دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
دارفـــور .. لمـاذا الأن ؟؟؟ !!!!
|
صديقى بيتر كيبوندو و زميل كفاحى فى العمل ..هذا الكينى الأسمر النحيل .. كان فى أحايين كثيرة يقدم نفسه لأهالى بغداد بأنه سودانى .. تفاديا لكثرة تساؤلاتهم مستفيدا من عربية مكسّرة ساعده إتقانه للسواحيلية فى سرعة تعلمها .. إزداد تعلقة بى حين تناقلت وسائل الأعلام إسم بلدته نيفاشا .. فارقنى منذ شهور و كله فخر بأن إسم بلدته سيخلده التاريخ لإرتباطه بإنهاء أطول الحروب فى أفريقيا .. لا أدرى ماذا يقول بيتر الآن وقد توارى إسم بلدته من هذه الأجهزة المتلهفة و حلت محلها دارفور .. كأن جعجعة نيفاشا تولدت عن طحين .. لقد حيّرنى أمر هذا الأعلام الذى أبرز مشكلة دارفور كأنها وليدة اليوم !! أرى صورة المعاناة التى يعكسها الأعلام لعراة حفاة يلتحفون رمال الصحراء يتّقون هجير الشمس بهشيم الأشجار أو خيام جادت بها هيئات الأغاثة .. رجعت بذكرياتى لأواخر القرن الماضى حينما ضربت المجاعة كل بقاع الأقليم ووصل بالناس الدقع لبحت مساكن النمل .. حينها توافدت منظمات الأغاثة ببضع حفنات من القمح و مواد غذائية أخرى .. هنا أتساءل .. ماذا أستجد بين حفنات الثمانيات و حفنات اليوم !! لماذا صمتت وسائل ألأعلام طوال الفترة مابين الحفنتين ؟؟!! هل أكفت حملات الأغاثة الأولى أهالى الأقليم حينها و أغنتهم عن إستجداء حلال الحكومات المركزية الظالمة ؟؟
أسئلة كثر تؤرقنى .. لماذا دارفور ؟؟ و لماذا الآن ؟؟ هل دارفور هى الأقليم الأوحد الذى جأر من جور المركز ؟؟ هل هى الجزء الوحيد من السودان الذى وئـدت فيه حقوق الأنسان ؟؟ لماذا إهتمت أمريكا و "المجتمع الدولى" .. الآمر بأمرها .. بالشأن السياسى و الأنسانى لأهل دارفور !! هل فلحت أمريكا و الخيّرين من أمثالها فى حل كل مشاكل السودان السياسية و الأنسانية ولم يتبق لهم إلا دارفور ؟؟ هذه الأمريكا لم تدفعها إلا مصالحها .. و حربها على العراق و نظام صدام حسين خير دليل .. أمريكا التى هدمت العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل هاهى اليوم تناقض نفسها و تأتى بحجج أخرى كإقامة أنموذج للديمقراطية فى الشرق الأوسط و محاربة الأرهاب .. الديمقراطية التى إنطلقت المقاتلات الأمريكية لإقامتها كانت قواعدها فى السعودية وقطر و الكويت و البحرين و بقية بلدان الخليج العربى .. أما كان بالأجدر و الأسهل لها أن تأتى بديمقراطيتها لهذه البلدان قبل العراق !!!
هاهى الآن أمريكا تشفق على الوضع المأساوى لأهل دارفور .. و تحاور و تغازل جنجويد الحكم فى الخرطوم ليسهموا فى إنهاء المأساة !!!!!
