فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2004, 11:28 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة!

    نقلا عن موقع "العربية. نت"

    خالد عويس - دبي
    يحلو لبعض الكتاب العرب من موقع المتفرج البعيد والمراقب غير المعني إلا في سياق الكتابة العارضة، أن يتناولوا شؤونا تتوقف عليها حياة أمم وشعوب بكاملها متجاوزين بمعلومات ضئيلة حقائق واضحة.

    ويحق للنخب السودانية أن تتوقف طويلا عند سلسلة المقالات التي نشرتها مؤخرا صحف عربية عدة للكاتب المصري فهمي هويدي. فالمقالات كلها ذهبت في اتجاه التشكيك بـ"وطنية" العقيد جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي وقع أخيرا سلسلة مفاهمات مهمة مع الحكومة السودانية تهدف جميعها لوقف واحدة من أطول الحروب الإفريقية وأكثرها فداحة.

    ويحق لهذه النخب أيضا أن تتساءل عن مغزى نشر مقالات على شاكلة مقالات السيد هويدي في هذا التوقيت بالذات والسودان مقبل على فترة حاسمة في تاريخه!!


    هذه الحرب كلفت غاليا على صعيد الأرواح السودانية فمليوني سوداني هم رصيد بشري وتنموي هائل زهقت أرواحهم بسبب الصراع الطويل، وفضلا عن القتلى تشرد ما لا يقل عن 4 ملايين من السودانيين لا يعرف فهمي هويدي بكل تأكيد أين قضى معظمهم السنوات العشرين الأخيرة علاوة على تسبب الحرب بتراجع الاقتصاد السوداني الذي كان يؤشر قبل استلام جعفر نميري السلطة إلى إمكانات استنهاض كبيرة، وأدت الحرب مع ظروف داخلية وخارجية أخرى إلى إلحاق الاقتصاد السوداني باقتصاديات الدول الأقل نموا في العالم.


    يذهب فهمي هويدي إلى تجريد الصراع السياسي والاثني في السودان منذ 50 سنة من أبعاده الرئيسة كلها ليحاول القول بأن إسرائيل وحدها جهدت لصوغ استراتيجية خاصة ببتر أطراف العالم العربي ومن ضمنها جنوب السودان والمناطق الكردية في العراق.

    ويمضي هويدي للقول بأن جون قرنق ليس إلا أداة لإسرائيل إستنادا إلى معلومات وردت في كتاب صدر في 2003 عن “مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا” التابع لجامعة تل أبيب بعنوان إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان نقطة البداية ومرحلة الانطلاق لضابط الموساد السابق موشى فرجي.

    ولعل الاجتهادات القومية الخاطئة التي سعت لإسقاط وضع دولة عربية أو دولتين على الدول كافة كانت سببا إلى جانب مفاهيم استعلائية متجذرة في الثقافة العربية في المظالم الفظيعة التي وقعت بحق الأقليات المهمشة ومن ضمنها جنوبيي السودان، فالصراع الذي يريد السيد هويدي حصره في العامل الخارجي المتمثل في إسرائيل. لا يمكن حصره في مجرد أدوات تحركها قوى خارجية.

    هذا الصراع الدامي كان نتاجا لأخطاء سياسية فادحة ارتكبتها الخرطوم وارتكبها ساسة جنوبيون أيضا ضمن مساومات هشة قامت على تغليب المصالح الذاتية، وزادت حكومة الإنقاذ التي يدافع عنها السيد هويدي واصفا إياها بأنها صارت وحيدة ومعزولة من عمقها العربي من حدة الاحتقان الاثني والسياسي وغذته بالعامل الديني في أكثر صوره تشددا وتطرفا إلى درجة أصبح الخطاب السياسي للخرطوم قائما على البعد الجهادي وحده وتحشيد طاقات المسلمين لمحاربة "الكفار" و"الحركة الانفصالية" في الجنوب!!

    وللسيد هويدي أن يعلم بأنني من أقصى شمال السودان ولست منتسبا للحركة الشعبية لتحرير شعوب السودان "وهي الترجمة الدقيقة لحركة قرنق" لكني أستشعر في أعماقي مدى الظلم الرهيب الذي تسببنا به لملايين من بني جلدتنا في الجنوب.

    لا يدرك السيد هويدي أن السودان الجديد الذي هاجمه بضراوة كما هاجم العراق الجديد جامعا إياهما في مركب واحد وهي الفكرة التي ظلّ يبشر بها قرنق منذ 20 سنة تقريبا لم تكن نتاج القريحة الإسرائيلية، وإنما نتاج احتقانات وتراكمات تاريخية أفضت لأن يكون السودان الجديد أو لا يكون السودان أساسا!


    ويتغافل السيد هويدي أن فكرة السودان الجديد بحد ذاتها تحظى بدعم قطاعات واسعة من النخب السودانية ومن المهمشين في السودان الذين لم تمثلهم معظم الحكومات الديكتاتورية بل والديمقراطية المتعاقبة وعزلهم المشروع الثقافي "الرسمي" محاولا قدر جهده تذويب ثقافاتهم في وعاء القومية العربية أو الإسلامية.

    هذه الأخيرة بالذات ونتاج لقصر النظر الذي اعترف به السيد حسن الترابي أخيرا، وقاد لسلسلة الكوارث التي تحدق بالسودان حاليا لأن المشروع الإسلامي لدى الإسلاميين السودانيين كرّس قطائع ثقافية وعرقية وأجج نزعات عرقية ومناطقية لا يمكن أن تجد طريقها إلى الحلحلة إلا من خلال "سودان جديد" فعلا.


    وقد يتساءل السيد هويدي الذي فاته فيما يبدو أن يسأل عن "السودان الجديد"، عن مغزى المصطلح، وكان من الممكن أن يحصل على إجابات واضحة من أي مثقف سوداني يعثر عليه صدفة في أي شارع من شوارع القاهرة قبل أن يستند إلى وثيقة إسرائيلية بعنوان "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان" ليوجه اتهامات بهذا الوضوح للعقيد جون قرنق متذرعا بأنه رجل انفصالي!


