بتاريخ 19 ديسمبر 2007 تمر علينا الذكرى الثانية و الخمسين لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان والذى تبعه اشهار جمهورية السودان كدولة مستقلة فى يناير من العام 1956 م.
كثير من السودانيين وانا منهم ينظر لهذا الاستقلال نظرة فخر وإعزاز لكن دعونا نتساءل:
هل حقق السودان تقدما على اى صعيد منذ استقلاله قبل 52سنة؟
وهل حقق الاستقلال أى فائدة ملموسة للإنسان السودانى؟
هل استطاع السودانيون إدارة بلادهم بصورة تفضى الى اى تقدم بعد خروج المستعمر؟
أخشى ان تكون الاجابة على كل الاسئلة اعلاه إجابة سلبية أى لم يحقق السودان أى تقدم فى اى مجال منذ الاستقلال ويكفى ما ذكره الاستاذ بكرى الصايغ ان الخطوط الجوية السودانية لديها طائرة واحدة مؤجرة من مصر بعد 52 عاما من الاستقلال.
ولم يحقق الاستقلال أى فائدة ملموسة للمواطن السودانى البسيط فى بقاع السودان المختلفة فالبنية التحتية التى تركها الاستعمار لم تتطور كثيرا مع ان الاستعمار خلق بنية تحتية لتخدمه فقط بل ان كثير مما ترك الاستعمار تم تخريبه خلاصة الامر ان الاقاليم المختلفة ظلت و ستظل على تخلفها وان مواطنيها يعانون المسقبة و شظف الحياة وتردى الخدمات وتخلى الدولة عنهم بعد 52 سنة من الاستقلال.
فشل السودانيون فى ادارة بلادهم والحفاظ على الديمقراطية البرلمانية التى تركها الانجليز وقد فشلت القادة السودانيين فى اول امتحان للديمقراطية بعد مرور اقل من ثلاثة اعوام على الاستقلال بحدوث انقلاب عبود فى نوفمبر 1958 م و واصلو الفشل رغم دعم الجماهير السودانية لهم بثورة فى اكتوبر 1964 م وانتفاضة 1985 م. إدارة السودانيون السيئة لبلادهم قادت الى: 1- فساد سياسى وادارى ومالى كامل 2- فشل وردة قانونية 3- فشل تام لنظام التعليم العام والعالى 4- فشل تام فى نظام الرعاية الصحية 5- فشل حتى فى الحفاظ على الدولة السودانية الموحدة.
الكثيرون يعتقدون ان كافة الاحزاب و الطوائف السودانية شاركت فى هذا الفشل وفيما وصل اليه السودان الآن مع تحميل الاسلاميين وزرا أكبر من غيرهم لسيطرتهم على البلاد ومقدراته بالكامل لمدة طويلة حدثت ابانها النتائج الحتمية لتراكم الفشل على مختلف الأصعدة.
البعض يعتقد أن السودان اعيد استعماره منذ العام 1989 م لكن هذه المرة على يد زمرة من أبنائه ويفسرون هذه المقولة بعدم قدرة اى شخص عمل اى شئ فى السودان دون موافقة هذه المجموعة التى تسيطر بالكامل على كل شئ مرافق الدولة و مفاصل الاقتصاد.
الفقرة الاخيرة تمثل جملة اعتراضية لا اريد لها ان تقطع تسلسل الافكار حول الفشل السودانى المقيم.
فى هذا البوست نريد أن تلمس جوانب هذا الفشل البائن. نريد ان يدلى كل بدلوه ويقول لنا لماذا فشلنا فيما نجح الكثيرون من حولنا؟
12-17-2007, 05:36 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: الكثيرون يعتقدون ان كافة الاحزاب و الطوائف السودانية شاركت فى هذا الفشل وفيما وصل اليه السودان الآن مع تحميل الاسلاميين وزرا أكبر من غيرهم لسيطرتهم على البلاد ومقدراته بالكامل لمدة طويلة حدثت ابانها النتائج الحتمية لتراكم الفشل على مختلف الأصعدة.
تساؤلاتك فى محلها اخى هشام..وفى وقتها فمن الواضح ان هذا الاستقلال الوهمى تحول الى نوع جديد من الاستغلال المقنن لشعب وأرض السودان وقد آن الأوان للحديث بكل وضوح وصراحة عن هذا الموضوع .
شخصيا لا أشعر باى احساس بالفرح فى ذكرى الاستقلال..بل فى كل الأعياد الوطنية واعتقد مثلى كثيرون وكثيرات.
