قالوا عن قرنق ...بعد رحيله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2005, 10:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قالوا عن قرنق ...بعد رحيله





    الى روح د. ج. قرنق

    جارالله الحميد GMT 4:15:00 2005 الثلائاء 2 أغسطس

    رثاء يليق بنصف ذكرى رجل عظيم


    أهكذا تمضي مع الهواء كالدخانْ؟
    تفلتُ من ذراعك الرشاش
    ومن دماغك الفلسفة الضخمة والأصيلة
    وتختفي؟
    كأن أحداً ناداك!
    كان هوَ هناكْ
    تحتَ جذوع ِ الشجر ِ المختلف ِ
    الباسق النضيد
    والشائك الشديد
    والواقف العنيد
    يدخّن السيجارَ هادئا
    عليه معطفُ المطَرْ!
    ناداك: هاهناك ..
    مكانْ
    لأثنين ِ يلعبانْ
    أهكذا يحدث دائما حين تنتهي القصصْ؟
    تلك التي نسجتها
    من غابة ِ الجوز ِ ومن حندة النساء حين ترقص الشياطين بهنّ في المساء المغرق الرومنطيقية الرأسمالية المؤللة!
    يحكينَ إذ يجلَبُ أفراخهنّ للبيع في مرافىء اسمرا وعلى موانىء الميناء الأقدم في الزمنْ
    ذاك الذي اسمه: عَدَنْ!
    ومن نساءَ سودْ
    ينفثنَ في العقَدْ
    أعوذ ُ بالذي تعوذ ُيا رفيقْ!
    ومن نساء راقصات يسحرن الرجالْ
    فيمعنون ْ
    تأملا بوسع الأطلسي أن يرى
    في غابة ٍِ سميتَها إفريقيـــا
    ولمْ تدوّنْ بعـــدُ أيَّ شيءْ
    في محضر الرئاسةْ
    ولم توقع ْ: د. جونْ قَرَنْنقْ
    النائبَ الأول للرئيسْ
    !!
    أهكذا ياصاحبي ســـودانْ؟
    أكلما اقتربتْ ساعة الفرجْ
    وقتُ إجابة ِ من جمعة كريمةْ؟
    أكلما اقتربتَ من مرافيء الأمانْ
    خانك الزمان والرّبان؟
    فرحتَ في مشاهدِ الحفل الجنازيّ تضربُ الطبول}؟
    مناديا كلّ وحوش غابة ٍِ سميتها إفريقيـــا
    وعشتها إفريقيا
    ووحدنا نهمس ُ بالغزلْ
    أنت اسمك السودانْ
    اللى اللقاء سيدي الفقيدْ
    كل الرجال عمرهم إما لموت ْ!
    أو لإفتداء موتْ
                  

08-02-2005, 10:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالوا عن قرنق ...بعد رحيله (Re: الكيك)



    كلام الناس
    فقيد الوطن والسلام والوفاء

    نور الدين مدني





    فقد السودان بموت الدكتور جون قرنق النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة الشعبية رقماً مهماً في الساحة السياسية كان له دوره البارز في انجاز اتفاق السلام الذي تم بين الحكومة والحركة.
    * ونحن إذ نعبر عن عميق حزننا لهذا الفقد الجلل الذي اصاب شعبنا قاطبة وليس أبناء الجنوب أو المنتسبين للحركة الشعبية وحدهم نأمل ان نتجاوز جميعاً مشاعر الحزن والانفعال وأن نتكاتف في هذه الظروف الحرجة من أجل الاستمرار في تطبيق اتفاق السلام واستكماله ليشمل بلادنا عامة.
    * نحن نعلم أن المسؤولية كبيرة على اخوتنا في الحركة الشعبية، لأن عليهم يقع العبء الاكبر في تجاوز مشاعر الحزن والاسى والانتقال بأسرع ما يمكن لمعالجة اوضاعهم الداخلية وحسم مسألة القيادة واختيار النائب الاول الذي نأمل ان يسد الفرقة وان يتعاون مع الحكومة في دفع مسيرة السلام.
    * وحتى يتم ذلك فان على الجميع، خاصة الاخوة في الحركة الشعبية التحلي بأقصى درجات اليقظة والحذر فهناك من يتربص باتفاق السلام ويسعى لتأجيج الفتنة لهدم السلام عليه وعلى اعدائه، وهذا يستوجب توعية قواعدهم التي هزها النبأ الحزين لضبط النفس -بعد الرضا بقضاء الله وقدره- والعمل على انجاز احلام فقيدنا العزيز الراحل المقيم الدكتور جون قرنق في السلام والوحدة والحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين في كل ربوع بلادنا.
    * ولنعمل جميعاً من اجل انجاز احلامه في ان يعم السلام ربوع دارفور والشرق وفي كل شبر من ارضنا الطيبة وان تتواصل اللقاءات التي بدأتها اللجنة المشتركة من المؤتمر والحركة الشعبية مع كل الفعاليات السياسية، وبجدية اكثر نحو توسيع دائرة المشاركة في الحكومة القومية الانتقالية لتأمين مسيرة السلام وتحقيق تطلعات شعبنا الذي عانى من ويلات الحرب والنزاعات المسلحة في طي ملف هذه الويلات والانتقال بجدية نحو خطوات تعزيز السلام والاستقرار السياسي وجعل الوحدة الوطنية جاذبة.
    * مرة اخرى نعزي شعبنا عامة واخوتنا في الجنوب وفي الحركة الشعبية واسرته وعموم أهله في فقيد الوطن والسلام الدكتور جون قرنق الذي انتقل الى رحاب المولى عز وجل تحفه محبة الناس بعد أن تحول الى حمامة سلام لن تموت بموته وإنما ستظل ترفرف في سماء بلادنا مبشرة بما كان يبشر به فقيدنا العزيز من اجل كل البسطاء والتعابى في كل أنحاء السودان.
    * ونجدد العزم على السير في طريق السلام حتى نصل به الى غاياته الشاملة، في السودان الجديد الذي بدأ يتشكل بالفعل منذ التوقيع على اتفاق السلام في نيفاشا، ولكنه يحتاج الى جهدنا جميعاً في الحكومة والحركة وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية والفكرية التي عليها العبء الاكبر في حماية استقرار البلاد وتعزيز السلام والاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه في بلاده وفي بلورة مستقبله.