    والحقيقة أنني لم ألمس لدى أي من السياسيين السودانيين قناعة مثل قناعة السيد هويدي بنزعة قرنق الانفصالية، كما لم يتسن لي إلا نادرا أن استمع إلى مثل هذه المزاعم من أي مثقف أو مراقب سوداني، أما بخصوص علاقة قرنق بإسرائيل فهذه مسألة بمقدور قرنق أو واحد من مساعديه الرد عليها.

    وبمقدوري التأكيد أيضا على الفارق الكبير الذي لم يلتفت إليه السيد هويدي بين الانفصال وتقرير المصير وكان عليه أن يسأل أولا المقربين من الخرطوم الذين رفعوا رايات الانفصال منذ أشهر ولا زالوا يعكرون المشهد السياسي بتصرفات أقرب إلى الصبيانية والمراهقة السياسية!

    ولا أستطيع نفي علاقات قرنق بإسرائيل وإن كنت ميالا إلى عدم محاكمة الرجل من منطلق وطني على علاقة كهذه إن وجدت بل أن تصوير المسألة برمتها على أساس مفهوم "الخيانة" ببعد قومي عربي هي محاولة لفرض رؤية ثقافية أحادية على رجل لا يمت أصلا للعرب بصلة ولا تجمعه بهم روابط إلا في حدود لا تملي عليه أن يكف عن عقد تحالفات مع أية جهة يشاءها.

    وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن د. جون قرنق بلا أخطاء فقرنق نفسه – كما هو حال معظم السياسيين السودانيين- ارتكب من الأخطاء ما يحتم عليه الاعتراف بشفافية والاعتذار من الشعب السوداني.

    من جانب آخر تنتابني الدهشة من إصرار بعض المثقفين العرب وحتى السودانيين من إدانة قرنق بناء على علاقاته الوثيقة مع مجلس الكنائيس العالمي أو إسرائيل أو الولايات المتحدة، فالعقيد قرنق الذي قفز إلى صدارة الأحداث حاليا وأضحى حضوره السياسي مخيفا هذه الأيام هو ذاته الذي حاولت العواصم العربية محاصرته والعمل بشتى السبل لتطويقه بوصفه متمردا على الخرطوم "الإسلامية.. العربية".

    ولم يكن لدى معظم هذه العواصم بعد نظر لتدرك أن عزل قرنق والقوى السياسية الجنوبية عن الإطار العربي والإسلامي بل والتعامل معه كعدو للعروبة والإسلام استنادا إلى تذرع الخرطوم بهذه الحجج لتقوية موقفها ضده ولأن الرجل بالفعل ليس مسلما ولا عربيا سيقود الرجل إلى البحث عن تحالفات أخرى تتيح له تأكيد مسيحيته وتأكيد ثقافته الإفريقية الصرفة عوضا عن تذويبه بالكامل في الفضاء العربي الإسلامي.

    وكان الأجدر بالسيد هويدي أن يلفت نظر الاستراتيجيين العرب منذ فترة إلى ضرورة حلحلة المشكلة السودانية في إطار سلمي ومن دون إقصاء أطراف سودانية أصيلة في التركيبة الوطنية الداخلية بل ومن دون التحيّز للطرف الحكومي بوصفه طرف عربي وإسلامي يحق له السودان بأكمله وعلى الآخرين ومن ضمنهم قرنق أن يقتنعون بمواطنية من الدرجة الثانية.


    السودان الجديد ببساطة هو سودان يسمو بإنسانه على نموذج أضحى مرفوضا من الغالبية في السودان وهو مشروع للتغيير الذهني والثقافي قبل أن يكون قسمة للسلطة والثروة، وهو يهدف لأن تتحقق في بلد قارة كالسودان، مفاهيم المساواة والحرية والديمقراطية والعدل.


    السودان الجديد الذي تؤمن به معظم الأجيال الجديدة في السودان يرمي إلى خلق تفكير جديد في السودان، يفكك المناطقية والعرقية ويؤطر للمواطنية ومن حق قرنق ومن حق غيره رفض السودان بصيغته الحالية والدعوة لصوغ وطن قادر على استيعاب جميع ألوان طيفه، لأننا في السودان لسنا عرق واحد ولا دين واحد ولا ثقافة واحدة.

    والمشكلة كانت كامنة في المحاولات التي فرضت قسرا على مدى 50 عاما لجعل السودان "واحدا" عوضا عن التعددية الدينية والثقافية والعرقية الطبيعية الموجودة فيه ولا يمكن إلغاءها لأن عدد محدود من السودانيين الحالمين قرروا إنابة عن 30 مليون دمج الألوان كلها في لون يعبر عن واحدية دفع الجميع ثمنها.

    إن مثل هذه الكتابات لا تصب أبدا في هذا الوقت لجهة الاستقرار و"الوحدة" في السودان، بل على العكس، إن جاز لها أن تحدث أثرا فسيكون من قبيل الأثر غير الحميد وتغذية الشكوك و"الكراهية" التي يحاول السودانيون جاهدين اقتلاعها من نفوسهم.

    وسنحمد للسيد هويدي مواقفه لصالح السودان والسودانيين حين ينتقد بوضوح الاستعلاء الثقافي والعرقي الذي مارسته الثقافة المركزية الرسمية في السودان طوال عقود لأن في هذا تكمن الأسباب الرئيسة وراء "ثورة" المهمشين في السودان
                  

06-10-2004, 01:37 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)

    الأخ/ خالد.

