الحلقة.....أظنها مسرحية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 01:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ميسون النجومى(Maysoon Nigoumi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2004, 06:38 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة.....أظنها مسرحية

    "أنا لا أليق بهذا المكان!"
    هذه العبارة تلتصق بجدار رأسي، و تخرج كجثة هامدة مع كل نفس لي.
    كانوا يجتمعون بذلك المقهى، شباب يرتدون جلد الكهول، يسمونه الإحباط.....الإحباط! لن أرقى لذاك المقام، مهما عبست ملامحي و لونتها حزنا.
    كانوا ينظرون إلى الكون كمن يلفظ لقمة فاسدة و القيء يملأ كلماتهم هم الآن في بؤرة الإضاءة، تقدموا من كومبارسات إلى أبطال، بينما توارى الأبطال القدامى تحت ظلال الكومبارس..
    لا أدري كيف قادتني قدماي إلى هذه الحلقة؟ ربما كما قادتني إلى كل السابقات (نعم ، فهم كثر!) . لكن حلقتهم بالذات، لم يكن من السهل الانضمام إليها، لكنهم سمحوا لي بإكمال محيطها. هم يقولون ملامحي غريبة، كشيء لا يمكن الإمساك به......كالغروب، و كيف تمسك الغروب؟ يقولون رغم الهدوء الذي أتوشحه إلا أنهم أبصروا ألسنة التمرد و العبث في النوافذ المنصوبة على وجهي (يقصدون عيناي)....لا أستطيع فهمهم، ربما لأنني أفهمهم تماما!
    إذن كان انضمامي للحلقة هكذا دون سبب، علمتني التجربة ألا أستعجل معرفته، أنتظر في هدوء ، أتابع...أنسج في نول الترقب!
    لم أدعي معرفة أي شيء ، لذا كنت نواة الحلقة، فقد كانت علمتني كل الحلقات أن أحب نفسي علمت أم جهلت.
    المقهى كراسي و طاولات، كراسي للجلوس، تمتطيها كحصان إذا كنت منتصرا لتوك، و تمدد رجليك عليها إذا كنت عدميا في ذلك اليوم، و تنحني إلى الأمام واضعا رأسك بين يديك، إذا وصلت في منتصف العقدة (أي عقدة..ممممـ ما عارفة!) .و الطاولات للشاي الثقيل بدون سكر (ده شاي الحلقة) أو للخطب المنبرية و العروض و ما أكثرها. أنا أضع يدي تحت فخذي عندما أجلس و أنصب ظهري، و الطاولة ، أتابع تقشر طلاؤها الأخضر
    و رغم أن لإضاءة تصب حرارتها و ضوءها بقوة على المقهى ، دوما يتساءلون متى يأتي دورهم، متى تسطع شمس الحقيقة (الكلمتين مترادفات!)
    كلما أتيت إلى المقهى الراكد الذي يجلسون فيه ، تتعرق يداي، و أحس بانقباضة في قلبي، و رغبة عظيمة في حك وجهي، و تتعلق عيناي دوما بمدخل المقهى.............
    تطير ذبابة و ترك على وجه المثقف الأول، يهشها
    "الشيوعية فشلت!"
    المثقف الثاني "بل أنها لم تتحقق بعد!"
    الذبابة "ززززززززززز....."
    المثقف الأول "بعد؟! لكن يكون هنالك بعد، لقد تجاوزت الرأس مالية كل الشعارات العمالية"
    المثقف الثاني " ليس صحيحا، فـ...."
    المثقف الأول " ياخ شوف وضع العمال في بريطانيا، حزبهم يرزح تحت مظلة السوق الحر و فيء الرأس مالية!"
    المثقف الثاني " لا حزب العمال البريطاني لا يعبر عن الطبقة العاملة. صحيح أن وضع العمال أصبح أفضل منه في روسيا، لكن هذا لأنهم استبدلوها بعمالة أخرى، العمالة الأجنبية ....خاصة المهاجرين، هم الذين تخاطبهم الشيوعية و يتجاوزهم ظل الوفرة"
