|
حكــاية من الواقع .. أنصاري سُــنَه ليوم واحـــــد
|
عشــه .. غسيلها نضيف ومكوتها ســيف .. تدخل بيتها كل ملابس ميز العزابة و تخرج بيضاء من غير إلتواء .. إختارت موقعا متطرفا من المدينة البائسة .. وشيدت عليها اربعة قطاطي .. أجرّت اثنان منهم للنازحين .. لكن عشة طموحها كبير .. بل طمعها أكبر .. لم تكتفي بما تكـسبه من الغسيل و المكوي وايجار القطيتين .. زادت علية بعمل المريسة بالنهار والعرقي بالليل .. لم يكن يربطنا معها في كل ما تسوَقه إلا الغسيل والمكوي .. و انا واقف أمامها لأستلام ملابسى .. وهي مشغولة تبحث عن صحيفة لتسترهم من عورات الطريق .. أحيانا تغفلنى أو تتغافلنى و تستمر فى حملتها التسويقية متنقلة ما بين جركانة تنوء بسائلها السحرى و قوارير سكارى تمل الصمت .. فجأة كسر صوت عربة مشروخ السكون الملوث بهمهمات غناء .. لتفارق معه أصلاب خدّرها الخمر مضاجها .. تساءلت .. الحاصل شنو يا جماعة .. الإجابة جاتني بإيجاز من ساكنى البنابر .. الكشــة جات .. بفضول مديت راسي من باب القطية .. لأرى البنابر تشكو من خواء .. وثلاثة أزياء عسكر طفولية تنقب فى أطلال سكرى .. دلف ثلاثتهم داخل القطيّة .. يلَا .. يلَا معانا .. تلفت يمين و يسرى .. إتضح أنه لا أحـد غيري .. حتي عـشه التى كانت تبحث عن صحيفة .. تبينت منهم سامي .. سامى الذى أسعفناه بإرجاعه لأهله سالما خوفا أن ترهقه أرانيك تمانية .. و رفدناه عن العمل حتى لا ترفسه الشاحنات بعجلاتها .. في شنو يا شيخنا .. كمان بتسأل .. انتو ناس الميز جنكم نسوان وسكر يا بتاعين المعارضة .. لو تسمح اتكلم كويس .. انا عندي الملابس دي عايز اشيلها .. و وين قزازتك .. قزازة شنو يا زول .. أنا ما بشرب .. جو الاتنين جروني .. سامي واقف يعاين .. يا سامي إنت ما بتعرفني .. آي بعرفك .. جنك عرقي .. أنا يا سامي يا صعلوق يا كلب .. حا ناطي وضربني بطرف البندقية .. جروني وقالو عايزين مفتاح العربية .. قلت ليهم دي ما بحق ليكم تركبوها .. دي هيئة دبلوماسية .. خليت العربية واقفة وركبت معاهم البوكـس .. دخلنا مكتب الدفاع الشعبي .. الراجل القاعد في التربيزة ويظهر أنو كبير القعدة .. بشوفو كل يوم .. عندو تربيزة في الجزارة .. قعدت معاهم في سين وجيم سين وجيم .. جا واحد داخل لابس بنطلون جنز وقميص أحمر وسفنجة .. وين بتاع السياسة دا .. بدون ما ينتظر إجابة تفرس في الناس القاعدين .. وبدون سؤال رئس القعدة .. أشَـر لى .. قوم يلّا معاي .. وين .. وإنت ذاتك منو .. كمان بتسأل ..قوم يا وســخ .. مشينا لي مكتب مجاور .. بشوفو كل يوم وأنا ماشي في طريقي لي أدروب بتاع الفرن .. مكتب ناس الأمن .. أربعة ساعات وأنا أجاوب علي الأسئلة .. بدأت منذ ميلادي وحتي هذه اللحظة الأنا واقف قدامو .. إتجاهك السياسي ؟؟ .. ما عندي إتجاه .. حزبك شنو ؟؟ .. ما عندي حزب .. كلهم كلام فارغ .. حتي ناس اللإنقاذ ؟؟ .. أيـوه .. حتي ناس الإنقاذ .. يازول إتأدب .. ولَ عايزنا نأدبك بي طريقتنا .. والله الما ادَبو ربَّو إنتو ما بتأدبوهو .. كمان معاها قــلة أدب .. يالنور . تعال شوف الكهنة دا عايز أدب .. النور جا خاشي .. لابس عراقي مشروط بالجنبة .. عاينت ليهو بطرف عيني .. عيونو حمر تخوف .. طويل ومفتل .. أنا ذاتي حسيت بي بالخوف .. اتخيلتو يكشطني كف .. لحدي ما حسيت بالألم وختيت يدي في خـدي .. النور وقف مكانو منتظر التعليمات .. رخيت شوية .. قلَبت المواضيع