                  

08-02-2005, 10:35 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالوا عن قرنق ...بعد رحيله (Re: الكيك)


    بطل السلام

    زهير السراج

    [email protected]


    لا شك ان وفاة الدكتور جون قرنق، فجيعة كبرى، خاصة في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا، ولما يكتمل السلام بعد، ومازالت بعض القضايا الشائكة بدون حل حتى الآن مثل ابيي والمليشيات المسلحة، وجيش الرب التي تحتاج إلى قائد في حنكة وحكمة واقدام جون قرنق، حتى يتيسر لنا تجاوزها بدون ان تؤثر على مسيرة السلام.
    غير ان مشيئة الله ارادت ان يذهب رجل السلام والوحدة للقاء ربه آمنا مطمئنا بعد ان وقّع على اتفاقية السلام ورأى بعينيه الثاقبتين الذكيتين الجميلتين تباشير السلام، وهي تهل على بلادنا، بجهده وجهد رفقائه في الحركة الشعبية، وجهد بعض المخلصين من رجال ونساء الشمال الذين صبروا وصمدوا جميعهم على سنوات التفاوض الطويلة حتى تكللت بالسلام الذي مهر بالدم والدموع والتضحيات الجسام.. ومبعث عزائنا على حبيبنا الذي رحل عنا بغتة في يوم حزين، في حادثة الطائرة المشئومة التي اصطدمت بجبل وهوت إلى الارض بسبب سوء الاحوال الجوية، انه رحل عنا، وهو قائدنا جميعا في الشمال والجنوب وليس مجرد رئيس لحركة متمردة وانما نائب اول لرئيس جمهورية السودان.تسرى نيابته على كل السودان السودانيين من اقاصي الشمال إلى اقاصي الجنوب وهو بهذه الصفة وبكريم جهاده ونضاله وخصاله واخلاصه لوطنه وشعبه يستحق ان نذرف عليه كل الدموع ونستبقى في قلوبنا كل الاحزان ولكننا نؤمن بالله وبالقضاء والقدر وان الموت مصير كل حي،لا مفر منه وان طال الزمن، لذا فإننا لا نملك غير ان نستسلم لقضاء الله وندعو لفقيدنا العزيز بالرحمة والخلود في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء ونتأسى بالصبر على الدموع وبالدموع على الحزن وبالحزن النبيل على شبهة الكفر بعدم التسليم لمشيئة الله، وندعو الجميع في الشمال والجنوب بتغليب صوت العقل والحكمة وتجاوز آثار يوم امس الذي كاد يشهد مولد فتنة كبرى لولا عناية الله ويقظة رجال القوات النظامية ونداءات الحكماء من الحركة الشعبية والحكومة للجماهير الواعية المخلصة في الشمال والجنوب بعدم الاستجابة لاستفزازات وافاعيل البعض، وموجة العنف الطارئة التي ارتفعت في بعض مناطق الخرطوم وعواصم الولايات الجنوبية وذلك حتى تمضي مسيرة السلام والوحدة والديمقراطية والتنمية لتحقيق اهدافها وغاياتها النبيلة، وقد استجابت الجماهير الواعية ما عدا قلة من ابناء الشمال والجنوب لصوت الضمير والعقل، فمر اليوم الحزين في سلام بعد ان عاشت الخرطوم ساعات عصيبة من الرعب والخوف والترقب بسبب بعض اعمال العنف التي زاد من لهيبها بعض التحليلات الفجة والسطحية التي تناولت بها بعض الاذاعات والفضائيات فاجعة وفاة الدكتور جون قرنق ومحاولة تصويرها بأنها مؤامرة اغتيال وساعدهم للاسف في ذلك بعض ابناء هذا الوطن وبعض المحللين السياسيين العرب الذين يدعون معرفتهم بشؤون السودان وافريقيا وهم لا يميزون بين ولاية اعالي النيل وجمهورية يوغندا. فقد انبرى احد الاخوة المصريين من المحللين اياهم في الاذاعة البريطانية يتحدث عن عدم استبعاد وجود مؤامرة خاصة ان الطائرة التي كان يستقلها جون قرنق لا بد ان تطير فوق ولاية اعالي النيل التي يتمركز فيها المتمردون ضد جون قرنق وهي في طريقها من يوغندا إلى الاستوائية.. او مثلما حاولت ان تفعل - للاسف الشديد- قناة الجزيرة الفضائية وتسثير مشاهديها اجتذابا لهم بأن الخرطوم اصبحت بغداد اخرى تسود فيها شريعة الغاب، فأزعجت ملايين السودانيين بالداخل ومئات الآلاف من المغتربين بتغطيتها غير المسؤولة للاحداث وحديثها المستمر عن مقتل الدكتور جون قرنق اثارة لعواطف الناس في الوقت الذي كانت فيه اذاعة «البي بي سي» تصف الحدث «بوفاة» الدكتور جون قرنق، فإلى اي شئ كانت تسعى قناة الجزيرة التي تدّعى وقوفها إلى جانب قضايا العرب والمسلمين ام ان الجزيرة مثلها مثل بعض العرب لا تعترف بعروبتنا واسلامنا ولا يهمها ان نحترق او نموت طالما انها تحقق رغباتها الجامحة في استثارة المشاهدين.
    لقد قيّض الله ان يرحل عنا الدكتور جون قرنق في بداية الطرق وهو فقد كبير، وفجيعة عظيمة ولكن مسيرة السلام ماضية، ورفاق جون قرنق سيكونون اكثر حرصا على السلام، اخلاصا لهذا الوطن واحتراما لرغبة قائدهم وقائدنا العظيم الراحل المقيم الدكتور الشهيد جون قرنق دي مبيور بطل السلام