    شكراً على مقالك العلمي المكتوب بواقعية شديدة وبعيد عن العواطف والمجاملات.
    الشيء الملاحظ هو أن مواقع الأخوان المسلمين في الإنترنت تحاول بكل قوة لكي تحول الصراع في السودان الي صراع تستفيد منه هي. ولا يخجل هولا من تزيف الحقائق التاريخية عن السودان. أن الكاتب فهمي هويدي كان له راس الرمح في الدفاع على حكومة الخرطوم في التسعينات وتلك كانت أسواء أيام الانقاذ من بطش وتنكيل وإرهاب وقتل بالشعب السوداني, كان قلم فهمي هويدي يهلل ويكبر للحكومة رافضاً كل الآراء السودانية التي نصحته وحاولت أن تعطيه الحقائق. أن أمثال فهمي هويدي يتباكون على الديمقراطية في مصر التي حرمت حزبهم (الأخوان المسلمين) بالعمل العلني وفي نفس الوقت يؤيد نظام الجبهة الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري. شئ مضحك فعلاً أن يأتينا كاتب من شمال الوادي ويحدثنا وحزرنا من الدور الإسرائيلي في السودان, وفي نفس الوقت توجد هناك علاقة دبلوماسية حميمة بين مصر وإسرائيل يحسدها عليها بقية الدول العربية. والله شئ يدعوا للضحك يا خالد.

    عموماً مقلك هذا يجب أن ينشر في الصحف السودانية لكي يقر اهو الذين يريدون تزييف التاريخ في السودان من أمثال: خالد المبارك,الشوش عبد الله علي إبراهيم ونصف المثقف محمد محمد خير.

    دينق.
                  

06-10-2004, 06:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)
                  

06-11-2004, 05:02 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ خالد عويس .. لك التحية

    هذا المقال يستحق أن يجد مساحة من النشر كتلك التي وجدتها مقالات فهمي هويدي .. حتى يعي قراء الصحف و الجرائد العربية أن فهمي هويدي لا يدري عما يتحدث .. و أن السودان لا يحتاج أبدا لمثل هذه المقالات في مثل هذا الوقت أو غيره إن كان فهمي هويدي فعلا يحفل بأمر السودان و شعوبه كما يزعم

    أعجبني تلخيصك البسيط و الواضح لمفهوم "السودان الجديد" الذي إجتره فهمي هويدي دون قليل وعي .. فمفهوم السودان الجديد لم يعد من متبنيات الحركة الشعبية و الدكتور قرنق اليوم فحسب .. بل أضحى من متبنيات السودانيين عامة و الساعين إلى التغيير العملي خاصة .. و قد أصبح يدلي بدلوه فيه كل حريص على رسم مستقبل أفضل لشعوب الوطن

    جزيل الشكر لك أستاذ خالد
                  

06-11-2004, 06:13 AM

Dr.Abbas Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-04-2003
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)

    ولكن من الذي جاء باسرائيل الى هنا ؟

    حديث فهمي هويدي فهمناه ,, من مدخل فهم الرجل للتغيير الكبير الذي حدث في السودان ,, وهو ليس مدخل المشفق ولكنه مدخل الخائف ,,
    فهمي هويدي يطعن في ضمير كل السودانيين ,, ويقدم درسا من موقع استعلاء ,, ويمارس تشريحا لخيبة المآل الذي اصاب جسد حركته السياسية ..
    ولنا في ما تم من اتفاق مآخذ كثيرات ..
    الرجل يعيد بناء صنم قديم وخيال مآتة الدولة العبرية ,, ويعزف امام طابور طويل مغيب من شارع مقسوم بين تيار قومي وآخر ديني ..
    نفس المعزوفة نقلتها صحف الخليج اثناء اجتماعات دول حوض النيل لاعادة تقسيم موارد النهر ..
    اهانوا الدول الافريقية بأن ارادتها مضبوطة على الايقاع الاسرائيلي ..ومن حق هذه الدول ان تقيم علاقتها مع من تشاء ..
    ثم اين هي العلاقات العربية الافريقية التي يمكن ان تمثل بديلا معقولا للعلاقات الافريقية الاسرائيلية , فبدلا عن تواجد جمعي عربي توجد علاقات ثنائية، كل دولة تعمل وحدها في اتجاه قد يكون مضاداً للآخر، خلال الخمسينيات والستينيات كان أساس العلاقة العربية الافريقية هو مقاومة الاستعمار , كان عبد الناصر يريد تصدير ثورته الى افريقيا ونقل افق القومية العربية الى داخل الغابة الافريقية وفي المقابل وقفت امام حركة عبد الناصر قومية اخرى قادها زعماء افريقيون اخرون نقلوا مضامين حركة البان افريكانزم في مواجهة افريقيا شمال الصحراء ..
    لقد كانت المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي خلال السبعينيات هي أن يقف الأفارقة مع العرب قضيتهم المحورية وهي القضية الفلسطينية وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني وأن تستمر المساعدات العربية لأفريقيا ويقف العرب مع قضايا أفريقيا في الكفاح ضد الحكم العنصري وإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. هي معادلة منقوصة بمنطق ماذا قدم العرب لافريقيا وكيف وقفوا معها في قضاياها .هذه المعادلة لم تنجح في بناء قاعدة صلبة للتعاون مع أفريقيا
    وفي يوم من الايم قرر عبد الناصر بناء صناعة افريقية في مصر واتضح له صعوبة استيعاب العامل المصري لكيمياء اللون المفضل لدى الافارقة في صناعة النسيج ,,و وهذا ملمح من سوء الفهم في التعامل مع مجتمع لا تعرف جيدا كيف يتثاقف اهله وما هي تطلعاتهم ..
    لقد تعاملت معظم الدول العربية مع بلدان أفريقيا بمنطق شراء المواقف، وقد جاءت اتفاقية الصلح بين مصر واسرائيل بخلل كبير في المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي، ففي المقابل انهار النظام العصري في جنوب افريقيا وهو الطرف الثاني في المعادلة التي قامت عليها العلاقة بين افريقيا والعرب .
    ثم ابتعدت افريقيا عن العرب كثيرا واقتربت اكثر من اسرائيل في بوادر ارسال حركة الاسلام السياسي الى داخل القارة وهذا ما قرأه فهمي هويدي جيدا ويخاف من ارتداده عنيفا فهو يعرف جيدا كيف هو الوضع سيكون بعد اتفاق نيفشا بالنسبة لطموحات سياسية جامحة لم تقرأ واقع الحال جيدا .. نعم ان اسرئيل كانت حاضرة في اتفاق السلام ولكن من جاء بها الى هنا
                  

