يمكننى ان أجزم ان منافسة الدورى الممتاز لكرة القدم فى السودان هى الاضعف قاريا واقليميا.
الدورى الممتاز منذ انطلاقه بصورته الجديد كوريث للدورى العام منذ اكثر من عشرة مواسم ظل يتعرض للكثير من الانتقادات و كان يمكن لقيادة الاتحاد العام الانتباه لتلك الانتقادات وخاصة ان بعضها محقا جدا ولكن قيادة الاتحاد الحالى ومعارضيها على حد السواء جعلوا من كرة القدم مكانا للتناطح الاهوج ومعارك لكسر العظم .
من اقوى الانتقادات التى وجهت للدورى الممتاز هى انه اضعف اقوى دورى فى السودان وهو دورى الخرطوم ولم يقدم البديل الناجح على مستوى القطر .
كما يقول منتقدى الدورى الممتاز ان المنافسة لم تفرز فرقا قوية بالاقاليم بل على العكس اضعفت هذه الفرق بسبب اضطرارها للسفر كثيرا لآداء المباريات فى مناطق متفرقة من السودان الشاسع و بينما يكون المنصرف ثقيلا على كاهل هذه الاندية يكون الدخل عبارة عن فتات لا يغنى ولا يسمن من جوع. اصبحت هذه الاندية تنتظر مباريات الهلال و المريخ بفارغ الصبر حتى تخفف من ديونها و تستمر فى اداء المباريات حسب الجدول المعلن. لذلك فقدت هذه الاندية قدرتها على الحصول على لاعبين جيدين على مستوى المنافسة بل اصبحت تفقد حتى لاعبيها المميزين لصالح عملاقى الخرطوم.
يمكننى ان اضيف هنا ان نظام الصرف على الاندية الذى كان يعتمد فى السابق على الرأسمالية التقليدية لهذه الاقاليم انهار لأن سفراء المركز أستولو على كل شئ وكل نشاط يمكن ان تنتج عنه ثروة فى الاقاليم فاصبح اغنياؤها السابقون فى عداد الفقراء و كفوا عن الصرف على هذه الاندية بسبب انحسار الموارد. الاثرياء الجدد لا تهمهم رياضة الاقاليم فهى لن تفيدهم بشئ ولن تقوى ارتباطهم بالمركز الذى صار يمثل كل شئ لذلك اندفع هؤلاء الاثرياء الذين لم تكن تربطهم بكرة القدم اى رابط نحو الناديين الكبيرين طمعا فى الحصول على الشهرة و الرفعة والوجاهة الاجتماعية بعد الحصول على المال.
خلاصة الامر أن اندية الاقاليم تركت بلا معين لذلك ظلت هذه الاندية تكابد حتى وصل مستواها لما هو عليه الآن و سوف يتدهور المستوى اكثر و اكثر و عمليا سوف يصبح الفريقين الكبيرين دون منافس الا بعضهما.( أنظر لنتائج هذا الموسم)
التدهور لم يقف على اندية الاقاليم لوحدها بل طال اندية الخرطوم الاخرى التى تنافس بالدورى الممتاز لأنها كما ذكرنا عاليه لاتمثل اى جذب للأثرياء الجدد فماذا يفيد جمال الوالى او صلاح ادريس لو رأس احدهما نادى الموردة مثلا؟
من اكبر كوارث الاتحاد العام و الدورى الممتاز انه اوقف نظام الاشبال و منافسات المراحل السنية والسبب هنا واضح جدا كيف يمكن لفؤيق يعانى اصلا من الصرف على الفريق الاول ان يصرف على فريقا للناشئين او الشباب؟
فى العديد من الدول التى لديها دورى موحد يوجد دورى رديف بها او دورى "ب" كما يوجد دورى للناشئين . تتكفل هذه المنافسات بانتاج المواهب من الناشئين والشباب ترفد بهم الفرق. انظروا للدورى الاسبانى وكم من ناشئ لعب لريال مدريد او برشلونة صعد للفريق الاول واذا لم يصعد ذهب و افاد فريق آخر يلعب فى الدورى لذلك يظهر هناك كل يوم لاعب جديد و تظهر فرق تهز الارض امام الناديين الكبيرين فى اسبانيا فصارت الليجا الاسبانية من امتع المنافسات الكروية فى العالم لتقارب مستوى الفرق فلا تستطيع التبؤ ابدا بنتيجة مباراة فى هذا الدورى المثير.
كما اسلفنا اصبحت الاندية وحتى الكبير منها دون رافد يغذيها ويجدد شبابها انظروا لفريقى القمة الآن و الكم الهائل من العواجيز الذين تضمهما كشوفات الفريقين وبسبب غيابلاعبين جدد اكفاء لجأت الاندية الكبيرة بقدرتها المادية على استجلاب محترفين اجانب لسد النقص المريع فى اللاعبين نجح بعضها و فشل البعض الآخر لأن سياسة التعاقد مع اللاعبين الاجانب لم تخضع لمعايير فنية وشابتها المبادرة و المنفعة الشخصية فى كثير من الاحيان.