    المثقف الأول " لأ ياخ.....أنت ما رأيك؟"
    أنا؟!!!!
    " حقيقة ما عارفة! الاتنين صاح"
    تطير الذبابة نحوي مفكرة، تغير رأيها، و تذهب إلى المثقف الأول
    زززززززز
    "ماذا تعرفين عن الشيوعية ؟"
    "مش ديل ناس ماركس و لينين و روسيا وعمال؟"
    "أوه لا ! سأحضر لك كتابا"
    "حاولت، لكن لم أفهم شيئا! الكتاب الوحيد الذي فهمته عن المادية الجدلية، ثم اكتشفت أنه مخصص لربات البيوت!"
    تركتهم فاغري إلى الأفواه...ثم إلى ركن آخر من المقهى، قرب ست الشاي الحسناء المنبهرة، مثقفان آخران و .....نفس الذبابة
    "حاولت في قصيدتي الله لا يقطن هنا" أن أتجاوز الزمان و المكان، أن أكسر التسلسل المنطقي للأفعال و الأشياء"
    "تجربة جديدة حقا...أعد لي ذلك المقطع"
    المقطع؟!!!
    زززززززززززز
    "يا فزع الغروب...و آخر انفعالات الأجنة، محض المحض...كشف عني...مآلات....السراب"
    "جميل ...معبر، خاصة فزع الغروب....فيها شيء من الحركة"
    الحركة الوحيدة التي سمعتها ، هو تضرس أسناني من ذلك ...المقطع
    "أنت!"
    أنا؟!!
    "الديك محاولات شعرية؟"
    "لا لأ"
    "أترسمين، أو تمارسين القصة؟"
    أمارس القصة؟
    "تشيب! تشيب!"
    "هذا لأنك لا تعرفين نفسك، و لكنك فنانة، واضح ذلك تماما"
    ها؟ أين؟
    "حقا"
    "بالتأكيد فلك روح عابثة، روح فنان"
    ؟!! و لكني سعدت بالإطراء، أم انه شتيمة مغلفة؟ ممممممـ
    زززززززززززز
    كلما خرجت من ذلك المقهى ، أقطع على نفسي وعدا أن أشاركهم الحديث و الهم، هم تحقيق الشيوعية، و هم تمتع الهنود الحمر بحقوقهم الكاملة، و ذلك الوجع...ماذا يسمونه؟ اجل وجع القصيدة...و ذلك القلق الذي لا يجدون له دواء، متى تتلولو خصل شعري المسطحة كالمساطر؟! ....حتما هندما أنهل من الكتب المقررة على العضوية، سيسكنني ذلك القلق أيضا، و أرقى للإحباط. عندما أملك جرأة نفي كل ما اتفق عليه، عندما أناقض نفسي، عندما أدهش القادمين، و أقلق منام من سبق، عندما أتفوه بما لا يجرؤ لساني على إطلاقه تعففا....عندها أكون أصيلة في الحلقة، و لا يلوحوا ببابهم المفتوح لطردي خارجا...كما فعلت كل الحلقات.
    و ماذا عن فتيات الحلقة ؟ حقيقة لم ألتق أيا منهن. ليس لغيابهن و لكن لانشغالهن؟؟؟؟هم لا يجدون وقتا لفعل أي شيء، يحملن كتابا في أيديهن، يشاركن في الحديث بحيوية( و بعنف أحيانا)، بشفاه مزمومة .يضحكون أو يهيمون حزنا، و لكن لا مجال للابتسام. حركتهم الكثيرة كانت تقلقني، لأنها كانت تشير (متهمة) إلى...ذبابة سمينة في مملكة النحل!!!!!
    في يوم، توكلت، حملت كتابا في يدي و همت حزنا، و لأول مرة تلاحقني الذبابة. سألوني ، ذكرت أن البلدية أزالت بيت جارتنا مرة العشوائي! قهقهة عالية، اضطربت الذبابة، و طارت نحو مصدر الصوت
    " و هل ستبكين على كل معذبي العالم إذا لن تجف عيناك"
    و دار الخبر في الحلقة، يطلبون مني كل مرة أن أبكي على مقتل عمال في كمبوديا، و جلد امرأة في نيجيريا، مجاعة زامبيا و ....و ....و..
    حقيقة! خجلت من نفسي. لماذا ألبستها هذا الثوب؟ و أنا التي كنت أحبها علمت أم جهلت. لكم ما زال على تعلم الكثير
