امرأة تقرأ في غير احتمالاتها

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ميسون النجومى(Maysoon Nigoumi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2007, 06:21 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امرأة تقرأ في غير احتمالاتها

    دا نزلزهو لي ناس الأضواء امس
    such nice people...sweet hearts actually

    part 1

    امرأة تكتب وتقرأ في غير احتمالاتها
    (الحلقة الأولى: مارجريت ميتشيل: جهد ذاهب مع الريح)

    ليس بوسع أحد الهروب من التنميط. ذكرت مرة أنها الوسيلة التي يحاول بها العقل الإنساني التعرف على الاخر، وذلك بأن يضعه ضمن مجموعة مدموغة بصفات عدة ، كي يتعرف على الصفات التي تجمعه بالمجموعة، وعلى تلك التي تمايزه منها. وينطبق الشيء ذاته في النقد الأدبي..فعندما نقول كاتب من أمريكا اللاتينية، يقوم عقلنا تلقائئا بجمعه مع مجموعة الكتاب اللاتينيين، للتعرف على الخصائص التي تجمعه بهم، من تلك التي تفرقه عنهم. لا بأس في ذلك، لكن ربما تكمن العلة عندما يصبح هذا التنميط أداة تقييم. كأن نصاب بخيبة أمل إن لم يوظف الكاتب_ الذي ضربنا به المثال _ الواقعية السحرية في كتاباته، أن نقلل من قيمة حبكته التي لا تتعرض للواقع السياسي في أمريكا الجنوبية، أو إن انتفت شخصياته من سمات الغرابة. (مثال اخر: أزمة الكاتب الفلسطيني)
    ماذا إذا قلنا : إمرأة تكتب! يعتمد على الفترة التي نكون فيها لتنميط المرأة الكاتبة. فإن كنت من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فالمرأة كاتبة رومانسية، حالمة، شفيفة (أحيانا واعظة) أو تكتب من أجل التسلية. أما في أواسط ونهايات قرننا الحالي، فالمرأة الكاتبة عن القضية الأنثوية وما تتقاطع معه هذه القضية من تناول: الدين- المجتمع- الجنس- الاخر الرجل.
    لا بأس من ذلك، شرط أن لا يصبح التنميط أداة لتقييمها. سأضرب مثالا سريعا بالشاعرة الرائعة "سافو" ، ففي القرون ما قبل الميلاد، وقتها كان أفلاطون ومن بعده أرسطو يحاولون وضع معايير وتصانيف للشعر في شكله أكثر من تناولهم لموضوعاته، فلم يبدو أن موضوعات سافو (التي ورد فيها غزل موجه لنساء) كانت موضع اهتمامهم بقدر ما كانت جزالة تعابيرها، وبراعتها في ابتداع الوزن الشعري المنسوب إليها. ثم هي في العهد الفيكتوري ، كاتبة الحب والشهوة، وفي القرن الحديث رمز للأنثوية والفيمينيزم. لكن سافو كانت أكثر حظا من غيرها(في تغير الحكم على كتاباتها مع كافة فترات التنميط) . مارجريت ميتشيل لم تكن أكثر حظا.
    لم تولد أمريكا بين يوم وليلة. (بالطبع!) لكني لا أعني هنا الدولة، إنما أعني مفهوم "الأمريكي" ، النمط الذي سنضيف إليه مجموعة من الخصائص تميزه عن الأوروبي، عن الإنجليزي. وبرزت الحوجة لبناء هذا النمط، عندما قررت أمريكا الدولة أن تمايز نفسها في الحرب العالمية الأولى، وأن تضع نفسها في الحياد، عن تلك الحرب "الأوروبية" ، حتى ذلك الوقت لم تعدو أمريكا من أن تكون إنجلترا الحديثة، جزء أوروبي مقتطع خلف المحيط. لكن قبل السياسة الخارجية، لأمريكا، كان الكتاب الأمريكيون يحاولون رسم معالم الحركة الأدبية الامريكية المتمايزة عن الحركة الأدبية الأوروبية. وقد ارتكزوا على عدة عوامل لرسم الهوية الأمريكية المتمايزة عن الأوروبية، إثنية السكان الأصليين المختلفة، جغرافيتها المتناقضة، التاريخ السياسي الداخلي المتمايز (الحرب الأهلية) ، وبالطبع النظام السياسي، الديانة البروتستانية الفارة من انجلترا.