    من قتل قرنق .. الأجواء أم الأعداء؟!

    حسن ساتي

    لكم يبدو هذا السودان حزينا منذ مولده، ولكم تبدو الطائرات والعربات والحافلات مترصدة ببنيه، من مواطنين عاديين الى رموز سياسيين، ولكم يبدو جنوب السودان متفردا في اختطاف الأرواح بالحرب وبسقوط الطائرات تحت مبرر الأحوال الجوية، وبها وفيها رحل النائب الأول للرئيس البشير اللواء الزبير محمد صالح في 1998، ليلحق به جون قرنق النائب الأول للرئيس البشير، بمقتضى اتفاق نيفاشا الموقع في 9 يناير 2005، وبعد 21 يوما من يوم 9 يوليو الذي تعطرت فيه الخرطوم وحشدت 6 ملايين من سكانها لاستقباله توقا للسلام، وفيتو مسبق رفضا للحرب وجنوحا للسلم، ليفاجئها مصطلح الأحوال الجوية، هذا الكريه، بمصرع جون قرنق، رجل الحرب ورجل السلام.

    رحيل جون قرنق من شاكلة الأحداث التي سيكون لها ما بعدها،

    فـ(الغلابى)، ممن تضمهم هوامش العاصمة المثلثة (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان)، استباحوا سلفا بعض مناطق الخرطوم تهشيما للعربات وقذفا لمواطنين بالحجارة، في تعبير ربما لا يمت للحدث بصلة، وربما يلامسه كون كثيرين من أولئك الفقراء قد علقوا أحلامهم في غد أفضل بجسد العقيد قرنق، الذي صرعته طائرة عمودية، قدمها له زميل دراسته الرئيس يوري موسفيني رئيس أوغندا.

    دراما سوداء هذا الرحيل، طائرة الموت يقدمها صديق، وطائرة الموت ينقطع الاتصال بها منذ مساء السبت، فلا يطفو خبرها الى طواحين الإعلام الا مساء الأحد، وبين الشك واليقين لساعات جديدة، لا يتأكد النبأ الا فجر أمس الاثنين، لترتفع الأسئلة هنا وما أكثرها.

    أدب أسفار الرسميين يقول إن الطائرات تبلغ بمواقعها في الأجواء فيسلمها بلد لبلد، فهل لم يتبع الراحل قرنق هذا السلوك المراسيمي، محتميا بثقافة تحركاته السابقة يوم كان محاربا. هي دراما سوداء، لأن قرنق رجل الحرب يكون هو الذي شارك في اغتيال قرنق رجل السلام بتواطؤ بالطبع من الأحوال الجوية، هذه الكريهة.

    وأدب البروتوكولات يقول إن حركة مؤسسة (الرئاسة)، وقرنق أصبح رجلها الثاني، تتبع بالدقيقة أماكن وتحركات رموزها، فهل أخفى قرنق محتميا بعباءة (رئيس حكومة جنوب السودان) خبر رحلته لمنتجع صديقه موسفيني عن (قرنق عضو مؤسسة الرئاسة لعموم السودان؟).

    إذا صحت هذه الفرضية يكون قرنق (ابن جنوب السودان) قد تواطأ مع الأحوال الجوية ليصرع (قرنق ابن عموم السودان).

    دراما سوداء هذا الرحيل، لأن أية إشاعات عن إمكانية تعرض طائرته لعملية اسقاط، كما حاول بعض مراسلي الفضائيات أن يجتهدوا، فزجوا بعناصر (جيش الرب)، الذي يقاتل نظام موسفيني، أو حاولوا القول بوجود خلافات جنوبية جنوبية، لا بد لها أن تكون ماثلة في ذهن العقيد الراحل باستدعاء خبرته المليشية في تلك المنطقة التي عرفها وعجم شعابها بخبراته المليشية، منذ أن دشن حركته وجيشه الشعبي لتحرير السودان في 15 مايو 1983 ضد نظام الرئيس السابق نميري، وإذا لم يتنبه لهكذا اشاعات، يكون قرنق (رجل الدولة ورجل السلام ) قد استرخى أو أرسل (قرنق المليشي) في إجازة، إذا صحت الفرضية طبعا، فوجدت الأحوال الجوية، هذه الكريهة فرصتها، فانقضت على فرح سلام وليد، وعلى أحلام بسطاء تعلقوا بالفرد كما أي فرد (عالمثالثي).

