جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 08:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2005, 06:26 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود

    وارت البلاد الثرى صباح هذا اليوم جثمان فقيدها المناضل، الدكتور، جون قرنق ديمابيور. وقد خيم الحزن على مدى الأسبوع الماضي على قلوب الملايين عبر أقطار العالم. غير أن من كان في قامة جون قرنق، لا يناح عليه. فالرجل قد عاش حياة بالغة الخصوبة، وبالغة العطاء. أوصل جون قرنق إنسان السودان المغلوب على أمره، إلى نقطة لم يسبق له أن وصلها من قبل. وضع جون قرنق إنسان السودان الذي عاني طويلا من التهميش، ومن جوائح التعالي العرقي والديني، في بؤرة الضوء الأسطع والأكثر وهجًا، على مسرح الحياة السياسية السودانية.

    حقق جون قرنق للإنسان الإفريقي إنجازا أسطوريا غير مسبوق. ولسوف تتضح ملامح هذا الإنجاز، كما سيكبر معه إسم جون قرنق مع مرور الأيام. ولعل الموت المفاجئ لجون قرنق، والذي لم تتضح كل ملابساته بعد، قد حال بينه وبين ما يسمى بـ "قطف ثمار النضال". فقد حفظ هذا الموت السريع المفاجيء جهد جون قرنق في خانة النقاء والخلوص. لقد رحل جون قرنق في توقيت كأنما أعدته له الأقدار كي تحفظ إسمه نقيا في سجل الخلود. ناضل جون قرنق نضالا مثابرا لواحد وعشرين عاما، وحين وضع السلاح جانبا، لم يمكث على كرسي السلطة سوى واحد وعشرين يوما.

    نتقدم بالعزاء لكل السودانيين في فقيد البلاد الراحل. ونخص بالعزاء رفيقة دربة السيدة، ربيكا قرنق، وأسرة الفقيد. والعزاء موصول للدكتور منصور خالد، والدكتور بيتر نيوت كوك، والأستاذ ياسر عرمان، وكل قياديي الحركة الشعبية ومنتسبيها، والمهمشين من السودانيين، وغيرهم من سائر أفراد الشعب السوداني.

    د. النور محمد حمد
    أستاذة/ أسماء محمود محمد طه
    أستاذ/ متوكل مصطفى الحسين
                  

08-07-2005, 00:41 AM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Quote: فقد حفظ هذا الموت السريع المفاجيء جهد جون قرنق في خانة النقاء والخلوص. لقد رحل جون قرنق في توقيت كأنما أعدته له الأقدار كي تحفظ إسمه نقيا في سجل الخلود.


    العم د.النور حمد، الأستاذه أسماء محمود، العم متوكل مصطفى...

    أعزيكم واعزّي نفسي في فقيد البلاد د.جون قرنق ورفقائه، ومن ثَم في جميع أفراد الشعب السوداني الذي قضوا خلال الأحداث الدامية التي تلت إعلان وفاته...

    العبارة أعلاه هي كل ما يشغلني خلال اليومين الماضيين.. وهي كانت مبلغ غضبي منذ ان سمعت الخبر، ذلك لأن الأصوات كانت قد بدأت تتعالى ضد قرنق أثناء بدء استلامه لمنصبه... وبدأ الهمز واللمز دون ان يمنحوا الرجل فرصة ليُخطيء كي يحاسبه.. وهذا ما جعلني أشعر بالمرارة نحو هذا الشعب الناكر للجميل... موته الآن جعلهم يرفعونه إلى هامة القدّيسين والشهداء.. وربما كان موته خيراً له .. رغم أنه بدا شراً لنا... ونتيجة لذلك الغضب كتبت هذا البوست...
    بئساً لكم من شعب!

    جون قرنق فقد كبير... لكن الله شاء له ان نفقده عظيماً... وسبحان الله، حارب الرجل لاثنين وعشرين عاماً... ومات في وقت السِلم... انه رجل محظوظ.. ومبروك...


    تحياتي لكم جميعاً، وأشواقي شديده إليكم

    بنت الحسين
                  

08-07-2005, 06:42 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    السيد الدكتور النور حمد

    تحية طيبة

    لقد أنزلت نعياً طيباً في حق فقيد البلاد والإنسانية والسلام الدكتور جون قرنق . وأجزلت في وصفه بصفات هو قطعاً يستحقها ويستحق مزيد عليها .

    لكن يا دكتور ألست أنت النور حمد ( أكاديمي من جامعة الينوى ) الذي قال لجريدة الحياة يوم 12/06/1999 ما يلي :-

    - ( حركة قرنق ذات خطاب عنصري مكشوف جرت إذاعته وتلفزته وهي لا تهدف إلى إقامة ميزان العدل بين مكونات السودانية العربية- الإفريقية-- وإنما تهدف إلى مجرد قلب الصورة بجعل المقهور قاهراً في حركة بواعث الُثأر فيها أكبر من بواعث إقامة العدل )
    ثم مضيت قائلاً
    - ( في خطاب قرنق عداء سافر للمكون العربي - الإسلامي في مركب الهوية السودانية لا ينفك يعلن عن نفسه )
    ثم واصلت
    - ( رغم خلافي الفكري العميق مع طرح الإسلاميين في السودان إلا أنني أرى أهمية منازلتهم لحركة التمرد وتبديد الزعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي ما كسبته حركة التمرد في الماضي إلا بسبب ضعف حكومات الشمال السابق )

    المصدر : د. منصور خالد كتاب ( جنوب السودات في المخيلة العربية ص 377@378

    إن صح الإفتراض أن الكلام هذا لك فما الذي أودى بك لهذا التناقض الذي لا يليق بإنسان يحمل فكراً يعتقد جازماً بأنه الحل الوحيد لكل مشاكل الإنسانية ؟؟

    أنتظر ردك لنواصل إذا أراد الله تعالى

    عاطف عمر
                  

08-07-2005, 08:41 AM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Salam to all
    Salam Ustadh el-nour ,ustadha marioma and family and Ustadh atif.

    Mutwakil
                  

08-07-2005, 08:58 AM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Salam Marioma and family.

    Ustadh Atif salam to you and to your family.

    Dr.el-nour Hamad he made an authourized statement .Dr. elnouur has been my friend for long time and he is not that good person ,but ,he is one of the so few in the market.Dr.Mansour whom I, adore and respect ,for his handsome contributions , now , his so false policy will put the Sudanese people astray and out of course..

    Dr.khalid is one and will be ,for some time to come ,one of the politicians in the history of man ,but he has to step down and rest

    mutwakil

    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 09:46 AM)
    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 09:52 AM)
    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 09:59 AM)
    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 09:59 AM)
    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 10:04 AM)

                  

08-07-2005, 09:56 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Mutwakil Mustafa)

    الأخ العزيز متوكل مصطفى الحسين

    تحياتي والإحترام

    سعيد حقاً أنا بتواجدك هنا ومداخلتك .

    الحديث عن د. منصور خالد حقيقة يطول فمساهمات الرجل القيمة قد أفلحت في تكوين رأى عام جديد وفهم جديد بل قل مدرسة جديدة للسياسة السودانية . مدرسة تقوم على الجدية والعلمية في التقصي والتناول والمضى بالرأى لنهاياته المنطقية بإختصار هي مدرسة الصدق مع النفس .
    يكفي فقط ( ونحن نحتفي بالدكتور جون قرنق ) أن نشير إلى كيف أن الدكتور منصور قد راهن كثيراً عليه وتحمل في سبيل رهانه هذا عنتاً وأذى من الأبعدين والأقربين وقد أثبتت الأيام صدق فراسته ورؤيته فهاهو الدكتور قرنق أصبح ملهماً لكل القوى السياسية بل الشعب السوداني .

    لا زلت لا أستوعب ذلك التناقض بين الإفادتين المنسوبتين للأخ د. النور حمد فليته يوضح .

    تحياتي لك ولأسرتك الكريمة

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-07-2005, 09:58 AM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-07-2005, 09:59 AM)

                  

08-07-2005, 10:08 AM

حسام يوسف
<aحسام يوسف
تاريخ التسجيل: 02-16-2005
مجموع المشاركات: 2210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: عاطف عمر)

    استاذي العزيز الدكتور النور حمد

    فقد عظيم ورحيل فجائي للدكتور جون قرنق عن وطنا وكنا في انتظار الكثير انهمرت الدموع مدرارا وانقبض القلب وعجزت الكلمات عن الخروج وحسرة على الامل والحظ العاثر لوطننا الجريح لا تحدها حدود.ولكن سيظل رمزا للسلام وخالدا في ذكرانا
                  

08-07-2005, 11:11 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: حسام يوسف)


    الأخ الكريم، عاطف عمر
    تحية وسلاما،

    أولا، أشكرك على التعليق. وأنا سعيد بأنك قد أثرت هذه النقاط، وبهذا التوثيق الذي تفضلت بإيراده.

    نعم، أنا نفس الشخص الذي أورد حديثه الدكتور منصور خالد في كتابه "جنوب السودان في المخيلة العربية"، نقلا عن مقال كنت قد كتبته قبل حوالي سبع سنوات بصحيفة "الحياة" اللندنية. والحديث الذي نقله عني الدكتور منصور خالد في كتابه ذاك، حديث جرت كتابته في إطار تاريخي معين. وبالتالي فإن فهم حديثي ذاك على الوجه الصحيح يقتضي التأمل في ذلك الإطار التاريخي المعين. وأبدأ في أيضاحي بالقول بأن الحركة الشعبية لم تلزم خطابا واحدا، ولا تكتيكا واحدا عبر مراحل تخلقاتها المختلفة. فقد حدثت في مسيرتها الطويلة، التي جاوزت العشرين عاما، تحولات جذرية شملت كلا من نهجها، وتوجهها السياسي، وشكل خطابها.

    حين بدأ الزعيم الراحل جون قرنق حركته، كان في بادئ أمره محسوبا على المعسكر الشيوعي، وقد وقفت منه الكتلة الغربية، بسبب ذلك، موقفا سلبيا متشككا، خاصة في الفترة التي كان فيها نظام منغستو هايلي مريام مسيطرا على أثيوبيا. ومع مرور الزمن ومع تغيرات المسرح السياسي في منطقة القرن الإفريقي، ومع تغير لغة الخطاب داخل الحركة نفسها بدأ الغرب يتحول في اتجاه تفهم حركة قرنق ومن ثم الضلوع في تقديم الدعم لها. فالحركة لم تولد ناضجة سياسيا، تمام النضج، يوم ولدت.

    كنت أستمع في منتصف الثمانيات إلى راديو الحركة الذي كان يبث إرساله من إثيوبيا. وقد كان لغة الخطاب في تلك الحقبة لغة متطرفة، ومشحونة، ومثيرة للكراهية ضد الشماليين. وإني لأرجو من مؤيدي الحركة الشعبية ألا يغفلوا عن نقد حركتهم، وعن تطوير أدواتها، وعن نقد تاريخها القريب والبعيد. عليهم أن ينأوا بأنفسهم بعيدا عن محاولات إضفاء هالات القداسة والصدقية المطلقة على جميع مراحل تخلقات حركتهم ونموها. فالحركة اليوم أنضج بكثير مما كانت عليه بالأمس، وأقل إقليمية، وأكثر قومية، مما كانتى عليه قبل أعوام قليلة. ومن ثم، فهي أكثر استيعابا للسودانيين بمختلف مشاربهم، مما كانت عليه بالأمس. هذا النمو المضطرد لمما يحمد لها، غير أنها لا تزال بعيدة مما نحبه لها. وهي لن تبلغ تمام الرشد إلا إذا استرشدت بالعقل وبالحكمة وبالقدرة على المراجعة وعلى نقد الذات، وعلى مجافاة النظر بعين الإتهام والريبة لكل من اختلف مع توجاهتها في مرحلة من مراحل تخلقها.

    ظلت الحركة الشعبية تتحدث بشكل ثابت عن اقتلاع النظام السوداني من جذوره. كانت تتحدث ولوقت قريب عن "غزو الخرطوم". وكان "التجمع" الذي ظل حليفا للحركة، يتحدث نفس اللغة. الشاهد أن الحركة كانت الأذكى سياسيا، وكانت من ثم البادئة بالإقلاع عن استخدام تلك اللغة. سبقت الحركة "التجمع" للتفاوض مع نظام الجبهة. إذ ظل "التجمع" ـ وربما لا يزال ـ حبيسا في قمقم أدبيات اليسار المتطرف ولغته وأحلامه الدائرية التي لا تفتأ تعيد نفسها في حلقات مفرغة. ما يحمد للحركة حقا، هو قدرتها على تغيير جلدها، وعلى اتخاذ القرارات العسيرة التي تتطلب شجاعة كبيرة، وثقة في النفس، وقدرة على الإبانة عن الموقف في الظرف المعين. وهذا يعني، ضمن ما يعني القدرة على قراءة تحولات حركة الواقع. ومن تحولات حركة الواقع نزوع نظام الجبهة إلى الإعتدال، بعد أن سيق إليه طوعا وكرها.

    كان أكبر قرارات الحركة شجاعة التصرف منفردة، بعيدا عن التجمع، وقبول التفاوض مع نظام الجبهة، بل واقتسام السلطة والمسؤلية معها في نظام دستوري موحد، يصبح قائد الحركة بموجبه نائبا أولا لرئيس الجمهورية، ولمدة ست سنوات. وهذه الست سنوات نفسها قابلة للتمديد، وفق ما يمكن أن يأتي به استفتاء حق تقرير المصير، ووفق ما يمكن أن تأتي به تحالفات المرحلة القادمة. ولا يفوتني أن أشير هنا، إلى أن الضغوط الدولية الهائلة قد كانت عنصرا هاما جدا في إجبار كل من الحركة الشعبية، ونظام الجبهة، على إطراح السلاح جانبا، والجلوس معا على طاولة المفاوضات. فكلا الطرفين لم يختارا التفاوض بمحض إرادتيهما المستقلة وبعيدا عن أي ضغوط.

    الحديث عن التفاوض وعن الحل السلمي وعن اقتسام السلطة مع النظام القائم لم يجيء إلا في مرحلة متأخرة من مسيرة الحركة. وحسنا فعلت الحركة حين انتهجت هذا النهج الأخير الذي أتى بها إلى الشراكة مع نظام كانت ذات يوم لا ترى في بنيته شيئا مشتركا يمكن أن يدعوها إلى الشراكة معه، حتى ولو إلى حين. فالتحول الذي جري على نهج الحركة وعلى خطابها شيء طبيعي. فالنمو من طبائع الأشياء. وبناء عليه، فإن الحركة التي جرى في حقها ذلك التعليق، في ذلك الإطار المحدد، ليست هي الحركة اليوم. وصورة جون قرنق التي عرفها الناس في منتصف الثمانيات، ليست هي صورة جون قرنق في السنوات الثلاث الأخيرة. وشعبية الحركة الشعبية في الشمال، ليست هي شعبيتها قبل سنوات قليلة مضت. ولابد هنا، من الإشادة مرة أخرى، بالعمل الدؤوب الذي قامت به الحركة وهي تصلح من أمر نفسها، وتوسع من مواعينها، وتبتعد كل يوم عن الخندقة في عبادة الذات، وعبادة المسيرة وتقديسها. فالمسيرة كانت مليئة بالمشكلات وبالتنقاضات وبالعنف غير المبرر، وبالتصفيات، بل وبالتجاوزات الموثقة المحفوظة في ملفات هيئات حقوق الإنسان الدولية.

