|
تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم
|
باغتني منعم بإحتفاءٍ أربكني بأريحيته وتوقيته. وكنت ـ بعد إنضمامي المتأخر للمنبر ـ أؤجل رهق الكتابة و علنها حتى روح قادم (أهو عصر قادم ؟) إحتفى بعض الإصدقاء بمقدمي بينهم ثم اسبغوا عليّ ، في غيابي ، نعماء المحبة وإمتنانها. إلا أن لهذا البلد شؤونه العجلى التي تأخذ بأكثرنا ، في يأسنا من المكان ، بعيداً عن الكمبيوتر. كما أن للكتابةِ " لداحة" أتفادى بطشها بروحيَ المرهق حين لا أكون تماماً على ما يرام. وكم قليلاً نكون على ما يرام. سعيد جداً بترحيباتكم الحميمة ، فقد استردتني إلى طقوس عيدٍ قديم تخثرت تحت جلدي منذ أن تفرق عنها مؤدوها بين "توربيدات" نوح أو "ناطحات" يافث.
أقرأكم الآن فأتلفت إلى سيرتي وأندهش. كيف أضعت ، وأنا الشماشي الكونيُّ ، أثري هكذا في عشرةِ أعوام؟ ألأن حلمي كان جسدي فلم أتبين بعد الهزيمة من أثري شئ ؟
كنت ركضت خلف واضح ٍ غامض فلم أدرك ، عند حافةِ هذا الكوكب ، إلا سؤالاً من دم ٍ ظل يبحث عن طينه فلا يجد إلا الماء. أصغيت إلى بيانات المعرفة فلم استيقن إلا هسيس الطبل في جمجمتي وجلبة خطوتي في المتاه. حلمت بعالم ٍ يباهي فقراءه بنزاهات العدل ، ولا يؤاطي أغنياءه على صلف الإحسان ، لكن وقتي لم يؤهلني إلا لعالم ٍ عاكفٍ بجيوشه وشيوخه ، برعاته ودعاته ، على تجيير إحتراماتٍ للزائفِ وإرصان معان ٍ للذي لا يتمعنى. كنت حلمت بكتابةٍ تتأهل كتمارينَ حريةٍ لا تحفل بأباطرة الوقت من سلفٍ أو خلفٍ ، لكني لم أصادف حين جربت الكتابة إلا جمالاً شائكاً جافلاً غير متسامح ٍ يكاد يؤبجد صمتي لينقذني من الرنين الواحد الخادع المتورطِ المتواطئ الباطش . . إلى آخر ما لا تحتفي به الكتابة المدجنة من أسمائها الحسنى. أما الآن ، فلكأني أيضاً قد سئمت نصاً مصمتاُ مغتبطاً بذاته لا يزال يكلف قارئه عناءً فظاً حتى يرضى وينفتح. لكن ما الكتابة ، إذاً ، إن لم يكن لها مهابة لا تتهافت إلى موقع قارئها المطمئن بل تستدعيه إستدعاءً إلى نصها وغربته ، تستدرجه ـ وإن لم يشتهِ ـ إلى معرفةٍ أو هاجس أو حدس مغاير ؟ في جلسات الأصدقاء ، في رابطة كردفان الثقافية ، في إتحاد الكتاب وفي منابر أخرى جربت الكلامَ منزلقاً إلى دهشاته بغواية الإختلاف ولعـنته ، ثم لم يغوني بفتنته ، في آخر الأمر ، غيرُ صمتٍ نزيهٍ ، صمتٍ متوفز ، لم يزل ، يفصل دمي عن تلةِ الرمل الكردفاني كحرس ملكيّ. إن نطقت بالحرفين احترقتُ ، إن تكلمتُ بالصدى أسأت إلى حلمي ومفاهيمه. لربما هي العزلة . . لربما هي إحدى الغربتين ، أو لربما هي هزيمة حلم مأهول بمختلفٍ مغضوبٍ عليه. إستدبرت ما استقبلت فرددت روحي إلى صلصالتها وصحت: تواضعي ، أيتها اللغة ، أمام هيبةِ الحلم في دم الناس . تواضعي أمام حلم ٍ مالح ظلّ ممكنا وجديراً وإن انبهمت تأسيساته في المعرفة ، ظل فسيحاً وإن تكالب على دم الناس بعض دمهم ، ظل نافراً طافراً وإن قمعه التاريخ بقداسات آبائه الطيبين. تواضعي أيتها اللغة واتركي شأن الكلام لحصافاتِ الجسد.