    في عام 1937 منحت الكاتبة الجنوبية مارجريت ميتشيل جائزة البوليتزر الأدبية الرفيعة، عن روايتها اليتيمة : ذهب مع الريح. ورغم أن أرقام المبيعات الفلكية للكتاب (والفيلم السينمائي) بررت منح الجائزة للكاتبة الشابة، لكن كثيرون شككوا في القيمة الأدبية للرواية "الرومانسية" ، في فترة كان وليام فولكنر كان قد أتم روايته (ابسالوم! ابسالوم!)، فولكنر نفسه الذي فضل تجاهل ميتشيل في انطولوجيته للكتاب الأمريكيين.
    رواية ميتشيل التي تحدثت عن الجنوب الأمريكي قبل وبعد الحرب الأهلية، وصفت بأنها بانوراما الجنوب الأمريكي في فترة الحرب الأهلية، لدقة التفاصيل التي أوردتها عن المعارك وعن أسلوب الحياة في الجنوب قبل وبعد الحرب، هذا عندما يود أحد أن يضيف قيمة ما للعمل الادبي غير ثيمته الرومانسية. ميتشيل التي كتبت الرواية في فترة تماثلها للشفاء من كسر في ساقها ، وضعت جو الرواية في إطار قتل الوقت والفراغ، كتاب للتسلية، كالروايات الرومانسية. كثيرون تجاهلوا حقيقة أن ميتشيل كانت تعمل كصحافية حيوية، غطت أحداث كثيرة في بلادها، اكسبتها ثقافة واسعة، وروح غير التي تتسم بها الكاتبات المنزليات (كجين أوستين مثلا).
    انتقدت رواية ميتشيل لأنها تعتمد على قصة عاطفية لا تحمل تعقيدا داخليا (بل إنها كسائر الروايات العاطفية قليلة القيمة الادبية، تعتمد التعقيد الظرفي الخارجي بين البطل والبطلة: كظروف الحرب مثلا التي تفرق بين الحبيبين، كوجود غريم للبطل على قلب الحبيبة). من قرأ الكتاب لا يتأثر كثيرا بالفيلم الذي أدهش الجمهور في وقته بسبب التقنيات الجديدة في الإخراج والتلوين، والميزانية الضخمة التي اعتمدت لإنتاجه، وسحر الممثلين كلارك جيبل وفيفيان لي. من قرأ الكتاب يدرك التنافر الكبير والمقيت بين الرواية وتكملتها المعنونة بإسم سكارليت، حيث التضارب الكامل بين الشخصيات في الرواية الأولى و في الجزء الثاني. وسؤال لم تجب عنه مارجريت ميتشيل سوى بإبتسامة غامضة: لماذا لم تصنع جزءا ثانيا للرواية؟ وقد عاشت الروائية 12 عاما بعد نجاح الجزء الأول من روايتها.
    الإجابة عندي أنه ليس للرواية جزء ثاني، فالبطلة سكارليت المعروفة بعمليتها الشديدة تغلق مشهد الرواية بعد تداعي عالمها بقولها " رغم كل شيء ..غدا يوم اخر". النهاية تساؤل مفتوح للتاريخ..فالرواية عندي اعتمدت الشخوص والأحداث كرموز للحديث عن الهوية الأمريكية. هذه القضية التي ربما رأى فولكنر أنها قضية أكبر من سعة ميتشيل الهاوية.
    فلا يمكننا تجاهل العناية الفائقة التي اختارت بها ميتشيل خلفيات شخوص الرواية ، والحوار الذكي (إحدى سقطات الجزء الثاني هو فشل الكاتبة في مواصلة خيط الحوار المحمل بالكثير، وعمدت إلى المباشرة في الحوار).
    هناك 3 شخصيات ، يشكلون الخط الرئيسي لحبكة الرواية: سكارليت أوهارا، اشلي ويلكس و ريت بتلر