12-17-2007, 05:53 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
الأخ هشام: تحياتي وكل عام وأنت والجميع بخير أولا شكرا لكل مساهماتك الجيدة والتي لا أشعر معها بأنني قد أضعت وقتا سمينا معها دون جدوى والحق أنني دائما ما أقرأ لك داخل هذا المنبر دون أن أتداخل ......كنت أكتفي فقط بالمتعة والدهشة! وموضوعك هذا ورغما عن أنني أشاطر الأخت آمنه مختار في قولها بأن الاحساس بمرور ذكرى الاستقلال قد تلاشي عندنا لأسباب نعرفها جميعا, ولكن أيضا كلما ما تمر هذه الذكرى كنت ولا أزل أتوقف عندها وذلك لسببين مرتبطين بنشأتي اذ أنني من الجزيرة وابن مزارع (ربنا يديه الصحة) فقد وصل والدنا لمرحلة فقدان الذاكرة التدريجي بعامل السن فهل تصدق أن والدنا الآن لا يتذكر غير فترة الانجليز؟ فعندما نجالسه أو نتصل عليه عادة ما يسألنا عن أسمائنا وعندما نفتعل معه أى موضوع لنجعله يتكلم حتي لا يشعر بفترة المشيب هذه فحديثه دائما ما يقف عند النصف الأول من الخمسينات ولم ينسي حتي الآن أسماء (المفتشين) الانجليز الذين عاصرهم فماذا تقول في هذا؟؟؟؟؟ أما السبب الثاني فهو حزني الشديد لما آل اليه مشروع الجزيرة هذا المشروع والذى يقال عنه أنه ان لم يكن أكبر مشروع مخطط ومروى في العالم فانه حتما سيكون من المشاريع الكبرى علي مستوى العالم....وهذا المشروع يرتبط ارتباطا ايجابيا بالمستعمر بالنسبة للمزارع الذى عاصر الفترتين (الاستعمارية والوطنية) لذلك تجد أمثال والدى دائما ما يتحسرون علي خروج المستعمر. وأصدقك القول أنني كنت أعتقد أن مثل هذا القول جزء من عدم التربية الوطنية أو نقصان الوعي لدى الذين يتبنون مثل هذا القول ولكن وبعد أن (تم انقاذنا) بهؤلاء...واذداد الطين (طيانة) ولما آل اليه مشروع الجزيرة كنموذج أعرفه جيدا, وارتحل المزارع من قرى جزيرته الي مدنها(أو الي تلك المسماة مدنا) وجدت لهم العذر فهل تجد معي العذر يا المجمر لوالدى الذى يقضي سنين عمره الآخيرة وفي ذاكرته فقط الانجليز؟ وماذا يعني ذلك؟
Quote: فهل تجد معي العذر يا المجمر لوالدى الذى يقضي سنين عمره الآخيرة وفي ذاكرته فقط الانجليز؟ وماذا يعني ذلك؟
وجدتى رحمها الله كانت دائما ما تقول: البلد دى ما بتستعدل الا لو رجع الانغليز..
ما عدم وطنية منها بالطبع...ولكن لأنها عاصرت الاستعمارين: الانجليزى..والوطنى..وشافت الفرق.
سؤالى هو ماذا صنع قادتنا الوطنيين..أو قدموا..للوطن والعباد منذ خروج المستعمر الأجنبى ؟ وهل السيادة الوطنية تعنى صراع على كراسى السلطة فقط..حتى لو على أشلاء وجمامجم وعرق الناس؟
12-17-2007, 07:27 AM
العوض المسلمي
العوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076
ليس وهما بل هو استقلال حقيقي تم فيه طرد المستعمر وابعاده بلا رجعه
ويا غريب يلا لي بلدك وهو استقلال قام به رجال كان همهم ان يروا السودان في مصاف الدول المتقدمه
ولكن انها ازمة بلد بعناصره منذ قيام الاستقلال الي اليوم تطاحن وتحارب وفقدان ثقه ليس المشكله في الاستقلال وانما المشكله فينا نحن كشعب فقد تربينا علي الانانيه والتكبر علي بعضنا والتواضع لغيرنا انظروا الي بلاد كثيره ككوريا الجنوبيه مثلا فقد انتهت الحرب الكوريه في العام 1953 واعلنا استقلالنا 1956 اي في فترة واحده وانظر الفرق اليوم فرق شاسع لاتقسه المقاسات وكلنا شاهد علي ذلك اذا توحدت ارادتنا واصبح البلد اهم من الحزب واهم من القبيله واهم من الاسر الصغيره حتما سنصير الي ما صار اليه غيرنا والا فلننتظر الطوفان
ابوتسابيح
12-17-2007, 09:22 AM
Siham Elmugammar
Siham Elmugammar
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 3488
Quote: تساؤلاتك فى محلها اخى هشام..وفى وقتها فمن الواضح ان هذا الاستقلال الوهمى تحول الى نوع جديد من الاستغلال المقنن لشعب وأرض السودان وقد آن الأوان للحديث بكل وضوح وصراحة عن هذا الموضوع .