    أيضا، الإندفاع العاطفي غير المُرَشَّد في معادة نظام الجبهة دفع بالقوى المعارضة إلى القفز غير الحكيم فوق كثير من الثوابت. من تلك الثوابت بقاء المؤسسة العسكرية السودانية متماسكة. فهذه مؤسسة تجاوز عمرها المعاصر المائة عام. وقد عاشت تحت ظل أنظمة مختلفة، ويجب أن تبقى لتعيش تحت ظل أنظمة قادمة كثيرة. فبالرغم من التسييس الكثير الذي حاق بها على يد الإسلاميين، إلا أنها لا تزال المؤسسة الرسمية للشعب السوداني. فالذي يحارب نظام الجبهة عسكريا فهو إنما يحارب ـ أراد أو لم يرد ـ هذه المؤسسة العسكرية السودانية. ولا أقول هذا ناحيا إلى تخطئة كل من يحارب المؤسسة العسكرية، وإنما إلى توخي الحكمة حين تصبح محاربة تلك المؤسسة ضرورة، لا مناص منها. الشاهد هنا، أنه لم يكن أمام الجيش الشعبي بد من محاربة المؤسسة العسكرية السودانية. غير أن شعار اقتلاع النظام بالشكل الذي كان يرد في خطاب التجمع ـ ومن ضمنه الحركة الحركة الشعبية وقتها ـ شعار يعني هزيمة جيش البلاد، والقضاء على المؤسسة العسكرية قضاء مبرما بالإستسلام لقوة جديدة ناشئة على تقاليد حرب عصابات.

    يقول الأستاذ محمود محمد طه، إن الحرب لا تحل مشلكة، وكل الذي تفعله هو أن تأتي بالطرفين المتنازعين إلى مائدة المفاوضات. فالحرب وسيلة للضغط تسمح بمجال أوسع للمناورة على طاولة المفاوضات، وهي بهذا الوصف جرعة يتم إعطاؤها بمقدار معين، ولمدى زمني معين. والذي جرى بالفعل، أن الحركة الشعبية ونظام البشير توصلا إلى ضرورة التفاوض، بل وتوصلا إلى شراكة. ولذلك فالحديث الذي كان قد ساد لزمان طويل عن الإستئصال، والإقتلاع، كان حديثا فيه غلو كثير، وفيه محاولة "ثورية" "راديكالية" لقلب الأمور رأسا على عقب. وهذا ما كنا ننبه إليه. فمحاولة القضاء على المؤسسة العسكرية القومية وإذلالها وتركيعها سوف تفرض على الكثيرين خيارات للإنحياز غير مريحة. ولربما لا يجد كثير من العقلاء من السودانيين، مندوحة من اختيار تلك الخيارات غير المريحة، حين تصبح "موالفة" المواقف والوصول إلى حلول وسطى بين الجيش الشعبي والمؤسسة العسكرية القومية، أمرا متعذرا تماما.

    كان بوسعي أن أتصدى بالرد على أساتذنا الدكتور منصور خالد، بُعَيْدَ صدور كتابه المشار إليه. غير أني آثرت ألا أرد عليه، تجلة له وأكبارا. فاحتمال ما جري به قلمه في ِشأني كان أهون على نفسي بكثير مما يصيبني من ألم التطاول بالرد عليه، خاصة وأنني ورثت من أبي ومرشدي الأستاذ محمود محمد طه حب وإجلال الدكتور منصور خالد. فقد كان الأستاذ محمود محمد طه يعز ويكبر الدكتور منصور خالد، إعزاز وإكبارا يجلان عن الوصف. فاحترامي وتوقيري للدكتور منصور خالد إنما هما بسبيل من احترامي وتوقيري لأبي ومرشدي الأستاذ محمود محمد طه.

    واليوم!! هاهي الحركة الشعبية التي ربما صنفت الكثيرين في مراحل العراك السياسي الماضية، عبر تقلبات حرب الرؤى، بتهم مساندة النظام والدفاع عنه، قد أصبحت هي نفسها جزءا لا يتجزأ من منظومة النظام القائم. ولا يدري أحد يقينا بما يمكن أن يسفر عنه المستقبل القريب.

    الشاهد أخي عاطف أن السياسة هي فن الممكن. وليس هناك ثبات مطلق، كما ليس هناك اتساق مطلق. فالتناقض جزء من بنية الفكرة ـ أي فكرة. والتناقض هو الذي يولد النمو وهو الذي يقود إلى توسيع الأواني وإلى النضج. فالحركة الشعبية متناقضة حين نمر على شريط تحولاتها، وأنا متناقض حين تمر على سيرة تحولاتي، والدكتور منصور خالد، على جلالة قدره، متناقض حين تمر على شريط تحولاته. غير أن عبارة "التناقض" لا تزعجني، ولا آخذها المأخذ الشائع الذي يدمغها دوما بكل ما يعيب. كل ما في الأمر، هناك "نمو" و"نضج" يتعرض لهما الجميع، في كل وقت، وبلا استثناء.

    وختاما لكل حبي وتقديري وخالص مودتي.

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 08-09-2005, 10:28 AM)

                  

08-07-2005, 11:16 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الإبنة مريم

    شكرا على المداخلة الممتعة، وتحياتي لكل من حولك، وخاصة د. أحمد مصطفى الحسين، "أبو مريم"، والأخت علوية حسن "أم مريم".

    الأخ متوكل شكرا على الزيارة. قالوا: "البكا بحرروره أسيادو".


    الأخ الكريم، حسام يوسف

    لك التحية وشكرا على المداخلة.
                  

08-07-2005, 01:03 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الأخ الفاضل د. النور

    تحية وسلام وإحترام

    الشكر أجزله على تفضلك بهذا الرد المفصل الذي استشف فيه الصدق مع النفس ومع الآخر في كل كلماته . صحيح قد يكون لي تحفظات أو رأى مغاير لبعض ما ذهبت إليه وتفهم لبعض واتفاق حول بعض . لكن كل هذا أرجو أن أعود إليه لاحقاً فمقالك ( كامل الدسم ) يحتاج لأكثر من قراءة حتى نتلاقح الرؤى حوله .

    لكنني أردت هنا بعد الشكر ( وأحمد الله كثيراً أن أتاح لي هذه الفرصة ) أن أقول لك صادقاً أن هاتين الصفحتين التين ورد فيهما كلامك هما أكثر صفحتين في هذا الكتاب توقفت فيهما وفي كل مرة أعيد فيها قراءة الكتاب . لماذا؟
    أنت صحيح قد لا تكون تعرفني إسماً أو رسماً لكنني كنت أعرفك أولاً كتلميذ للأستاذ محمود محمد طه و ثانياً كأستاذ سمعت عنه كل خير من الأخ العزيز لطفي علي لطفي ( أحييه أينما كان وأتمني له الصحة وسلام النفس ) في سبعينات القرن الماضي .فلما قرأت هذا الكلام الذي كان يمثل الخطاب الرسمي للجبهة القومية الإسلامية تملكني الأسى وربطتك بدون أى عناء بالأخ عوض الكريم موسى وارتمائه في حضن الهوس الديني الذي عاش سني حياته الراشدة يبين خطله . لذلك تملكتني الدهشة وأنا أرى نعيك موضوع البوست للدكتور جون قرنق .

    تحياتي لك ولأسرتك الكريمة
    سأعود لاحقاً إن أراد الله تعالى

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-07-2005, 01:06 PM)

                  

08-07-2005, 01:28 PM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: عاطف عمر)

    Ya salam ya el-nour

    mutwakil
                  

08-07-2005, 11:22 PM

Imad Bushra Mohamed

تاريخ التسجيل: 12-05-2004
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Quote: كان بوسعي أن أتصدى بالرد على أساتذنا الدكتور منصور خالد، بُعَيْدَ صدور كتابه المشار إليه. غير أني آثرت ألا أرد عليه، تجلة له وأكبارا. فاحتمال ما جري به قلمه في ِشأني كان أهون على نفسي بكثير مما يصيبني من ألم التطاول بالرد عليه، خاصة وأنني ورثت من أبي ومرشدي الأستاذ محمود محمد طه حب وإجلال الدكتور منصور خالد. فقد كان الأستاذ محمود محمد طه يعز ويكبر الدكتور منصور خالد، إعزاز وإكبارا يجلان عن الوصف. فاحترامي وتوقيري للدكتور منصور خالدج إنما هو بسبيل من احترامي وتوقيري لأبي ومرشدي.



    الفقرة أعلاه ملئية بأدب جم، وعرفان عميق .. شكراً استاذي النور، فإينما حل قلمك الصادق، إزادنت به الصفحات، وجون قرنق تتغشاه ملائكة الرحمة .. كان أنموذجاً، وعملاقاً في خارطة السياسة السودانية، في وقت ملئت هذه الخارطة أقزاما.

    عماد
                  

08-07-2005, 11:30 AM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Salam Ustadh atif family and friends.

    you hav been so polite ,but still, persistetant Ha hahah.I like the way , you put your case in so such polite words and , I like also , your persevernce to listen from el- nour.

    I want to state so quick ,that ,I want to be the last person to to talk ill about Dr. Mansour Khalid and I , believe that ,Dr. Elnour ,as an able and couragious friend ,will respond soon.believe that Dr.el-nour has musch unerstanding and love for dr.Khalid than many. open an
                  

08-07-2005, 01:24 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Mutwakil Mustafa)

    أخي العزيز متوكل

    تحية ومحبة وسلام

    لك أجزل الشكر على كلماتك الطيبات وأرجو أن أكون كما تظنني .

    ولك في عنقي بعض دين أرجو أن أرده شكراً لك الآن . فقد كنا نراكم أمامنا في مدرسة رفاعة الأميرية ورفاعة الثانوية متوكل مصطفى وسعد أبو نورة مثال للشباب المتفتح المهتم بالقراءات الجادة فحاولنا أن نمشى دربكم ( غايتو ربنا ستر ما بقينا شيوعيين ) هاهاها

    تخريمة

    أفتقد كثيراً الأخ الحبيب د. اسماعيل مصطفى الحسين فقد انقطعت أخباره منذ مغادرته للإمارات وقد عشنا معاً فترة زاهية أرجو أن يكون بخير


    تحياتي مجدداً
                  

08-07-2005, 01:53 PM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: عاطف عمر)

    Salam Ustadh atif.


    would you be kind enough to provide me your phone number now.

    mutwakil

    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-07-2005, 02:34 PM)

                  

08-07-2005, 02:28 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Mutwakil Mustafa)



    شكرا ً استاذنا النور علي الحروف السندسية التي أباحت صدق

    نفسك وصدق فكرك وعمق طرحك وشكرا للاستاذ عاطف عمر الذي منحنا

    استطرادك الفكري حول مراحل الحركة الشعبية. ولولا بعض مسألات

    ومساءلات حياتية لواصلنا.
                  

08-07-2005, 04:39 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: صلاح شعيب)

    شكرا عاطف
    وتجدني متطلعا لعودة قلمك العف المهذب وفكرك الصافي.

    الأستاذ صلاح شعيب

    شرفتني بزيارتك الكريمة. وأرجو أن يجد كلانا الوقت والطاقة للتفكر في التحولات الكبيرة التي طرأت على الساحة مؤخرا.
    لقد أصبحت الحركة الشعبية رقما بارزا في مسرح الحياة السودانية، وفي مسرح السياسة الدولية سواء بسواء، مثلما أصبحت الجبهة الإسلامية عبر تخلقاتها المختلفة رقما بارزا أيضا، وعلى ذات الصعيدين المذكورين. ولا غرو إذن، أن اعترف الخصمان القويان بقوة بعضهما بعضا، فوضعا السلاح وبدأ مسارا جديدا في طريق الحل السلمي. غير أن الطريق لا يزال غامضا ولا تزال الحكمة مطلوبة في إدارة هذه الشراكة غير المألوفة والمعقدة في ذات الوقت.

    يمكن للحركة أن تكسب جمهورا شماليا عريضا إن هي نجحت في صب نفسها في القالب السياسي القومي الذي يمكن أن يتسع لإستيعاب كثير من الواقفين على السياج، ممن فقدوا الثقة في القوى التقليدية، وقياداتها، وممن يئسوا من التوجهات العقائدية المختلفة. في تقديري، أن المرحلة المقبلة تقتضي أن تباعد الحركة بين نفسها وبين الطبيعة العسكرية التي فرضتها عليها ظروف المرحلة الماضية. وبالطبع فإنه لابد أن يكون للحركة ثقل عسكري مستمر لضمان قوتها التفاوضية في كل المراحل المقبلة. غير أنه لابد أيضا من أن تبقى هذه السمة العسكرية محصورة في الجناح العسكري، وأن تظل هناك في الخلفية، وليس في المقدمة، كما كان عليه الحال في السابق. هنا تقع المساحة التي يمكن للحركة أن تراجع فيها مسارها وسيرتها عبر العقدين المنصرمين، وأن تعيد فيها انتاج نفسها من جديد لتتحول إلى حزب قومي. ولا أجزم بطبيعة الحال إن كان هدف التحول إلى حزب قومي، هدف أصيل من أهداف الحركة، متفق عليه من جميع مراكز القوى فيها، أم أنه مجرد تكتيك مرحلي. وحتى لو كان هدفا أصيلا بالفعل، وكان متفقا عليه من جميع مراكز القوى في الحركة، فالمرء لا يمكن أن يجزم بالمدى الذي يمكن للحركة أن تذهب فيه من أجل الإبقاء عليه. فهذا خيار يمكن أن تعترض طريقه عثرات كثيرة، وهي عثرات متوقعة جدا.

    ونفس الحديث يمكن أن يقال عن الإسلاميين أيضا. فهم أيضا لابد لهم من أن يعيدوا خلق أنفسهم من جديد من أجل أن تزول حالة الإحتقان الراهنة المزمنة. عليهم باديء ذي بدء، أن يخرجوا من قوقعتهم العقيدية، وأن يخطو خارج سجن المصالح المالية التى أحرزوها في الععقد والنصف المنصرمين. فقد أعشت "ثمار النضال" من جاه ومن مال بصائر الكثيرين منهم. فلم يعودوا يرون أبعد من أنوفهم. لكي تسير الأمور نحو وطن مستقر، ونحو تحول ديمقراطي حقيقي، لابد أن تحدث الجبهة طوعا أو كرها انفتاحا جديا على الشعب، وذلك بالعمل المخلص والصادق على خلق دولة المواطنة، لا دولة القلة المتنفذة المسيطرة على مفاصل السلطة والثروة. كما عليها أن تمد حبال الوصل للقوى السياسية الأخرى رغم ما فيها من تكلس، وعجز مزمن عن النمو، وعن إعادة انتاج الذات. وأتطلع أن أسمع منك المزيد، الذي أرجو أن تجد له الوقت والطاقة.
                  

08-07-2005, 08:01 PM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Dear Dr.elnour

    The wealth that had been stolen can be recover with such kind a handsomewords that you are up to.This people must be brought to COURTS.

    Mutwakil
                  

08-08-2005, 05:08 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: salam (Re: Mutwakil Mustafa)

    الأخ العزيز متوكل

    تحية وسلام

    كلي أسف للتأخير الآن فقط رجعت من العمل

    تم مسح الرقم لإستنفاذ الغرض

    شكراً لإتصالك المؤثر أخي متوكل

    ودي

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-08-2005, 11:15 AM)

                  

08-08-2005, 06:40 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الأخ د. النور
    الأخ متوكل
    الإخوة والأخوات المتداخلين

    كلي أسف للخطأ الحاصل في التنسيق
    عزائي في فطنة القارئ /ة الذي سيميز كلام د. النور ويميز ردي عليه ( اللون الغامق ) Bolt

    عاطف

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-08-2005, 07:19 AM)

                  

08-08-2005, 07:14 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    كل الشكر للأخوين لؤى وعبدالله عقيد لمساعدتي في إعادة تنسيق المداخلة التالية لمصلحة النقاش

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-08-2005, 10:10 AM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-08-2005, 08:32 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 08-09-2005, 12:30 PM)

                  

08-08-2005, 09:16 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    عزيزي عاطف

    شكرا عاطف على تعقيبك الوافي وسوف أعود إليه بعد أن افرغ من سلسلة المشاغل التي ينبغي علي
    مواجهتها في هذا اليوم.