الحرب والمنفى شهادتان ضدي وضدكم. وإلا فكيف يموت سودانيُّ ، كما ظل يموت السوداني هكذا ، ولا نرمي بأرواحنا إلى كلاب الليل ؟
الكتابة أو حضورها ، المرأة أو غيابها شهادتان ضدي وحدي. أرتجف رعباً حين تندهني الكتابة لتدخلني على سريرتها أعزلاً ـ هكذا ـ مني ومنها. أتمحركُ ، متقياً سطوتها وبطشها بي ، بمكائد صائدٍ للسمك. وبحرفنةِ من يمشي لا من يتكلم ، أغويها رويداً بالبياض المهيب ، أبرمج وفاتها قبل أن تقتلني وتموت.
مختزلاً هيئتي إلى وداعتها ، أمشي في النقص إذاً ، معتذراً للفقراء وللنساء وللأقليين عن قلةِ حيلتي وعن بطش حلمي بي. أقرأ بيقين مؤقت ، أتذكر وجوهاً بسيطة ، أحلم بالشئ و باللاشئ معاً لكنني ما زلت أغوي العزلة أن تقصف روحي ، إن تشا ، بنيزك أمرأةٍ أو وطن.
عارياً من ادعاءٍ ضروريٍّ "لذيوع الصيت" أعرف ، و بالقبول الجرئ ، إنني لا شئ. كتبت الشعر ولم أستطع أن أسمني شاعراً. تكلمت بالمفهوم البديل داخل استراتيجيات النقد الحداثيّ ولم أسمني ناقداً. سردت القصة ولم أسمني قاصاً. ذرعت خشبة المسرح ولم أسمني ممثلاً. رسمت وأقنعني محمود وجبارة والصافي أن أذهب إلي كلية الفنون فاجتزت إمتحانها لكنني في آخر الأمر لم أذهب فلم أسمني رساماً. غنيت قديماً لبعض من لم يكن أمامهم بد ولم أسمني مغنياً. إشتغلت بالمحاماة زمناً دون أن أسمني محامياً. رمحت بي كم أمرأة بين كهوف خلاياي كوعل ربيعيٍّ ولم أنادي بي عاشقاً ، رباني أعرابٌ نصف مدينيين كما ربى أسلافهم الماشية واللغة لكن لم يسعني أن أسمني عربياً ، أضع على مكتبتي وثائق أنيقة للتجنس الإضطراريّ ولم أسمني أمريكياُ.
لا طواويس في دمي: أنا اللا شئ حين يحلم بكلِّ شئ ، أنا اللا أحد حين يحلم بإسم كلِّ الناس. ____________________________________________________________ فيا إشراقة نعم ما زلت واثقاً من أن مستقبل الإنسان سيظل كامناً بالقوة في حاضر إمرأة أو كما زعمت في حواشي نصّ شائك آخر شرفني بمحبتك حين نشرته في زمان بعيد. ويا له من زمان هبَّ رخاءً على روح كان محتشداً للحادثة البديلة ، ثم يا له من روح تركنا على حبل ساهرين حول فكاهاتِ الغيابِ وامتحاناتِ السفر. و يا من صمت أيوب الذي أسمع دويه عبر الأطلسيّ !
و يا عادل كنا متورطين في "فعلكم" كما كنتم متورطين في "حلمنا" ما كان مغيباً ومتآمراً عليه في سائد وعينا هو ذلك الجدل التاريخي الذي واشج بين الفعل والحلم وبين المفهوم والحدس. إن التمييز ما بين السياسي والثقافي بمعزلٍ عن ذلك التواشج الذي تفرضه محددات البنية الإجتما إقتصادية في شمولها كان ولم يزل شقاء وعيّ وكارثة فكرية تقعد بعمل الإنتلجنسيا وتمحقه. فبسبب من هذا التمييز الإبتساري (الذي ظل يمفهم السياسي إرتكازاً على يوميته وحدها) ، فشلنا في تأهيل حوار منتج بين الخطابين. وبذلك (إزدرى) السياسي استراتيجيات الثقافي لكنه استهلك يوميته ، كما (تعفف) الثقافي عن فعل السياسي لكنه استهلك استراتيجيته. ويبقى سؤال مركزي يا صديقي . . كيف يستطيع السودانيّ على وجه الخصوص أن يشتغل بالسياسة دون انتباه عميق لإستراتيجيات الثقافي ، وكيف يمارس السودانيّ إشتغالاً جاداً بالثقافة ثم لا ينطوي على همّ سياسي ؟ كان صديقي زهاء الطاهر (الذي نعاه لكم عاصم الحزين قبل شهر أو نحوه) يعترف في صفاء روحه الأقصى: أسكر لأنني أبحث عما يصير بي طيباً مثل إمرأة. لكل منا يا صديقي شئٌ ما ، عند إمرأةٍ ما، يودّ أن يصير إليه وإن لم يكنه. فيا ليت لي بالحق مثل الذي كان لزرقاء اليمامة أو لزرقة البديرية ، كنت تحاشيت منفاي. كنت تفاديت راهني بأيّ شأن كان ، ربما بسياقة اللواري كما فعل أبي لا بتجارته ، أو بالزراعة كما مارسها أبوه لا بمأذونيته ، أو بدروس النعمان الكبير في النحو (حين عاد مهدوياً مهزوماً) لا بمختصر الرسالة أو راتب الإمام.