    الثلاثة هم احتمالات أمريكا، لكن من منهم سيدوم؟ ليس سوى سكارليت هي التي تصمد في وجه الحرب الأهلية العاصفة، وتجد قوتها بعد مرورها، وتعيد تعريف نفسها بعد أن تستقر الأمور في الجنوب المضطرب. فسكارليت خليط غريب بين الارستوقراطية الأوروبية ،فأمها إيلين روبيلارد سليلة أسرة فرنسية عريقة ( أوروبا القديمة بتاريخها وفنونها) و بين أوروبا الفارة من القديم، أو أوروبا التي تريد بداية جديدة، ولادة جديدة ،فأبوها جيرالد أوهارا، يعرف نفسه بأنه من سلالة أسرة إيرلندية عريقة، لكنها لاتقع ضمن الأرستقراطية، فهو فلاح جاء ليبحث عن ولادة جديدة في تربة الجنوب. فيبني ايرلندا الخاصة به في أرض جورجيا ، ويطلق على مزرعته تارا (جبل الملوك الإيرلنديين) والمنزل لا يشبه أي من المنازل المجاورة ذات التصاميم الأوروبية، ببنائه الحجري الضخم الذي ربما يشبه قلاع الإيرلنديين. وهو المنزل الوحيد الذي يصمد في وجه الحرب الأهلية، بعكس المنزل المجاور لهم منزل آل ويلكس الأرستقراطيين، المرتبطين أشدما ارتباط بالحضارة الأوروبية من حيث حبهم للموسيقى والكتب..بالكاد يصمد أحد منهم بعض الحرب الأهلية.
    في بداية القصة يجري حوار بين جيرالد وصديقته السيدة تارلتون حول تربية الجياد وعن قوة الهجين وقدرته على البقاء والإعتماد عليه، ويشيرون في الحوار إلى سكارليت ويشبهونها بالحصان الهجين. ودوما نجد سكارليت في تنازع بين المثال الاوروبي (عندما تفكر في أمها) وبين الأمر الواقع (عندها تستمد قوتها من والدها) . فهي في وسط كل المتغيرات وحدها التي تستطيع التعامل مع الواقع الجديد (التعامل مع اليانكي الشماليين، استغلال الوضع الإقتصادي المتأزم في الجنوب) لكنها دوما تحاول أن تجد لعمليتها الشديدة هذه مكانا في منظومة أخلاق النبالة الأوروبية. سكارليت التي تستهجن حالة الفقر النبيل التي تمسك بها الجنوبيون، وتلقى الرفض بسبب نجاحها وثرائها، رغم كل شيء ، تلتزم بمعايير الأخلاق الجنوبية وتحاول أن تقحم لنفسها مكانا بين أهلها النبلاء من الجنوبيين، وتستنكف أن تصادق "النوفو ريش" أو طبقة الأثرياء الجدد .
    وسكارليت بين رجلين : اشلي ويلكس، الذي يحب أن يقتبس أحاديثه من الشعر الكتب ، ويقضي معظم وقته ساهما في أوروبا، رجل يفقد روحه بعد الحرب الأهلية وتصفه سكارليت محبوبته " يداه لم تخلقا للعمل، وجسده لم يكن خليقا سوى أن يغطى بأجود أنواع الأقمشة. الرب قد خلقه كي يجلس في منزل كبير، يتحدث مع أناس لطفاء، يعزف على البيانو، ويكتب أشياء تبدو لطيفة لكنها دون معنى على الإطلاق" (!!) . اشلي سيظل طوال أحداث الرواية في حالة مزرية، متعلق بالأيام القديمة في الجنوب غير قادر على أن يتحمل التغيير. يقول عن ما حدث حوله (وكأنه مفصول عن الواقع) "في نهاية الأمر، فأن ما سيحدث هنا في الجنوب هو ما يحدث عندما تنهار أي حضارة. الذين يملكون عقولا وشجاعة سينجون، والذين لا يملنكونهما سيداسوا تحت الأقدام. على الأقل ، لقد كان أمرا مثيرا أن أكون شاهد جوتردامورنج (غبار الالهة)" ويصف حاله "إنها لعنة يا سكارليت أن أرفض النظر إلى الأشياء بحقيقتها العارية، حتى مجيء الحرب، لم تكن الحياة لي سوى مسرح ظل على ستارة، وهكذا فضلتها. لا أحب أن تكون ملامح الاشياء حادة، أفضلها ناعمة و متماوجة (.....) قبل الحرب كانت الحياة جميلة ، كان هناك بريقا لها، كمالا واكتمالا و تناسقا كما الفن الإغريقي". ويستمر في حياته فقط بواسطة سكارليت ، بتماسكها الذي يعوض عن تفككه، ويستمر أيضا بسبب زوجته ميلاني وحدها كانت تتفهم تعلقه بالماضي غير الحقيقي، وحرصت أن تغلفه فيه..