|
Re: يا ملاسى ما رأيك فى صبغة اسامة بن لادن (Re: هشام المجمر)
|
Quote: خضاب الزعماء
لم يخضب أسامة بن لادن لحيته فقط، بل تخلى في سمته الجديد عن بندقيته الشهيرة، وعن سترته العسكرية، وعن الخلفية الصخرية التي كانت تكمل المشهد "الجهادي"، بكل قسوته وتقشفه وجلده. هذه المرة ظهر مثل خطيب في أحد جوامع الحجاز. يرتدي عباءة صفراء، فوق ملابسه الخليجية الناصعة البياض، وبدت عمامته أنيقة متناسقة مع ملابسه الناصعة البياض، بينما كان يقرأ كلماته الهادئة من ورق أمامه، على عكس المرات السابقة، عندما كان يرتجل رسائله النارية، التي يحللها الخبراء، باحثين بين ثناياها عن رسائله إلى خلاياه النائمة في كل ركن من كوكب الأرض. ما الذي جعل أسامة بن لادن الذي لا يتصور أحد أنه يمكن أن يصل إلى السلطة في بلاده، ولا حتى في بلد مثل أفغانستان يصبغ شعره فجأة، ويظهر أصغر عمرا من زمن قتاله ضد السوفيات؟ هل هي نفس الثقافة تفرض جيناتها المتوارثة هذا السلوك؟ ألم يخضب معاوية بن سفيان لحيته، ويكحل عينيه في مرضه الأخير، قبل أن يأذن للناس بالدخول عليه؟ بالتأكيد ليس الزعماء العرب فقط من يفعل ذلك، ولكن كل من فعل ذلك من زعماء العالم فرض نفسه بالحديد والنار على شعبه، هكذا مات كيم أيل سونغ دون أن يرى شعب الكوريتين لون شعره الحقيقي، وهكذا توفي تيتو، وكأن صبغة شعره هي التي أبقت على يوغسلافيا موحدة، بينما شيب ميلزوفيتش مزقها، وجعله يموت في زنزانة فخمة في مدينة لاهاي |
جزء من مقال ورد فى موقع العربية
| |
|
|
|
|