    نقلا عن الشرق الأوسط





                  

08-02-2005, 10:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالوا عن قرنق ...بعد رحيله (Re: الكيك)


    بطل السلام

    زهير السراج

    [email protected]


    لا شك ان وفاة الدكتور جون قرنق، فجيعة كبرى، خاصة في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا، ولما يكتمل السلام بعد، ومازالت بعض القضايا الشائكة بدون حل حتى الآن مثل ابيي والمليشيات المسلحة، وجيش الرب التي تحتاج إلى قائد في حنكة وحكمة واقدام جون قرنق، حتى يتيسر لنا تجاوزها بدون ان تؤثر على مسيرة السلام.
    غير ان مشيئة الله ارادت ان يذهب رجل السلام والوحدة للقاء ربه آمنا مطمئنا بعد ان وقّع على اتفاقية السلام ورأى بعينيه الثاقبتين الذكيتين الجميلتين تباشير السلام، وهي تهل على بلادنا، بجهده وجهد رفقائه في الحركة الشعبية، وجهد بعض المخلصين من رجال ونساء الشمال الذين صبروا وصمدوا جميعهم على سنوات التفاوض الطويلة حتى تكللت بالسلام الذي مهر بالدم والدموع والتضحيات الجسام.. ومبعث عزائنا على حبيبنا الذي رحل عنا بغتة في يوم حزين، في حادثة الطائرة المشئومة التي اصطدمت بجبل وهوت إلى الارض بسبب سوء الاحوال الجوية، انه رحل عنا، وهو قائدنا جميعا في الشمال والجنوب وليس مجرد رئيس لحركة متمردة وانما نائب اول لرئيس جمهورية السودان.تسرى نيابته على كل السودان السودانيين من اقاصي الشمال إلى اقاصي الجنوب وهو بهذه الصفة وبكريم جهاده ونضاله وخصاله واخلاصه لوطنه وشعبه يستحق ان نذرف عليه كل الدموع ونستبقى في قلوبنا كل الاحزان ولكننا نؤمن بالله وبالقضاء والقدر وان الموت مصير كل حي،لا مفر منه وان طال الزمن، لذا فإننا لا نملك غير ان نستسلم لقضاء الله وندعو لفقيدنا العزيز بالرحمة والخلود في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء ونتأسى بالصبر على الدموع وبالدموع على الحزن وبالحزن النبيل على شبهة الكفر بعدم التسليم لمشيئة الله، وندعو الجميع في الشمال والجنوب بتغليب صوت العقل والحكمة وتجاوز آثار يوم امس الذي كاد يشهد مولد فتنة كبرى لولا عناية الله ويقظة رجال القوات النظامية ونداءات الحكماء من الحركة الشعبية والحكومة للجماهير الواعية المخلصة في الشمال والجنوب بعدم الاستجابة لاستفزازات وافاعيل البعض، وموجة العنف الطارئة التي ارتفعت في بعض مناطق الخرطوم وعواصم الولايات الجنوبية وذلك حتى تمضي مسيرة السلام والوحدة والديمقراطية والتنمية لتحقيق اهدافها وغاياتها النبيلة، وقد استجابت الجماهير الواعية ما عدا قلة من ابناء الشمال والجنوب لصوت الضمير والعقل، فمر اليوم الحزين في سلام بعد ان عاشت الخرطوم ساعات عصيبة من الرعب والخوف والترقب بسبب بعض اعمال العنف التي زاد من لهيبها بعض التحليلات الفجة والسطحية التي تناولت بها بعض الاذاعات والفضائيات فاجعة وفاة الدكتور جون قرنق ومحاولة تصويرها بأنها مؤامرة اغتيال وساعدهم للاسف في ذلك بعض ابناء هذا الوطن وبعض المحللين السياسيين العرب الذين يدعون معرفتهم بشؤون السودان وافريقيا وهم لا يميزون بين ولاية اعالي النيل وجمهورية يوغندا. فقد انبرى احد الاخوة المصريين من المحللين اياهم في الاذاعة البريطانية يتحدث عن عدم استبعاد وجود مؤامرة خاصة ان الطائرة التي كان يستقلها جون قرنق لا بد ان تطير فوق ولاية اعالي النيل التي يتمركز فيها المتمردون ضد جون قرنق وهي في طريقها من يوغندا إلى الاستوائية.. او مثلما حاولت ان تفعل - للاسف الشديد- قناة الجزيرة الفضائية وتسثير مشاهديها اجتذابا لهم بأن الخرطوم اصبحت بغداد اخرى تسود فيها شريعة الغاب، فأزعجت ملايين السودانيين بالداخل ومئات الآلاف من المغتربين بتغطيتها غير المسؤولة للاحداث وحديثها المستمر عن مقتل الدكتور جون قرنق اثارة لعواطف الناس في الوقت الذي كانت فيه اذاعة «البي بي سي» تصف الحدث «بوفاة» الدكتور جون قرنق، فإلى اي شئ كانت تسعى قناة الجزيرة التي تدّعى وقوفها إلى جانب قضايا العرب والمسلمين ام ان الجزيرة مثلها مثل بعض العرب لا تعترف بعروبتنا واسلامنا ولا يهمها ان نحترق او نموت طالما انها تحقق رغباتها الجامحة في استثارة المشاهدين.
    لقد قيّض الله ان يرحل عنا الدكتور جون قرنق في بداية الطرق وهو فقد كبير، وفجيعة عظيمة ولكن مسيرة السلام ماضية، ورفاق جون قرنق سيكونون اكثر حرصا على السلام، اخلاصا لهذا الوطن واحتراما لرغبة قائدهم وقائدنا العظيم الراحل المقيم الدكتور الشهيد جون قرنق دي مبيور بطل السلام