وعند موتها يشعر بالضياع. كان يشتهي سكارليت، قوة الحياة فيها، عنادها، لكن سكارليت كانت مخاطرة هو يعلم أنها كانت ستلقي به إلى حتفه، فهو لا يملك أدوات النجاة لهذه المخاطرة، لذا فضل ميلاني إبنة عمه (ذات الصحة المعتلة، والطبع الرقيق) "لقد حاولت أن أتجنبك أيضا يا سكارليت، أنت المليئة بالحياة والحقيقة. وجبني جعلني أفضل الأحلام والظلال"
    ثم هناك ريت بتلر، الرجل الاخر في حياة سكارليت. وكما كانت تزن سكارليت نفسها قبل الحرب (بخرق شديد) بين النقيضين، والدتها إيلين سليلة الهجرة الأرستقراطية، ووالدها الهمجي جيرالد المهاجر المثابر. كانت تزن نفسها بعد الحرب بين اشلي (ممثل النبل والتقاليد للجنوب القديم) و ريت (ممثل العملية والإنتهازية والتمرد على القديم). ريت كما نعلم منذ بداية الرواية هو سليل أسرة عريقة نبذته بسبب رفضه الزواج من فتاة قضى ليلة معها خارج منزلها(بسبب المناخ ودون أن يحدث بينهما شيء) قفد كان يرى أن هذا تقليد سخيف ولا يحمل أي منطق، فأصبح منبوذا من النبل الجنوبي، وحمل ريت لواء التمرد في حياته. كان مشهورا بعلاقاته مع النساء، وسخريته الدائمة من العادات الجنوبية ، وسخريته من وهم الجنوبيين بأنهم سينتصرون في الحرب الاهلية ، وكان ثريا بسبب تجارة البضائع المهربة التي استفادت تماما من الحصار المفروض على الجنوب في توتر ما قبل الحرب الفعلية. وكان أكثر ما يعجبه في سكارليت هو الجانب العملي فيها، الرافض أن يتمسك بالقديم طالما فقد مبرر وجوده. عندما يعرض عليها أن تصبح عشيقته ، ترد دون تفكير (ولدهشتها) "وماذا أجني من ذلك سوى أن ألد مجموعة من الأوغاد؟" فيرد ضاحكا ان عمليتها هذه هو ما يجذبه إليها، فأن أي سيدة جنوبية أخرى كانت إما ستردد أمامه قوانين الشرف الجنوبي...أو أن تريه طريقه إلى الباب!
    ولكن ولا العملية الشديدة التي يتمتع بها ريت تنجيه في أزمة الحرب الأهلية. فعندما تقوم الحرب ، ليس لديه (كما لدى سكارليت) جذور يعود إليها ، شيء يستند عليه ويستمد منه قوته، ففي وسط كل هذا الإنهيار، يواجه نفسه لأول مرة بحقيقته ، وهو الخواء الذي يشعر به في داخله. لذا يقوم بتلك المجازفة الغريبة ، ينضم إلى الجيش الجنوبي في أوج خسارته (!!) إنه يحاول أن يستعيد انتماءه ،هويته.
    عندما يعود ويتزوج من سكارليت (والتي ربما من ناحية عملية هي المرأة الجنوبية الوحيدة التي قد تقبل به) لكن هذه المرة لا يجذبه عمليتها الشديدة، ولكن ينجذب إلى العالم الاخر الذي تنتمي إليه : الجذور، التقاليد العريقة، المجتمع النبيل. وعبر ابنته منها التي يسميها بوني الزرقاء كما العلم الجنوبي الأزرق يجد طريقه في المجتمع النبيل، وخاصة وأنه في تلك الفترة كان قد وجد سكارليت في فترة انغماسها في نجاحها المادي وانجرافها المؤقت عن جذورها. لذا عندما تموت ابنته بوني ، يموت الجانب الذي كان يبقيه مع سكارليت عالم الجذور. بوني تذكرته إلى عالم الجنوب العريق ماتت وأعادته إلى حالة خوائه الأولى ويترك سكارليت عندما تسأله عما ستفعله من بعده قائلا " بصراحة يا عزيزتي، لا يهمني الأمر".