شكراً عبدالرحمن على حرصك الجميل على ما كتبه الصديق منعم. ما زلت أرتبك أمام احتفاء طارق بي. نتهاتف من حين إلى آخر. أنصت إليه وهو يثرثر في دعةٍ وديعة. وبذاكرة الحمام ، لا يفتأ يردني إلى حميم تسرّب عن كهولة الروح ما بين خسارةٍ وأخرى. حين تشردت في أديس أبابا في النصف الأول من التسعينيات كان طارق يتشرد بين الأصدقاء في الخرطوم يوزع بينهم نصوصي ورسائلي إليه. كان يحرس اسمي من لؤم الناس والمنفى بسريرةٍ من ناس ووطن. شكراً لإحتفائك أيضاً بمثاقيل الغربتين ، ربما تسنت لنا مناقشته في وقت لاحق.
حقوقي جئتكم مستجيراً من واقع آخر: من أصدقاء أشقياء لم يتورعوا في دعاباتهم الريفية عن نعتي بالبرجوازي لأنني استنكفت "مشاعية" فرشاة الأسنان وتعاليت على احتيال العشاء أو تسوله في بيت القزاز. ومن آخرين لم يرقهم هذا "البرلم" الذي أقحمته على هدأتهم المنعمة إدارة السكن الجامعي فعمدوا ، وهم السنايرالمدينيون ، إلى حيلة لئيمة ليتخلصوا منه: تجولوا في الغرفة الضيقة عراة هانئين بلونين ، فاتح جداً وفاتح. وحين خمدت حرب الأعضاء الباردة تلك إعترفوا لي ، كأصدقاءَ ذوي ملابس أنيقةٍ ، بأنهم إنما راهنوا على أن "غرابياً" تبكي أمه كلما أزمع سفراً أو عاد منه سوف لن يصمد طويلاً أمام مشهد شامل لقفا. وقد كنتم نظاماً أنيقاً واحتراماً مهذباً دون تكلفٍ أو زيف. لم يكن عسيراً علينا أن نجعل من الغرفة البائسة بيتاً حميماً لسكنى تليق. مرة جائني خبر عن جمال ، ربما من صديقي أحمد الطيب عبدالمكرم حين كان بالقاهرة ، فلجمال و لطارق و لكل الزملاء بالدوحة التحية والود. ويا لإعتزازي بشهادتك يا فجراوي رغم انني موزع بين شخصين يلتبسان عليّ الآن إلا أنني أرجح أن تكون ذلك الذي بـ "فلي" هربرت ماركيوز كان قد إعتقد أن البرجوازي هو الشخص الذي يولد مرة واحدة وذلك لعجزه البنيوي عن تجديد وعيه على نحو جذري. مغامرتي المعرفية يا صديقي ، ومنذ أن أبتدرتها بهاجس جارح أوحى لي بأن في اللغة سحراً سيستردني ، على شاكلةٍ ما ، أباً مات في أوج جماله وأنا دون الخامسة عشر ، أقول أن مغامرتي تلك كانت بكاملها رهاناً على ولادات لا تنفد. كنت أبحث بالتجربة وبالتأمل عما يحولني كذات قبل أن يحول العالمَ أو يغيره. وها أنا ذا في خريف الروح لا أتردد أبداً في مقايضة كل ما أعرف وما أهجس به لصالح شهادة مثل شهادتك تحتفي بالإنسان فيّ لا بمجرد المثقف. فالإنسان الممتاز يأتي قبل الكتابة كما تأتي الكتابة قبل قانونها. فعم مساءً يا صديقي ، عم صباحاً.