بسرعة في راسي .. قلت الناس ديل بحتاجو لي مرواغة وشوية دبلوماسية .. قبال ما يفتح خشمو .. قلت ليهو .. يا سعادتك .. لو كان عندي إتجاه سياسي أكان قلت ليك .. حاجة زي دي أنا ما بدسها .. وإنتو يا سعادتك كمان بتكونو عارفنها .. كلمة يا سعادتك .. أتت مفعولها .. أولها انو النور غادر الغرفة بأمر سعادتة .. وتانيا أنو سعادتو رخي شوية في الكلام .. ما تفتكرنا ناس وهم .. نحن عارفين أي زول لازم يكون عندو إتجاه في الجامعة .. عشان ما قرينا نحنا جامعة فاكرننا ما ناقشين .. بس قول لينا إتجاهك شنو .. عشان تمشى تنوم ونحن ذاتنا ننوم .. الساعة اتنين جات .. أكيد لو الواحـد ما عندو إتجاه .. عندو ناس بميل ليهم .. يا سعادتك .. أنا صادق معاك .. كان مصرا أنو عندي إتجاه .. وكنت ملحا انو ما عندي .. لكني فكرت انو الأهبل دا ما عندو موضوع .. وعشان يحلل قروشو .. لازم يدبج التقارير .. وما في حل إلا أقول ليهو إتجاه .. إنشاء الله إتجاه القبلة .. لو قلت جبهة ديمقراطية .. ما حا يفهمها .. لو قلت حزب أمه أو أتحاد ديوقراطي .. حا يقول الزول دا تجمع .. وإتتذكرت أنو ناس التجمع زانقنهم في القلابات .. أقول شــنو ؟؟ وطبعا ما ممكن أقول ليهو أنا بتاع الإنقاذ .. حتى لو كـســر رقبتو .. والله يا سعادتك في الجامعة أنا كنت أنصــاري ســنة .. ديل أكتر ناس بميل ليهم .. الزول دا عاين لي من فوق لي تحت .. أظنو شاف بنطلوني الكاري بالواطه .. قريت نظرات الأستنكار قي عيونو .. لكن تفكيرو الضيق ما أداهو مجال يتحرك فيهو .. شفت علامات الإرتياح في عيونو .. انا زاتو رجفتي وقفت .. نظرت لبنطلونى و قلت .. لكن يا سعادتك هسع فكيت شوية .. لكن ربنا يهدينا ويهديكم .. وجزاك الله خير .. و سمّعت كل ما علقنى من الحملات الأيمانية .. خلاص أمشي .. دا مفتاح عربيتك .. لكن تجينا بكرة الساعة ســتة صباحا .. يا سعادتك .. ما ممكن توصلوني مكان العربية .. وما قلت بيت عشَــة .. أصلو الدنيا ليل والمكان بعيد .. والله كان بودنا .. لكن الجماعة لافين بيهو .. بحفظو في الأمن .. إتذكرت سامى .. تلاقيهو قاعد في بيت عشة يضرب في العرقي .. والله زمن .. سـامي الرفدناهو عشان سكرو .. يطبق قوانين الشريعة الإســلاميــــــة .. آل قوانين آل
ملحوظة: أنها واقعــة حقيقية .. إختصرت كثيرا من أحداثها .. شاءت إرادة الله أن يذهب هذا المحقق الإسلامي في معركة إستعادة مدينة القلابات في شرق السودان .. هناك قضي اجله .. ولا شماتة في الموت .. إنتهى معه تمام السادسة صباحا اليومي .. يقولون شهيدا .. والناس التانيين بقولو فطيس .. وأنا لم أقل كلمتي بـعــد
ملحوظة هايفة للمحوظة أعلاه : محقق تعنى بتاع أمن .. و صفة إسلامى : هى على حسب ما ورد فى قاموس الجبهة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــاية من الواقع .. أنصاري سُــنَه ليوم واحـــــد (Re: Ali Alhalawi)
|
يا حلاوي سلامات .. تووووووووووشك كده : هواة التشكيل ما ظنيتهم حا يتعبو في تشكيل " انصار سنة" ..يعني عشة وكشة وعرقي وقطاطي وعايزهم يتعبو ؟؟؟ زكرتني النكتة القديمة بتاعت الحرامي القام سأل المرا اسمك منو قالت ليهو حليمة قال ليها عشان اسمك زي اسم امي انا خليتك وما حا اقتلك وقام سأل راجلا وانت اسمك منو ؟؟قال ليهو اسمي جعفر لكن تحت تحت كده بيقولو لي حليمة .. انت اظنك شيوعي لكن تحت تحت كده بقيت انصار سنة ليك التحية والاموات رحمهم الله
| |
|
|
|
|
|
|
|