    سوف أرحل في الأيام القليلة القادمة من ولاية واشنطن إلى ولاية بنلسلفانيا وذلك للعمل في جامعة مانسفيلد وأمر الآن بمرحلة الإعداد لهذا الرحيل ولذلك أرجو المعذرة مقدما إن تلكأت في الرد عليك أحيانا، فيما هو مقبل من حوار بيننا. غير أنني أعد بالمواصلة كلما سنحت لي فرصة. وسأحرص على إبقاء هذا الخيط حيا.

    مع وافر تقديري
                  

08-08-2005, 09:55 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضبط...من هو/هي/هن/هم...ديمقراسي؟؟؟..بكري ابوبكر يكشف الحقيقة ويصحح الاوضاع..له الشكر (Re: Dr.Elnour Hamad)

    العزيز عماد بشرى

    أحييك بمقطع من فريدة الراحل دكتور حسن عباس صبحي

    حسرات لحظات تولت في عجل
    كصدىً يطير مضيعا عبر السنين

    تلك كانت أوقاتنا حينما التقينا وظللنا ننفق الوقت في تقليب وجوه الفِكَر. غير أنها تولت في عجل وافترقنا.
    أرجو أن يجمع بيننا الزمان مرة أخرى.
    تضيء المكان أينما حللت، وقتما حللت.
                  

08-08-2005, 10:15 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي د. النور

    تحية ومحبة وسلام


    لك أتمنى السلامة حلاً وترحالاً

    وأرجو أن يوفقك الله تعالى في عملك الجديد

    كلي عيون لرؤية تعقيبك / تحليلك

    في رعاية الله
                  

08-09-2005, 12:25 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    الأخ الكريم د. النور

    تحية وسلام واحترام

    مقالك الثر يحرض على ملاقحة فكرية أرجو أن يتسع لها صدرك وصدر القارئ الكريم، في المبتدأ أرجو تأكيد حقيقة هامة وهي إنني أكتب ما تقرأ إنطلاقاً من قناعتي الذاتية ولست منتم لأى جهة سياسية أمثلها أو تيار فكري أنقل رؤاه . كما وأنا أؤكد لك عميق محبتي أعتذر لك مقدماً عن أى كلمة أو جملة تخرج مني بدون قصد تشتم منها رائحة تطاول أو عدم لياقة .
    بدأت مداخلتك بالقول

    Quote: والحديث الذي نقله عني الدكتور منصور خالد في كتابه ذاك، حديث جرت كتابته في إطار تاريخي معين. وبالتالي فإن فهم حديثي ذاك على الوجه الصحيح يقتضي التأمل في ذلك الإطار التاريخي المعين. وأبدأ في أيضاحي بالقول بأن الحركة الشعبية لم تلزم خطابا واحدا، ولا تكتيكا واحدا عبر مراحل تخلقاتها المختلفة. فقد حدثت في مسيرتها الطويلة، التي جاوزت العشرين عاما، تحولات جذرية شملت كلا من نهجها، وتوجهها السياسي، وشكل خطابها


    نعم ، نتفق معك على مبدأ أن أى حدث تاريخي أو مقال يجب أن ينظر له في إطاره التاريخي المحدد وإلا فقد التحليل مصداقيته . لذلك ومقالك المذكور قد نشر في 1999 نعينا عليك ما كتبت فلو كان المقال قد نشر مثلاً في الأعوام 1985@ 1986 لقبلناه من كثيرين ( وأيضاً ما كناسنقبله منك ) على إعتبار أن الفهم السائد يومها والسودان قد خرج من حكم جعفر نميرى ألا مبرر للحرب وللتمرد وقد أكدت الأيام صدقية رؤية قرنق في وصفه لقادة الإنتفاضة بأنهم ( مايو الثانية) فقوانينه السبتمبرية سيئة الذكر لا تزال مسلطة ورجاله في الحكم وما عشناه في الستة عشرة عاماً الماضية لهو نتاج طبعي لتلك الفترة .أما في الفترة التي كتبت فيها مقالك فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر وهدى الله تعالى أحزاب السودان للجلوس وتشخيص مشكلتهم ووضع الحلول الناجعة لها ( على الأقل في إطار التنظير ) بموجب قرارات أسمرا للقضايا المصيرية 1995 التي وقعت عليها أحزاب السودان الرئيسة ونقاباته لذلك وبعد هذا التاريخ عندما يكون الحديث عن

    Quote: ( حركة قرنق ذات خطاب عنصري مكشوف جرت إذاعته وتلفزته وهي لا تهدف إلى إقامة ميزان العدل بين مكونات السودانية العربية- الإفريقية-- وإنما تهدف إلى مجرد قلب الصورة بجعل المقهور قاهراً في حركة بواعث الُثأر فيها أكبر من بواعث إقامة العدل )



    أو

    Quote: ( رغم خلافي الفكري العميق مع طرح الإسلاميين في السودان إلا أنني أرى أهمية منازلتهم لحركة التمرد وتبديد الزعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي ما كسبته حركة التمرد في الماضي إلا بسبب ضعف حكومات الشمال السابق )


    تكون حسرتنا كبيرة خاصة وقد كنا ولا نزال نرى فيكم رصيداً فكرياً يمكن أن يضيف للساحة السودانية ويخرجها من البؤس الفكري الذى يعمها .
    وذكرت أيضاً أستاذي الكريم

    Quote: الحديث عن التفاوض وعن الحل السلمي وعن اقتسام السلطة مع النظام القائم لم يجيء إلا في مرحلة متأخرة من مسيرة الحركة. وحسنا فعلت الحركة حين انتهجت هذا النهج الأخير الذي أتى بها إلى الشراكة مع نظام كانت ذات يوم لا ترى في بنيته شيئا مشتركا يمكن أن يدعوها إلى الشراكة معه، حتى ولو إلى حين. فالتحول الذي جري على نهج الحركة وعلى خطابها شيء طبيعي. فالنمو من طبائع الأشياء. وبناء عليه، فإن الحركة التي جرى في حقها ذلك التعليق، في ذلك الإطار المحدد، ليست هي الحركة اليوم. وصورة جون قرنق التي عرفها الناس في منتصف الثمانيات، ليست هي صورة جون قرنق في السنوات الثلاث الأخيرة. وشعبية الحركة الشعبية في الشمال، ليست هي شعبيتها قبل سنوات قليلة مضت


    وهذه مغالطة تاريخية لم أكن أتمنى أن تقع فيها فالحركة قد فاوضت نظام الجبهة القومية الإسلامية في أديس أبابا (أغسطس 1989) ، وفي نيروبي (ديسمبر 1989 )، وفي أبوجا ( مايو- يوليو 1992) ، وفي أبوجا ( أبريل - مايو 1993 )، نيروبي ( مايو 1993 ) ، فرانكفورت ( يناير 1992) وفي واقع الأمر أن إنقلاب الجبهة القومية على النظام الديمقراطي قد جاء خصيصاً لإجهاض إتفاقية السلام السودانية المعروفة بإتفاقية الميرغني - قرنق نوفمبر1988وسبقتها إتفاقية الحركة مع القوى السياسية المعروفة بإتفاقية كوكادام 1985 التي أجهضها السيد الصادق المهدي بتعجله المعروف .بعد كل هذا يصبح الحديث عن

    Quote: أن الضغوط الدولية الهائلة قد كانت عنصرا هاما جدا في إجبار كل من الحركة الشعبية، ونظام الجبهة، على إطراح السلاح جانبا، والجلوس معا على طاولة المفاوضات. فكلا الطرفين لم يختارا التفاوض بمحض إرادتيهما المستقلة وبعيدا عن أي ضغوط.


    فيه تقطيع لأوصال الحقيقة . في ذات الوقت أعضد أن الجهد الإقليمي والدولي قد أسهم في تقريب الشقة بين المتحاربين هذا علاوة على دورهم في إغاثة اللاجئين وتقديم العون ( مليار دولار سنويا) كماذكرت أمريكا .وقد صدق الأستاذ محمود عندما قال

    Quote: إن الحرب لا تحل مشلكة، وكل الذي تفعله هو أن تأتي بالطرفين المتنازعين إلى مائدة المفاوضات. فالحرب وسيلة للضغط تسمح بمجال أوسع للمناورة على طاولة المفاوضات،


    أضيف أيضاًأن قولك

    Quote: أيضا، الإندفاع العاطفي غير المُرَشَّد في معادة نظام الجبهة دفع بالقوى المعارضة إلى القفز غير الحكيم فوق كثير من الثوابت. من تلك الثوابت بقاء المؤسسة العسكرية السودانية متماسكة. فهذه مؤسسة تجاوز عمرها المعاصر المائة عام. وقد عاشت تحت ظل أنظمة مختلفة، ويجب أن تبقى لتعيش تحت ظل أنظمة قادمة كثيرة. فبالرغم من التسييس الكثير الذي حاق بها على يد الإسلاميين، إلا أنها لا تزال المؤسسة الرسمية للشعب السوداني. فالذي يحارب نظام الجبهة عسكريا فهو إنما يحارب ـ أراد أو لم يرد ـ هذه المؤسسة العسكرية السودانية. ولا أقول هذا ناحيا إلى تخطئة كل من يحارب المؤسسة العسكرية، وإنما إلى توخي الحكمة حين تصبح محاربة تلك المؤسسة ضرورة، لا مناص منها. الشاهد هنا، أنه لم يكن أمام الجيش الشعبي بد من محاربة المؤسسة العسكرية السودانية. غير أن شعار اقتلاع النظام بالشكل الذي كان يرد في خطاب التجمع ـ ومن ضمنه الحركة الحركة الشعبية وقتها ـ شعار يعني هزيمة جيش البلاد، والقضاء على المؤسسة العسكرية قضاء مبرما بالإستسلام لقوة جديدة ناشئة على تقاليد حرب عصابات.


    فيه تلبيس شديد فالكل يعرف أن الجيش - بل كل الخدمة المدنية - قد أفرغت من العناصر الوطنية وتم إحلالها بعناصر الجبهة الملتزمين وحتى بقايا المؤسسة التي تدافع عنها قد تم خلق كيان مواز لها وهو الدفاع الشعبي يأخذ من إختصاصاتها الكثير . أقول تلبيس لأننا لو عممناه لمنعنا الإضرابات والمظاهرات والعصيان المدني وهي أسلحة الجماهير لأن بها إخلال بجهاز خدمة الدولة المدنية والمساس بهيبتها فما الذي تبقى للمواطنين للتعبير عن غضبهم .
    الأستاذ الجليل النور
    هو حوار نستمتع به، مبتغانا هو الحقيقة. لم أهدف لتجريمك إنما لأننا نتكلم عن سودان جديد فنريده حقاً جديداً لنبدأ بأنفسنا ونراجع بصدق مواقفنا فكلنا خطاؤون وخير الخطائيين التوابون .
    لك وللقراء شديد الإعتذار عن الإطالة
    ودمتم في سلام
                  

08-08-2005, 10:16 AM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Dear Atif;

    Salamat, nice to see your picture and read your Discussion with Dr. Al-Nour Hamad, I am so glad that to see you after long time and after of most of us escaped from Sudan due to the political reason as well as economic situation.

    Stay well and keep in touch.

    Lutfi Ali Lutfi
                  

08-08-2005, 10:23 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Abu Eltayeb)

    أخي الحبيب لطفي

    سلاماااااااااااات

    شوقاً غير محدود وتحيات صافية وأمنيات بالصحة والعافية

    أرأيت كيف بعثرتنا الأيام ؟

    أرجو أن تكون وأسرتك بألف خير , لك ولهم ولكل الأهل والأحباب تحياتي

    عاطف
                  

08-08-2005, 10:39 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    We trusted the hyaena with our beautiful lamb

    حكومـة السـودان ليست أهلا للثقـة على الإطلاق، فكيف نصـدق من كتب عند الله كذابـا
                  

08-08-2005, 12:18 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    up
                  

08-09-2005, 02:58 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Yasir Elsharif)