06-11-2004, 06:14 AM

Dr.Abbas Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-04-2003
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)

    ولكن من الذي جاء باسرائيل الى هنا ؟

    حديث فهمي هويدي فهمناه ,, من مدخل فهم الرجل للتغيير الكبير الذي حدث في السودان ,, وهو ليس مدخل المشفق ولكنه مدخل الخائف ,,
    فهمي هويدي يطعن في ضمير كل السودانيين ,, ويقدم درسا من موقع استعلاء ,, ويمارس تشريحا لخيبة المآل الذي اصاب جسد حركته السياسية ..
    ولنا في ما تم من اتفاق مآخذ كثيرات ..
    الرجل يعيد بناء صنم قديم وخيال مآتة الدولة العبرية ,, ويعزف امام طابور طويل مغيب من شارع مقسوم بين تيار قومي وآخر ديني ..
    نفس المعزوفة نقلتها صحف الخليج اثناء اجتماعات دول حوض النيل لاعادة تقسيم موارد النهر ..
    اهانوا الدول الافريقية بأن ارادتها مضبوطة على الايقاع الاسرائيلي ..ومن حق هذه الدول ان تقيم علاقتها مع من تشاء ..
    ثم اين هي العلاقات العربية الافريقية التي يمكن ان تمثل بديلا معقولا للعلاقات الافريقية الاسرائيلية , فبدلا عن تواجد جمعي عربي توجد علاقات ثنائية، كل دولة تعمل وحدها في اتجاه قد يكون مضاداً للآخر، خلال الخمسينيات والستينيات كان أساس العلاقة العربية الافريقية هو مقاومة الاستعمار , كان عبد الناصر يريد تصدير ثورته الى افريقيا ونقل افق القومية العربية الى داخل الغابة الافريقية وفي المقابل وقفت امام حركة عبد الناصر قومية اخرى قادها زعماء افريقيون اخرون نقلوا مضامين حركة البان افريكانزم في مواجهة افريقيا شمال الصحراء ..
    لقد كانت المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي خلال السبعينيات هي أن يقف الأفارقة مع العرب قضيتهم المحورية وهي القضية الفلسطينية وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني وأن تستمر المساعدات العربية لأفريقيا ويقف العرب مع قضايا أفريقيا في الكفاح ضد الحكم العنصري وإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. هي معادلة منقوصة بمنطق ماذا قدم العرب لافريقيا وكيف وقفوا معها في قضاياها .هذه المعادلة لم تنجح في بناء قاعدة صلبة للتعاون مع أفريقيا
    وفي يوم من الايام قرر عبد الناصر بناء صناعة افريقية في مصر واتضح له صعوبة استيعاب العامل المصري لكيمياء اللون المفضل لدى الافارقة في صناعة النسيج ,,و وهذا ملمح من سوء الفهم في التعامل مع مجتمع لا تعرف جيدا كيف يتثاقف اهله وما هي تطلعاتهم ..
    لقد تعاملت معظم الدول العربية مع بلدان أفريقيا بمنطق شراء المواقف، وقد جاءت اتفاقية الصلح بين مصر واسرائيل بخلل كبير في المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي، ففي المقابل انهار النظام العصري في جنوب افريقيا وهو الطرف الثاني في المعادلة التي قامت عليها العلاقة بين افريقيا والعرب .
    ثم ابتعدت افريقيا عن العرب كثيرا واقتربت اكثر من اسرائيل في بوادر ارسال حركة الاسلام السياسي الى داخل القارة وهذا ما قرأه فهمي هويدي جيدا ويخاف من ارتداده عنيفا فهو يعرف جيدا كيف هو الوضع سيكون بعد اتفاق نيفشا بالنسبة لطموحات سياسية جامحة لم تقرأ واقع الحال جيدا .. نعم ان اسرئيل كانت حاضرة في اتفاق السلام ولكن من جاء بها الى هنا
                  

06-11-2004, 06:58 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)

    خالد عويس
    هؤلاء الاستعلائيين العرب لا يفترون من محاولات تقزيم شعب السودان ،، فهمي هويدي يحاول أن يقول أن السودان بلد عربي \اسلامي ، وأن كل الذين يعملون ضد هذا الفهم من داخل السودان هم خونة ومارقين ،، وهو من الذين ظلوا يحاولون تجميل صورة نظام الجبهة الحاكم ،،
    نحن شعب السودان نعرف هويتنا ونعرف انتماءتنا ونعرف تنوعنا ، ونعي ما يفرضه علينا هذا التنوع الإثني والثقافي ، ومن يتفهم واقعنا هذا ويتعامل معه بعقل مفتوح يحق له أن يكتب ، ومن لا يتفهم واقعنا ولا يتعامل معه بعقل مفتوح فإنه لا شك يضر بنا وبمستقبل بلادنا ،،
    شكرا لك خالد ..
                  

06-11-2004, 07:27 AM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: ودقاسم)

    نقلا عن سودانايل الاكترونية ... مع خالص التقدير اخي خالد العويس ...
    وانت ترصد خلل نظرة الاخرين الخاطئ الي الذات السودانية ..
    --------------------------------------------------------------------------------