شخصيا لا أشعر باى احساس بالفرح فى ذكرى الاستقلال..بل فى كل الأعياد الوطنية واعتقد مثلى كثيرون وكثيرات.
هشام و امنه انا ما معاكم !!! الاستقلال براهو و ما حدث بعده براهو غايتو انا اول يناير بفرحنى!!! و معاكم فى البعده قاعد يغبنى و يدردقنى فى واطة الله دى!!!!
و كل سنه وانتو طيبين
_____________________________________________________ تخريمه: هشام لوم العدو!! فى غير موضوع البوست طبعا!!!
12-17-2007, 11:26 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
والله كدى بعيدا عن موضوع الفشل أنا شايفة ان السودان صراحة استعجل يعنى لو كان 66 يعنى 10 سنين تانى يمكن كانت البلد بقت بلدا حالها زين دى باينة فى آثار الحاجات الخلوها بنية تحتية ساى كانو ريحونا
بعدين المصيبة التانية أن السودانيين لليلة وبكرة وبعد مليون سنة حتفضل نظرتهم لل british ديل براها نكذب عيونا ونصدق الانجليز
مودتى
سماح
12-17-2007, 02:26 PM
كمال مبارك
كمال مبارك
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 1367
{ شخصيا لا أشعر باى احساس بالفرح فى ذكرى الاستقلال..بل فى كل الأعياد الوطنية واعتقد مثلى كثيرون وكثيرات } .
صدقت ِ أيّتها العزيزة / آمنة مختار ، إحساس ٌ بالمرارة والخيبة والأسى ، يعقب كلّ مناسباتنا الوطنيّة الكبرى : الاستقلال .. ثورة أكتوبر .. انتفاضة مارس / أبريل ..
فحين نلنا استقلالنا ، ورثنا عن المستعمر ، على سبيل المثال ، ثلاثا ً : • مشروع الجزيرة ( وما قاله عنه أخونا عاطف مكاوي ) . • مواصلات واتصالات ( سكة حديد ، بريد وتلغراف : من نمولي الى حلفا ، ومن بورتسودان الى الجنينة ) . • خدمة مدنيّة وإدارة أهليّة – عالية الكفاءة ( على الأقل ، في الإطار الذي رسم لها من قبل المستعمر )
وكما قال أستاذ / المجمر ، محقا : ( الاستعمار دائما ينشئ من البنية التحتية ما يكفى متطلباته فقط ) ، وما أنشأه المستعمر كان يدرّ عليه ريعا مجزيا – بل جزيل العطاء ، وبعد خصم كلّ مصروفاته على ما أنشأه من بنى ، إدارة ، رشاوى .. وعلى جيشه الذي يؤمّن له البقاء . وبالطبع ، لم يكن مشروع الجزيرة هو وحده ما يشكل الدخل القومي للبلد ، إلا أنّه كان عماد الاقتصاد ، والأكثر تطوّرا ، بالنسبة لها . فكان من الحريّ أن نضرب به المثل ، وأن نتساءل عن ماذا فعلنا به ؟! وعن ماذا فعلنا بالأخريات : الخدمة المدنية ، السكة الحديد .. إلخ ؟!! فبدل المحافظة عليها وتطويرها – ذهبت أدراج الرياح . ولكي لا يكون وصفنا هذا سرياليّا ، لأنّ المقصود من هذا البوست إجابة على أسئلة محدّدة ، ذهبت أدراج الرياح هذي : بالنسبة لمصلحة البلاد ككل ومصلحة طبقاته الكادحة ؛ وإنّما في الأصل قد ذهبت الى أدراج وجيوب طبقات ، وفئات ، وبيوتات بعينها .. فعلى امتداد الحقب والحكومات التي تلت الاستقلال تحوّلت البلاد بأسرها الى سوق للبيع ، بيع كل المواد الأوليّة ، بدل التنمية . وبقدرة قادر تبدّلت مَهمّة الحكام من خدمة البلد ، لتصير البلاد وشعوبها في خدمة حكامها وتلبية طلباتهم – التي لا ترتوي – للسلطة والمال والجاه ..