    الاستاذ عاطف عمر
    الدكتور النــور حمد

    مع كل التقدير

    الهواجس حول [الخطاب الاول] للحركة الشعبية والذي " هجم " علي الذهن العروبوي و الاسلاموي ــ النخبوي والاهلي ــ آنذاك كان أمرا ً طبيعيا ً إذا ما تم النظر إلي تعليق الدكتور النور حمد الباكر علي ذاك الخطاب الغاضب الصفة, وظني انه كان ضروريا ً إجرائيا ً لإستمالة الذهن الجنوبي وحفزه علي جهة الاستقطاب نحو ساحات الوغي التي تعتمد اول ما تعتمد علي طاقات الرجال ــ ولذا أحبذ القول ان الحرب دائما ً تمثل مقصلة الرجال قبل ان تبقي مجالاً لقضم الطاقات الإجتماعية الشاملة. وللإفاضة أقول ان الخطاب الاول للحركة هدف إلي تنهيض الجنوبيين , اصحاب الوجعة, الذين يحتفظون بذاكرة قوية وحية للظلامات المحسوسة من جانبهم تجاه الشمال السياسي والتي إنبجست عبر مراحل السلطة المركزية السودانية, وبطبيعة الحال أن ذلك الاحساس يتم بصورة أقوي من ما تحتفظ به الذاكرة الجمعية الشمالية من ظلامات نحو السلطات الديمقراطية مثلاً. إن ذلك الخطاب الجنوبي الغاضب تعنون علي الجهر بالظلامات الآتية:
    1ــ سرقة مشروع الدولة السودانية هويوياً بمحاولات إستلاب للذاكرات الافريقية الاصل
    2ــ إستباحة موارد الدولة وتقصير المنفعة منها وفيها في دائرة فئة إنتهازية شمالية/عربية
    3ــ توظيف الاثنيات الافريقية لتكون خادمة للشمال النيلي المسلم
    4ــ تفكيك الثقافات والدوغمات الافريقية بمراوغات ثعلبية لصالح الثقافة العربية.
    كان طبيعيا ً ان تجد عناوين خطاب الحركة الغاضب تهجسا ً لدي ــ ليس فقط النخبة الشمالية المتبنية لمثل الثقافة العربية وإنما لدي بعض مواطني الهامش الافريقي المستعرب والمتأسلم حتي, بيد ان الحركة وقد وجدت كفايتها من " التجنيد الجنوبي " وإلي حد ما إسترشدت بالتجربة التي دلت ان خطابها المباشر ذاك لن يسهم وحده في تحقيق أهدافها ــ عمدت إلي إستنان رؤي نضالية شفافة تكون أكثر قبولا ً لضرورات "التجنيد السودانوي" ولعلي اعتقد ان وجود منصور خالد ربما مثل رفدا ً جوهريا ً كبيرا ً للخطاب الثاني للحركة والذي نحي إلي تحميل " السياثقافي " السوداني عموما ً جملة أوزار الظلامات التاريخية من دون الاشارة إلي المركبات الاثنية لهذا السياثقافي, او علي الاقل ربطه بالانتهازيات الحزبية والديكتاتورية التي قلصت أية إمكانية لإعادة الهيكلة الدستورية للدولة حتي تصبح مفاهيم " دولة المواطنة " مرتكزا ً أساسيا ً للاستقرار المنشود وكذلك قلصت الامكانية لتعديل مسار الدولة السودانية حتي يتحقق أساس من العدالة الاجتماعية بين الإثنيات السودانية, وحتي يتم إنجاز التنمية المتوازنة وسط الجماعات السودانية المتساكنة, وفوق كل هذا إتاحة المجال للأقليات للتعبيرعن معتقداتها وثقافاتها وفنونها المظنونة من دون الاحساس انها تمثل كابحا امام الاندياح العارم لتيار عربنة ما يسمي بالثقافات السودانية.
    وللحق ظل [الخطاب الثاني] للحركة ملتزما ً في قولته بوحدة السودان, بل وبدت هناك تنظيرات حول كيفية قيام قواعد ومهتديات هذه الوحدة, وقفزا ً إلي مابعد إنهيار التجربة الديمقراطية الثالثة مثلت الحركة مجالا ً جديدا ً لتفكير النخب والقواعد المعارضة للانقاذ, وبسرعة وظفت الاحزاب السياسية إنتهازيتها في خطب ود الحركة الشعبية التي كانت حتي وقت قريب عدوا ً حقيقيا ً في معركة " تحرير " الكرمك التي تبرع لها الحزب الشيوعي بمبلغ 10 ألف دولار لتجهيز عدة الجيش الموكل باسترداد المدينة المكلومة.
    تناست الاحزاب بسرعة شيطانية كل ذلك وجلست مع الحركة الشعبية لصياغة مهتديات عملية للمعارضة , فكان التجمع الوطني الديمقراطي الذي كانت الحركة تأخذ وتعطي معه في مجادلاتها ونقاشاتها حول ما ينبغي ان يكون عليه السودان الجديد, فضلا ً عن ذلك فقد قدر للحركة ان تكسب رجالاً ل " مقصلة الحرب" شغلوا عدو الحركة اللدود بجبهة جديدة إستنزفته كآخر المدافعين عن "السودان القديم", كما يضاف إلي هذا ان النخبة الشمالية التي إنضمت للحركة دفعت تفكير منظريها إلي [الخطاب الثالث] والذي فيه بدت الحركة ــ مع عجز الاحزاب الشمالية الفكري والسياسي وإنتهازية بعض قادتها في الهرولة إلي موائد النظام ـ أكثر ضمانا ً وتعقلا ً للنظر إلي تقعيد مفهوم السودان الجديد الذي يسع الجميع كما يقول قادة الحركة. وما إن صارت إتفاقية السلام واقعا ً , رغم مرارت المعارضة الشمالية حول تجاوزها, حتي بدا قرنق الحركة الشعبية الرمز السياسي الذي لا منازع له وسط القيادات السودانية التاريخية, وسعي قرنق منظرا ً لسودانيي الدياسبورا والداخل عبر الاعلام عن حلم السلام العادل حتي ان بعض كثير من النخب الشمالية رشحته لرئاسة الدولة في الانتخابات المقبلة كونه الافضل قدرة علي إنجاز معايير حلمهم في السودان الديمقراطي, ولا ننسي ان الحركة الشعبية قد إنتهت هدفا ًً سياسيا ً تسعي إليها كل التنظيمات السياسية بدافع التقرب زلفي او المناورة في لعبة التوازنات والتحالفات التي سوف تحكم طبيعة الحال السياسي السوداني عبر السنين التي تسبق الانفصال اوعدمه.
    إذن هذه هي المسارات الثلاثية الخطاب التي حكمت الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل وفاة قرنق , وربما ستحكمها فيما بعد هذا الرحيل الدراماتيكي لقائدها. وفي الواقع ان تحولات هذا الخطاب كانت بالنسبة لي تتجوهر كالآتي:
    1ــ مبنية علي براغماتية سياسية ولم تنبن علي مجالات فكرية أعمق في التعاطي مع المشكل السوداني
    2ــ مبنية علي مخلفات عسكرتارية مرتبطة بالجسارة والاقتحام ولم تنبن علي حراك سياسي مدني له أصوله من المثابرة والصبر
    3ــ مبنية علي تحالفات عالمية مفتوحة علي الإحتمالات المصلحية ولم تنبن علي فضاءات دولتية مشروطة بزمان ومكان محددين, والحركة الان تجهز سياسيا ً للتعامل مع الزمان والمكان السودانيين
    4ــ مبنية علي تخوم محتربة موصولة بالحاجة إلي التخلص من العناصر الداخلية المعارضة بصورة قمعية احيانا ً ولم تنبن علي ساحة مسالمة موصولة بحاجة الآخر ــ وأعني الجنوبي والشمالي ــ الي إلتماس الديمقراطية في التنظيم
    5ــ مبنية ــ ولو تكتيكيا ً ــ علي فكرة تخليص الجنوبيين من ضعضعة مواقف إثنية وعقدية وإنتهازية شمالية ولم تنبن علي ان الحركة يمكن ان يكون لها الفضل في بناء سودان جديد وفق معادلات تحقق للجنوبيين مكاسب ضمن سودان موحد وبالتالي يبقي قرنق كأسطورة سودانية يتزايد إسمه يوما ً إثر يوم , كما قال استاذنا النور ــ خاصة في حال التيقن بعدم وجود اسطورة سودانية , لا ثقافيا ً , ولا دينيا ً , ولا سياسيا ً , ولا فنيا ً يمكن ان يستمد منها الجنوبيون مداد ومدد تفكيرهم في ما خص الشأن السوداني العام.
    إلي ذلك يبقي الاستاذ عاطف عمر محقا ً في طرح تساؤلاته التي ألقت بحجر في بركة بنية تفكير نخبنا الشمالية , ويبقي أستاذنا النور محقا ً كذلك في فذلكته التاريخانية لتأرجحات خطاب الحركة الشعبية الذي يبرر حقه في مراجعتها بالرأي ولو بد التناقض ظاهرا ً في عبارتيه, ولكن ــ ختاما ً ــ يبقي السؤال المحرج, ولكنه المطلوب: هل ما يزال عاطفا ً وكذا النور يريان ان إنتهازية " الشمال النيلي " والتي ما تزال تمسك بعصب وعي ولاوعي السلطة والاقتصاد والاعلام قد إستوعبت خطل تأرجحاتها التأريخية الانتهازية في التعامل مع الاغلبية السودانية في عطبرة وكسلا وشندي ونيالا وكادقلي والدمازين والخرطوم والابيض ام انها ما تزال تسدر في الالتفاف علي مطالبها؟

    ولكما وللمتداخلين شكري
                  

08-09-2005, 08:25 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: صلاح شعيب)

    ِشكرا صلاح شعيب

    أراك قد وضعت الفأس على أصل الشجرة. أعني شجرة الخطاب السياسي "التجمعي" "الملهدم والملكدم" الذي ساد ردحا من الزمان. نحن بحاجة لفحص أمور كثيرة تحت ضوء كثير مما استجد لاحقا.

    شكرا لك يا صلاح على تحريك البركة الساكنة ورجها. فقد فلقد فعلت ذلك بحكنة وبذكاء شديدين. والشكر أولا وأخيرا للأخ عاطف الذي تصدي لنصوصي التي أوردها أستاذنا الدكتور منصور خالد في كتابه. ولي عودة موسعة قريبا جدا.
                  

08-10-2005, 04:56 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: صلاح شعيب)

    الأخ الأستاذ صلاح شعيب
    تحياتي صافيات

    إستمتعت كثيراً بمداخلتك المميزة ولمثل هذا الحوار الذكي ولجناعالم المنبر الحر هذا، غير أنه لي عتب عليك هو عتاب محبة فقد رأيتك تنزل إسمي مقدماً على إسم الأستاذ الجليل د. النور حمد

    Quote: الاستاذ عاطف عمر
    الدكتور النــور حمد

    الأمر الذي رأيتني أتطاول به على قامة مثل قامته، فالرجل في مقام أساتذتي الذين أجلهم ( وقد كان أساتذاً في الثانويات عندما كنت طالباً بتلك المرحلة ) فإن تواضع وناقشني حجة بحجة فهذا يعني عندي درس آخر نتعلمه من ذلك الجيل الفطحل والعين لا تعلو عن حاجبها .

    لك التحية مجدداً د. النور
    أخي صلاح
    أثرت نقاطاً في غاية الأهمية ولدت عندي مداخلات ومناقشات لكنني أؤجلها ( تأدباً) لحين كتابة الأخ د. النور لمداخلته فنحن ضيوف في بوسته .

    يتصل الود
                  

08-10-2005, 10:46 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    العزيزان د.النور وعاطف،
    تربطني بكليكما وشائج عميقة. فأنت ياالنور رفيق لعمري في السنوات السبعة والعشرين الماضية وصديق حميم، لهذا فيشق علي أن أنتقدك، وإن كنت أرى أني على حق. وأنت ياعاطف صديق عزيز ربطتني بك صلات زمالة في جامعة الخرطوم وصلة صداقة عميقة تعدتنا إلى أسرتينا في دولة الإمارت قبل أن أرحل عنها. بالإضافة إلى كل ذلك فإن حواراتي الفكرية مع كليكما كانت عصب الحياة لصلاتنا العميقة.

    وقد أزددت غبطة هذه الأيام بكون أستاذي وصديق النور سيجاورني في ولاية نيويورك حيث انتقلت قبل أقل من شهر. النور سيعمل في ولاية بنسلفانيا إلإ أن سكنه سيكون في ولاية نيويورك لكون المدينة التي سيعمل بها على الحدود بين الولايتين. وسيبدأ كلانا العمل في بداية العام الدراسي القادم في ظرف أقل من أسبوعين. وقربنا من بعضنا سيتيح لنا فرصاً هائلة للتحاور المستمر ولاستكمال مشروعات مشتركة في الكتابة في الشان العام السوداني والشأن الفكري بصورة عامة ظلت مؤجلة. وقد عزمنا على أن نلتقي في نهاية كل أسبوع. ولن يفسد خلافنا في الرأي، الذي قلما يحدث بيننا، للود قضية. ولا يحرس هذا الود غير سعة الأستاذ النور في تقبله للرأي الآخر، بل والنزول عنده إن كانت فيه وجاهة.

    أردت بهذا الأستهلال أن أعطي القارئ فكرة عن أسباب متابعتي اللصيقة لهذا الحوار، بالإضافة لقيمته الفكرية الخصيبة. كما أنني أردت به أن أقدم سبباً من أسباب تهيبي للدخول في الحوار، حيث ليست هنالك مندوحة، في تقديري، من أن أتخذ موقفاً ناقداً لواحدة من وجهتي النظر، على الرغم من أنني أرى وجاهة في الرأي البصير للأستاذ صلاح شعيب، حيث وفق بينهما.

    وقبل أن أبدي وجهة نظري أرجو أن أنوه إلى أنني كنت قد ناقشت أستاذي النور فور صدور كتاب الدكتور منصور خالد المشار إليه وقراءتي له. وكنت قد أبديت له تحفظاتي وقتها مما كتب، واتفاقي مع مجمل ما ما كتبه دكتور منصور في التعليق عليه، على الرغم من تحفظي على قسوته في الخطاب. وكانت تحفظاتي على أراء النور تنصب في جملتها في خط يشابه خط الأخ عاطف بصورة كبيرة مما يغني عن تكرار ما قاله.

    ولأتوقف هنا عند ما قاله النور:
    "حركة قرنق ذات خطاب عنصري مكشوف جرت إذاعته وتلفزته وهي لا تهدف إلى إقامة ميزان العدل بين مكونات السودانية العربية- الإفريقية-- وإنما تهدف إلى مجرد قلب الصورة بجعل المقهور قاهراً في حركة بواعث الُثأر فيها أكبر من بواعث إقامة العدل.. في خطاب قرنق عداء سافر للمكون العربي - الإسلامي في مركب الهوية السودانية لا ينفك يعلن عن نفسه... رغم خلافي الفكري العميق مع طرح الإسلاميين في السودان إلا أنني أرى أهمية منازلتهم لحركة التمرد وتبديد الزعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي ما كسبته حركة التمرد في الماضي إلا بسبب ضعف حكومات الشمال السابق."

    في هذا الخطاب ليس هناك مجال للحديث عن السياق التاريخي كمبرر له. ولنتوقف عن العبارت شديدة الوضوح والدلالة فيه:
    -خطاب حركة قرنق خطاب عنصري مشكوف
    -والحركة لا تهدف إلى إقامة ميزان العدل بين مكاونات السودانية، العربية-الأفريقية
    -في خطاب قرنق عداء سافر للمكون العربي-الإسلامي
    -ضرورة منا زلة الإسلاميين "لحركة التمرد وتبديد الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي كسبته حركة التمرد في الماضي بسبب ضعف حكومات الشمال السابقة

    ثم يقول النور في رثاء قرنق الآتي:.
    "غير أن من كان في قامة جون قرنق، لا يناح عليه. فالرجل قد عاش حياة بالغة الخصوبة، وبالغة العطاء. أوصل جون قرنق إنسان السودان المغلوب على أمره، إلى نقطة لم يسبق له أن وصلها من قبل. وضع جون قرنق إنسان السودان الذي عاني طويلا من التهميش، ومن جوائح التعالي العرقي والديني، في بؤرة الضوء الأسطع والأكثر وهجًا، على مسرح الحياة السياسية السودانية.

    حقق جون قرنق للإنسان الإفريقي إنجازا أسطوريا غير مسبوق. ولسوف تتضح ملامح هذا الإنجاز، كما سيكبر معه إسم جون قرنق مع مرور الأيام. ولعل الموت المفاجئ لجون قرنق، والذي لم تتضح كل ملابساته بعد، قد حال بينه وبين ما يسمى بـ "قطف ثمار النضال". فقد حفظ هذا الموت السريع المفاجيء جهد جون قرنق في خانة النقاء والخلوص. لقد رحل جون قرنق في توقيت كأنما أعدته له الأقدار كي تحفظ إسمه نقيا في سجل الخلود. ناضل جون قرنق نضالا مثابرا لواحد وعشرين عاما، وحين وضع السلاح جانبا، لم يمكث على كرسي السلطة سوى واحد وعشرين يوما.


    وفي هذا الخطاب الجديد نرى الآتي:
    -حياة قرنق كانت بالغة الخصوبة والعطاء
    -أوصل قرنق إنسان السودان إلى نقطة لم يسبق له أن وصلها من قبل
    -إنسان السودان عانى طويلاً من التهميش وجوائح التعالي العرقي والديني
    -حقق جون قرنق انجازاً أسطورياً للإنسان الأفريقي بنضاله
    -ناضل جون قرنق "لواحد وعشرين عاماً..."

    ولنضع الخطابين مع بعضهما البعض:
    -خطاب حركة قرنق خطاب عنصري مشكوف
    -والحركة لا تهدف إلى إقامة ميزان العدل بين مكونات السودانيةالعربية-الأفريقية
    -في خطاب قرنق عداء سافر للمكون العربي-الإسلامي
    -ضرورة منازلة الإسلاميين لحركة التمرد وتبديد الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي كسبته حركة التمرد في الماضي بسبب ضعف حكومات الشمال السابقة

    -حياة قرنق كانت بالغة الخصوبة والعطاء
    -أوصل قرنق إنسان السودان إلى نقطة لم يسبق له أن وصلها من قبل
    -إنسان السودان عانى طويلاً من التهميش وجوائح التعالي العرقي والديني
    -حقق جون قرنق انجازاً أسطورياً للإنسان الأفريقي بنضاله
    -ناضل جون قرنق "لواحد وعشرين عاماً..."

    في تقديري، ليست هناك نقاط تماس أو تداخل تذكر بين الخطابين، تجعلهما مواصلة لتقويم متسق مع تقلبات السياق التاريخي. ثم إن التقويم الأول لم يكن في مرحلة مبكرة من مراحل تطور الحركة الشعبية -كما قال الأخ صلاح شعيب- بل كان في آخر عام من التسعينات. ولو كان في أوائل نشأة الحركة لما كان ذلك الخطاب مقبولاً للمراقب المحايد. أما الخطاب الآخير فهو متسق مع تاريخ الحركة منذ نشأتها حيث ناضل جون قرنق كما قال الأخ النور نفسه فيه لمدة واحد وعشرين عاماً، ولم يقل باستثاء المدة التي حسب فيها النور أن قرنق كان عنصرياً.