    انتباه.. أصابع "إسرائيل" في الخرطوم

    فهمي هويدي

    النجاح الذي أحرزته الحركة الانفصالية في جنوب السودان، بتحولها إلى شريك في حكم الخرطوم، لا ينبغي أن ينسيناحقيقة مسكوتاً عليها هي أن تلك الحركة كانت منذ البداية أداة استخدمتها “إسرائيل” لتحقيق هدف استراتيجي بعيد المدى هو: إضعاف مصر وتهديدها من الخلف. وهذا الكلام ليس من عندي، ولكنه اعتراف “إسرائيلي” صريح وموثق.
    (1)
    تحدثت في الأسبوع الماضي عن كتاب أصدره مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا (التابع لجامعة تل أبيب) حول “إسرائيل وحركة تحرير السودان”، الذي كتبه ضابط الموساد السابق العميد المتقاعد موشي فرجي. وكان محور المقال التفكير الاستراتيجي “الإسرائيلي” في التعامل مع العالم العربي ودول الجوار التي تحيط به. وقد لخصت تلك الاستراتيجية في السياسة التي تبنت موقف “شد الأطراف ثم
    بترها”، على حد تعبيرهم. بمعنى مد الجسور مع الاقليات وجذبها خارج النطاق الوطني، ثم تشجيعها على الانفصال (وهذا هو المقصود بالبتر)، لإضعاف العالم العربي وتفتيته، وتهديد مصالحه في الوقت ذاته. وفي إطار تلك الاستراتيجية قامت عناصر الموساد بفتح خطوط اتصال مع تلك الاقليات، التي في المقدمة منها الأكراد في العراق والموارنة في لبنان والجنوبيون في السودان. وكانت جبهة السودان هي الأهم، لأسباب عدة في مقدمتها أنها تمثل ظهيراً وعمقاً استراتيجياً لمصر، التي هي اكبر دولة عربية. وطبقاً للعقيدة العسكرية “الإسرائيلية” فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، ولذلك فان التركيز عليها كان قوياً للغاية.
    كتاب العميد فرجي شرح بتفصيل مدهش ما فعلته “إسرائيل” لكي تحقق مرادها في إضعاف مصر وتهديدها من الظهر، وكيف أنها انتشرت في قلب إفريقيا (في الفترة من عام 56 إلى 77 أقامت علاقات مع 32 دولة إفريقية) لكي تحيط بالسودان
    وتخترق جنوبه، وكيف انتقت من بين زعماء الحركة الانفصالية واختبرت جون قرنق، فأعدته وساندته لكي يتحدى حكومة الخرطوم ويفرض نفسه عليها إلى جانب الضغط على مصر. فان تركيز “إسرائيل” على السودان كان جزءاً من استراتيجيتها إزاء البحر الأحمر، الذي اعتبرته من البداية منفذاً حيوياً للغاية، حرصت على أن تبقيه حراً أمام سفنها، وخشيت دائماً من أن يصبح بحيرة عربية، يمكن استخدامها في حصارها. تكراراً لما حدث في حربي 67 و73 عندما اغلق العرب مضايق تيران وباب المندب على التوالي.

    (2)
    عنوان الفصل الأول من الكتاب الذي صدر بالعبرية وتلقت إحدى الجهات المعنية بالأمر نسخة منه ترجمت إلى العربية، هو “إفريقيا كمدخل إلى السودان”. ويدهش المرء وهو يقرأ في ذلك الفصل أن “إسرائيل” قررت احتواء إفريقيا والانتشار في قلبها للاقتراب من السودان والإحاطة به، لكي تتمكن من النفاذ إلى جنوبه. وقد أشار المؤلف إلى أن هذا المخطط بدأ تنفيذه في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وذكر في هذا الصدد ما نصه: حرصت “إسرائيل” على إيفاد انشط الدبلوماسيين والخبراء والمستشارين إلى إفريقيا، على غرار ايهود احزبائيل واشير بن ناتان رجل المهمات الصعبة في الموساد، حتى تجد موطئ قدم لها في جنوب السودان، من خلال أثيوبيا والكونغو (زائير سابقاً) ثم أوغندا وكينيا. وقد لعب اهرون زعير أحد كبار رجال
    الموساد والمسؤول السابق في جهاز الدفاع خطة الاحتواء، من خلال إيفاد اكثر من خمسة آلاف خبير ومستشار، في الزراعة والبناء والتشييد، بالإضافة إلى المستشارين
    العسكريين، من اجل تنظيم وتدريب وتسليح جيوش تلك الدول المجاورة للسودان
    أما مهندس العملية كلها فهو اروي لوبراني مستشار بن جوريون للشؤون العربية. وهو الذي قال بوضوح: لا بد من رصد وملاحظة كل ما يجري في السودان، ذلك القطر الذي يشكل عمقاً استراتيجيا لمصر، بالإضافة إلى سواحله المترامية على البحر الأحمر، وهو ما يوفر للسودان موقعاً استراتيجياً متميزاً. لذلك فمن الضروري العمل على إيجاد ركائز إما حول السودان أو في داخله. ولأجل ذلك فان دعم حركات التمرد والانفصال في جنوبه يغدو مهماً لأمن “إسرائيل.

    النجاح الذي تحقق في اثيوبيا كان ساحقاً. هكذا قال مؤلف الكتاب موشي فرجي. إذ استطاعت “إسرائيل” أن تنتزع من امبراطورها هيلا سيلاسي موافقة على أن يقوم رجالها بالإشراف على كل أجهزة الأمن الأثيوبي. وشملت الصفقة إشراف عناصر “إسرائيلية” نشطة على جهاز الأمن الداخلي والشرطة والاستخبارات ووزارة الداخلية. وهذه السيطرة غير المسبوقة مكنت أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” (الموساد) وجهاز المخابرات العسكرية من تركيز اهتمامها ليس صوب السودان وحده، وإنما إزاء الدول العربية الأخرى وإذ احتلت اثيوبيا أهمية خاصة في النشاط الاستخباري
    نظراً لقدرتها على التحكم في منابع النيل، فقد تقاطر عليها قادة الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” في أواخر الخمسينات وبداية الستينات على نحو لافت للنظر. بالتوازي
    مع ذلك، أنشأت “إسرائيل” في اثيوبيا شركة تجارية باسم “انكودا” للمنتجات الزراعية وتعليب الأسماك، لكي تكون واجهة اقتصادية لجهاز الموساد، وقاعدة لانطلاق الجواسيس والعملاء إلى كل من السودان واليمن وعدن (عاصمة اليمن الجنوبي آنذاك) وعبر هذه القناة جرى الاتصال بحركة التمرد والانفصال في جنوب السودان في مراحلها الأولى كان التعاون العسكري هو اكثر ما اهتمت به “إسرائيل”.
    لذلك وصل عدد المستشارين “الإسرائيليين” الذين تولوا مهام تدريب الوحدات الخاصة (في سنة 60) إلى 600 مستشار.
    وأدى ذلك تلقائياً إلى تدفق السلاح “الإسرائيلي” إلى أثيوبيا، بدءاً بالرشاش “عوزي” ووصولاً إلى الصواريخ “جبرائيل” والطائرات المقاتلة ليس ذلك فقط، وإنما سعت “إسرائيل” إلى إقامة عدة قواعد عسكرية موجهة ضد الدول العربية. فعملت على إقامة قاعدة بحرية في ميناء “مصوع” عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بالإضافة إلى القواعد الجوية في كل من أثيوبيا وكينيا، والوجود الجوي في غينيا. بل ذهبت إلى حد إقامة قواعد جوية في تشاد، على الأخص في المنطقة المجاورة لحدود السودان، وهذه تمثلت في ثلاثة مطارات أحدها مطار بحيرة “ايرو” والثاني مطار “الزاكومة”، والثالث مطار “مفور” وبعدما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين تشاد و”إسرائيل”،تبين أن مهمة تلك القواعد هي مراقبة الحدود الليبية والسودانية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها ضد مصر، لضرب أهداف منتخبة في مؤخرة الجبهة المصرية.

