|
الهوس الدينى مرة أخرى
|
الهوس الدينى ليس حكراً على المسلمين. تشاهدون يومياً على شاشة التلفاز ماذا يفعل الهوس الدينى اليهودى بضحاياه من الفلسطينيين. هذا الهوس إرتفعت راياته و قوى صوته الذى كان خافتاً فى دولة علمانية مثل إسرائيل بسبب الدعم المباشر الذى تلقاه من مبشرى الهوس الدينى من الفلسطينيين.
و رغم إختلاف المواقع : حماس تدافع عن وطن مغتصب تحت رايات إيدولجية منتهاها القذف بدولة إسرائيل داخل البحر.
الحركات الدينية اليهودية تستظل بمظلة أيدولوجية مبتداها أنهم شعب الله المختار و منتهاها انه لا يحق لفلسطينى او عربى العيش فى دولة إسرائيل بحدودها الحالمة من النيل للفرات والتى هى منحة لهم من رب العالمين.
فالواضح أن التطرف يغذى التطرف و الإثنان معا يلهبان الصراع ويجعلان من السلام العادل إحتمالاً بعيداً. كل ذلك بسبب الهوس الدينى الذى يسيطر على الإنسان و يجعله مسلوب الإرادة والحس و غير قادر على التفكير العقلانى السوى.. شعاره انه ظل الله و ممثله على الأرض و بالتالى فهو يمتلك الحقيقة المطلقة فلا يعترف بوجود الآخر و يسخر من آرائه و يتفهها بل يفتى بقتله فى النهاية فهو لا يعترف بقدسية الحياة وحرمتها.
تخيلوا معى ان الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا اصبحتا تحت قبضة اليمين المسيحى المتطرف و ضربت فيها مؤسسات المجتمع المدنى وتنادى الناس إلى حرب صليبية ضد المسلمين فهل يستطيع المسلمون الدفاع عن أنفسهم؟ هل يقدرون على الصمود امام الأسلحة النووية و الإستراتيجية الفتاكة بعيدة المدى؟ أغلب الظن أن معظم الدول الإسلامية سوف تتحول الى أثر بعد عين و يفنى مئات الملايين من البشر وربما أدى ذلك إلى قيام حرب عالمية لا تبقى و لا تذر. فهل هذا مايريده إسلاميي اليوم من دعاة الهوس الدينى؟
بالطبع انت تدرك عزيزى القارىء ان ما كتبت عن نشوب حرب صليبية هو محض خيال لا يمكن حدوثه ولكنى أورتده لكى أبين خطل دعاوى مروجى الهوس الدينى فالحمد لله الذى جعل فى الولايات المتحدة الأمريكية و اوروبا مؤسسات للمجتمع المدنىتكبح جماح الهوس الدينى و تقر بحقوق الإ نسان رغم مآخذنا عليها.
|
|
|
|
|
|