    هنا أتساءل كيف إذن يحسب "نضالا" خطاب عنصري يستحق المنازلة العسكرية من أسوأ حكومة عرفها تاريخ السودان، إن كان الدكتور قرنق قد ناضل لمدة "واحد وعشرين عاماً"؟؟!! وهل ينجز أحد انجازاً اسطورياً ما لم يكن متسقاً في مواقفه؟ ثم هل يخفف معاناة المهمشين غير الذين يتطلعون للعدالة في اتساق يعزز من مصداقيتهم؟ وهل يتسطيع قائد سوداني أيصال السودان إلى نقطة لم يسبق له أن وصلهاإن كان في تاريخه لوثة عنصرية؟

    خطاب قرنق لم يكن في أي مرحلة من مراحل الحركة خطاباً عنصرياً، وإن كان الكثيرون -من غير المتعليمن- في حركته قد فهموه وعبروا عنه بهذه الصورة. ويتأكد ذلك في أول مانفستو للحركة. وهذا لا يعني بالقعطع أن النقد الحازم للخطاب العروبي العنصري المحض في السودان كان واحدة من أهم مكونات خطاب الحركة. وقد كان ذلك الخطاب مجال لنقد الكثيرين، منهم الأستاذ محمود محمد طه، وحركة الجمهوريين بشكل عام، في كتاب "جنوب السودان: المشكلة والحل." لهذا فقد قال الأستاذ محمود عن جون قرنق قبل منتصف الثمانينات حين بلغه تاثر جون قرنق بمواقف الجمهوريين أنه لا يستغرب أن يصدر مثل هذا الرأي من جون قرنق. ومن بدائه القول بأن الأستاذ محمود لا يمكن أن يثني على قول شخص تفوح منه رائحة العنصرية. وفي ظني أن الحركة الشعبية ما كانت لتجتذب قامة بقامة الدكتور منصور خالد -الذي ظل متسقاً في نقده للعنصرية والهوس الديني قبل انضمامه للحركة- لو كان في خطاب قرنق عنصرية تستوجب قتال الإسلامويين له ولحركته.

    أماالزعم بأن الحركة تعادي المكون الإسلامي للهوية السودانية فالواقع يكذبه. فقد أنشات الحركة منذ بواكيرهاالمجلس الإسلامي من ضمن الهيئات التي تحرص على ترسيخ خطاب الحركة الناشئة الطامحة للعدالة. لهذا فإن المسلمين-العرب، بمن فيهم أسرى الحركة، كانوا يعاملون معاملة حسنة، في حين كانت قوات الجيش السوداني تعدم الأسرى أولاً بأول، وتؤسلم الجنود غير المسلمين في الجيش. هذا هو الجيش الذي كان النور يرى بأنه منوط به تحقيق التوازن ولو كان ذلك على يد أكبر قوى باطشة في تاريخ السودان، قوى الهوس الديني!

    ومما يؤسف له أن النور كان يرى بأن الحكومات السابقة لحكومة الجبهة لم تكن قوية بالقدر الكافي في تبديد"الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي كسبته" حركات التمرد في الماضي. هذا، وهو يرى في خطابه الجديد بأن دكتور قرنق قد انتصف لإنسان السودان الذي "عانى طويلاً من التهميش وجوائح التعالي العرقي والديني." و"طويلاً"، والتي تنسحب على نضال الدكتور قرنق بالضرورة لا يعقل أن تنطبق فقط على السنوات الستة منذ نشر مقال الأخ النور، ولا تنظبق على نضاله -الذي يقر به النور- طيلة السنوات الواحد والعشرين التي عمل فيها على مجابهة التهميش والظلم.

    أشعر بأنه كان من الواجب أن يقر أستاذي النور بخطئه في التقويم في ذلك الوقت، بدلاً من أن ينحو باتجاه تبرير خطأه وإلباسه ثوب "التناقض الحميد" بحجة أن السياقات التاريخية وتقلب الحركة الشعبية فيها استوجبت ذلك التناقض. يحمد للأستاذ النور أنه أقر بالتناقض، ولكن لا يحمد له أنه يبرر ذلك التناقض وكأنه محمدة. ومن المؤسف أن المثقف السوداني عموماً قلما يعترف بخطئه، وما كنت أحب أن أرى أستاذي النور مرسخاً لهذه الصورة السالبة لدي عن المثقف السوداني.

    أقدر مساهمة الأخ صلاح شعيب تقديراً كبيراً، وكنت سأتفق معه جملة وتفصيلاً لوكانت الأراء الواردة في مساهمةالأخ النور الأولى في الرد على الأخ عاطف عمر هي التي وردت في مقاله المنشور في العام 1999.

    أشعر بأنني لم أوف الموضوع حقه، وربما جرت عباراتي بما لا يليق. ولكن عزائي أنني لم أرد غير إثراء الحوار، لا الإيذاء، أو التحذلق، أو التشوف.
                  

08-10-2005, 01:15 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Haydar Badawi Sadig)

    أخي العزيز د. حيدر
    تحياتي لك عميقة عمق ماأكنه لك من صافي الود
    تحياتي للأخت الغالية أسماء والأحباب الصغار

    شكراً لمداخلتك العميقة الثرة وقد كنت فيها كما عرفتك صادقاً مع نفسك ، واضح العبارة ، نافذاً للمعنى .


    خارج الإطار

    تحايا خاصة من سعدية لك ولأسماء وللأحباب الصغار
                  

08-10-2005, 11:40 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الأعزاء الأساتذة د. النور ، عاطف ، صلاح شعيب ، د. حيدر
    وبقية الاخوة المتابعين
    تحية طيبة
    أجدني متفقا بصورة كبيرة مع تحليل الأخ حيدر الذي يوافق فيه ما ذكره الأستاذ عاطف من تناقض بائن بين ماكتبه الدكتور النور في عام 1999 وما أثبته للدكتور قرنق وحركته الآن .. والحق أنني كنت أرى ما يراه الأخ حيدر فور اطلاعي على النصوص التي أبرزها الدكتور منصور خالد من كتابات الأخ النور بيد أن الشرح الذي توفر عليه رده الأخير لم يشف غليلي بالرغم من اقراري بتطور اسلوب الخطاب لدي الحركة الشعبية .. .. ولعل أكثر ما أزعجني من تل النقاط التي أثارها د. النور هي قوله (رغم خلافي الفكري العميق مع طرح الإسلاميين في السودان إلا أنني أرى أهمية منازلتهم لحركة التمرد وتبديد الزعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي ما كسبته حركة التمرد في الماضي إلا بسبب ضعف حكومات الشمال السابق) فهل حقا بددالاسلاميون كل تلك المكاسب أم أنهم أزهقوا آلاف الأرواح باسم الجهاد ثم عادوا بعد كل ذلك لنقطة البداية - نقطة اللجوء للتفاوض السلمي والاعتراف بحق الآخر وبقضيته والتي رفضوها بقوة في باديء أمرهم وهو ماعابه الأخ النور على حكومات الشمال ..
    عمر
                  

08-10-2005, 01:01 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Omer Abdalla)

    الأعزاء عاطف وحيدر وعمر

    شكرا على المواصلة في الخيط.

    شكرا عاطف على الإنتظار، وسوف أعود مثلما وعدت. أنا الآن في مرحلة رفع العفش على الشاحنة التي ستأخذه إلى نيويورك. ولا أجد سوى فسحات قصيرة من الوقت لأرسل هذه الرسائل السريعة. وسوف أحاول التعقيب في اليومين القادمين ولكني لا أعد
    بذلك قاطعا. بعد هذين اليومين ربما لا أتمكن من الدخول للشبكة الدولية حتى يستقر بي المقام في ولاية نيويورك، كما أشار إلى مقر إقامتي الجديد الصديق العزيز، الدكتور، حيدر بدوي، الذي سوف أنزل ضيفا عليه في بافالو وأنا في طريقي إلى كورننغ القريبة من هناك.

    ربما اقتضى استقراري في مقري الجديد فترة ربما امتدت إلى ما بين أسبوع إلى عشرة أيام. غير أنني سوف أدخل كلما وجدت فرصة لذلك وأنا أتوقف في مسار هذه الرحلة الطويلة(2500 ميل). ربما أفعل ذلك في أيوا، وربما في بافالو بنيويورك في دار دكتور حيدر العامرة.

    الأعزاء حيدر وعمر،

    أرى وجاهة نقاط حيدر، التي أمنت عليها يا عمر. وما كان لحيدر أن يعتذر عنها أو يعتذر عن كونه قد وضعني في المحك. فذلك يسرني في حقيقة الأمر. فكوننا ـ أنا وعمر وحيدر ـ قد أنفقنا سنين عددا في العمل في إطار الحركة الجمهورية، لا يعني أن نجامل بعضنا بعضا حين تفترق رؤيتنا للأمور. من حق عمر وحيدر التصدي لي. وعليّ تقديم دفعي لهما وكذلك للأخ عاطف مبتدر القضية، ولسائر القراء الكرام. ولا زال عندي ما أدفع به.
    شكرا لكم أجمعين
    .

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 08-10-2005, 07:08 PM)

                  

08-11-2005, 10:05 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    أخي الكريم عاطف،
    شكراً على كلماتك الطيبات. ثم تحياتي وتحيات
    أسماء للاخت العزيزة سعدية، والأميرات، والأمين.

    أخي العزيز عمر هواري،
    أشكرك على ترسيخ المعاني التي أردت توصيلها،
    تحياتي للأخت أميرة ولمحمود ومازن.

    عزيزي النور،
    أشكرك على السعة في تقبل الرأي الآخر.
    وأترقب دفوعك بتشوق.
                  

08-11-2005, 01:52 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الأخ الأستاذ صلاح شعيب
    تحياتي والإحترام
    كنت قد وطنت النفس على أن أؤجل مداخلتي لما بعد أن يقدم أستاذنا د. النور مداخلته . لكن أستاذنا النور قد تقدم في حميمية آسرة بشرح الظرف الذي يمر به من إنتقال لمدينة أخرى ، فرأيت أن أتحلل ولو قليلاً مما إلتزمت به من إنتظار أولاً لأهمية النقاط التي أثرتها وثانياً مراعاة للسادة القراء المتابعين لهذا الحوار وثالثاً ( ربما ) إحساسي بأهمية الأفكار ولغة الحوار السائدة في هذا البوست وهو ما يتمنى المرؤ أن تسود جميع البوستات .

    وفي الموضوع :-

    1) كانت فذلكتك التاريخية لنشأة ومراحل تطور الحركة الشعبية لتحرير السودان وتطور خطابها غاية في السلاسة لكن إنتقص من روعته عدم إيرادك لتواريخ تلك المراحل حتى على سبيل التقريب . فإيراد هذه التواريخ سيساعد المهتم والباحث لربط الأحداث وما يستجد عليها من تطورات . لذلك قد ذكرت للأخ د. النور في نعينا على تصريحه لجريدة الحياة أنه قد جاء بعد الفترة الذي كان فيها ( لغة الخطاب في تلك الحقبة لغة متطرفة، ومشحونة، ومثيرة للكراهية ضد الشماليين )
    2) كنت أتمنى لو شمل تحليلك لخطاب الحركة ( أياً كان موقعه زمنياً ) تأثره سلباً بخطاب حكومة الإنقاذ التي ذهبت بمشكلة سياسية محددة إلى بعد ديني حاد الإستقطاب وأصبحت المعارك العسكرية غزوات ضد الكفار ودفاعاً عن الأرض والعرض . وأصبح تسمية الكتائب العسكرية بأسماء إسلامية بالغة الدلالة .
    3) كانت إشارتك للدكتور منصور خالد وأثره في تحول خطاب الحركة أمراً بالغ الحكمة ، وهو الأمر الذي تجاهته – حتى الآن – كل الأقلام التي تمجد الحركة وقائدها صدقاً أو تزلفاً . وهو ما يدعو المرؤ لإعادة التفكير في أننا شعب لا نحفظ لعظمائنا حقوقهم ولا نعرف قيمتهم إلا عندما نفقدهم .
    4) كانت أيضاً إشارتك لإنتهازية أحزابنا السياسية أمراً بالغ الأهمية ذلك أن هذه الأحزاب قد أساءت تقدير الحركة الشعبية ومفهومها للسودان الجديد وظنتها مثل أى حركة جنوبية سابقة يكفيها توزير قادتها في وزارات الثروة الحيوانية والسياحة . لذلك قد ظنوا في بلاهة لا يحسدون عليها أن دور الحركة الشعبية ينحصر فقط في إسقاط هذا النظام نيابة عنهم وإجراء إنتخابات لتأتي بالسادة . ولعل في تخبط السيد الصادق المهدي منذ خروجه في عملية تهتدون وطلبه من عضوية حزب الأمة الهجرة لأسمرا إستعداداً للجهاد ضد حكومة الخرطوم وتجاهل عضويته لهذا الأمر ولقاءه بالدكتور حسن الترابي في جنيف وإتفاقهما الذي لم تعلن تفاصيله حتى الآن وثم إتفاقه مع النظام في جيبوتى ثم عودته للسودان ليعلن عن أجندة قرنق الحربية أبلغ مثال .

    وكإجابة مختصرة على سؤالك الكبير الذي ذيلت به مداخلتك أقول أن أحزابنا قد تخطاها الواقع ولعل في إستقبال الجماهير للراحل د. جون قرنق في الساحة الخضراء أبلغ إجابة وأبلغ رسالة .

    وختاماً جزيل الشكر لك
    للدكتور النور والدكتور حيدر والأخ عمر
    للمتداخلين والمتابعين
                  

08-12-2005, 10:21 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عاطف عمر)

    الاستاذ عاطف عمر

    شكرا علي المداخلة التي احتوت ملاحظات قيمة ,كما اشكر بقية الاخوة

    المحاورين لما طرحوا من آراء سديدة, بين اليوم او غدا وربما أسهمت بمداخلة اكثر من

    كونهاتعقيب , مع كل الشكر
                  

08-14-2005, 09:39 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: صلاح شعيب)

    فوق!
                  