أنا واثق لو أن هذى الكاميرات التى نقلت صورة المعاناة الأنسانية فى دارفور لو صوّبت عدساتها نحو أبو رخم أو أم سقطة أو حريرة فى الشرق أو نجرو أو ودويل أو أطلع برّة فى الجنوب أو كشنكرو أو عبد الخلّاق أو أبو قـضّاف فى النيل الأزرق أو صاوى أو مقاصر فى الشمال أو مطيميرة أو معيجنة أو ود كوكو أو ود المنسى فى الوسط .. لكانت هى الصورة نفسها .. شظف فى العيش و فقر مدقع .. حتى لو كلفت هذا الكاميرات نفسها و تجولت داخل الخرطوم .. العاصمة القومية .. ! لما أستطاعت أضواءها تفادى صورا يدمى لها القلب .. أطفالا فقراء ينقبون قلب نفايات أقل فقرا بحثا عن لقمة منسية تقيم أودهم أو تعجل وأدهم .. لا فرق .. أناسا لجأوا من فقر لفقر أدقع.
ها هى أمريكا التى تتباكى على غياب الديمقراطية فى بلداننا تغازل صاحب التاريخ الأسود .. عمر البشير .. الذى إنقلب على الديمقراطية بليل و قلب ظهر المجن لساحره و أستاذه .. فإن كانت أمريكا تسعى لديمقراطية حقّة .. على حسب مفهومها .. و تود أن تقتص لأهالى درافور لفعلت بالبشير و طغمته ما فعلت بصدام .. و لما غازلته بفرض عقوبات لم ولن تجئ.
أسئلة كثيرة تمور برأسى أتمنى أن أجد إجابة عليها من المهتمين بالشأن السودانى و أمر دارفور:
- لماذا ظهرت مشكلة دارفور فى هذا الوقت مع أن أسباب ظهورها كانت كامنه منذ عقود
- لماذ سكت الأعلام عن مشكلة الجنوب ؟؟ كأن الأمر قد حلّ و ماعاد أهالى سارسيبو يبحثون عن الأرتواء بمضخات يدوية كالتى توقف عندها كولن باول و عيناه تقول لكاميرات الأعلام فى دارفور .. أنطروا أنها قمة المعاناة .. و ما درى أننا نشرب و هوامنا من نفس الدونكى
- من أين السلاح للقوات التى تقاتلها الحكومة و الجنجويد
- - هل يلتفت إلينا ساسة العالم و دعاة حقوق الأنسان حين يسمعون جعجعة السلاح فقط
- حركة قرنق التى قادت الكفاح المسلح .. و تبعتها مناطق جنوب النيل الأزرق و جبال النوبة و أفراد آخرون .. لو لم تتوصل لإتفاق مع الحكومة هل كانت ستنصم لها مناطق أخرى فى الشرق و الغرب و الشمال لتطويق الزمرة الحاكمة فى الخرطوم
حين أجد إجابات لهذه التساؤلات التى تؤرقنى سأعقبها بأخرى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دارفـــور .. لمـاذا الأن ؟؟؟ !!!! (Re: Ali Alhalawi)
|
الاخ: Ali Alhalawi لك الشكر على هذه التساؤلات ولكنني ارى انك اجبت عليها في نفس مقالك وذلك عندما تقول ان اسباب قيام حرب دارفور متوافرة منذ القدم لكن لماذا الان لان اهل دارفور كانوا قد اختاروا الحل السلمي منذ ذلك القدم ولم يتطرقوا على تلك المشاكل بحلها عن طريق السلاح ولكن عندما طفح الكيل خرجت على العلن بهذا الشكل . او كما يقال (ان الظلم لا يخلق الثورة ولكن الاحساس بالظلم هو الذي يخلق الثورة) وهنا يا اخي هل انك تستنكر لاهل دارفور حقهم في الوصول الى حقوقهم ام تستنكر فقط تدخل الغرب وفي نفس الوقت تقول ان الحوكمة ظالمة فكيف تتم مقاومة الظلم بالسكوت عنه اوليس على الظالم ان يكون هناك من هو اقوى منه ليحاسبه ويرد الظلم. ولكنني ارجو منك يا اخيان تكون من المتشبثين بعقلية المؤامرة التي تتباكى بها الانظمة العربية وبعض المثقفين العرب والقول بتدخول الصهاينة وهناك مصالح غربية وغير ذلك من الاقوال التي اصبحت غير مجدية فالافضل ان لا تخلق الانظمة الفاسدة الذرائع لتدخل الغير في شؤونها اليس من الافضل للنظام الاعتراف منذ البداية بالمشكلة والسعي الجاد الى حلها بدلا من اعتبارها حرب بين رعاة ومزارعين تارة وتارة اخرى انهم نهب مسلح وقطاع طرق واخيرا عندما وقع الفأس في الرأس توالت الاعترافات . فهذا الزمن على اية نظام عاقل ان يجري التصالح مع شعبه ويحل مشاكله بالحسنى والحكم بالعدل والمساواة وحترام حقوق شعبه عندها ربما تتجنب التدخل لكن طول ما ان الانظمة الظالمة تترك ذرائع فهي عرضة للمحاسبة من الغير يا اخي هناك مصدر من مصادر الفقه والتشريع الاسلامي يقول اسمه(سد الذرائع). لان مفاهيم حقوق الانسان والحريات والديمقراطيةاصبحت قيم ومفاهيم مشتركة دوليا صحيح ان امريكا انتهكت حقوق الانسان في العراق وفي فلسطين عبر حليفتها الاولى اسرائيل ولكن ذلك كله لا يعطي المبرر لاي كان ان ينتهك حقوق الناس اينا كان .
