|
و كـمــا الخــريـف .. يأتينا الإسـتفتــاء فـجــــاة !!!
|
فى هذه البلد كلّ شئ يأتينا فجأة .. الأمراض تأتينا فجأة .. و الأمطار تأتينا فجأة .. و الأنتخابات تأتينا أيضا فجأة .. هذه "الفجأة" التى لا تمنحنا فرصة معالجة الأمر بعلمية و عملية .. تجدنا مكتوفى الأيدى و "مجهجهين" فى كيفية مجابهتها .. و ذلك لا يعكس سوى سوء التخطيط .. نفشل أن نضع خطّة نجابه بها أىّ كارثة من الكوارث أو طارئ من الطوارئ .. و تبقى الزوبعة التى أثارتها الأحزاب و قد تبقى أقلّ من أسبوعين من إجراء الانتخابات خير دليل على عشوائيتنا
كانت أمامنا أكثر من ثلاثين شهرا للعمل على وحدة جاذبة بين شقى الوطن .. لكنّ داء "الفجأة" الذى إستفحل فينا قد أعمانا عن التفكير فى عمل و صياغة و صناعة أسس متينة .. إجتماعية و تنموية و سياسية تقوم على أساسها وحدة جاذبة متخطية أخطاء الماضى لتبنى مستقبل زاهر لوطن يتساوى فيه الجميع
الأنفصال واقع لا محالة .. و الأستفتاء هو تحصيل حاصل .. الشريكان قد وقـّـعا على ذلك فى نيفاشا .. فالطريقة التى تمّ بها إقتسام الثروة و السلطة كانت تنبئ من البداية بمولد وطنين .. شمال تتسيدة الأنقاذ و جنوب تتسيده الحركة .. و ما هذه الزوبعة التى تثار الآن إلا مسرحية سيئة الأخراج إسمها "خيار الوحدة الجاذبة" .. مسرحية تمّ فيها تحييد و إقصاء للرأى الآخر .. سوى تمثل ذلك فى رأى الأحزاب أو رأى الشارع .. جاءت الحركة بعد الأتفاق لا لتدير إقليما ضمن سودان موحّـد .. بل لتدير دولة بكل مقوّمات الدول .. و فى الطرف الآخر كانت الأنقاذ تعمل جادة لتحقيق الأنفصال وهى تظهر خلاف ما تبطن
لهذا أنبه .. وقبل أن تقع الفأس فى الرأس .. علينا العمل الجاد فى حلّ قضية دارفور .. و وقف النار قبل أن يكون لها ضرام أكثر مما هى عليه الآن .. و إن إستمرّ هذا المسلسل .. سنرى السودان تتقطع أوصاله كمجزوم .. و لن يتبقى للأنقاذ تلة لتتحكم عليها.
ألا هل بلغت ؟ .. اللهم فأشهد!
دعـــاء تقـســـيم الســــودان
|
|
|
|
|
|