08-14-2005, 09:31 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الأخ الاستاذ عاطف عمر
    بادئ ذي بدء اقدر جيدا اهتمامك البالغ بالتفاكر حول ناحية الشأن القومي بأسلوب هادئ هو معدوم وسط هذا الزحام ـ إلا من رحم ربي, كما أفرحني تقريظك لما كتبت ناشدا ً دفع الحوار إلي مجال جديد, مثلما أقدر كتابات د. حيدر بدوي التي فتحت كوة أخري للحوار , علي انه لا ينسي ان منشأ هذا الحوار هو قرنق بكل تأثيراته علي النواحي الفكرية والسياسية والدينية والاقليمية والاقتصادية والتربوية والثقافية, وأردف إنه ذات قرنق الذي سعي أستاذنا النور لمراجعته من حيث رثائه, وذلك أمر طيب علينا إستخلاص الدرس منه في سياق مراجعتنا النقدية للأعلام السودانية, وظني أن هذا الحوار ربما فتح مجالا ً جديدا ً للتجديف حول قادتنا التاريخيين بالمفهوم النقدي الأقرب إلي تعريف الطيب صالح والذي فحواه ان " أجمل نقد هو ما صدر عن محبة " , ولعلي بالطيب صالح أراد من خلال تجربته العميقة مع النقد والناقدين ان يقول لنا مثلاً أن مسألة بغضنا لزيد من الناس, أو كرهنا لإتجاه سياسي بعينه, لا تنتج نقدا ً يعتد به, فتأملـــ .
    هذا خصوصا ً إذا ما أمنا علي المأثرة الشعبية القائلة: كل حركة وراها بركة, وفي يقيني ان حركة قرنق وضعتنا كأمة ــ ولا أتحرج من إستخدام مصطلح أمة بظلاله الاسلاموية ــ في الإطار السليم لفكفكة وإعادة تركيب الحراك المجتمعي, هذا علي لغة اهل البنيوية, كما إنها علي الجانب الآخر ـ وأعني الحركة ـ إختبرت ودائعنا الفكرية والسياسية الموروث من السودان القديم, وهي في ظني ودائع شديدة الخصوبة ومحرضة للتأمل بمختلف مراجعنا السماعية والقرائية والذوقية, كما انها , ومازلت أعني الحركة , مهدت لنا مساءلة " ثقة أنفسنا " حول ما إذا كانت تتعامل بغير عاطفة عقدية أوعرقية أو مناطقية أم لا حين يحث ويحفز الواقع المعقد "ثقتنا" للتعامل عقلانيا ً وبشئ من الحصافة الابستملوجية, كما يحاول أركون دراسة التواتر التاريخي الاسلامي.
    الشئ الاخر ـ أخي عاطف وكذا الاساتذة المشاركين بالحوار ــ هو ان الكتابة الاسفيرية, كما يقولون, او الاثيرية, وخصوصا ً في منبر الحوار ليست بالأمر الساهل, فإذا أسقطنا عامل الوقت الذي دائما ً يقطع دائما رقاب أمانينا بسيفه المسلول الحجاجي, فإن لا مندوحة من ان نجد سرعة الاستجابة المطلوبة علي الردود, وقد تسبب الكثير من فقرالتجويد في الفكرة المكتوبة المتسرعة, ولعلكم لاحظتم ذلك عبر تجاوزي لتواريخ تمرحلات خطاب الحركة الشعبية وأتفق معك أخي عاطف في ذلك, وبخلاف هذا تراني أضع أسمك قبالة الدكتور النور , ولكني لم أقصد بهذا التقديم تقليل شأن أستاذنا النور الذي يجد مقاما كبيرا ً عندي كمفكر وعند أبناء شعبنا المهتمين بالفكر, والاحري انني قصدت تقديمك لأنك أثرت التساؤلات تلك, وما أحراني الاشارة إلي المساهمتين القيمتين للدكتور حيدرالصادق وعمر عبدالله.
    أما بعد..
    أشار الأستاذ عاطف عمر إلي مسألة إغفالي تأثر خطاب الحركة بتطرف الإنقاذ الإسلاموي والذي عد الحرب ضد قرنق ضربا ًمن الجهاد الذي يوصل إلي جنان الخلد, والثابت أن خطاب الحركة لم يتأثر بهذا الخطاب الإسلاموي المتطرف فحسب وإنما تأثر بحزمة من تطرفات ملحوظة في بنية التفكير السوداني عموما ًتجاه الجنوبيين وأهل الهامش معا ً, فإذا كان رد فعل الحركة نحو مفهومات وتطبيقات الإسلاميين لفكرة الجهاد التي دشنتها حملات صيف العبورهو توظيف ذلك في شكل دعم كنسي /غربي/ سري أماط اللثام عنه الصادق المهدي بالتفصيل في إحدي إجتماعات التجمع الوطني بالقاهرة فإن الحركة الشعبية والخطاب الجنوبي عموما تأثرا في الغالب الأعم بغياب الصدقية لدي القوي الشمالية ومولانا أبيل ألير مرجعنا في هذا, ولعلنا تاريخيا ً نلحظ كيف أن جميع الحكومات الديموقراطية والديكتاتورية أهملت ــ علي الأقل ــ مجرد فتح المجال للتفكير في الكونفدرالية كحق مستحق للجنوبيين وأهملت أيضا إعطائهم وزارة الخارجية ــ علي الأقل ــ كوزارة سيادية ظلت قاصرة طوال تاريخنا الوطني علي الشمال النيلي ولايحلم بها حتي أهل كردفان أو دارفور أو الشرق أو النيل الازرق بل ومن الحقائق المؤسفة أن الإنقاذ هي السلطة المركزية الوحيدة التي تم فيها أول تعيين لسفيرمن دارفور وجبال النوبة ولا أدري إن كان هناك سفير من الشرق أو النيل الازرق.
    إضافة إلي ذلك فإن الجنوبيين أحسوا أن تطرف الإنقاذ الإسلاموي هو الوجه الآخر لمراوغة إسلاموية أخري في شؤون الوطن متمثلة بشكل واضح في خطابي الصحوة للامة القومي والجمهورية الإسلامية للإتحادي اللذان يحلان ــ رغم ضعفهما المنهجي بالمقارنة مع الفكر الإسلامي الاكاديمي لنصر حامد ابو زيد او العشماوي ــ مشكلتي الأنصاري والختمي وليس الجنوبي الكاثولوكي, وليس لدي هنا كبير معرفة حول ما إذا كان الفكر الجمهوري القائم علي فرضية دينية لحل المشكلة الوجودية للاقوام السودانية والاسلامية معا ً قد لفت أفراداً من ابناء الجنوب فيما يتعلق بقدرته ــ أي الفكرالمعني ــ علي تلبية حاجاته الروحية وهمومه المادية. أما فيما يتعلق بتأثير البعد اليساري السوداني بشقيه العروبي والماركسي وكذا البعد الليبرالي علي الخطاب الجنوبي, فأن تأثيره ضخم علي جهة بلورة خطاب جنوبي كافر بالسودان القديم, فاليساروالذي يختفي في الحزب الشيوعي كما يختفي البستان في الوردة كما أشعر ودالمكي, ورغم إهتمامه الباكر بمشاكل الريف, فإنه يعتمد إستراتيجية لترميم السودان القديم ــ كما تدلنا أدبياته الفكرية ــ وليس هدمه وإعادة بنائه علي النحو الذي ينادي به الخطاب الجنوبي.
    ولئن كان يسارنا يستمد خلفية يسارية عروبوية, وكانت هي الوسيط المترجم لمنابع الفكر الماركسي, ولئن كانت أيضا ً قبائل الشمال النيلي هي مصدر الجينات الإثنية لقيادته وأغلبية قاعدته فإنه لم يرمشكلة الجنوب بعيون جنوبية, وأني له ذلك وما حق له ــ فضلا عليه فإن الحزب الشيوعي له تحفظات مستبطنة بالضرورة ــ كما للقوميين العرب ــ ضد علاقات الحركة الشعبية بدوائر الأنظمة الغربية وإسرائيل, وهذه الانظمة كما نعرف أنظمة رأسمالية باذخة ومستوحشة كما يسميها الدكتورعبدالله بولا, هذا إذا ما أسقطنا اللاوعي الاسلامي لليسار من علاقات الأهداف المسيحية مع الحركة خصوصا بعد تولي المحاظين الجدد بمساعدة الصهيونية أمر السياسة العالمية و تبريز الاسلام كـ "خطر أخضر" يهدد الحضارة الغربية بإرهابه كما يشاع.
    ومع كل هذا شهدنا أن الحزب الشيوعي ــ رغم هذا التشابك مابين الدين والرأسمالية والعرقية في التفكير البارز والمحتاط لحراك الحركة ــ لم ينثن طوال سنين الانقاذ من التعاطف الكامل مع خطاب الحركة بل والتحالف المتين عبر التجمع , التعاطف الذي غض الطرف " بحكمة " عن تجاوز قرنق الاخير لدعوات تمثيل التجمع في المفاوضات مع الحكومة ورضا قرنق أو مشاركته الضمنية في ملابسات النسبة الضئيلة للقسمة التوزيرية في حكومة السلام" القادمة" والواقع هذي....لا أدري مستقبل هذا التعاطف في حال أن الحركة إندغمت في السلطة تماما في تحالفها مع الانقاذ, تحالفا ً هدفه ليس التشويش الامني, إنه التحالف الذي لا يطلب من القوي السياسية إلا دفر قاطرة مرحلة السلام المحددة زمنيا ً, وليس محاولة تعطيل قيادتها بالمظاهرات إو الاضطرابات التي لا تجدي فتيلا, فزمن المظاهرات ولي من غير رجعة.
    أما علي جهة الكتاب الليبراليين أوالتكنوقراط غير الانتهازيين ربما ـ أمثال جعفر محمد علي بخيت, بشير البكري, جمال محمد احمد , سيد احمد نقدالله , فإنهم تأثروا بالفضاء العام الذي أهمل التعميق في مشكلة الجنوب, وبالمناسبة فإن منصورا ً ـ في كتابه [حوار مع الصفوة] الذي كتبه في منتصف الستينات أشار الي الدعم الصليبي , قالها هكذا , للجنوبيين , وجاءت كتابته تلك بشكل يومئ إلي أن الجنوبيين وكيل للصليبية وربما لا يحملون أية قضية ورأي الدكتور منصور الباكر في القضية الجنوبية ربما يجعلنا نعه من التناقض علي الوزن الذي قاس به الاستاذ عاطف رأيي الدكتور النور في الحركة مما جعلنا ذلك ندلف لهذا الحوار, واذا كان الموقف السلبي من تظلمات الجنوبيين الذي صدر من منصور خالد , فأن الموقف ذاته ينطبق علي هؤلاء التكنوقراط, فإنه ينطبق ايضا علي طروحات الليبراليين والاكاديميين السودانيين نحو قضية الجنوب حتي عبدالله الطيب الذي شتم الجنوبيين في قصيدة نشرت واختفت المطبوعة من دار الوثائق, غير ان البروفيسور محمد عمر بشير هو الاكاديمي الوحيد الذي شذ بتقديمه مساهمة باكرة حل مشكلة الجنوب بالانجليزية وقناعتي انه لو تم الاخذ بها لاستغتنا من كل هذه السنين من الآلام.
    إذن أخي عاطف , ينبغي قبل القول بكشف تأثيرات الجهاد الاسلاموي علي تمرحلات خطاب الحركة الشعبية, ينبغي البحث عن جذور هذا التطرف والتعرف علي طقوس الممارسة السياسية السودانية علي الحركة, وللحق ينبغي ألا نحمل الاسلاميين تبعات هذا التصاعد لقضية الجنوب وحدهم, وعلي فكرة أن الإسلاميين لم يستخدموا ـ في تقديري ـ خلفية إسلامية لحل الإشكال الجنوبي رغم تسمية مجهودهم الحربي بالجهاد , وإنما في الواقع إنهم إستندوا علي خلفيات الفضاء الدولتي والفكري السياسي العلماني الذي تعامل مع القضية قبلهم, إنهم إستندوا علي فكرة حسن بشير لسحقهم , وإستندوا ايضا علي دعم انظمة علمانية اقليمية ووظفوا خبراتها العلمانية في قراءة أوجه الصراع , وما موقف الترابي الاخير الذي سؤل عن الجهاد في هذه الحرب الا تأكيد لفشل الدين في الصراع القائم أصلا ً علي مرجعيات وضعية فضلا عن هذا فأن المؤسسة العسكرية السودانية التي قامت علي اسس غيردينية لم تتأثر منهجيا بتغيرات هيكلية او مضمونية لها علاقة بالتنظير العسكرتاري الاسلاموي إن وجد في عصرنا هذا فالمؤسسة العسكرية ما تزال هي هي, قانونيأ وتنظيميا ولائحيا ً لم يمسها فهم ديني جوهري يغير روحها العلماني وإن تم تنظيفها من الكوادر العلمانية كما تفهمهم الاسلاميون كذلك. والغريب إنهم لم يمنعوا المؤسسة العسكريةالعلمانية من ممارساتها غير الإنسانية في إرتكاب جرائم حرب وهذا أمرحساس الخوض فيه.
    أكتفي بهذا .. وكل الشكر والتقدير

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 08-15-2005, 09:20 AM)
    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 08-15-2005, 09:20 AM)
    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 08-17-2005, 01:19 PM)

                  

08-15-2005, 12:59 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: صلاح شعيب)

    لك جزيل الشكر أخي الأستاذ صلاح على هذه المداخلة الضافية ، فقد فتحت آفاق أوسع للتحاور .

    ليت ظرف أستاذنا النور يكون قد سمح لمواصلة هذا النقاش

    وليت الأخوين د. حيدر وعمر هواري يدليان بدلوهما في هذه الآفاق الجديدة

    سأعيد قراءة المقال لأرى إن كان بإمكاني تقديم إضافة

    لا يفوتني أن أشكرك أيضاً أخي صلاح على كلماتك الطيبات


    Quote: بادئ ذي بدء اقدر جيدا اهتمامك البالغ بالتفاكر حول ناحية الشأن القومي بأسلوب هادئ هو معدوم وسط هذا الزحام ـ إلا من رحم ربي, كما أفرحني تقريظك لما كتبت ناشدا ً دفع الحوار إلي مجال جديد,


    فترانا نجلس أمام هذه الشاشة مستعيرين من أوقات راحتنا أو أوقات أسرتنا فالأجدى والحال هكذا أن نصرف الوقت في ما يفيد النفس وأرجو أن يكون فيه فائدة للقراء .

    أكرر شكري والإحترام
                  

08-15-2005, 02:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزنا الدكتور
    لك التحية وكثير احترام




    كان البطل حُلماً هبط علينا ذات زمان :
    صورة الدكتور ( جون قرنق ) وهو يتحدث بعربي جوبا ، و تفلت الطُرفة من فمه بعذوبة تُجبر قلبكَ أن يفترش لمحبته بُسطاً لن تنمحي من الذاكرة ، نذكر هنا ما كتبنا :

    دَاير تَغيب ؟
    غِيب يا الهَدي
    غيب يا الرَضي
    غيب ..
    يا روعـة الدُنيا
    لمن صباح بَسَّمَكْ إتشَابا
    ويَشِقّ الليل .
    نحنا ما بتشبهنَا المَحنَّة مَدَفّقــة
    ولا رُقاد الهمبريب
    مدّيتْ زمان حَبل الوصالْ
    حبل الدلالْ
    وشَرّيتْ هِديمات التَعبْ
    نِحنَا البِفَرِّح وليدَاتنا
    مات
    مُستَعجِل
    رِكِب سِحاب أحلامنا .. فات

    عبد الله الشقليني
    11/08/2005 م

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 08-15-2005, 02:35 PM)

                  

08-16-2005, 10:16 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عبدالله الشقليني)

    Dear Atif
    Dear Salah
    Dear Abudlla Ash-shiglleeni

    I am writing to you from an an intenet cafe in Montana while I am driving across this huge state. I am in my way to Pennsylvania and I am stil very far away from my final distination. Unfortunately, I have encountered unexpected delays. I just would like you to know that I am so thrilled by Salah's contribution and by Ash-shiglleeni's peopm, as well.
    I need an arabic keyboard and a computer that is configured to write Arabic and I do not have either of those at my disposal at the moment...
    I promise I will be back when this very long trip is finally over.
    Thanks to you all.
    Elnour Hamad
                  

08-17-2005, 01:22 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    أعذروني ان مادتي حفلت ببعض الاخطاء الاملائية . لقد قمت بتصحيحها ووبشرح بعض النقاط

    بجملة او جملتين. مع التحيات.
                  

08-17-2005, 01:25 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الأخ العزيز أستاذ النور،

    شكرا على هذا البوست.

    تحياتى ، ومعذره انا خارج البلد،
    واتمنى ان نتواصل.

    لك وللأسره الود والتحايا.
                  

08-17-2005, 03:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    تحية للجميع وشكرا على هذا البوست المتميز..

    لقد قرأته أول مرة يوم الإثنين 8 أغسطس، وأنا في إنترنيت كافي في مدينة ميونيخ استأجرت الجهاز فيها لمدة ربع ساعة فقط لضيق الوقت .. ولم أستطع وقتها سوى رفع البوست وقد أعجبني رثاء الأخ النور والأخت أسماء والأخ متوكل لفقيد السودان الدكتور الفريق أول جون قرنق [وهو بالمناسبة قد ألحق عام 1972بدفعة البشير وهي الدفعة 18]، كما أعجبتني في نفس الوقت أسئلة الأخ عاطف..
    فاصل:
    في مدينة ميونيخ تمكنا من زيارة داخاو.. وداخاو هو أول معسكر تجميع وسجن Concentration Camp أقامه النازيون في ألمانيا بتاريخ أبريل 1933 وبدأوا فيه بسجن وبتعذيب خصومهم الشيوعيين والديمقراطيين الاجتماعيين.. كما بدأوا فيه بتسخير اليهود وغيرهم تحت شعار "العمل يجلب الحرية" Work brings freedom
    ِArbeit macht frei
    وهذه العبارة مكتوبة على مدخل المركز.. في هذه الصور:



    أمضينا يومين في زيارة هذا الموقع وتمكنا من أخذ العديد من الصور الرقمية.. زيارة الموقع تعطي الإنسان تصور للظلم وضرورة التخلص من العقلية العنصرية والظالمة عند الإنسان.. لقد قرأت الكثير عن ظلم النازيين وشاهدت الكثير من الأفلام الوثائقية ولكن زيارة السجن تركت لدي انطباعا عميقا بسوء العنصرية والظلم والاستعلاء.. ليتني أجد الوقت للكتابة ولكن "ضيق ذات الوقت" كما يقول صديقنا محمد أبو جودة [الغائب عن المنبر هذه الأيام] لا تسمح.. وقد بحثت فوجدت بعض الوصلات باللغة الإنجليزية أرجو أن تشفع لي، وسأقوم بوضعها في هذا البوست المتميز لتقارب المعاني..
    http://www.photo.net/travel/bp/dachau.html


    http://www.holocaust-history.org/dachau-gas-chambers/
    http://www.scrapbookpages.com/DachauMemorial/
    http://www.scrapbookpages.com/DachauScrapbook/

    وهذه خارطة توضح سجون النازيين في أوروبا..