ويا أستاذي النور حمد حين إلتحقت أنا بخور طقت كنت أنت قد غادرتها قبلاً. محمود عمر ظل يواشج بيننا بمسروداته الرزينةِ عنك وعن أصدقائكما ، كما كان لها أن تفعل أناشيد العرفان. شكراً لثقتك في نصي وتوسمك خيراً فيما يقول. أرجو أن أكون عند حسن الظن بي.
وكنا يا عثمان حامد قد تجادلنا حول التمرد بمعرفة لا طقوس فيها. تحاورنا ضمن نشاط جمعية الثقافة الوطنية عن جدل السياسي والثقافي وعن تقنيات السرد وعن أسئلة الحداثة وشهواتها. كما إفترشنا صفحات "النفير" لنخط عناوينها بالرقعة والنسخ وبما طوره اليساريون من خط حر. تبادلنا أيضاً الضحكة الجاسرة ، ولا تزال صورة صاحب دكان قريتكم الذي استورد إليها سلعة البيبسي كولا ماثلة في الذاكرة وبالنبض ذاته. فقد قيل أن الرجل كان قد عمد إلى وضع زجاجات البيبسي على رف عال ، وإن طلبها زبون فإنه يصعد على سلمه المتهالك ليأتي بها. لم يكن الرجل الطيب لينسى عبارته الودودة وهو يناول الزبون زجاجة البيبسي: إنشاء الله خير ، نعل ما عندكم زولاً عيان. ما بين لاهاي وأمستردام وباريس وضواحيها كانت وجوه الأصدقاء القليلين تبرقُ ، في الوقت الضيق ، مثل يراعاتٍ قلقة. ووجهك يا عثمان (ذلك الذي تباصر أمر مجاعاته القديمة) كان قد ضاء بالإلفةِ ذاتها وبالدفءِ على آخره.
ويا مرضي ويا عصام و يا الخواض شكراً لترحيبكم بي ولإعادة نشر نصوصي على هذه الصفحة وغيرها. وقد حرضني الخواض بمثابرة حميمة على الكتابة ضد العزلة ، إلا أنني ما زلت يا عصام أكتب قليلاً وبعناءِ مَن يصعد جبلاً لا ليتلقى كلماتٍ ولكن ليرفعها على فرسٍ أو صليب.
لكنك ـ أيتها الجندرية ـ لم تلتبسين عليّ ! وهل أمام الروح ، في هذه التغريبة الشاملة ، ما هو أكثر اتضاحاً من تلك الأماسي عينها ؟ لكأنني رأيتك أمس ، لكأنني سأراك بعد قليل. فلتراث محبتي وإمتناني لشهادة أتحفني بها ، على هذه الصفحة ، في وقت سابق.
ولتبلدي ، وليد يس ، عالية عوض الكريم ، نصار ، علي عثمان ، ميسون نجومي ، يوسف الموصلي ، رجاء العباسي ، يا بلدي يا حبوب ، اشرنكيل ، كمال عباس ، نجاة محمد علي ، صديق الموج ، عادل عبد العاطي وأبوجهينة إمتناني الجزيل. شكراً لكم مرحبين بي بينكم وأرجوا أن تتقبلوا إعتذاري عن تأخير في الردّ ما كان منه مناص.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: Elnuman)
|
Quote: تواضعي أيتها اللغة واتركي شأن الكلام لحصافاتِ الجسد. |
اكتر من كده ....لاحقت ولابقت.....
ادهشتنى...هل هذه هى اللغة العربية التى نعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اشك...ولكانك تغسل الحروف قبل ان تودعها الكى بورد... تخيط الحروف على قدر قدود المعانى
فتخرج عنيفة كاطراف الخناجر على رقاق الاكباد...او عفيفة كحلمات الشفاه على ظامى
الخدود ....بمهارة خياط هو من نسل سيدنا ادريس او يزيد...تداعى يا شفيف..اخذنا الى
الحدائق الخلفية.......فلا يطيب لى الجلوس الا حيث انت... فهل نطمع؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: Giwey)
|
ممتن يا عبدالرحمن لشفيفِ قولٍ يحتفي بقول وَدَّ أن ينهمَ للشئ كن فيكون. ........... وقال لي كلما اتسعت الرؤيةُ ضاقتِ العبارة. وقال لي العبارة ُ سترٌ فكيف ما نُدِبتْ إليه. وقال لي إذا لم أسو وصفك وقلبَك إلا على رؤيتي فما تصنعُ بالمسئلة ، أتسألني أن أسفرَ وقد أسفرتُ ، أم تسألني أن أحتجبَ فإلى مَن تفيض. وقال لي إذا رأيتني لم يبقَ لك إلا مسئلتان: تسألني في غيبتي حفظك على رؤيتي ، وتسألني في الرؤيةِ أن تقولَ للشئ كُن فيكون.