    مثقف "أنا شيعي!"
    مثقف "رجاء لا تحدثنا في الدين
    المثقف الشيعي "نحن الشيعة نتحدث في كل شيء عدا الدين، نؤجله لحين حضور الغائبين"
    المثقف العلماني "عن فؤادي؟"
    المثقف الشيعي " لا نقبل مزاحا في آل البيت"
    المثقف العلماني " ظننت مسألة القبول و الرفض مؤجلة إلى حين الحضور"
    المثقف الشيعي " إلا في آل البيت، كديه هسي خلينا! أنقر ما هو رأينا في الزواج؟"
    ززززززززززززززززززز
    عيناها كانت تشبهان جوهرتان عندما دخلت الحلقة، صديقة البطل! لفظتها الفتيات منذ أن وطأت أقدامها المقهى، فلقد تعدت على أحد حقوقها و أفرادها دونما توسل أو قربان. أصدرن فحيحا في أذن العضوية، فانقلبت إلى فك يطبق عليها.
    مثقف محرش "روزا امرأة رائعة ، قالت عن لينين....تعرفين روزا...مش؟"
    صديقة البطل "لا"
    المثقف المحرش "إذن الحديث معك غير مجدي!"
    المثقفة " روزا مناضلة مشهورة"
    مشهورة كلمة سوقية! لا أزيز ذبابة هذه المرة، فهذه منطقة تهابها!
    صباح اليوم التالي
    المثقفة "روزا لكسمبورج ولدت عام 1870 ، ألمانية كونت حزب سبارتاكوس،و الذي تحول إلى الحزب الشيوعي الألماني. عام 1919 كانت ثو...."
    مثقف محرش آخر " هل قرأت التفكك؟"
    صديقة البطل " في الحقيقة ...لأ"
    المثقف المحرش " إذن ما آخر كتاب قرأته؟"
    صديقة البطل " دومة ود حامد"
    المثقف المحرش " هل ما زال هناك من يقرأ للطيب صالح؟ لا بد أنه يستغرب ذلك أيضا"
    لا أدري لماذا ضايقها حديثهم؟ كان بوسعها أن تفعل مثلي و تصيح بعناد طفولي "و الله أنا عاجبني!"
    بدلا من هذا الأسى البادي في وجهها، و في حركة بطولية مني تدخلت لإنقاذ الموقف.
    "التفكك رواية مملة....و الدومة رواية تغريك للتنقل في صفحاتها، أو ليست هذه الرواية؟ لا أظن كاتب التفكك قد قرأ التفكك نفسه، لا بد أنه تفكك في منتصف الرواية"
    "لا يا عزيزة......"
    "أففف...لدي صداع...لا تنادي عزيزة، كموظفي الوزارات"
    كان الحنق بادي للمثقف المواكب. التفت إليها،مواسية، صدمتني بنظرتها، ملؤها احتقار لي و اعتزاز بنفسها...حقيقة تفهمت إحساسها، و من أنا كي أدافع عنها؟ أنا جهولة الحلقة؟ طأطأت رأسي في رضوخ و كان هذا أول و أخر تدخل لي في شئونها.
    حقيقة كنا متشابهتين، كلانا كان يسعى لإرضاء الحلقة، هي باقتدار و أنا في عناد. كانت تسعى لأن تكون أحد كواكب الحلقة، و أنا أسعى لأكون أحد جلاديها (إيلام الحلقة يرضيها، تماما كالتناسخ فيها)
    ماذا عن البطل؟ ما إن أوصل حبيبته إلى شاطئ الحلقة حتى انطلق في بحار البحث عن مغامرة جديدة. كان ذلك يؤلمها، فهي حبيبته أيضا. لكنها تناست ألمها في صراعها نحو البقاء في الحلقة.
    أما أنا فقد كنت بدأت أفكر في الانسحاب. لقد فشلت في الانسجام أو جلد الحلقة. فأعلنت في كبرياء أن وهج اندهاشي بالحلقة قد انطفأ ....خلاص! لولا تلك الحكة و ذلك الانقباض كنت خرجت من تلك الحلقة على الفور.ألا يرضيهم أني أعلنت فشلي؟ لست كهرقل الذي بنصفه الآدمي انضم إلى جبل الأوليمب! و ماذا إذا فشلت؟ سأضع التجربة في آخر ملفات ذاكرتي و أبقيها هناك! كأن شيئا لم يحدث. كم أنا سعيدة أنا أرقص تحت الشمس، أ،ا راضية عن نفسي، ملأتها رضا....الامتلاء الذي تحسه عند تناولك حلوى القطن. لا يهم أختي تقول سمي الإنسان من النسيان....تمام!
    قد يكون الفيلم ناجحا دون أبطال، فيترك المخرج البطولة لحكم الجمهور و ضميرهم. لكن لا يوجد فيلم دون وجود الخاين! البطل يستمد بطولته بمناوئته للخاين. و الخاين في حياتنا في عالمنا حتى بين ضلوعنا _النفس الأمارة بالسوء)
    و حلقتنا رغم بيزاريتها لا تشذ عن القاعدة. لحلقتنا خاين!
    أذكر أن الحكة كانت مشتدة على ذلك اليوم، وانقباض قلبي حتى صار في حجم النبقة. كان الجحيم يستعر من عيني فتحاشتني العضوية.
    صديقة البطل وصلت مرحلة الغرغرة من إطباق الحلقة عليها، حدثتني نفسي بالتدخل، لكن عيناها حذرتني من الاقتراب. على كيفها!
    واجهته بخيانته لها ، هز كتفيه لا مباليا و في أوج ثورتها صاح
    "و ماذا في ذلك....أنا أبحث عن ذاتي"
    حدثته عن حبها، عن كرامتها...فليضع نفسه مكانها....
    "أنا حميتك....ما تبحثي عن ذاتك ...يا..." جالت الذبابة في فمه المفتوح، بصقها خارجا، وانصاعت صديقة البطل لمبدأ الحلقة، الحرية لنا و ...أحيانا لغيرنا ( يعتمد على رأي الحلقة). حملت كتابها و هامت حزنا منشغلة مع نحلات الحلقة تتابعها الذبابة. مع الفارق في أعينهن يلمع بريق سراب...سراب جبل الأوليمب...., هي كسرت جواهرها (عيناها) ووضعت بدلا منه زجاجا يعكس الألم خارجا....على كيفها!
    كانت الحلقة في ذات اليوم تمجد المثقف الفنان ، الذي تسور ( و نسير) ليلا في داخلية للبنات. مدهش! رائع! و لا يسأل فهو الفنان! الآن هم ينتظرون إبداعا جديدا له، بعد أن أرضى اله إلهامه.
    أما أنا فكل ما كنت أفكر فيه ، هو ما إذا كان اغتسل بعد فعلته تلك...تساؤل سخيف أعذروني، لكن عيناي المعلقتان بالمدخل ، ترفضان التحول عنه، و تشوشان أفكاري، حتى أني فكرت جادة في خزئهما.
    وقع ظله عند الباب...جهرت عيناي، اتضحت ملامحه وقفت كأني انتظر قدومه....أنا أول ما وقع بصره عليه. جلست في ارتباك و همهم عبارات مرتبكة، و لكن لا نجرؤ أن نشيح نظراتنا عن بعض.
    كنت أطن أن تلاحق الأحداث أصمتني عن العالم الخارجي و عزلتني عنه.....ظننت خاطئة! فقد غرق المقهى في بحر من السكون، أخيرا تجرأ أحدهم في المشاباة من هذا الصمت
    المثقف الجريء "أوووووووووووه! الخاين!"
    توقعت أن أرى الإحراج في عينيه ، ولكن على العكس تماما، استرخت ملامحه، كمن يخلع قناعه في بيته، بعد يوم عمل طويل. و سلم سلاما حارا، تضايق منه المثقف الجريء. وسرت نظرة حنق لدى رواد المقهى ، خاصة المثقفات " حقيقة عضوات الحلقة يتعاملن مع كل مشكلة، كمشكلة شخصية) أ/ا أنا فقد كنت أبتسم ملء الشدق ( اعني ذلك حرفيا فقد أحسست لاحقا بألم حاد في الشدق ) أرجو ألا يكون ذلك تشفيا مني!
    شرع في السؤال منهم بشيء من الحميم و ربما الحنين