لك الشكر الجزيل مجددا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفـــور .. لمـاذا الأن ؟؟؟ !!!! (Re: عبدالعظيم عبدالله)
|
الأخ عبد العظيم
شكرا لمداختك القيّمة و التى تأخذ أهميتها من كونك من أبناء المنطقة
أنا مع أهلى فى دارفور فى خلق ثورتهم .. ولست ضد التدخل الدولى .. لكننى أستنكر التدخل المتأخر .. كنّا نريده تدخلا وقائيا لا تدخلا علاجيا بعد أن تقع الفاس فى الرأس .. و هذا مما دفعنى بقول أن التدخل كان لمصلحة وذلك لا يحتاج لدليل .. فبقاء الحكومة لأكثر من خمسة عشر عاما خير دليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفـــور .. لمـاذا الأن ؟؟؟ !!!! (Re: Ali Alhalawi)
|
أخي .. Ali Alhalawi كنت في بغداد .. وبالضبط في رابطة الطلبة في الوزيرية .. وكنّا كثيرا ما نناقش متي تقوم الثورة ؟ .. بمعني .. ما هي شروط قيام أي ثورة ؟! الأجابة الأكثر منطقية هي : تتحقق الثورة عندما تتوفر العوامل الموضوعية .. أضافة للأسباب الذاتية . وفي حال دارفور .. توفرت العامل الموضوعي عندما باتت الظلم و المجاعة .. (يفتر) وهذا تعبير عراقي ، بين شوارع وأزقه الفاشر ووهاد جبل مرة .. وطال التهميش قري الشعيرية وقرلانج بانج .. أما ثورة دارفور وثوارها .. فقد حضروا الي القتال كعامل ذاتي الأكثر أستعداد .. مع تقديري لك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفـــور .. لمـاذا الأن ؟؟؟ !!!! (Re: hamid hajer)
|
ألأخ حامد
نعم توفر العامل الموضوعى لأهل دارفور بالقيام بثورتهم .. نفس العامل الذى سيدفع بأهلنا فى الشرق و الشمال و الوسط بتفجير ثوراتهم .. أحلم أن تكون الثورة واحدة
أظنك عايشت فترة الحصار "الأمريكى" للعراق .. و شهدت كيف يعانى شعبها لأكثر من عشرة أعوام .. و صدام متربع على كرسيه .. إسقاطه كان بفعل مخابراتى قبل أن يكون بقوة السلاح .. أما كان بإمكانهم إسقاطه من قبل !!! و ماذا بعد الأسقاط ؟؟ دمار و إنعدام للأمن لا تستطيع معه الذهاب من دار الأتحاد لشارع المغرب .. بغداد لم تعد هى التى تعرفها .. سأعود و أسولف لك عنها و عن ماذا تقول عيون أهلها التى أشاهدها يوميا
ممنون أخى حامد .. و أنا معك قلبى على وطنى
| |
|
|
|
|
|
|
|