    ما حدث مع اثيوبيا تكرر في أوغندا، حيث أوفدت “إسرائيل” عدداً كبيراً من المستشارين العسكريين بقيادة العقيد باروخ بارسفير لكي يتولى تنظيم وتدريب القوات المسلحة الأوغندية، بخاصة السلاح الجوي. وقد وصل عدد أولئك المستشارين إلى 500 شخص تغلغلوا في كل وحدات القوات المسلحة، واصبحوا من الناحية العملية مسيطرين عليها، حيث عمل بعضهم كمستشارين لقياداتها، أو مشرفين على المعاهد
    العسكرية التي أقيمت بدعم “إسرائيلي” في أوغندا، علماً بأن بعض الضباط الأوغنديين كانوا يفدون إلى “إسرائيل” في بعثات عسكرية. وفي هذه الأجواء فإن تدفق الأسلحة “الإسرائيلية” إلى أوغندا بدا أمراً طبيعياً، من الرشاش عوزي إلى دبابات شيرمان إلى طائرات المستير. وهذه الأسلحة لم تكن لحساب القوات المسلحة الأوغندية فقط، ولكنها كانت ترسل لهدف آخر أهم هو تزويد حركة الانفصال في جنوب السودان بما تحتاجه حين يجد الجد وبعد استقلال إريتريا عام 1993 ألقت “إسرائيل” بثقلها وراءها، وقدمت لها كل دعم سياسي وعسكري ممكن، حتى اعتبرها مؤلف الكتاب “أقوى حليف استراتيجي ل “إسرائيل” في القارة الإفريقية، واهم قاعدة تشرف على البحر الأحمر وتهدد أمن اليمن والسودان معاً”. وفي عام 96 أصبحت تحتل المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية التي تتلقى مساعدات عسكرية من “إسرائيل”. وفي عام 97 وصل عدد المستشارين “الإسرائيليين” الذين يعملون هناك الى 650 ضابطاً، بخلاف 60 آخرين يعملون في أجهزة الأمن والاستخبارات الإريترية
    للتجسس على اليمن والسودان .
    (3)

    الاتصالات مع الجنوبيين بدأت من القنصلية “الإسرائيلية” في أديس أبابا. وكانت الشركات “الإسرائيلية” التي أنشئت في اثيوبيا هي الواجهة التي استخدمت لإجراء تلك
    الاتصالات. وكان اشير بن ناثان رجل الموساد النشط الذي اصبح يدير شركة انكودا” هو أول من قام بالاتصال مع الزعماء الجنوبيين، وبعد الدراسة لأوضاع الجنوب وقع
    الاختيار على قبيلة الدنكا أقوى قبائل المنطقة لكي تكون الباب الذي تتسلل منه “إسرائيل” إلى الجنوب وتتغلغل في شرايينه. أما الذي قام بالدور البارز في توسيع نطاق تلك الاتصالات وتوثيقها، فقد كان دافيد كيمحي رجل المهمات الخاصة في الموساد، الذي عين مديراً عاماً لوزارة الخارجية “الإسرائيلية ولم تكن البعثة العسكرية “الإسرائيلية” في أوغندا بعيدة عن هذه التحركات، ولكنها كانت تقوم “بواجبها” من موقع آخر. حيث تولى رئيسها العقيد باروخ بارسيفر ومعه بعض رجال الاستخبارات مد جسور الاتصال مع العناصر الجنوبية التي كانت تعمل في الجيش السوداني.