    كان رحيل ريت عن سكارليت احد كفتي الميزان اللذين تستند عليهما ، مسبوقا بتخليها عن اشلي (الكفة الأخرى) ، قد جعلها تفقد توازنها لوهلة . لكن سكارليت لا تقع ، فبعد أن يخبرها برحيله، تجفف دموعها (وتذكر الكاتبة أن بريق الإعجاب يلمع في عيني ريت، لأنه يدرك أن هذه القوة النابعة منها هو ما يفتقده..سكارليت عملية مثله لكنها ليست في خوائه) ، تجفف دموعها وتبدأ التفكير في ترتيب حياتها ، وتعود إلى مصدر قوتها من جديد : تارا ، هجين الجذور والجديد. فرغم كل شيء "غدا يوم اخر"
    كتبت الرواية في قلب الكساد العظيم الذي ضرب أمريكا، والذي غير الواقع الإجتماعي فيها بصورة درامية. لكن ما هي أمريكا التي ستصمد ؟ ليس أمريكا التي المتعلقة بالماضي الرخي.. ولا أمريكا التي تحاول أن تتقبل الواقع الجديد وتستفيد منه بعملية وحشية (كما برزت في تلك الفترة طبقة السماسرة و تجار الإحتكار الذين استفادوا من أزمة الكساد) ، لكن أمريكا التي ستجد تجد توازنا بين الإثنين..التي ستمضي قدما ، لكن دون أن تدير ظهرها إلى جذورها التي تستمد منها قوتها..فهذه أمريكا لا يمكن إقتلاعها. عندما نرى الرواية على هذا الضوء، ندرك أن الرواية مكتملة..فأيا كانت الأحوال التي ستؤول إليها سكارليت ، فسيكون دوما عبر تلك المعادلة : التوازن بين القديم والجديد.
    ملحوظة أخيرة، وصفت الرواية بالعنصرية. كارثة النقد الأدبي هي تلك الإعتراضات عديمة المعنى. الرواية مروية من قبل ابنة مالك أرض جنوبي ، فلا يمكن لميتشيل إرضاءا للجمهور المتسامح أن تخرج شخصيتها من سياقها، خاصة وأن بطلتها ليست قديسة. لكن ميتشيل لم تكن عنصرية وذلك بحرصها على عدم النتميط فلن تجد من شخوص الرواية من يشبه الاخر : مربيتها مامي الحكيمة، بريسي السخيفة، ديلسي الذكية .
    لكن الإشارة لمامي التي تستنكف أن تقارن بزنوج الشمال الأحرار هي أبرع ما صاغته ميتشيل في الرواية، ويدل لى عمق رؤيتها ( وتبدو لي كإشارة حقيقية على لا عنصريتها) . فمامي تدرك أن الحرية ليست مجرد كلمة تلحق بك لتجعلك مساويا لأخوانك من البشر، بل أن في الأمر رحلة عناء طويلة، وهذا ما اكتشفه لاحقا الزنوج الشماليون خاصة الذين احتكوا بالجنوب كالكاتب الزنجي الشمالي "جيمس بولدوين" والذي يرى أن المخاض الذي عاشته الجنوب ورغم كل الألم الذي لم ترى الشمال منه شيئا (من قتل و اغتصاب وخصي وظلم اجتماعي وسياسي)، قد أوجد الأمريكي الأسود الحر المساوي في حقوقه للأبيض (وهذه حقيقة ماثلة حتى اليوم في أمريكا.. فرغم كل شيء الزنجي الجنوبي يملك امتيازات أكثر من أخيه الشمالي سواءا في التمثيل السياسي أو الوضع الإقتصادي..معادلة غريبة (!!)) ربما لأن الجنوب ايضا بعكس الشمال كان يحمل شيئا من معادلة سكارليت في محاولة موازنة الجذور والتغيير..القديم والجديد. رواية تتحدث عن معادلة البقاء عندما يذهب كل شيء مع الريح.