لا أحد ينكر أنّ من حق الشعوب الاحتفال باستقلالها .. ولكن ، من المكابرة أن نغنّي وننشد الأناشيد ونرفع عقيرتنا بالشعارات – دون أن نحاسب مَن جعلوها ، شعاراتنا وأحلامنا ، جوفاء وبلا معنى أو طعم .. فبعد نصف قرن ونيف ، ما زلنا نحلم ب"جمعيّة تأسيسيّة" منتخبة ديمقراطيّا من الشعب تفلح بوضع دستور دائم للبلاد – بدل "جمعيّاتنا" الخائبة التي ما فلحت في شيء غير أن تأتي بحكومات تمهّد وتعبّد الطرق لأنظمة الديكتاتوريّة .. مدنيّة ً كانت أمْ عسكريّة ! بعد ما يقرب مِن نصف قرن لعُمر "ثورة أكتوبر" ما زلنا نتأسّى على دماء شهدائها ، على شعاراتها وأهدافها التي وئدوها وقبروها بكفن "مشروع الدستور الإسلاموي" ، هذا الدستور الذي لا يسع وطنا مثل السودان – الأصيل التنوّع دينيّا وثقافيّا .. فكان أن جاءت "كارثة" مايو . والحديث عن مايو ذو شجون .. ومحن ، فبانوراما مايو تصلح لأن تكون مرآة لكلّ أحلامنا / خيباتنا – فمَن مِن اليمين أو اليسار لمْ يجرّب ، أو تجرّبه مايو ؟! "إتحاد اشتراكي" أفضي بنا الى استشراء الطفيليّة .. مشاريع تنمية عملاقة أودت بنا الى مديونيّة لا تصدّق .. أتت بأوّل دستور مدني جعل المواطنة حق لكل سوداني دون تمييز ، أطفأت نار حرب الجنوب باتفاقيّة جوبا .. أزكتها ثانية حين قسّمت الجنوب – خارقة الاتفاقيّة - بعد عشر سنوات من السلم .. أمّا حين أتت ب"قوانين سبتمبر" واغتالت باسمها الشهيد / محمود محمد طه وحاولت تعميمها على "الكفار" والنصارى – دقت آخر مسمار في نعشها وولّت ، خلف غبار الإنتفاضة ..
ما تلى ذلك ، وما تلى الذي تلى لمْ يكن سوى إعادة إنتاج للأزمة التاريخيّة للسودان .. وحين يعيد التاريخ نفسه ، لا يفعل ذلك إلا في شكل مسخرة ، كان من المفهوم أن تعجز الحكومة الانتقاليّة عن أيّ فعل سوى الانتخابات ، والتي تمّت ، على عواهنها ، وأتت لنا ببرلمان منتخب ( جمعيّة تأسيسيّة – إن أردنا الحق – تقوم بمهام ما بعد الاستقلال ، التي فشلت جمعيّاتنا السابقة في القيام بها ) وحكومة شرعيّة . وهنا أريد أن أسجّل ملاحظة – أو بالأصح اعتراضا على تلك الدعاوى التي تقول بأنّ من أكبر خطايا تلك الحكومة الأولى بعد الانتفاضة هو عجزها ، أو تخاذلها عن تصفية آثار مايو . لأنّ ذلك كان سيطال الجميع .. كان سوف يفتح أبوابا لن توصد أبدا دون دماء : مَن أتي بمايو ومن ساندها ؟ مَن قتل مَن ؟ من عذّب من ؟ من دخل الاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب ؟ من أكل أموال الخلق ؟ ... إلخ كان من الأفضل أن تثوب أحزابنا الى مصالحة وطنيّة .. مصالحة تُبنى على نقد ومحاسبة الذات ، أوّلا وأخيرا . على قراءة التجربة ومساءلة النفس - جهاد النفس بدل مجاهدة أبناء وبنات الوطن الواحد ، من ذوي الأديان الأخرى / سماويّة كانت أمْ أرضيّة .. كان علينا أن نلتفت الى ميلاد استقلالنا اليتيم ، استقلالنا الذي هو بلا دستور دائم يحميه ويرعاه . دستور يكفل الجميع ، ويتساوى فيه الجميع أمام مؤسسات الدولة المدنيّة الثلاث : برلمان وقضاء وحكومة .. وفي ظلّ دولة مثل هذي سيخرج فيها الجيش – كمؤسسة - من لعبة السياسة الى الأبد ويعود الى مهامه الاحترافيّة / حماية الوطن .. ويصبح أفراده يعبّرون عن آرائهم السياسيّة بطريق الإقتراع ، مثل أيّ مواطن ، بدل فوهة البندقيّة ..