    " كيف حالكم...خبروني عن آخر أخباركم....آخر همومكم.....هل ما زلت مسكونا بالقلق؟ هل حققت نقطة التماس بماضيك و حاضرك و مستقبلك؟ ما آخر قصائدك...هل حققت أخيرا كمال القصيدة؟ أين رسامنا ؟ أما زلت صائما عن الكلام حتى تكسر حاجز أبعاد اللوحة؟ و انت ما أخبار السوبرمان؟ هل عثرت عليه؟ أجل ما اسمه؟ الرجل الأسطورة؟ و انت هل حققت نظرية ليست امرأة و بالتأكيد ليس رجل...ما اسمها؟ أجل نظرية تحييد الجنس! هل تفهم زوجك أرق كينونتك لتعودي لزوجك و طفلتك؟ ماذا؟ ليس ذاك من شأني؟ حسنا! أرى عضو جديد.....من وجهك أدرك أنك لم تكملي شهرا....سيزول ما تحسين به قريبا...فقط اعثري على طرف العصب و ابتريه...و ...و...و"
    ابتسم و في عينيه نظرة توحي بانحناء ممثل عند إنهاء مشهد ما. رغم أنه لم يكن هنالك أي تصفيق، ولكن نظرات الحنق أعطت نفس الأثر. استدار...."خاين" كلمة صوبوها صمتا و خوفا إلى ظهره، تلقاها و مضغها كحلوى لذيذة.
    أوشك أن يتجاوزني، تبسمي استوقفه
    " هل ضللت مكانك؟، تبدين غريبة"
    "نعم...لا.....اجلس معي"
    ابتسم مختبرا " هناك مقولة للمسيح في العهد الجديد تقول فيها..هل قرأت العهد الجديد؟"
    حاولن جاهدة التذكر " في الصحف ، عند التعازي يكتبون الرب أعطى و الرب أخذ...و هذا ما اعرفه"
    رد في سعادة " لا يهم....هنالك وهج...حرارة تحسها عند اقترابك من أنثاك، اكتمالك....كالاندماج في نجم ما"
    "هل هذا ما قاله المسيح؟"
    ضحك ثم بخجل " بل ما أحسه الآن....ربما تأتين...سأذهب للبحر....لأني إذا لم أندمج كالنجم ...أنشطر كالنجم"
    ودعني بأمل و خوف ......ذهب....علي أن أفعل شيئا.......أخذت نفسا عميها......و بسرعة و تلاحق شديد...أفرغت كل ما في جعبتي من بذاءات...لا أوجهها لأحد...بل أخرج ما في من قيء..أتطهر..للاندماج......ثم زفير طويل.........علا تصفيق في المقهى....نبهوني إليهم....توجهت نحوهم....تكتلوا سويا كخراف...و سننت سكيني
    " لا يهمكما في الشيوعية سوى أنها أرض خصبة لهوايتكما....صراع الديكة. القصيدة ليس مشروع ينجز...بل كما قال...أو ربما لم يقل فروست هي غصة في الحلق...الشعر ضرورة. الدين فكرة ترى ألقها في عينيك، لكنك تلبسها كبذلة مطرب ذهبية في حفلة مبتذلة. الفن مرقى روحي و إن أخطأ الفنان الوسيلة، أما العبث فهو العهر و لو ذيلته كل آيات الفضيلة. المرأة لا تساوي الرجل و لا هو يساويها...و لكنهما يكونان آدم الجنة. خذي جواهرك حاولت إلصاقها دون جدوى، لكنها أفضل من الزجاج على كل حال. أنا حزينة على مرة العشوائي، لن أبكي عليها...ربما أجد حلا.....أعلم أن كلمات مثل الوطن، القضية، الانتماء...وصلتكم ماسخة من من سبق ، علكة أخرجوها من أفواههم و مضغوها إياكم ماسخة......و أنا التي كنت أظنكم آلهة جبل الأوليمب....الآن كشفتم عن أنوفكم الحمراء، لن أكون مهرجا في هذا السيرك. أنا ذاهبة...إلى البحر!"
    جريت نحو الباب، التفت في نظرة أخيرة مودعة و صحت " أتدرون من أنا ؟.....أنا الخاينة!"
    حقيقة ، فيما بعد لم يشرفوني بهذا اللقب "خاينة" قالوا : البت ديك (تعمدوا نسيان اسمي" تعاني من اضطراب ذهني! ليس جنونا أو أزمة نفسية، فتلك أوسمة تشريفية في الحلقة....لا يهم لن أعود لدائرة حكمهم مرة أخرى.
    أنا الآن في البحر....ها هو ذاك.....تشابكت أيدينا...لم نضحك، فقط تبسمنا..., عندما كان الليل ، كنت أنا و هو نتلألأ مع ملايين أمثالنا
    أتدرون...................
    "ذاك المكان لا يليق بي!"