    الحلقة الثانية: أحلام مستغانمي / فرفور الرواية العربية!
    الحلقة الثالثة: بين أروندهاتي روي و ليلى أبو العلا/ فن الحكي بلسان غريب

                  

02-21-2007, 02:13 AM

الفاتح وديدي
<aالفاتح وديدي
تاريخ التسجيل: 04-11-2005
مجموع المشاركات: 614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخامسة والربع وأعقاب سجائر!! (Re: Maysoon Nigoumi)

    سلامي ميسون،
    موصول الود كذلك للنايس بيبُل، للسويت هارتس ولأسامة عباس..
    أستمتع دوماً وأتابع كتاباتك في كل مكان: هنا، في الأضواء وفي دائرة الأنيغما ..
    البارحة وفي مناسبتين مختلفتين سمعت حديث إعجاب يتعلّق بملف الإثنين ومادة مارغريت تحديداً،
    حتماً سيكون هناك فيدباك قد سبقني بطرفك يعضّد مما أقول
    ++
    ++
    والدنيا آخر ليل، مُمنياً النفس بسهرة جميلة في حضرة ميتشيل ذهبت مع صديقي كابو لمنزلهم العامر في أبروف على أمل اقتناء نسخته الخاصة من الجريدة.. بأريحية معهودة فيه وبكل طيب خاطر تنازل لي عنها.. الآن ومادام الكتابة قد وجدت طريقها للمكان هنا سألهج الليلة في خواتيم المساء بالدعاء: ليحفظ الرب كابو رغماً عن جميله المهدر وحسن صنيعه الذي ذهب مع الريح!!
    ++
    ++
    آمل في العودة بعد الفراغ من المقال، ظني أن المحفّز الأكبر للعودة في أعقاب القراءة يتمثّل في كوني قد لمحت إسم أروندهاتي روي في خاتمة النص المنشور هنا، معجب جداً بهذه الهندية الجميلة وأتابعها باهتمام..
    هذه الأيام أعكف على قراءة (إله الأشياء الصغيرة) لها، أتابع بعناية خاصة كذلك أنشطتها الإنسانية ومجهوداتها المقدرة في حملات الحد من الأسلحة، إسهامها الفاعل في حملات الحد من العنف ضد المرأة، حراكها الكبير في قضايا مناهضة العولمة ومواجهة الصلف الأمريكي..
    في البال جملة شهيرة حفظتها عنها تنتقد عبرها عمليات الدمقرطة الجارية في أرجاء المعمورة: ديمقراطية سريعة الذوبان، اشتر واحد تحصل على الأخرى مجاناً!!
    ++
    ++
    في انتظار بقية الحلقات سلام مؤقت على أحلامك وليلاك لغاية ما نعرف قصة فرفور دي شنو كمان!
                  

02-21-2007, 07:53 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخامسة والربع وأعقاب سجائر!! (Re: الفاتح وديدي)

    Quote: دا نزلزهو لي ناس الأضواء امس
    Quote: الحلقة الثانية: أحلام مستغانمي / فرفور الرواية العربية!
    Quote: الحلقة الثالثة: بين أروندهاتي روي و ليلى أبو العلا/ فن الحكي بلسان غريب

    حددي لينا حينزلوهم متين عشان نشتري الأضواء في تلك الأيام المحددة!
                  

02-21-2007, 04:18 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Maysoon Nigoumi)