    من قتل قرنق .. الأجواء أم الأعداء؟!

    حسن ساتي

    لكم يبدو هذا السودان حزينا منذ مولده، ولكم تبدو الطائرات والعربات والحافلات مترصدة ببنيه، من مواطنين عاديين الى رموز سياسيين، ولكم يبدو جنوب السودان متفردا في اختطاف الأرواح بالحرب وبسقوط الطائرات تحت مبرر الأحوال الجوية، وبها وفيها رحل النائب الأول للرئيس البشير اللواء الزبير محمد صالح في 1998، ليلحق به جون قرنق النائب الأول للرئيس البشير، بمقتضى اتفاق نيفاشا الموقع في 9 يناير 2005، وبعد 21 يوما من يوم 9 يوليو الذي تعطرت فيه الخرطوم وحشدت 6 ملايين من سكانها لاستقباله توقا للسلام، وفيتو مسبق رفضا للحرب وجنوحا للسلم، ليفاجئها مصطلح الأحوال الجوية، هذا الكريه، بمصرع جون قرنق، رجل الحرب ورجل السلام.

    رحيل جون قرنق من شاكلة الأحداث التي سيكون لها ما بعدها،

    فـ(الغلابى)، ممن تضمهم هوامش العاصمة المثلثة (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان)، استباحوا سلفا بعض مناطق الخرطوم تهشيما للعربات وقذفا لمواطنين بالحجارة، في تعبير ربما لا يمت للحدث بصلة، وربما يلامسه كون كثيرين من أولئك الفقراء قد علقوا أحلامهم في غد أفضل بجسد العقيد قرنق، الذي صرعته طائرة عمودية، قدمها له زميل دراسته الرئيس يوري موسفيني رئيس أوغندا.

    دراما سوداء هذا الرحيل، طائرة الموت يقدمها صديق، وطائرة الموت ينقطع الاتصال بها منذ مساء السبت، فلا يطفو خبرها الى طواحين الإعلام الا مساء الأحد، وبين الشك واليقين لساعات جديدة، لا يتأكد النبأ الا فجر أمس الاثنين، لترتفع الأسئلة هنا وما أكثرها.

    أدب أسفار الرسميين يقول إن الطائرات تبلغ بمواقعها في الأجواء فيسلمها بلد لبلد، فهل لم يتبع الراحل قرنق هذا السلوك المراسيمي، محتميا بثقافة تحركاته السابقة يوم كان محاربا. هي دراما سوداء، لأن قرنق رجل الحرب يكون هو الذي شارك في اغتيال قرنق رجل السلام بتواطؤ بالطبع من الأحوال الجوية، هذه الكريهة.

    وأدب البروتوكولات يقول إن حركة مؤسسة (الرئاسة)، وقرنق أصبح رجلها الثاني، تتبع بالدقيقة أماكن وتحركات رموزها، فهل أخفى قرنق محتميا بعباءة (رئيس حكومة جنوب السودان) خبر رحلته لمنتجع صديقه موسفيني عن (قرنق عضو مؤسسة الرئاسة لعموم السودان؟).

    إذا صحت هذه الفرضية يكون قرنق (ابن جنوب السودان) قد تواطأ مع الأحوال الجوية ليصرع (قرنق ابن عموم السودان).

    دراما سوداء هذا الرحيل، لأن أية إشاعات عن إمكانية تعرض طائرته لعملية اسقاط، كما حاول بعض مراسلي الفضائيات أن يجتهدوا، فزجوا بعناصر (جيش الرب)، الذي يقاتل نظام موسفيني، أو حاولوا القول بوجود خلافات جنوبية جنوبية، لا بد لها أن تكون ماثلة في ذهن العقيد الراحل باستدعاء خبرته المليشية في تلك المنطقة التي عرفها وعجم شعابها بخبراته المليشية، منذ أن دشن حركته وجيشه الشعبي لتحرير السودان في 15 مايو 1983 ضد نظام الرئيس السابق نميري، وإذا لم يتنبه لهكذا اشاعات، يكون قرنق (رجل الدولة ورجل السلام ) قد استرخى أو أرسل (قرنق المليشي) في إجازة، إذا صحت الفرضية طبعا، فوجدت الأحوال الجوية، هذه الكريهة فرصتها، فانقضت على فرح سلام وليد، وعلى أحلام بسطاء تعلقوا بالفرد كما أي فرد (عالمثالثي).

    نقلا عن الشرق الأوسط





                  

08-02-2005, 10:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالوا عن قرنق ...بعد رحيله (Re: الكيك)

    الاربعـاء 28 جمـادى الثانى 1426 هـ 3 اغسطس 2005 العدد 9745
    إطبـــع هــذه الصفحــة

    قرنق: جثة أجمل رجل أزرق

    أميرة الطحاوي




    عندما استقبلته الملايين بالخرطوم الشهر الماضي، رد على هتافاتهم القائلة لا جنوب بدون شمال ولا شمال بدون جنوب «المهم يكون في سودان»، فهكذا كانت دوماً أهداف حركته غير مقتصرة على مطالب الجنوبيين، فوصف كثيرا بأنه وحدوي. أضاف «جئت لكي نعمل سوياً.. نحقق للسودان نقلة حقيقية لوضع جديد يكون نموذجاً للتاريخ الحديث في المنطقة وافريقيا والعالم... سيكون لدي كلام كثير، أتيت فقط لكي أسلم عليكم في المؤتمر، وأقول السلام عليكم».
    لكن أحدا لم يمهله لينفذ ما قاله، أو ليكمل ما أراد قوله يومها في الساحة الخضراء، فقد رحل جون قرنق دي مابيور وما زال يرن في الصدى آخر ما خاطب به الجماهير وجها لوجه «السلام عليكم»، فالسلام عليك أيها الشهيد. والآن هل نتوجه بعزائنا أولا للسيدة ربيكا صاحبة الحزن الأكبر بفقدان الزوج والنصير في هذا العالم المليء بصوت الصراخ وهدير المدافع، والملوثة أجواؤه بدخان معارك ما لبثت أن انتهت وأخرى بدأت لتوها، لكم هي قوية هذه المرأة، ترى ماذا قلت أيتها المناضلة عندما أخبروك بأنهم عثروا على جثة الزوج والرفيق، هذا الذي كان حتما في ناظريك أجمل رجل أزرق بالعالم؟.
    لقد دعت ربيكا الحكومة والحركة للتمسك بالاتفاقية والتحلي بالشجاعة والقوة في تنفيذها، وأن السلام الذي كان يدعو له الدكتور قرنق سلام حقيقي، وأن قرنق مات لكن نظريته لن تموت وأنها ستتابع نظريته. وأكدت أن قيادة الحركة قوية وجادة في تحقيق السلام في السودان، وان الدكتور كان يقول ان السلام ليس ملكه، بل ملك كل الشعب السوداني.
    لا يستطيع المتابع للشأن السوداني أن يخفي إعجابه بقدرات هذا الرجل، فقد كان حتى اللحظة الأخيرة حكيما وحذرا لما بعد رحيله عندما أصر على أن يبقى للحركة جيشها الذي يقارب الـ 100 ألف مقاتل للدفاع عن اتفاقيات السلام إذا نكص عنها الطرف الآخر، متفاديا تكرار ما سماه هو بـ «الخطأ الاستراتيجي» الذي وقعت فيه حركة المتمردين الأولى (أنانيا) عندما حلّت جيشها بعد اتفاقية أديس أبابا للسلام عام 1972، مما أعطى الرئيس السابق جعفر محمد نميري الفرصة لعدم احترام الاتفاق.
    وفي آخر أيامه ذهب إلى الرئيس الأوغندي موسيفيني ربما ليقنعه مصدقاً أن السلام حقيقي هذه المرة، طوال مسيرته كان لدى قرنق مقربون من الشمال، مستشاره السياسي هو السياسي الشمالي المحنك د. منصور خالد وزير خارجية نظام نميري والذي وقع معاهدة السلام 1972، وهناك أيضا كوماندور ياسر عرمان وآخرون من ملل ونحل السودان، لم تبهره السلطة فعندما أرسلوه ليقضي على قلاقل بالجنوب باعتباره عسكريا في حكومة الخرطوم، ذهب وانضم للمتمردين لأنه وجد مشروعية لمطالبهم، وطوال مسيرته لم يستخدم قرنق فصيلا أو ميليشيات أو دعما من خارج البلاد ضد فصيل جنوبي رغم تكرار خلافاته مع بعض هذه الفصائل، كما لم يستدع قرنق جيوش دول مجاورة على أي فصيل جنوبي آخر، والأهم أنه لم يستدع أو يتآمر مع حكومة الخرطوم ضد فصيل جنوبي آخر، كل هذه الأخطاء فعلتها بلا خجل وكررتها غير مرة قيادات حركات قومية أخرى بالمنطقة، لذا ستبقى تداور في مكانها حتى لو وصلت لأعلى المناصب ولن تجد الزخم الشعبي الذي قوبل به قرنق عند عودته من شماليين وجنوبيين، فالشعوب لا تغفر هكذا ببساطة ولا تعلي إلا من يستحق.
    ورغم أنه قابل الترابي بعد أن غدر بالأخير صديق الأمس البشير، لكن قرنق أبدا لم يصدر عنه تصريح واحد يجمل فيه تاريخ الترابي، ولم يفعل مثل آخرين ممن يهللون على الفور لخروج أحد أركان نظام فاشي بسبب اختلاف على تفاصيل لا جوهر، ويقربونهم لهم، وبالمقابل كان متفهما لعودة الكثير من فصائل وقيادات جنوبية عن تعاونها مع حكومة الخرطوم ضد قرنق نفسه، وأدرك أن لحظة تنوير ستحدث ليكتشفوا أن النظام لن يعطيهم سوى الفتات فيعودون له وكان هو بدوره يحسن استيعابهم، صحيح أنه فاجأ المعارضة السودانية باتفاق مشاكوس الذي رحبت به فصائل وعارضته أخرى، لكنه أبدا لم يفاجئ رفاقه باتفاقات سرية عرجاء تكبل العمل الوطني لسنوات، كما أنه لم يفاوض سرا على شيء ويعلن تمسكه بآخر، كما فعلت حركات أخرى بالمنطقة.
    ثابر قرنق كثيرا ولم يتنازل عن أفكاره العلمانية، طرح فكرة العاصمة القومية لكل السودانيين، لم يتمكن أن يحقق حلمه لكنه لم يتنصل مما طالب به، كان يفكر في الخرطوم وفي كل السودان، لم يخن قرنق المعارضة السودانية ولا خرج عن مقررات أسمرا، لم يقم بمغامرات خرقاء كأن يعود للخرطوم من دون حساب أو ضمانات ثم بعد أشهر يبكي ويشكو ليظهر في الميديا من جديد باعتباره ضحية تستوجب التعاطف معها.
    في يوم تنصيبه نائبا لرئيس الجمهورية لم تصبه عدوى الزعامات المتهالكة فلم يلق كلمة ترحيبية مجاملة ولا عبارات رنانة بل قدم ما يشبه برنامجا للعمل على الصعيد الوطني والإقليمي، مشيراً الى أنه يريد للسودان أن يكون مثالا يحتذى بالقارة الأفريقية التي أرهقتها الحروب والانقلابات.
    لا أحد بوسعه أن ينسى حضور هذا الرجل في ندوة أو احتفالية، قفشاته الحاضرة وردوده الحاسمة، أتذكر نقلا عن مصدر أنه سمع قرنق يقدم ـ ربما بسخرية لا تخلو من حكمة ـ نظريته «كأس الجعة» عن سودان شمالي يحكمه المتأسلمون، وجنوب علماني، يشتاق مواطن الشمال لكأس جعة فيذهب نهاية الأسبوع لجوبا ـ عاصمة الجنوب ـ لاحتسائها ثم يعود للخرطوم ليفكر أنه آن الأوان ليصبح الشمال هو الآخر علمانيا ويناضل من أجل هذا.
    في حفل قسم اليمين كنائب للرئيس يفاجئ قرنق الحضور بدعابات روحه المرحة، وإذ به يأخذ بيد أكبر مسؤول دولي ـ كوفي عنان ـ ليعيده لجذوره الأفريقية راقصا معه بكل فرح، كاشفا عن قلب ممتلئ بالأمل في غد جديد، ومصدقا أن السلام لا رجعة عنه حسبما أعلن مرارا.
    كان مبدئيا على الدوام منتصرا لما يدعوه الـ«نيو سودان»، أو السودان الجديد، كان يحلم بهذا بثقة المتيقن أنه سيحدث، وصلني الخبر من صديق سوداني فتابعت وصدقت بغواية من قلبي رواية تلفزيون الخرطوم أنه نجا، ففرحت بكل ما أملك من قدرة على تحمل البهجة، في اليوم التالي قرأت الخبر غير مصدقة بغواية من أملي ألا يكون هذا ما حدث، لكن هذا ما كان: رحل «الزول السمح» إذن. لكنه ترك لنا الكثير من ميراث العمل النضالي في جبهات القتال وعلى مائدة المفاوضات، ليواصل بنوه ـ أبناء كل السودان ـ المسيرة من بعده، فلا تخذلوه رجاء.