هذا ما فشلنا فيه بعد نيلنا استقلالنا : بناء وطن / دولة !
وللأسف ، أن ذلك كان قريب المنال حينها – بعد سقوط نظام مايو .. وكنّا ، حينها ، أكثر زخماً ، أكثر وحدة ً ، لأنّ "الكلّ" شارك في إسقاط النظام ؛ وما كان علينا سوى إسقاط بعض قناعاتنا التي أثبت الزمن بأنّها غير قابلة للتحقق – شيوعيّة كانت أمْ إسلاميّة - إلا في ظلّ وطن غير هذا السودان بجغرافيّته وتاريخه المعروفيْن .. وفي زمن غير هذا الزمن !
نحن الآن - لسنا بعد خروج المستعمر للتو ، ولسنا خارجين من معمعة إنتفاضة أو ثورة للتو – بل في ظلّ أحد ألعن حلقاتنا الجهنميّة ، وتحت نير حرب واقتتال وفرقة – ألا يحق لنا أن نتساءل : هل ما زلنا قادرين على بناء وطن / دولة تسع الجميع ؟!!
هل مازلنا ، أصلاً ، قادرين على أن نحلم بذلك – ناهيكنّ / كم على أن نحتفل ب.... ؟
12-18-2007, 09:43 PM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: نحن الآن - لسنا بعد خروج المستعمر للتو ، ولسنا خارجين من معمعة إنتفاضة أو ثورة للتو – بل في ظلّ أحد ألعن حلقاتنا الجهنميّة ، وتحت نير حرب واقتتال وفرقة – ألا يحق لنا أن نتساءل : هل ما زلنا قادرين على بناء وطن / دولة تسع الجميع ؟!!
هل مازلنا ، أصلاً ، قادرين على أن نحلم بذلك – ناهيكنّ / كم على أن نحتفل ب.... ؟
Quote: لكنى اعتقد ان المسألة تكمن فى طريقة ادراتنا لبلادنا
ادرناها بطريقة ديك العدة
ياهشام كل عام وأنت بخير - طبعا عيد الأضحى مش الأستغلال-
طبعا ده حديث كثيرا ما يتفكر الأنسان في What went wrong في بلد فيه -كان- الكثير من القدرات المهنية at least ،لكن كان هناك مشاكل كما أختصرتها في طريقة ديك العدة فعلا أي واحد ممن يسمون أنفسهم جيل الأستقلال هذا أسهم فيها ببساطة لم يكن لديهم القدرة على التمييز بين الدولة والحكومة -كما ضرب المفكر المصري سعدالدين أبراهيم مثلا في أحدى المحاضرات بالسودان-ولم يكونوا بالوطنية التي يدعونها في التاريخ ،، ببساطة عندما كانوا يتشاجرون حول كيفية الأستقلال مع مصر أو السودان للسودانيين كانت هناك حرب أهلية في جنوب البلاد لم يتوقفوا حتى للتفكر حول هذه المشكلة !! بل "ينظر لها بعين الأعتبار"" كأنها سلطة في مائدة !!
-الأزهري عندما فشل في حكم البلد رمى حزب الوسط-حينئذ-ألى السادة الميرغنية،، السادة المهدية فشلوا سلموها للعسكر ،،الأزهري يأتي ليطرد نوابا منتخبين من البرلمان !! المهديين يتآمرون مع الأسلاميين من الأخوان ،، في كل هذه المراحل يأتينا التطهير للصالح العام الشعار الأول ،، كيف بالله عليك أن يمكن أن تخطط لبناء مزيرة في بلد الكل يتآمر ضده وكما أسلفت الكل يحاول هدم ما بناه سلفه الصالح أو الطالح؟؟
تعرف عندما تسآل الطيب صالح من أين أتى هؤلاء فبالصدفة تقابلنا في لندن وكان الحديث حول ضعف المعارضة عدم الوحدة حول المواقف ..الخ فقلت ليه ياأستاذ الطيب عرفت حسه من أين أتى هؤلاء؟؟
12-19-2007, 05:01 AM
ترهاقا
ترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8859
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة