و اصروا ان اتطعم في المطار فوافقت و لكن عندما اتوا بالحقنه من النوع الذي يمسكوه بقبضتي اليد ،( براحه ممكن تكتل فيل ) ، جبنت . فقال الموظف ( ليه تعمل مشاكل ، عشره دولار ) ، فقلت خمسه . فقط لكي لا تكون الهزيمه كامله . فوافق . واحد من الجماعه ديل وقع في اخونا مجدي الجزولي . و مجدي اتونس بيه و مطوحو و الليله و بكره و في الاخر مجدي طلب منه ارسال بعض الفلوس لان فلوسه مربوطه في البنك بظروف معينه و وقت معين . الراجل زعل و قال لي مجدي انته الظاهر داير تضيع وقتي . و انتهت الشغلانه . فليتعظ الاخوه السودانيين ، الطمع ودر ما جمع . و لك التحيه . شوقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: shawgi badri)
|
العزيز شوقي بدري .. هكذا أنت دائما .. لا تكتفي بالتعليق ولكن تمنحنا الكثير من المعلومات .. من تلك الذاكرة الخصبة والغنية .. لا تفجأ إذا كتبتك يوما في رواية مطولة ، أستوحي أحداثها من أمدرمانك التي تحملها في الدم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: الجندرية)
|
الجندرية أول مرة تعلقين على بوست من بوستاتي .. والواقع إنني كتبت كثيرا ساخرا من أولئك الصيادين السمر لقد أفادوني كثيرا .. واستعرت اسماءهم بالفعل في نصوص كتبتها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: أمير تاج السر)
|
Quote: أول مرة تعلقين على بوست من بوستاتي .. |
لوووووووووووول يا امير ما انت برضو ولحدي هسي ما علقت على بوست من بوستاتي المالية البورد ياخ انا متهمة عديل كدا بالاغراق تقول لي شنو
وبعدين ردينا عليك قبل ماتشترك زاتو
قبل سنتين كتبت عنك ابنوسة ومن الزمن داك ونحن ساكين اسمك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدايا الآفريكانز (Re: أمير تاج السر)
|
يا امير ولا يهمك امازحك يا شفيف على قول عصفورة البورد شيري وزي ما بتقول سوما القلم في يد رافع
الحلاوي ياخ شكراً على كلامك الحلو دا بعدين نحن ناس قاعدين على الهبشة هسي خلاص اكلت بعقلي حلاوة وصدقت
| |
|
|
|
|
|
|
|