    [email protected]



                  

08-02-2005, 10:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالوا عن قرنق ...بعد رحيله (Re: الكيك)

    جمادى الآخرة 1426 هـ الأربعاء


    السودان بعد مصرع قرنق
    بقلم : أحمد حجاج
    أمين عام الجمعية الأفريقية



    في غمرة الحزن العميق الذي ينتابنا جميعا في العالم العربي لوفاة المغفور له الملك فهد صدمنا أيضا بمصرع قائد سوداني محنك هو العقيد جون قرنق النائب الأول لرئيس السودان

    و رئيس حكومة جنوب السودان و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان‏.‏ هذه الوفاة ستكون لها آثار عميقة لما يحدث في السودان في المستقبل و من تداعيات إقليمية في دول الجوار و بالنسبة لنا هنا في مصر‏.‏

    قرنق الذي انتقل من متمرد إلي قائد عسكري إلي سياسي محنك ومن ماركسي إلي شخص تربطه أوثق العلاقات مع الغرب الرأسمالي‏(‏ الولايات المتحدة وبريطانيا‏)‏ ومن عدو للحكومة السودانية إلي نائب لرئيس جمهوريتها ومن انفصالي إلي مؤيد لوحدة السودان‏(‏ ولو ظاهريا‏)‏ و هو أمر يوضح التغيرات الهائلة التي طرأت علي الخريطة السودانية خلال العقدين الأخيرين‏.‏ قابلته مرتان و هو شخصية جذابة و مؤثرة يقنع من يحدثه و يحترمه حتي لو اختلف معه في التوجهات‏.‏