محمد بن عبدالجبار النفري : موقف ما تصنع بالمسئلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: المسافر)
|
سلامات وعوافي الف مليون مرحب بك برق قبلي ودعاش فجرية وفنجان جبنة ريحتو ترمي الف مليون مرحب بسيفك السنين وروحك الشفيفة..نبصرك يانعمان والشاهد الله ..رقيق ..بصير..حكيم تعالج..وتمرجي حقنتك تسكن الالم القديم.. يازول انت وين بس ؟مافي داعي تغيب تاني رجاء.. مرحب بالدهب المجمر وكنزنا الدفين اخرج علي الملاء ولك الله ونحن وثمين الدعوات الفجر وان طالت غيبته حتما سيدهشنا جميعا بالله عليك..الله يخليك... ولك بساتين من جلنار وانهار من محبة ومن حنين سعيد للغاية بوجودك وبي كتابتك المشفتها قبل كدا دي شكرا لك كونك تكتب فتعاني ..الغريب نحن نقرا فقط ولم نكتب فنعاني.. الكون دا منظم شديد ليك شوالين من خريف طولت منوا ومشتهيهوا..وقفتين من تبلدي ..وكيسين تسالي احمر وكيسين فول مدمس ..وحشوة بي طعمية يعني رغيفتين كدا ..وجك كركدي بااااااارد ..ودعوة صغيرونة الله يخليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: ghurba)
|
ياصديق الحلم الجميل والايام النابضة ارحب بك بذات نص الحنين ذاك.. النص الذى قمت بترجمته للغة الالمانية مع بعض التعديل وشاركت به فى مسابقة مابين ثقافتين الادبية.. النمساوى الذى قام بتصحيحها تمنى ان يكون عاش ذاك الزمن.. ساترجم رأيه.. ولكن دعنى ارحب بك بحميمة استمدها من نخلات صمودك.. شكرا عجب الفيا.. لانك جميل فالعجب ان تأتى بالجميلين
عزرا ان اعدت هذا النص هنا ولكن فى حضرة النعمان يطيب الحنين والبكاء والانين
حين يجتر حنا الراهن والغربة والحنين
إلىمحمد النعمان: فارعاً كالنهر تكسر محارة الصمت وتخرج من قمقم الحنين مزدهرا
إلى متى أغلق نوافذ قلبي على ذاكرة وجعى وألتحف بالهزيمة الأبدية منذ أن عاكستنا أقدارنا فحملنا أهازيجنا وحكاياتنا وبقايا قصاصات حميمة حوطناها بأحلامنا العظيمة قبل أن يطالها الانكسار وأعلنا بانا نستجير من النار بالرمضاء. وهاأنت تخرج من قمقم الحنين مخضراً وصاخبا بالسخط والغضب الحليم ومن يومها وحالة من الارتباك والشجن تكسوني وأنا ألهث تارة وأستكين مرة أخرى على سطور من أعوام وأحلام من نزف وصهيل ونشيد وعويل ألهذا الحد كنت أحب ذاك الزمان الأزرق الشفاف ألهذا الحد كنت أحبكم وأحبهن ألهذا الحد كنت مأخوذة بجنوني إلى فسحات ركضنا فيها بكل شجو العمر بربك لماذا أبكيتني الآن وأنا أركض انتف منك الوجع وأمنحك بعض الأمان هل كان يعنينا طه حسين وقرأ التاريخ وتنبأ بأن المعذبين فى الأرض؟ وها نحن فى حافة العمر ومنحنيات الروح الساكنة باستسلام نحشرج آخر صوت للنشيد وليتنا عدنا وليت الأيام تلك عادت ربما هي حسرة ساكنه عصب صمتنا والحقيقة التي نداريها حتى عن نفسنا بانّا لن نعود وان عدنا لن نكون الذين والآتي كنا نحن بقايا من هزائم مرة بقايا من حبر نسطر به آخر كلماتنا ونبقى دائما فى حالة رحيل ودائما يسكننا الغياب تمسك بهذ الحافة ربما تهديك إلى حافة فرح ينتظرك فى قارعة فجر ما