    على الجملة يمكن القول إن دعم “إسرائيل” للحركة الانفصالية في الجنوب مر بخمس مراحل هي طوال عقد الخمسينات ركزت “إسرائيل” على أمرين، أولهما تقديم المساعدات الإنسانية للجنوبيين (الأدوية والمواد الغذائية والأطباء)، وثانيهما استثمار التباين القبلي بين الجنوبيين أنفسهم، وتعميق هوة الصراع بين الجنوبيين والشماليين
    في الستينات حدث ما يلي: بدأت صفقات الأسلحة “الإسرائيلية” تتدفق على جنوب السودان عبر الأراضي الأوغندية. وكانت أول صفقة في عام ،1962 ومعظمها من
    الأسلحة الروسية الخفيفة التي غنمتها “إسرائيل” من مصر في عدوان عام ،56 بالإضافة إلى الرشاش “الإسرائيلي” عوزي اتسع نطاق تدريب المليشيات الجنوبية في كل من أوغندا واثيوبيا وكينيا، وكانت اثيوبيا أكبر قاعدة لإيصال الأسلحة والذخائر إلى جنوب السودان، كما اتسع نطاق تزويد الجنوبيين بالسلاح من الدول المجاورة. وحينما تولى اوري لوبراني مهندس عملية التطويق والاختراق منصب سفير “إسرائيل” في أوغندا ثم في اثيوبيا تطور ذلك الدعم إلى حد أن بعض ضباط القوات “الإسرائيلية” الخاصة كانوا ينتقلون لتدريب الانفصاليين في مناطق جنوب السودان
    المرحلة الثالثة التي تمتد من منتصف الستينات حتى السبعينات. وفيها استمر تدفق الأسلحة من خلال وسيط “إسرائيلي” اسمه “جابي شفيق” كان يعمل لحساب الموساد.
    وبعض هذه الأسلحة كانت روسية استولت عليها “إسرائيل” في حرب ،1967 وقامت طائرات شحن بإسقاطها على المعسكر الرئيسي للانفصاليين في اورنج كي بول. كما قامت “إسرائيل” بإنشاء مدرسة لضباط المشاة في “ونجي كابول” لتخريج الكوادر العسكرية لقيادة فصائل التمرد. وكانت عناصر “إسرائيلية” تشترك بالفعل في بعض المعارك مقدمة خبرتها للجنوبيين وإذ شهدت تلك الفترة تراجعاً في الحركة الانفصالية (عام 69)، فإن “إسرائيل” استخدمت نفوذها لاستمرار التمرد وإثارة الجنوبيين عبر تصوير صراعهم بأنه مصيري، بين شمال عربي مسلم محتل، وجنوب زنجي إفريقي مسيحي المرحلة الرابعة تمتد من أواخر السبعينات وطوال عقد الثمانينات. وفيها جرى استئناف دعم التمرد المسلح بزعامة العقيد جون قرنق ابتداء من عام ،83 وكان الموقف قد هدأ نسبياً بعد اتفاق المصالحة الذي تم في عام 72 ومنح فيه الجنوب حكماً ذاتياً. وفي تلك الفترة ظهر النفط في جنوب السودان مما عزز دعم الجهات الأجنبية للحركة الانفصالية.
    وفيها أيضاً ضاعفت أثيوبيا من دعمها للجنوبيين سواء بالسلاح أو عن طريق وضع محطة للإذاعة تحت تصرفهم. كما ألقت “إسرائيل” بثقل قوي إلى جانب جيش جون قرنق، فزودته بأسلحة متقدمة ودربت عشرة من طياريه على قيادة مقاتلات خفيفة للهجوم على المراكز الحكومية في الجنوب ووفرت له صوراً عن مواقع القوات الحكومية التقطتها أقمارها الصناعية. بل إن “إسرائيل” أوفدت بعض خبرائها لوضع الخطط والقتال إلى جانب الانفصاليين، وقد قتل منهم خمسة ضباط في معارك دارت في نهاية عام ،1988 كان بينهم اثنان من ضباط الموساد. وثبت أن الضباط “الإسرائيليين” اشتركوا في العمليات التي أدت إلى احتلال بعض مدن الجنوب في عام
    ،1990 وهذه المدن ثلاث هي: مامبيو واندارا وطمبوه المرحلة الخامسة: بدأت في أواخر عام 1990 واستمرت حتى الآن. وتعد مرحلة قطف الثمرة بعد نضجها، أو البتر بعد الشد إذا استخدمنا مفردات الدراسة. وفيها وصل الدعم “الإسرائيلي” لجيش تحرير السودان وقائده جون قرنق ذروته.
    وأصبحت كينيا هي جسر الاتصال بين الطرفين، بدلاً من أثيوبيا. وقد أغرقت خلالها “إسرائيل” “جيش التحرير” بالأموال والسلاح لتعزيز موقف الحركة التفاوضي مع حكومة الشمال، حتى اصبح نداً عنيداً لها بل وأقوى منها عسكرياً. الأمر الذي أوصل الحركة إلى نقطة كانت مخيرة فيها بين الانفصال أو الذهاب إلى ابعد وفرض شروطها على حكومة الخرطوم. وقد نجحت في تحقيق الخيار الثاني، بحيث مدت نفوذها من جوبا عاصمة الجنوب إلى الخرطوم عاصمة البلد كله.
    (4)
    تستوقف المرء معلومات أخرى مهمة أوردها موشي فرجي في كتابه من أهمها ان “إسرائيل” راهنت على جون قرنق بعدما عقد ضباط الموساد عدة اجتماعات معه لدراسة شخصيته. وكانت السفارات الأمريكية في كينيا وأوغندا وزائير قد أوصت بتبنيه. فحصل على منحة دراسية أمريكية مكنته من الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي، وأهلته لتلقي دورات عسكرية هناك. وبعدها التحق بدورة عسكرية في كلية الأمن القومي ب “إسرائيل”، التي زارها ثلاث مرات وظل على علاقة وثيقة ومنتظمة مع سفراء “إسرائيل” بالدول المجاورة، وخصوصاً كينيا.
    ان “إسرائيل” كانت تدفع مرتبات قادة وضباط جيش “تحرير السودان”، وقدرت مجلة “معرخون” العسكرية ان مجموع ما قدمته “إسرائيل” لجيش تحرير الجنوب 500 مليون دولار، قامت الولايات المتحدة بتغطية الجانب الأكبر منه ان “إسرائيل” هي التي أقنعت الجنوبيين بتعطيل تنفيذ مشروع قناة “جونجلي”، الذي تضمن حفر قناة في منطقة أعالي النيل لنقل المياه إلى مجرى جديد بين جونجلي وملكال لتخزين 5 ملايين متر مكعب من المياه سنوياً، ويفترض أن يسهم المشروع في إنعاش منطقة الشمال والاقتصاد المصري.