    وديدي...يا سلام عليك يا نصيري
    أصلو أنا لي فترة بنق بأرونداتي هوي، وبقول إنها كتابة، وشايفة الانس زي بتقول لي
    "بأمارة إيه؟".. تاني حقول ليهم بأمارة الفاتح امشو أسألوهو. هي فعلا كاتبة متميزة
    ولها تلك القدرة على بث الحياة في لغة هي ليست لغتها الأم.. وهي النقطة التي أرتكز عليها
    في حديثي عن ليى أبو العلا.. على العموم لن افسد عليك متعة الكتاب.. الطريف في الكتاب أن بعض الإخوة في أمريكا دلوني على الكتاب، بحبكة لطيفة..إنو الكتاب بيتحدث عن زيارة بوش لقرية مجهولة في الهند.. وانا اقرا وراجية طيارة بوش تنزل في اقليم كيرالا دا، عشان نشوف
    الحاصل شنو.. ياها منها عرفتا إنو الحركة بتاعت القراية بالسمع لسة قاااعدة (مافيها حاجة كلنا قاعدين نعملها..قريب دا كمان..قالو لي قريتي بورخيس..قمتا هزيت راسي، يعني ما كضبت)
    أما حكاية أحلام وفرفور دي سمعتها من واحد.. واحد قال لي : احلام فرفور الثقافة العربية!! فبس فضلت أفكر في معناها شنو.

    ملاسي... ما عندي اي فكرة حتنزل متين..لكن على العموم.. ملف الأضواء و السوداني بتاع يوم الإتنين الثقافي بيستاهل جد جد.. أو زي ما بتقول صحبتي: وبنضف الشبابيك والقزاز كمان.. just kidding
                  

02-21-2007, 04:49 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Maysoon Nigoumi)

    العزيزة ميسون

    سلام

    شكراً يا ميسون على المتعة التي اهديتيني هنا وفي بوست ( الكتابة في دائرة الانيغما..نقد ) .


    قلت يا صاحبة :

    Quote: لكن ربما تكمن العلة عندما يصبح هذا التنميط أداة تقييم.
    لا بأس من ذلك، شرط أن لا يصبح التنميط أداة لتقييمها


    يا صديقة التنميط معلول من يومه
    لانه التقييم الانت شايفه انه علته دا هو جزء اصيل من نسيج الصورة النمطية وعملية التنميط
    وهو ما يفرق التنميط عن التصنيف
    التصنيف او التبويب او العزو كلها لا بأس بها أما التنميط فهو البأس بعينه

    الصورة النمطية عرفها عدد من الباحثين بانها " رأي ثابت ذو طبيعة تقيمية وتعميمية ، يشير إلى فئة من الناس ( سكان محليين أو عنصـر أو جماعة معينة .. الخ ) الذين يجـدهم متشابهين ضمــن اعتبار معين" (*).

    عرفتها الباحثة والروائية إرداة الجبوري بانها " حكم قيمة ـ سلبي أو إيجابي ـ بالغ البساطة والتعميم يقترن بفئة من الناس ( قومية ، ديانة ، جنس ، جماعة معينة .. الخ ) متجاهلاً الفروق الفردية بين أعضاء تلك الفئة ويصعب تغييره في معظم الأحيان"

    لدي بوست قديم ـ احتفى به الصديق عصام جبر الله اعاد بثه عدة مرات ، له الشكر ـ عن التنميط من الطباعة إلى القانون والممارسة السياسية ، وقد اسعدني تتبعك له في حقل النقد.



    ودي المقيم يا ميسون
                  

02-21-2007, 07:13 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: الجندرية)

    الجندرية... أصبح لا اعي للقول أن وجودك يسعدني على الدوام
    اتفق معك تماما في كل ما سقتيه عن التنميط..ويؤسفني أنني لم أقرأ مقالك عنه
    ربما تنزلينه هنا؟
    الصديقة أماني.. وقت جيتي هنا..نعيد كلام قلتو ليك قبل كدا..قرأت لك، بي امرأة هاجرت من عروقي، عن كاتبة يمنية اسمها نبيلة something لا أذكر الإسم الأخير، وقلت لك أني معجبة جدا بالمقال.. وقلت أن مثل هذا ما تحتاجه ملفاتنا الثقافية الصحفية حقا.. ولو كانت الصفحة ما زالت معي لأنزلته هنا... ألا تفكرين بالكتابة على الدوام في الصحف؟ أرجو أن تفكري بذلك

    كل الود
                  

02-22-2007, 06:04 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Maysoon Nigoumi)

    العزيزة ميسون

    صباح الخير

    دا لنك بوست التنميط

    الصورة النمطية والتنميط : من الطباعة إلى القانون والممارسة السياسية

    وشكراً ياميسون على الإعجاب ، طبعاً المفروض على طريقة السودانيين بتاعت الرد الجاهز لكل عبارات المجاملة الرصدتها تماضر في بوستها داك ، اقول ليك طوالي ، اخجلتم تواضعنا
    هي دي ما سودانية خالص ، السودانيين زاتهم ما ابدعو ليهم واحدة لانه مسألة الاطراء دي عندهم عيب كبير .