هل ترى سنعود لقد عدت تمنيت لو بقيت وبقى فى هذا الشجو الأليم عدت ولكن كنت أخرى وديارى القديمة ما عرفتها كوستى وأزمنة فضاءاتى الجميلة ما عرفتها غريبة كنت فى شوارع الخرطوم وأزقة أم درمان الدافئة غريبة الأهل والديار وآآآآآآآآآآآآآه يا ولع الروح حين بتلبسها العدم
شكرا أن سندت ظهر نشيدي المتعب، فمنذ أن حزمنا حقائبنا وقلوبنا وهربنا أملين أن نجد ملاذا لأرواحنا لتواصل تحليقها ولكن هيهات، منذ ذاك الأمد نغرق جروحنا بملح بور تسودان علها تشفى من هذا الحنين وليتها لا تفعل
كالولادة المتعسرة ننتظر صباحاتنا هنا لم نجدها وهناك حرمونا منها هنا يا صديقي توجد كل وسائل الراحة وفيينا مخططة وجميلة ولكن كما يقول أيوب لمن؟ ليس لنا مهاجرون من بقاع بعيدة تذكرتك قبل أيام والهندي الذي كان ممتلئاً بالحياة ومكسواً بالأفق، عالم أول وثالث فقراء على الحافة مطاردون من قبل أحلامنا رأيته والغصة تقتل أناشيدي وأناشيدك عجوزا اغبرا حزينا وتهدمت أسنانه سأل النمساوي الذي يقف إلى جواري فى قطار الأنفاق أسئلة عن السياسة الداخلية للنمسا واسترسل عالما ببواطن التغييرات التي حدثت فى الساحة السياسية هز الشاب رأسه بلامبالاة ودلف مغادرا القطار وبقيت علامات الاستفهام فى رأس العجوز الهندي والخوف من تتمكن فىّ شخيخوتى المبكرة واسأل يا سهول ياالقاش ياعطبرة ياعفاف يا نيلنا يا ناس وليد وشقل ياشلبى يا نعمان يالنا جعفر يا نساء روحي المحلقات فى دمى ياكوستى ياوجعى دثروني واحموني داخل سياج هذا الماضي الماضي الذي لن يعود إلا حرقة فى الروح
تتحشرج روح أغنياتنا حتى التي دثرناها من صقيع الغرب وماذا بقى؟ صدى أيام كانت غنيناها معا هل تذكر خالد عبد الله، صدقني أن قلت لك أن صوته الجهور المليان بالشجن الجميل يتلبسنا أحيانا، أحس بأيوب ينتشي ويحكى لي حكايات حنينه عنه ولا ينسى بالطبع النساء الجميلات، انشراح وسمية خالد وهالة الكارب، نساء من مظاهرة حاشدة انتصرت فيها أحلامنا ذهبن وما قالوا شئيا عن العودة أليس هذا ما عناه صديقنا طارق محمد عثمان ردا على سؤال أيوب الغائص فى لحم الوجع، ومنذ أن كاتبني طارق أحاول أن أستعيد روحي التي قلعتها من جسدي وعلقتها على روؤس أقلامي وهوامش أحلامي فى ميدان الحرية بكوستى تحكى عن جيل كان ممتلئ بالحياة حتى قمة النجم، لعنته فى سرى وروحي منسربة من يومها فى أزقة تلك المدينة التي شرخناها فى بوبوء روحها حين حزمنا أمتعتنا ذاد عمر فى هجير الروح النازحة وبقيت ميرفت مفرهدة صادحة كنورسه فى البحر الأبيض الهادر تغنى لسمندلها بوفاء ولهفة حشرجة الروح لاخضرار نهار ما محتمل.