    قالت “إسرائيل” للجنوبيين انهم أولى بتلك المياه التي سينتفع بها غيرهم، ثم إنها ادعت أن ثمة خطة لإرسال ستة ملايين فلاح مصري إلى الجنوب (كما حدث في العراق) لتغيير تركيبته السكانية لمصلحة كفة العرب والمسلمين. انه بمجرد ظهور النفط في الجنوب أوفدت “إسرائيل” في النصف الأول من الثمانينات واحداً من أكبر خبرائها، هو البروفيسور ايلياهو لونفسكي لدراسة احتمالاته، التي قدرها بسبعة مليارات برميل. ونتيجة لذلك شرع الجنوبيون في المطالبة بحصتهم من هذه الثروة، وعارضوا إنشاء مصفاة للنفط في منطقة كوستي باحدى الولايات الشمالية ان “إسرائيل” في دعمها لجون قرنق وضعت تحت تصرفه في العام الماضي (2003) مجموعة من الضباط ذوي الأصل الاثيوبي الذين هاجروا إليها في الثمانينات (يهود الفلاشا) وقد أورد المؤلف قائمة بأسماء بعضهم ان جون قرنق بعدما احكم سيطرته على الجنوب استعد لإعلان الانفصال وإقامة دولته المستقلة. وأبلغ الولايات المتحدة و”إسرائيل” والدول المجاورة للسودان بذلك. بل انه طلب من واشنطن رسمياً التدخل إلى جانبه إذا ما هاجمه جيش السودان من جراء ذلك. وان وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت تعليماتها إلى قواتها الموجودة في كينيا وإريتريا بالاستعداد للتدخل في السودان إذا ما لزم الأمر بعد الاتفاق الأخير الذي احتفى به الجميع! اصبح جون قرنق نائباً لرئيس الجمهورية، وصارت حركته جزءاً من النظام الحاكم في الخرطوم، واقفة بالباب الجنوبي لمصر فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف سيرد قرنق الجميل للذين صنعوه ودعموه وأوصلوه إلى ما وصل إليه، حتى حقق ماهو ابعد مما تمناه أو كان يحلم به؟ ويتفرع عن ذلك سؤالان مهمان هما: كيف سينعكس ذلك على “السودان الجديد”؟ ثم: ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للأمن القومي المصري؟
    نقلا عن الخليج الاماراتية



                  

06-12-2004, 11:58 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: hamid hajer)

    الاخوة الاعزاء
    دينق
    ياسر الشريف
    ياهو زاتو
    د. عباس
    ودقاسم
    حامد
    سنظل دائما نؤكد وفي كل مناسبة أن الشعب السوداني على الرغم من الاحتقانات والعقبات والاشكالات كلها ، قادر على تبصر طريقه واستخلاص الضوء المرشد من تجربته وهي ليست قليلة. سنظل نؤكد على حقنا في مسار ثقافي (سوداني) وعلى فضاءات تتسع لجميع السودانيين وعلى غد مشرق من دون مفاهيم وصاية من قبل أشقائنا في كل مكان.
    وسندافع بكل قوة عن السودان الجديد لأننا نؤمن به.. فقط ندعو (بعض) الكتاب العرب ومن ضمنهم فهمي هويدي أن يغوصوا في عمق المشكلات السودانية جيدا قبل أن يكتبوا بغير علم
    لكم الشكر والحب
                  

06-12-2004, 12:48 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)

    اخوتى واخواني سلام ،،
    كتب الاستاذ عاطف أحمد مقالا عن فهمي هويدي بجريدة ايلاف
    الأحد 16 نوفمبر 2003 09:15

    وانقل لكم منها فقط الجزء التالى :

    فهمي هويدي: تجريح الأشخاص لا تشريح المضامين


    للأستاذ فهمي هويدي هواية خاصة، موهوب فيها إلى حد يقترب من التفرد، هي أنه، من بين نقاد الفكر جميعا، يعرف جيدا كيف يحوم حول الموضوع دون أن يدخل فيه، فهو يكاد يكون متخصصا في التعمق في شكليات الموضوعات التي يتصدى للكتابة عنها. وهو تخصص يتطلب مهارات لا يمتلكها سوى القليل.
    من هذه المهارات مثلا التركيز على أشخاص الكتاب والباحثين القائلين بأفكار معينة لا تروق له لسبب من الأسباب. وهو تركيز لا يتجه إلى ما تدل عليه أفكارهم وتحليلاتهم من مستوى معرفي أو فكري ما، فهذا شأن سواه من غير الموهوبين من النقاد، أما هو فلا أقل من أن يتغلغل إلى داخل القلوب التي في الصدور ليكشف، بالذات، عن سوء النوايا وتعمد الإضرار بما يعتبره هو من ثوابت الأمة وقيمها الراسخة. وأدواته في تحليل النوايا، يمكن القول أنها ملائمة تماما لموضوعها ولسياقه معا.فهو أولا يضع الشخص المستهدف في خانة توصيفية معينة يكون قد حدد لها من قبل، وبصورة شخصية ذاتية،سمات منفرة ومعادية لقناعات جمهور القراء. ثم يطلق على الدور الذي يقوم به الشخص المستهدف، أوصافا من الصعب تحديد مدلولاتها الفعلية لإمكان تقييمها موضوعيا،من مثل:الإساءة للدين؛ والتبديد والتجديف (بدلا من التجديد)؛ وإنكار الشريعة واجتراء على العقيدة؛ وإثارة الفتنة، والاستباحة التي جاوزت المدى؛ وتحريف الموضوع والتدليس في المصطلح ؛ والتورط في اقتراف الكبائر بل والجرائم، وطائفة مماثلة من تلك العبارات الموضوعية والدقيقة.
    ولعل تبني التصور التآمري هو ثاني تلك المهارات. فهو يجيد الربط بين الأطراف القائمة بعمل ما بطريقة تجعل منها عناصر في مؤامرة محبوكة الأطراف تستهدف النيل من الخصم(الذي يدافع عنه) بل والقضاء عليه إن أمكن. وهي مؤامرة تنسج خيوطها في سرية تامة وبصورة خفية لا تدركها إلا أعين الخبراء.
    أما المهارة الثالثة فلعلها، اعتقاد راسخ لديه بأنه يمتلك حقيقة يقينية ومعيارا يقينيا، يستطيع وهو مطمئن، أن يقيس عليه كل الآراء والأفكار الأخرى بل و سلوكيات الآخرين – رغم عدم إعلانه عن بنوده بأي درجة من الدقة أو الثبات.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de