    موجودة في هذه الصفحة:
    http://www.ushmm.org/wlc/article.php?lang=en&ModuleId=10005214

    وأخليكم تقلبوا براحتكم
    http://en.wikipedia.org/wiki/Image:Himmler_visits_Dachau_1936.jpg



    وسلامي للجميع.. مع عاطر الأمنيات.. وها قد عدنا إلى شمال شرق ألمانيا، وفي نيتنا زيارة موقع بوخانفالد وهو معسكر هولوكوست رهيب يقع هنا في وسط شرق المانيا..
    لقد بلغت الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية أكثر من 50 مليون إنسان.. ولا يزال أهل هذه المدينة يذكرون أن قنابل الطائرات الأنجلوأميريكية قد قتلت في يوم واحد هو يوم 16 يناير 1945 أكثر من 9 آلاف إنسان في ماغدبورغ..

    سأظل متابعا لهذا البوست..

                  

08-18-2005, 08:41 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)
                  

08-18-2005, 06:54 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Yasir Elsharif)

    فوق!
                  

08-19-2005, 06:09 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    المشاركون الأعزاء
    تحية طيبة

    أرجو أن تسمحوا لي بإضافة هذه المادة التي أنقلها من كتاب أعده واسمه "قراءة في حياة وفكر الأستاذ محمود محمد طه" تتناول أيضا أطراف من تاريخ السودان المعاصر.. وقد اقتبست فيه فقرات مطولة من كتاب الدكتور فرانسيس دينق "صراع الرؤى" المترجم من كتابه الإنجليزي ًWar Of Visions

    المادة المقتطفة من كتاب الدكتور فرانسيس دينق تحكي عن قصة الدستور قبل الاستقلال، أرجو أن تكون مفيدة للمتحاورين في هذا البوست.. الدستور والحكم الذاتي وحق تقرير المصير.. لقد وجدت أن الدكتور فرانسيس دينق استطاع أن يلخص هذه المسألة باقتدار شديد ومصادر جيدة فلنقرأ ما كتبه في كتابه "صراع الرؤى" المترجم عن الإنجليزية ابتداء من صفحة 123:


    ياسر


    Quote:
    المسيرة المنقسمة نحو الاستقلال:
    وكما لاحظ أحد المراقبين بصدق "أثّرت رغبة كل من شريكي الحكم الثنائين للفوز بالمناورة على الآخر، في الإسراع بتطور الخطوات نحو تقرير المصير، بقدر فاق التطورات داخل السودان".[هامش المصدر هو كتاب لتيم نيبلوك باللغة الإنجليزية وهو Class and Power in Sudan]

    في ديسمبر 1945، طلبت مصر من بريطانيا إعادة التفاوض حول اتفاقية 1938، التي سبق وأعات تأكيد وضع الحكم الثنائي. وبينما كانت المفاوضات مستمرة في لندنن أرسلت الأحزاب السودانية وفداً للقاهرة للتفاوض مع المصريين حول مستقبل البلاد. واقترحت المساومة التي تم التوصل إليها بين الاتحاديين والاستقلاليين، قيام دولة السودان الحر المستقل، الذي سيقيم نوعاً من الاتحاد مع مصر وتحالفاً مع بريطانيا، المعادلة التي وجدت الرفض ليس فقط من جانب مصر، إنما أيضاً من دعاة الاستقلال.
    نتجت عن المفاوضات بين بريطانيا ومصر مسودة اتفاقية 1946، التي تضمنت بروتوكول صدقي ـ بيفين سيء الذكر، الذي تقدم بإطار للوحدة بين مصر والسودان تحت التاج المصري. أدى رد الفعل الغاضب للسودانيين والصفوة السياسية البريطانية إلى التخلي الفوري عن الخطة. أدلى وزير الخارجية البريطاني، أرنست بيفن، في مجلس العموم، في 26 مارس 1946، بتصريح جاء فيه بأن الحكومة ترى ان الهدف الأوحد من إدارتها للسودان هو تحسين حال الشعب السوداني، ولن يحدث أي تغيير في وضع السودان إلا بعد استشارة السودانيين عبر قنوات دستورية. دفعت الاختلافات، حول تفسير البنود التي سبق وتم الاتفاق عليها، دفعت مصر لترفع قضيتها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مطالبة بالجلاء التام للقوات البريطانية عن السودان وإنهاء الحكم الثنائي. لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار، وهكذا تم تعليق الأمر وتُرك دون حل.

    في عام 1946، عقدت الحكومة أيضاً المؤتمر الإداري السوداني للتخطيط لتعديلات دستورية أوسع. وكانت فكرة وحدة القطر، شماله وجنوبه، قد طُرحت للمرة الأولى في ذلك المؤتمر. ذكر محمد أحمد محجوب أنه طلب من جيمس روبرتسون، السكرتير الإداري اعتبار جزئي البلاد وحدة واحدة عند مناقشة موضوع التطور السياسي للسودانز ورد روبرتسون بأنه، وحسب ما لديه من تفويض، لا يمكن النظر في مستقبل الشمال والجنوب في آن واحد. وبعد تأجيل المؤتمر لرفع الأمر للحاكم العام، عاد روبرتسون ليخطر المؤتمر، بأنه تلقى الضوء الأخضر للنظر في مستقبل الشمال والجنوب معاً. [هامش المصدر كتاب لمحمد أحمد محجوب باللغة الإنجليزية Democracy on Trial]

    وبهذا تم البت في مستقبل جنوب السودان دون تمثيل جنوبي. وكما وضحت سابقا، كان مؤتمر جوبا 1947 فرصة للسياسيين الشماليين الأكثر خبرة لتحفيز وحمل القلة المختارة من الجنوبيين للموافقة العمياء والبصم على القرارات التي سبق وأجيزت. أدلى محمد أحمد محجوب بشهادته: "كان مؤتمر جوبا اللقاء السياسي الأول الذي ضم الشماليين والجنوبيين معاً لمناقشة مصيرهم السياسي، وبفضل مناصرة كلمنت أمبورو وآخرين فقد وافق الجنوبيون على فكرة قيام مجلس تشريعي واحد لكل البلاد." [هامش المصدر هو كتاب محمد أحمد محجوب السابق]

    انعقدت الجمعية التشريعية في ديسمبر 1948، وخلال نفس الشهر، أجازت قراراً يعبر عن الرأي القائل بأن السودان قد وصل مرحلة تؤهله لنيل الحكم الذاتي. ولهذا طلبت الجمعية من الحاكم العام التقدم إلى دولتي الحكم الثنائي لاتخاذ القرار المشترك حول هذا الأمر قبل انعقاد الجلسة الثالثة للجمعية التشريعية. وفي مارس 1951، عيّن الحاكم العام لجنة تعديل الدستور تحت رئاسة القاضي، ستانلي بيكر، لرفع توصيات بالخطوات التالية الواجب اتخاذها في طريق التقدم الدستوري نحو الحكم الذاتي.

    رفض كل من الحاكم العام وبريطانيا القرار الذي أصدرته حكومة حزب الوفد المصري في أكتوبر 1951 بنفض اتفاقية عام 1936، وبالتالي، المطالبة بإعادة النظر في الحقوق المصرية في السودان قبل الحكم الثنائي، وتنصيب الملك حاكماً على مصر والسودان. أدانت الجمعية التشريعية محاولة فرض السيادة المصرية على السودان، وأكدت حق الشعب السوداني في تقرير مصيره.

    كشفت التطورات اللاحقة عدم التقدير التام لكل التأكيدات والوعود التي تلقاها الجنوبيون من الشماليين في مؤتمر جوبا. وخلال فترة المسيرة المتسارعة نحو الاستقلال، "كان السكرتير الإداري سير جميس روبرتسون مشغولاً بالكيفية التي يمكن بها كسب تأييد الصفوة المثقفة من الشماليين السودانيين، بعيداً عن تأثير الحكومة المصرية، في التنافس بين شريكي الحكم الثنائي... واعتقد روبرتسون بأن الضمانات للجنوب سوف تؤدي إلى دفع القادة السياسيين الشماليين نحو مصر، التي كانت تؤيد بدهاء موقف السودان الشمالي الداعي للوحدة غير المشروطة بين شطري السودان." [هامش المصدر هو كتاب أبيل ألير باللغة الإنجليزية Southern Sudan: Too Many Agreements dishonoured ]

    تقدم إبراهيم بدري بمذكرة اتسمت ببعد النظر للجنة تعديل الدستور عام 1951، دعا فيها إلى تضمين بنود احترازية خاصة للجنوب والمناطق المتخلفة في الشمال. "عندما أقول الجنوب فأنا لا أعني سكان المديريات الجنوبية الثلاث فقط، بل أيضاً سكان جنوب الفونج، في مديرية النيل الأزرق، وايضا بعض السكان من دارفور وجبال النوبة في كردفان... كل هؤلاء لا يدينون بالإسلام ولا يتحدثون العربية، ولا توجد روابط في التقاليد، الدين، اللغة، أو الثقافة بينهم وبين الشماليين؛ الصلة الوحيدة هي التواجد الجغرافي، والذي يمكن إرجاعه لتاريخ الفتح المصري عام 1820." ذاكراً للتاريخ المرير للرق الذي رزح تحته أولئك الناس، أضاف بدري قائلاً: "بعض التعابير مثل (إخواننا في جنوب الوادي) والتي تستعمل عادة لإظهار حسن نوايانا نحو هؤلاء السكان، الذين، حتى القريب، كان يتم غزوهم بواسطة آبائنا الذين استرقوهم وسامهم كالحيوانات... هذه التعابير ليست كافية لتجعل سكان الجنوب ينسون عذاباتهم الماضية ويغيرون مواقفهم منا ومن المصريين، فقط لأننا ببساطة حققنا حريتهم في الدستور". وبكل الشجاعة الأخلاقية المتفردة والاستقامة قدم سؤالاً صاعقاً "ما هي الضمانات التي اتخذناها لاستمرار سلامة، وتحقيق الحرية وحق تقرير المصير لأولئك لاناس، مع إدراكنا بأن الرابط الوحيد بينهم وبيننا كان الفتح المصري للسودان والذي أشرت غليه أعلاه؟" [هامش: من كتاب للدكتور منصور خالد باللغة الإنجليزية هو The Government They Deserve: The role of the Elite in Sudan's Political Evolution ]

    ونتيجة للخلافات داخل اللجنة واستقالة بعض أعضائها، حل الحاكم العام لجنة تعديل الدستور في 26 نوفمبر 1951. وبناء على أجندة الاجتماعات، حتى لحظة حل اللجنة، أعدّ رئيسها تقريراً متضمناً بعض الأسس المحددة التي يمكن أن تُضمن في الدستور الجديد. ومن بين البنود الأساسية للدستور المقترح للحكم الذاتي، والذي سيكون في هيئة برلمان، كان هناك بند خاص يمنح الحاكم العام الصلاحية لحماية مصالح الجنوبيين؛ وبند آخر يرى قيام وزارة خاصة بالمديريات الجنوبية وإقامة مجلس لشئون الجنوب، يتم تعيين أعضائه بواسطة الوزير بعد التشاور مع حكام المديريات الجنوبية الثلاث دون الرجوع لرئيس الوزراء.

    عند تقديم الدستور المقترح للجمعية التشريعية، انتقد الأعضاء الشماليون هذا البند الخاص بشدة ودفعوا بأن ذلك البند سوف يضعف موقف رئيس الوزراء، ليس فقط في الطريقة التي سيتم بها تعيين المجلس، بل سوف يخلق عملياً وزارتين منفصلتين في البلاد. نُقِل عن زين العابدين عبد التام الجنوبي المستعرب المتأسلم قوله منتقداً بأنه كجنوبي، وهو تعبير غير سليم لهويته المستوعبة، "يتعاطف مع الأعضاء المحترمين من المديريات الجنوبية، ولكن إذا ما أثيرت مشاكل الأقليات فإن كل هيكل السلطة سوف ينهار". [من كتاب لمدثر عبد الرحيم باللغة الإنجليزية].. وكان ذلك سبباً لرفضه التوصية. علق منصور خالد على تصريح عبد التام "من الصعب أن تجد تصريحاً كلاسيكياً مثل هذا ليعبر عن المسلك الذي غالباً ما يبديه المضطهدون عنصرياً من الشماليين، لأنهم يتفوقون في إخفاء مشاعرهم الحقيقية.. ويمكن الحكم على عبد التام، والعديد من السودانيين الآخرين المنحدرين من أصل زنجي واضح، بأنهم مُجبرون على اتخاذ مثل تلك المواقف ليتفوق ‘المتورك على التركي‘. واتساقاً مع مثل ذلك التصرف، انتهى العديد من السياسيين الجنوبيين في تلك الفترة، ممنْ سكنوا الخرطوم وسعوا للاختلاط مع المجتمع، إلى خيانة قضيتهم بمجرد تعرضهم لإكراه أو ابتزاز ماكر". [هامش: من كتاب منصور خالد باللغة الانجليزية]. وكان حل تلك المشكلة بأن يتم تمثيل الجنوب في الوزارة، دون تعيين وزير لشئون الجنوب.
    وبناء على رغبات الحاكم العام ورد في مسودة قانون الحكم الذاتي "أن تكون للحاكم العام مسئولية خاصة على الخدمة العامة وعلى المديريات الجنوبية ويكون له حق النقض (الفيتو) لأي قانون، إذا كان لذلك القانون حسب رأيه أثر سلبي على الحقوق المتعاقد عليها في الخدمة العامة أو الإضرار (بالمصالح الخاصة) للجنوب." [هامش من كتاب مدثر عبد الرحيم]. وحتى ذلك التحفظ تم تخفيفه فيما بعد بواسطة الجمعية التشريعية، بإجازة بند يعطي الحاكم العام المسئولية "لضمان المعاملة الكريمة العادلة والمنصفة لكل السكان في مديريات السودان المختلفة."