    المهم يا ستي
    الكتابة في الصحف وما ادراك ما الكتابة في الصحف
    ياريت اقدر يا ميسون
    انت لسه عروس وما دايرين نسد نفسك بحكاية الورديات المائة خاصة لما يدخل ضمنها واجبات العيال والامتحانات الشهرية

    السنة الفاتت نشطت شوية وقلت لازم
    فنشرت كم مقال كدا في جريدة الصحافة ( مقال عن نص تماضر حسنى بت محمود ، مقالين اولا ثلاثة لا اذكر عن روايات الطبيب صالح : عرس الزين ، ضوء البيت ، مريود )
    المقال الانت بتتكلمي عنه دا مكتوب سنة 98 ولا 97 ما عارفة واتنشر في القدس العربي
    واقتبس منه يمنى العيد في كتابتها عن الشاعرات اليمنيات النشرتها في السفير اللبنانية و26 سبتمبر اليمنية، وبالمناسبة الشاعرة اسمها نبيلة الزبير وهي عضوة معنا في البورد لكنهاانزوت . وهي روائية ايضاً حصلت روايتها" إنه جسدي " على جائزة نجيب محفوظ.

    المقالات دي كلها منشورة هنا في المنبر دا من سنين كدا، لو حبيتي تشوفيها بتلقيها

    دعواتك يا ميسون ربك يرفع القلم ويكسر القيد ونواصل كتابة ونشر

    (عدل بواسطة الجندرية on 02-22-2007, 06:06 AM)

                  

02-22-2007, 11:37 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: الجندرية)

    Quote: انتقدت رواية ميتشيل لأنها تعتمد على قصة عاطفية لا تحمل تعقيدا داخليا (بل إنها كسائر الروايات العاطفية قليلة القيمة الادبية، تعتمد التعقيد الظرفي الخارجي بين البطل والبطلة: كظروف الحرب مثلا التي تفرق بين الحبيبين، كوجود غريم للبطل على قلب الحبيبة).
    Quote: ميتشيل التي كتبت الرواية في فترة تماثلها للشفاء من كسر في ساقها ، وضعت جو الرواية في إطار قتل الوقت والفراغ، كتاب للتسلية، كالروايات الرومانسية.

    يروقني مثل هذا الردم؛ فالروايات؛ الأشعار و الخواطر الرومانسية و العاطفية يجب أن تصنع من فئة عمرية محددة لتلبي احتياجاتها؛ عشان كدا الواحد ما قادر يهضم انو محمد يوسف موسى و كامل عبدالماجد بيكتبوا لي يوم الليلة عن الوله و الهجر و الحرمان!!

    _____
    مصيبة التنميط هي ركون المبدع (بين قوسين) و خضوعه له.
                  

02-22-2007, 12:16 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Hussein Mallasi)

    Quote: هناك 3 شخصيات ، يشكلون الخط الرئيسي لحبكة الرواية: سكارليت أوهارا،
    اشلي ويلكس و ريت بتلر الثلاثة هم احتمالات أمريكا، لكن من منهم سيدوم؟

    ترى لو كان الجنوب هو الذي انتصر في الحرب الأهلية الأمريكية؛
    هل كان نموذج اسكارليت اوهارا هو الذي سيسود و .. يدوم.
    أم انه ساد لأنه النموذج الأجدر بالبقاء!
    _____
    ... و لكن من قال ان نموذج اسكارليت هو الذي ساد ..
    و دا مشى وين:
    Quote: و ريت (ممثل العملية والإنتهازية والتمرد على القديم).
                  

02-26-2007, 07:15 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Hussein Mallasi)

    يومنا القلنا نشتري أضواء الاتنين عشان الملف الثقافي .. احتجبت!!
                  

02-27-2007, 12:25 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امرأة تقرأ في غير احتمالاتها (Re: Hussein Mallasi)

    النهاردة برضو لم تصدر صحيفة الأضواء!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de