شكرا صديقنا النعمان على طلتك إنها نسمة على روح الأغنية التي كفت عنها للتو حشرجتها كل حرف منك يحرضني أن اكتب حتى عن المسكوت عنه مع سبق الإصرار والترصد
يحرضني أن اكتب كيف كانت رحلة المرأة المعاناة أن اكشف زيف العالم المتحضر أن أعلن عشقي الكسير لفيينا، المدينة التي فتحت قلبها بنصف ونوافذها مدارية لماذا سلمنا أنفسنا لمدن الصقيع الدول {الأكثر احتراما لحقوقنا} ولبلد الهنود الحمر المسروقه دول ما أن تكتشف مذاقها عن قرب إلا وتمتلكك الرغبة المجنونة للبحث عن كوكب آخر ليصيبنا بلعنته، هل تصدقني أن قلت لك بأني عرفت الله عميقا فى { بلاد النصارى} ولم تعرفني منابع البحث عن عدالة السماء سعاد الفاتح حين حاولت أن تحجب عن عقولنا الشمس ونحن مازلنا يافعات فى كلية البنات بجامعة ام درمان الإسلامية هنا اكتشفت الأشياء بشكل مختلف الهوية الدين الوطن والحبيب هنا تواجهك الأسئلة الصعبة جسامة المسئولية التي تهربنا منها بإرادتنا أو من غير إرادة أحلامنا أسئلة نخاف من أجابتها خاصة حين تحاصرنا الوحدة والجدران الأربعة حيينها تلعن نفسك ويومك وحكامك وآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا بلد
سأحكي أنا ابنة الحزن المسافر فى طيات أجنحة العصافير البعيدة التي رحلت دون عودة نحتاج أحيانا لهدير الرعد لصدمة نفيق بعدها أكثر ثباتا وممتلئين بالحياة وصدقني قادرة لأسامحك رغما عن انك سربلت يومي ببعض معاناة وبعض قصيد و فاحت منى رائحة زنجبيل أشتهيه فأنا أحتاج لنشيد ودوزنة من زمن يختلف فهيهات يا صديقي أن تضيق خطوتنا فى اتجاه ذاك الحنين وهيهات أن يضيق حلمي تجاه أشول ، غادة وسكينة التي كنا نستكين على قوافيها ورائحة النعناع تفوح بطول شارع كلية الدراسات العليا، تراك تذكر نادى العمال وكدح عماله وعاملات النظافة، ترى ماذا فعل الزمان بعم عبد الرحيم وبهن ، كم منحونا طعم الخبز ورحيق دهشة الإنسان الطيب. هربنا يا صديقي كنا أنانيين وأنانيات ونحن نبحث عن مخرج للروح من رهط الأسئلة الصعبة أم هربتنا قسوة الحكام تركنا لهم كل شئ مخطوطات سلمناها لمن صمدن وصمدوا يكابدون بجسارة شروخ فى الروح والهواء والأغنيات الشهية هل تذكرهن وهل ما زلت أنيقا ببساطتك الأليفة ورحابة الخطوة تجاه من أحببتهن؟ يكابدن هؤلاء الجميلات قسوة الحياة، تحاصرهن قسوة انجراف السنين ليلاً وصباحاً أسئلة الأهل والجيران عن المدعو { ود الحلال}، كم صعبة هي أسئلة الحصار، خاصة عن عريس الغفلة المنتظر، ربما مات فى الحرب الضروس ربما ابتلعتهم مدن العولمة. نساء يلفظن بجرأة { أصحاب الجلابية البيضاء المكوية} الذين يبدلون زوجاتهم كما يبدلون العملة يرفضن المشروع الذي يكاثر بنا الأمم على حساب العشق المشبوك فى دمهن، عشق لرجل يترنم بنغمة حنينه لا تفصل بين هامة الوطن وقامة النساء
ودعوة لنا من فارع الحلم مثلك ذاك المحمد مدني وهو يدعونا أن {نكف عن ابتزاز هذه الحياة وفي الوقت نفسه أن نعمل بكل ما نملك أو يملكنا من عشق على أن نعيشها هنا أو هناك بجسارة تليق بكونها الحياة وبكوننا نحياها..وهناك ما يكفي من الحرية لمن يقترح الانتحار}
مقترح هادر بإلحاح: أرجوك أن تبقى نهراً لا يكف عن الصهيل ودع رغوة عذاباتنا تنتشي من بوح عشقنا للحياة فنحن جديرين بأن نعيشها بحب بغضب بنشيد والأفق ممتدا للإبحار فهيا
إشراقة مصطفى حامد
فيينا/ 24/6/2003
هذا النص نشر بسودانايل من يوم مازال ينتح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: ghurba)
|