    في ذلك الأثناء حل الملك حكومة الوفد التي نقضت معاهدة 1936، وتسلمت الوزارة في مصر حكومة جديدة برئاسة نجيب الهلالي. وبدعوة من رئيس الوزراء المصري الجديد، أرسل السيد عبد الرحمن المهدي، زعيم حزب الأمة وفداً خاصاً للتفاوض مع الحكومة المصرية. واسترجع بابو نمر عضو الوفد الأحداث:
    "أرسل السيد عبد الرحمن وفداً من خمسة أشخاص: الشنقيطي، عبد الرحمن علي طه، السيد عبدُ اللهِن إبراهيم أحمد. وقال لنا "يا زعماء العرب، اختاروا واحداً من بينكم". وانتخبوني؛ وكنا الخمسة. كان ذلك عام 1952، ذهبنا إلى مصر، وتباحثنا معهم خمسة عشر يوماً. لقد حاولوا إقناعنا بفكرة التاج الرمزي. وفي مقابل ذلك وعدوا بإعطائنا ورقة لنسجل فيها كل ما نريد، لكي يوقعوا عليها ويرسلوا نسخة إلى الأمم المتحدة في أمريكا. قلنا: "لا" وقلنا لهم: "كما تعلمونن فإننا لم نحضر بتفويض من كل السودان. لقد حضرنا ممثلين لحزب الأمة والاستقلاليين. كما تعلمون لم يكن لدينا تفويض للتحدث حول هذه القضايا. على كل، سوف نحمل وجهة نظركم للاستقلاليين. وأنتم الآن تدركون وجهة نظرنا. ربما يكون هناك مجال لمباحثات أكثر." ثم رجعنا إلى السودان. نوقش الأمر. وذهب وفد آخر؛ وأثناء تواجده بمصر، وقع الانقلاب المصري، الذي قاده محمد نجيب". [هامش: من كتاب للمؤلف فرانسيس دينق نفسه باللغة الإنجليزية هو Recollections of Babo Nimir].

    كان محمد أحمد محجوب عضواً في الوفد الثاني. وكتب فيما بعد بأنهم "وبسرعة" غيروا قانون الحكم الذاتي إلى دستور انتقالي قاد البلاد عبر مرحلة الانتقال إلى الاستقلال في أقل من أربع سنوات. وما تبقى كان التطبيق الرسمي للخطوات المحددة في اتفاقية 1953 بين بريطانيا ومصر والتي كانت تقود البلاد إلى الاستقلال عبر الحكم الذاتي. قرر البرلمان، الذي انتخب عام 1953 ليحدد مستقبل البلاد، قرر بالإجماع في 16 أغسطس اتخاذ الخطوات اللازمة نحو ممارسة حق تقرير المصير وفي 29 أغسطس أجيز قرار بإجراء استفتاء مباشر لتأكيد رغبات الشعب السوداني. ولكن تم التخلي عن هذا القرار بسرعة عندما "أدركت الأحزاب السودانية أن تنظيم استفتاء في قطر شاسع ومتنوع مثل السودان، غالبية سكانه من الأميين، خاصة في الجنوب، سوف يخلق العديد من المشاكل ولن يحل شيئا إضافة إلى ذلك، سوف يكون مستحيلاً عملياً إجراء استفتاء في الجنوب لأن التمرد كان قد أحدث انفراطاً في الأمن والجهاز الإداري." [هامش مصدر الكلام بين الأقواس من كتاب للدكتور عمر محمد بشير هو Revolution and Nationalism in Sudan فالتمرد بدأ في أغسطس 1955 والذي حدث أن الاستقلال لم يعلن بواسطة استفتاء وإنما من داخل البرلمان].. وحُرم السودانيون خاصة في الجنوب بذلك من حق المشاركة المباشرة في تحديد مستقبل بلادهم. إن أزمة الجنوب، التي برزت أساساً كرد فعل على الإبعاد، أصبحت الآن الأساس لعزلة أخطر، وهي عدم المشاركة في اتخاذ القرار الهام الخاص بالاستقلال الوطني.

    وفي الفترة الحاسمة لمسيرة الاتفاق على إعلان الاستقلال، ظل قادة الحركة الوطنية "يعملون بانهماك" خلال "الأيام القليلة التالية." وصرّح محمد أحمد محجوب، بلهجة دلّت على الحساسية التي تعاملوا بها مع القضايا الجنوبية، "لقد واجهنا بعض الصعوبة في إقناع الجنوبيين، لهذا فقد أجزنا قراراً خاصاً لإرضائهم، متعهدين بأن الجمعية التأسيسية سوف تعطي اعتباراً كاملاً لمطالب أعضاء البرلمان الجنوبيين الداعية لقيام حكومة فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث." [هامش المصدر هو كتاب محمد أحمد محجوب السابق].. ولا ندري إن كان محجوب وزملاؤه جادين في الإيفاء بذلك التعهد أم لا، ولكن يمكن الحكم على ذلك فقط من خلال الإشارة المسيئة والرفض الذي تلى للمطلب الجنوبي دون أي قدر من الاعتبار.

    وأصبح مصير الشعب، وحقيقة، مصير الأمة يقرر هكذا، بخدعة ماكرة، تفتقر إلى المبادئ الأخلاقية والسياسية الأساسية، ذات أهداف قصيرة الأجل من أجل استقلال تآمري. وقد تقبل الجنوب الخدعة بسذاجة، كما بدت، على أنها صادقة، "وكان إعلان إستقلال السودان، حسب رأي أحد واضعيه خدعة؛ وثيقة مزوّرة تم الحصول عليها عبر ادعاءات ومبررات كاذبة، الشئ الذي لا يشرف المؤسسة السياسية الشمالية." [هامش لمصدرين هما كتاب للدكتور منصور خالد السابق ذكره، وكتاب تيم نيبلوك السابق ذكره]

    تعدت أزمة الشرعية، على كلٍ، جنوب السودان وأثّرت على أجزاء أخرى مهمشة في البلاد. وكما لاحظ تيم نيبلوك "بالنسبة لغالبية السكان في المناطق الأقل تطوراً في أطراف السودان بدت الدوة لاسودانية المستقلة حديثاً كياناً بعيداً وغريباً عليهم، كما كان الحال في العهد الاستعماري. لم يتحصل سكان جنوب السودان، والغالبية في غرب وشرق السودان، إلا على القليل من المنافع التي منحتها الدولة في مجالات (التعليم، الخدمات الصحية والوظائف الحكومية ذات العائد المادي ... إلخ) وبدا بأن الكادر الإداري للدولة، الذي كان يعمل وسطهم، لا يشاركهم ولو القليل من ثقافتهم وخلفيتهم الإثنية." [هامش المصدر كتاب لتيم نيبلوك].
    وهناك عدد من النقاط حول حركة الاستقلال تحتاج إلى تركيز الضوء عليها خاصة ما يتعلق بتطبيقها على الجنوب، وبدرجة أقلن على المناطق المهمشة للبلاد. والعامل الأهم، هو أن حركة الاستقلال كانت حركة صفوة بقيادة مجموعة صغيرة من سكان المدن ومن أفراد محنكين، مدعومين من زعماء الطوائف، الذين يظهرون بأنهم يمثلون جماهير وأتباعاً لهم، يمنحونهم الطاعة العمياء دون إدراك للقضايا المثارة. وكانت لهذه المجموعة من القادة، المستفيدة من علاقاتها الوطيدة بإدارة الحكم الثنائي، وجهة نظر فاحصة للوضع في الوسط وعلى الصعيد العالمي، ولكن فهمها للمجتمع السوداني الأوسع داخل القطر كان قاصراً. إضافة إلى ذلك، كان لتركيز أولئك القادة على استغلال موقف دولتي الحكم الثنائي والقوى السياسية في القاهرة ولندن أثره في إبعادهم عن دوائرهم ومواطنيهم في الداخل بدرجة كبيرة. [هامش المصدر من كتاب الدكتور منصور خالد السابق].

    فيما يختص بالجنوب، كان للاختلافات العرقية، الثقافية، والدينية التقليدية، التي ترسخت نتيجة سياسات الفصل البريطانية، الأثر في تفاقم العزلة خلال فترة ما قبل الاستقلال. وبشكل خاص، أدت النظرة إلى الجنوب بأنه بدائي ومتخلف، كما يراه الشماليون والبريطانيون، إلى تدعيم توجه لدى السياسيين الشماليين، كان في أحسن حالاته، تنازلاً وتكرماً، وفي أسوئها احتقاراً. وبالنظر إلى الفجوة بين القادة الشماليين والجنوبيين في السن، والتعليم، والحنكة السياسية، لم يكن وارداً خلق أرضية مشتركة للتفاهم والاحترام المتبادل في تعاملهم مع قضايا ذات اهتمام إقليمي او قومي. وحقيقةن يمكن الدفع بأن النظرة الشاملة لدى القادة الشماليين في تعاملهم مع دولتي الحكم الثنائي، ودول العالم العربي، والعالم الثالث، كانت أكثر تطوراً، ودقة مقارنة بإدراكهم ووعيهم بالوضع الداخلي، وبخاصة في الجنوب. ولهذا لم يكن مستغرباً، أن تكون نظرة الجنوبي العادي تجاه الحكومة الجديدة، التي تولت السلطة عند الاستقلال، بأنها كانت شمالية، عربية وأجنبية؛ وبالقطع لم تكن لتعبر عن استقلال للجنوب، كما أكدت تطورات ما بعد الحكم الاستعماري.
    انتهى المخلص المقتطف من كتاب الدكتور فرانسيس دينق "صراع الرؤى" ترجمة الدكتور عوض حسن.
                  

08-19-2005, 06:24 AM

عبدالعظيم عبدالله
<aعبدالعظيم عبدالله
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    التحية والتقديريا دكتور
    وهذه مسهمتان رثاء فقيد الامة


    رثـاء الفريق أول الدكتور جـون قرنق
    في يوم الاستفتـاء

    ننعاك بمزيد من الحزن والأسى يا أيها القائد الرجل

    ننعاك بذهابك الى دار البقاء فانه حقا مُصابا لنا جلل

    ننعاك بعد ان نصّبناك مرشدا ساكنا قلوبنا وفي العقل

    ننعاك قائدا قويا لنا ورمزا للنضالِ ومضرِب المثل

    ننعاك ولم نصدق الخبر فهل ذاك حقا أم هول مفتعل

    رأينا فيك وحدة السودان جلية لا ريب فيها ولا وجل

    فسلّمناك راية الحق والحرية طوعا وكان يحدونا الأمل

    أن تكون بيننا يوم الاستفتاء على وحدة السودان للأزل

    ملوحاً بكفيك يمنةً و يسرى وبثياب النصرِ زاهيا متجمّل

    تركتنا حيارى نتخبط الفاجعة والأرضُ تحت أقدامنا تتزلزل

    نُغلِق آذانَنَا وعيونَنَا كي لا نرى ولا نسمعُ الخبر على عجل

    فصدقناه ثم كذبناه ثم صدقناه ثم، ثم، فلكأننا كلنا واحدٌ ثمل

    نعتصر قلوبنا حزنا والدمع نذرفه خفية ولكنه كالمطر يهطل

    هل سنستفيق من صدمتنا عاجلا أم أن الزمن سيصبح أطول

    ولكن يوم المنية عندما يحن داهما فلا يقدم برهة ولا يؤجل

    فاذهب الى فراشك ونم قرير العين ولا تدع قلبك بنا ينشغل

    فان كان قضاء من الله وقدره فليس لنا الا أن نصلي ونقبل

    وإن كان بفعل حاسد فنطلب من الله أن يبليه بما فعل ويسأله

    نعم فان الجُرح حقاً عميق ولكنه بالصبر والجلد حتما يندمل

    لأنك قد أوصلتنا الى البر الذي فيه نسير بلا وهن ولا كسل

    لقد أحببناك يا دكتور صدقا فليس لغير لنهجك نسير ونمتثل

    فالعزاء لك ولأسرتك وحركتك وللوطن أجمع ولنا في الأول



    كلمات: عبد العظيم عبد الله
    بيروت في 1\ آب\ 2005
                  

08-19-2005, 06:37 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: عبدالعظيم عبدالله)

    فوق!
                  

08-20-2005, 05:48 AM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Haydar Badawi Sadig)

    قرأت بإهتمام بالغ هذا البوست النير، الذي أتمنى أن يستمر عالياً.

    والتحية والمحبة لكل أساتذتنا المتداخلين.

    والعشم في الإجابة على تساؤل يطرح نفسه؛
    كيف ولماذا نال جون قرنق كل هذا القبول وهذه المحبة كقائد ومخلص؟
    خاصة في الشمال المسلم؟
    على الرغم من أن هذه المحبة قد حفت بالمخاطر!!
    وأقصد بذلك الإختلاف العقائدي (مسيحي ومسلم)
    والرسالة الإعلامية المناوئة للسلطة في الخرطوم قبل مرحلة السلام.

    وهل هذا القبول وقف على الشخصية أم أنه كامن في رسالة الحركة؟

    لعل هذا يلقى بالضوء على مستقبل الزعامات السياسية عموماً ومستقبل الحركة خصوصاً وينير الرؤية على مستقبل البلاد الأعم.

    العوض أحمد الطيب (عوض الله)
    الرياض
                  

08-21-2005, 05:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Elawad Eltayeb)

    الأخ العوض،
    تحية طيبة

    مداخلتك تعطي هذا البوست بعدا آخر.. أرجو أن يجد نصيبه من الكتابة.. سأحاول العودة..

    وشكرا
    ياسر
                  

08-21-2005, 11:35 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Yasir Elsharif)

    الأخوة الأعزاء
    تحية صادقة لكم أجمعين.

    وتجدونني جد آسف على الإنقطاع الذي تسببت فيه هذه الرحلة الطويلة. وصلت بحمد الله إلى دار الأخ والصديق الدكتور، حيدر بدوي، بمدينة بفالو بولاية نيويورك، وقد أصبحت الآن على بعد ساعتين فقط من مقري الجديد. وها أنذا أفي بما وعدت به من معاودة الكتابة حال وصولي لبيت الأخ حيدر.

    أولا، أود أن أتقدم بالشكر للأخ الدكتور ياسر الشريف المليح لرفده البوست بمختلف المواد، خاصة ما جاء به من كتاب "حرب الرؤى" للدكتور فرنسيس دينق. وهو كتاب شديد الأهمية لما يقدمه من مادة تاريخية لا غنى عنها فيما نحن بصدده.

    الشكر أيضا للأخ عبد العظيم عبد الله للقصيدة التي عبر فيها عن انفعاله بحادثة رحيل الدكتور جون قرنق المفجعة.

    والشكر للأخ العوض أحمد الطيب لمداخلته القيمة ولتساؤلاته الشديدة الأهمية، والتي سوف أعود إليها لاحقا.

    وأعود بعد تقديم واجب الشكر للمشاركين الذين لم أجد فرصة الرد عليهم من قبل، إلى أصل الموضوع. وليعذرني الإخوة عاطف عمر، وصلاح شعيب، وحيدر بدوي، للإختصار. فوقتي، وظرفي البدني، لا يسمحان لي الآن بالإستطراد الضافي.

    وأبدأ فأقول بأنني لم أنكر تناقض الموقفين، وقد تفضل الأخ حيدر بالإشارة إلى إقراري بذلك. غير أن حيدر رأى أنني قد حاولت، رغم الإقرار، أن أجعل من تناقضي فضيلة، وأنني حاولت أيضا أن أجعل من التغيرات التي طرأت على الخطاب السياسي للحركة مبررا لذلك التناقض الذي يعتقد مع الأخ عاطف عمر أنني قد وقعت فيه. ولا اعتراض لدي، من حيث المبدأ، على ملاحظات الأخ حيدر هذه، والتي هي في حقيقتها تمديدا لملاحظات الأخ عاطف عمر.

    لقد سبق أن قلت أنني لا أدعي أن فكري متسق تماما ومنسجم تمام الإنسجام. أكثر من ذلك، فلربما أجدني اليوم ضعيف الإيمان بما يسميه البعض "إتساقا" أو "انسجاما" والذي ربما إتخذ منه بعضنا، وباطمئنان شديد، "قاعدة للمحاكمات" criteria for judgment.

    يهمني جدا في هذا الخيط أن أناقش "مبدأ الإنسجام والإتساق" المفترض في الأفكار، وفي المواقف السياسية. أعني أنسجامها واتساقها مع منطقها الداخلي، في حالة جدلها مع نفسها، وفي حالة جدلها مع الواقع المحيط بها.
    أكتفي بهذا بوعد المواصلة في الأيام القليلة القادمة، حين يستقر بي المقام
    مرة أخرى، الشكر لكم أجمعين.

    النور حمد
                  

08-21-2005, 12:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جون قرنق يسطر إسمه في سِفْرِ الخلود (Re: Dr.Elnour Hamad)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de