    بالفعل فأن رحيل قرنق سيترك فراغا كبيرا في الحياة السياسية السودانية إذ يمكن أن نقول انه كان بمثابة صمام الأمان الذي يضمن تنفيذ اتفاقية نيفاشا بين الشمال و الجنوب لأنه كان الشخصية الوحيدة تقريبا التي أمكنها جمع أكبر عدد من الجنوبيين حوله و اكتسب في الوقت نفسه ثقة الفئات و الأحزاب الشمالية المختلفة‏.‏

    قرنق السياسي أيضا كان من المتوقع أن يلعب دورا هاما بحكم منصبه الجديد في تهدئة الأوضاع في مناطق السودان المتوترة الأخري مثل دارفور و شرق السودان بل إصلاح الوضع مع بعض جيران السودان مثل إرتريا ولكن هذا الحادث الذي أودي بحياته يؤدي إلي خلط كل الأوراق مرة أخري‏.‏

    طبعا هناك نظرية المؤامرة التي أدت إلي اعتقاد بعض الجنوبيين أن زعيمهم قد اغتيل و لم يسقط في حادث تحطيم مروحية أوغندية و لذلك شهدنا أحداث الشغب في الخرطوم التي قامت بها بعض العناصر الجنوبية و أسفرت عن مصرع العديدين بل أن أحد زعماء حركات التمرد في دارفور لا يعتقد أن الموضوع مجرد حادث بل‏'‏ مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوداني‏'.‏ من ناحيتي اعتقد أن مصرع جارانج جاء نتيجة تحطم هذه المروحية لسوء الأحوال الجوية و علي العموم أعلن رئيس أوغندا عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادث‏.‏

    هناك استحقاقات قريبة يتوجب علي رئيس الحركة الجديد‏'‏ سالفا كير‏'‏ أن يواجهها و أولها تشكيل الحكومة السودانية الجديدة التي من المفترض أن تتم بعد أيام ثم تأكيد سلطته داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب حيث لا تزال توجد بعض العناصر المعارضة للاتفاق الذي وقع مع الخرطوم و ثالثا إعادة الصلات مع دول الجوار و الدول المؤثرة و خاصة الولايات المتحدة التي سارعت إلي إيفاد مبعوث للتفاهم مع القيادة الجديدة‏.'‏ سلفا كير‏'‏ الرئيس الجديد غير معروف جيدا علي المستوي السوداني و حتي في الجنوب حيث كانت شخصية قرنق طاغية جدا و لم يعرف عنه اتصالاته الدولية الواسعة و لو أنه هو الذي قاد وفد الجنوبيين في مفاوضات‏'‏ ماشاكوس‏'‏ في كينيا التي تمخضت عن الاتفاق المعروف عام‏2002.‏

    وفي مصر فإننا لنا علاقات مع قرنق ترجع إلي سنوات طويلة‏.‏ وقد نعته رئاسة الجمهورية مؤكدة ثقتها في استمرار مسيرة السلام الشامل‏.‏ القاهرة فتحت أبوابها لقرنق في وقت كانت الحكومات السودانية المختلفة تعتقد أن إقامة أي اتصالات معه تعد بمثابة التأييد للمعارضة المسلحة في حين أن مصر كانت تري أن هذه الاتصالات هي لمصلحة الشعب السوداني نفسه وعملت علي إقناعه أن مستقبل السودان هو في الوحدة وليس في انفصال الجنوب‏.‏ ولذلك لاحظنا تحولا في لهجة خطاب قرنق من التأكيد علي حتمية الانفصال إلي القول بان خيار الوحدة قائم إذ ما تحسنت العلاقات بين الجنوبيين والشماليين وعومل الجنوبيون كمواطنين مثل غيرهم داخل السودان كما اقتنع بان سودان المستقبل يجب أن يكون بلدا عربيا أفريقيا في الوقت نفسه علي عكس ما روج له البعض بان لا صلة له بالعالم العربي‏.‏ ومن القاهرة أيضا خاطب قرنق الرأي العام المصري و العربي كما كان يقابل القيادات السياسية علي أعلي مستوي‏.‏ وفي عهده فتحت مصر أبواب معاهدها الجامعية لألوف من طلبة الجنوب حيث يقال أن عدد من يدرسون منهم في مصر اكبر من كل من يدرس من الجنوبيين في المعاهد السودانية و أنشأت الحركة الشعبية في تحرير السودان مكتبا لها بالقاهرة هو الوحيد في العالم العربي‏.‏ علينا‏-‏ وعلي الفور‏-‏ إقامة علاقات واتصالات مع القيادة الجنوبية الجديدة التي أري أنها ستضع في أولويتها الإبقاء علي هذه العلاقات المتميزة التي أقامها قرنق مع القاهرة وان نعمل في اتصالاتنا مع جميع الأطراف علي ضمان تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت لان أي انتكاسة لها قد تعيد السودان إلي الفوضي من جديد‏.‏ و هنا يتوجب أن تنسق مصر مع الدول المؤثرة عالميا مثل الولايات المتحدة و مع الدول المجاورة للسودان و حسنا فعلت حينما قررت مشاركة القوات المصرية في عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان‏.‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de