لم يكن فشلي في الرد على ترحيبك طريقة أخرى في الإقتصاص من ترحيب متأخر يا غربة. لا أعرف كيف فاتني أن أشكرك على كلمة ودود. لربما هو الركض اللاهث بين ردود كثيرة. فقد ظللت ألهث بين من رحبوا بي وأبدو على نحو ما أخرقاً ومتجهجاً بين كل تلك العناقات بسلاماتها الحميمة وإحتشادها في آن واحد ضيق. ورغم إعترافي بأن عزلة المنفى تمتحن أكثر مهاراتنا العاطفية جدارة ، إلا أنني واثق من إمتناني على كل حال ، كتبت رداً أم لم أكتب. فشكراً على صمتٍ عارفٍ منسحر وساحر. نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: خالد الأيوبي)
|
"أنا من رأى" ... أنا من رأى في ساعةِ الميلاد صحراءً فأمسك حفنة العشب الأخيرة سأكون ما وسعت يدايَ من الأفق سأعيد ترتيبَ الدروب على خطاي سأكون ما كانت رؤاي "أنا من رأى" ... أنا من رأى نومَ التتار على الخيول الراكضه. أنا من رأى إمعاءه فوق الدوالي .. فاقترب. أنا من رأى خمسين عصراً جاثماً فوق الدقيقةِ فاقترب أنا من رأى تسعين والدة لبنتٍ واحده أنا من رأى سرباً من الحشرات يصطاد القمر أنا من رأى في جرحه تاريخَ هجراتِ الشعوب من الكهوفِ إلى المسارح أنا من رأى ما لا يَرَى. هي أغنيه لا شئ يعنيها سوى ايقاعها، ريحٌ تهبُّ لكي تهبَّ لذاتها. هي أغنيه حجرٌ يشاهدُ عودة الأسرى إلى ما ليس فيهم، أغنية قمرٌ يرى أسرارَ كلِّ الناس حين يخبئون جنونهم في ضوئه ويصدقون الأغنيه لتمجد العبثَ الشقيَّ وقوةَ الأشياءِ في ما ليس يُدركُ ، أغنيه تُرسي، لتعرفَ نفسها، قانونَ غبطتها وترحل لقراءةٍ أخرى تراها عكسَ ما كانت تشيرُ ولا تشير. هي أغنيه هي أغنيه
درويش: من فضة الموت الذي لا موت فيه.
مع تحياتي وإمتناني يا خالد. نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: ودقاسم)
|
لإن كنت أنت من العصر الثنائي يا ود قاسم ، فأنا من عصر اللغو المقدس. إنصت قليلاً ، ألا تسمع معي كل هذا الصخب الداوي ؟ تأمل ، هل ترى السوداني وقد اجتاز عتبة واحدة ما بين عصري وعصرك ؟ إخترت الصمت لا كما ينسحب صوفيٌّ إلى ظلِّ ذاته. اخترت الصمت بغضب من لا يقين له. لربما كانت سيرة صوتي لدى الآخرين الذين قرأت بعضهم هنا تتجاوز حقيقتي ، كما هو شأن سيرة أصوات كثيرة ذات صيت لا حقيقة لها إلا في صيتها وسلطته. ولك كل الشكر. نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: Elnuman)
|
(للغزال وطنٌ، للقيقب البري أيضاً و للسماوي المسلح. لكن لنا الرِّحم و حده في تعذره على العائد إليه، لنا مثاقيل الغربتين.. غربة أن ــ ثم غربة أن ـ )... محمد النعمان في المثاقيل..
لم أكد أفرغ من الترحيب المتأخر و (الخجول) بك في بوست عجب الفيا حتى رايت (تدابير السريرة) ففرحت باللحوق الباكر..و لكن هيهات..
Quote: الحرب والمنفى شهادتان ضدي وضدكم. وإلا فكيف يموت سودانيُّ ، كما ظل يموت السوداني هكذا ، ولا نرمي بأرواحنا إلى كلاب الليل ؟
|
يا نعمان...حتى الكلاب... نامت!! و فقط نحن ..نرحب بك ..حين يفتقد البدر البهي و العواء المفسِّر.. كما ذئاب البراري.. مفعم بمعنى السريرة و جهور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تدابير السريرة / تفاسير الهباء : نعمان يشكر ويعتذر للذين رحبوا به بينهم (Re: سجيمان)
|
سلامات وعوافي معليش يالجندرية ..لكن صديق الموج بريح يناهز يناهز كدا انشاء تتناهز عليهو افراح الدنيا كلها وانتي معاهو برضو وكذلك كل الشرفاء هنا في هذا المنبر الحب هنا فقط وقع الحكي المصًلح في هذا المكان كان الحديث خمر العطشى وزاد الراقبون في السفسفة الهنية سفسفوا ماشئتم من ضلع الحروف ذات الطهي الكامل الاستوا وياحبذا لو عرجتم علي مايونيز ردود الاصدقاء لتروا كيف تكون عبقرية الروح حين تسحبها الذاكرة نحو ميقات ما ..مكان ما.. وحوادث ما جميل هذا النعمان واهديكم
Quote: أقرأكم الآن فأتلفت إلى سيرتي وأندهش. كيف أضعت ، وأنا الشماشي الكونيُّ ، أثري هكذا في عشرةِ أعوام؟ ألأن حلمي كان جسدي فلم أتبين بعد الهزيمة من أثري شئ ؟
|
| |
|
|
|
|
|
|
|