    اندمجنا
                  

03-25-2004, 06:56 PM

Tabaldina
<aTabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة.....أظنها مسرحية (Re: Maysoon Nigoumi)

    ..
    .
    أهى حلقة دراويش !؟
    اعود بلا عجالة
    فأننى اعتقد انها تليق بي هنا
    وأشعر كأننى كنت هناك فى وسطها
    بين الطار والغبار والزحمة وزززززز ،،،

    لك الود

    (عدل بواسطة Tabaldina on 03-25-2004, 06:59 PM)

                  

03-25-2004, 08:38 PM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة.....أظنها مسرحية (Re: Maysoon Nigoumi)

    Dear Maysoon
    I am sure you noticed that, sometimes, we work very hard only to know what we should not be, and never belong to.However, the time it takes to know is so variable. The theme of "guts feeling" is creeping back here from your recycled post, and I think that the courage of being able to "move on" is a blessing saved for the few. The same few , tend to , eventually , get to higher places.They take no notice of the conventional wisdoms or any scepticism in the process. For some reason, I am thinking of the Achemist's journey and Darwin's dismissal from university as examples.

    Also, in support of your view re methodologies of research/study which you expressed elsewhere , I am pretty sure that no one method is capable of answering all the questions asked , and a hybrid of methodologies is always needed when the issue is complex .

    Your "frustrated" and "frustarting" x-friends in the cafe could do with a bit of "moving on", but having heard the same noisy buzzing "zzzz" in a London cafe sometime ago , I came to know that these Iraqi immigrants had been having such conversations for more than 20 years, !! and enjoying it every single day !! , so I am not optimistic! and it is much better to leave and go to the sea , better still , to the ocean .

    As ever, very interesting and thank you.

    Adil

    p.s
    excuse my "language" as I am using the office computer/keyboard
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de