ما يسمى الطفرة فى كرة القدم الآن لم تنتج عن دراسة او تخطيط وان محض صدفة تدخل فى صناعتها توفر موارد مادية كبيرة للناديين الكبيرين فصنعت بعض الانتصارات لهما ولكنها لم تفلح فى صنع فريقين ثابتا المستوى. ينطبق الامر على المنتخب الذى استفاد من صدفة صحوة الفريقين الكبيرين خاصة وانه يتكون منهما بالاساس كما استفاد من كرم قرعة الادوار التمهيدية. نعم تحقق النجاح بالصعود للنهائيات بعد ثلاثة عقود من الانتظار ولكن انظروا لمتوسط عمر لاعبو المنتخب وكم منهم من الشباب تعرفون انه لا مستقبل لهذا الفريق حتى لو واصل نتائج الصدفة فى النهائيات.
لقد كنت من مناصرى الدورى الممتاز عندما انطلق فى صورته الحالية ولكن عندماوصل حال فرقه للوضع الحالى ارفع صوتى مع الحادبين على مصلحة كرة القدم فى السودان انه يجب اعادة النظر فى هذا الدورى العقيم دورى الثمانيات و الستات والخمسات لكل الفرق غير الناديين الكبيرين دورى لا جدوى منه.
اقترح ان يعد الاتحاد العام لورشة علمية وفنية تدرس كرة القدم فى السودان و تقترح النظام الامثل للتنافس فى السودان. النظام الذى يضمن وجود منافسة حقيقية و يضمن وجود منافسات للشباب والاشبال تكون اساس النهضة و الاستمرارية. الورشة هذه يجب ان تضع مقترحات لمعالجة كافة الجوانب خاصة موضوع كيفية الصرف على الاندية المشاركة فى المنافسة وايجاد طريقة لدعمها فى المراحل الاولى للمنافسة الجديدة . يجب أن تدرس عضوية هذه الاندية و كيفية تنميتها و كيفية الارتقاء بها وجعل النادى مكانا للجذب الاجتماعى الاسرى والرياضى. اتحدث عن ضرورة دعم الاندية لان هذه الاندية هى الاساس وهى التى تكون الاتحاد وفى رفعتها و تطورها تطور ورفعة لكرة القدم فى البلاد.
يجب ان يستفاد فى هذه الورشة من خبرة البلاد التى لها ملامح جغرافية واقتصادية تشابه بلادنا وحققت نهضة حقيقية فى كرة القدم. كما يجب ان توضع المقررات فى شكل برنامج نتعدد المراحل ينفذ فورا و بحرفية ومهنية و يراجع الاداء فى كل فترة حتى تدعم الايجابيات و يتم التخلص من السلبيات.
لو استمر الحال كما هو عليه اقترح للإتحاد العام الغاء الدورى الممتاز بصورته الحالية وعمل منافسة من عشرة مراحل بمشاركة الهلال و المريخ فقط ولا داعى للتعب و التلتلة و السفر و القومة و القعدة.
11-07-2007, 08:09 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
الاخ المجمر سلام عليك المشكلة الرئيسة تكمن في النزعة الإحتكارية لناديي الهلال والمريخ واللذان ظلا يتربصان بالفرق الاخري ويجردانها من مواهبها ولاعبيها المميزين لمجرد (الإحتكار والتكديس) فلا هما إستفادا من هذه المواهب ولا تركا غيرهما يستفيدان ولعل ذلك أهم وأقوي الأسباب التى أدت لإضعاف الاندية الأخري وبالتالي إضعاف المنافسة , وقد سن الإتحاد العديد من القوانين واللوائح لمحاربة ظاهرة تكديس اللاعبين ولكن المال كان دائما غلاب فحتى هولاء اللاعبين الذين يدافع عنهم الإتحاد تحايلوا على هذه القوانين وإختاروا الإرتماء في أحضان المال والتمتع ببريق أوراق البنكوت على حساب مستقبلهم الكروي . بخصوص فقر الأندية الاخري بخلاف هلال مريخ والذي إعتبرته سببا من أسباب تدني المستوي فلك ان تعلم أن الإتحاد خصص ميزانية ثابتة لهذه الأندية وتكفل بالترحيل والإعاشة وجزء كبير من مصاريف المعسكرات الإعدادية لهذه الاندية ولو كانت المشكلة بالحجم الذي تعتقد لما بقي هناك نادي واحد يمارس نشاطه بإستثناء ناديا القمة .
Quote: من اكبر كوارث الاتحاد العام و الدورى الممتاز انه اوقف نظام الاشبال و منافسات المراحل السنية والسبب هنا واضح جدا كيف يمكن لفؤيق يعانى اصلا من الصرف على الفريق الاول ان يصرف على فريقا للناشئين او الشباب؟
الجزئية أعلاه من حديثك جانبها الصواب يا هشام فالإتحاد لم يوقف نظام الأشبال ومنافسات المراحل السنية بل قننها وجعلها تؤول لإشرافه المباشر بعد ان أصبح هذا الجهاز الحساس بؤرة للفساد والرشاوي والتزوير والخبث , وقد أقام الإتحاد منافسات الدرجتين الرابعة والخامسة وهي منافاسات تجري فعالياتها حاليا على نطاق واسع بولايات السودان المختلفة وبدعم ورعاية كاملة من الإتحاد ولك أن تستعلم من ذلك للتأكد . الغريب يا هشام أنك أوردت سببا آخر من أسباب إيقاف الأشبال بنظامه القديم وهو ما ذكرت أدناه .
Quote: والسبب هنا واضح جدا كيف يمكن لفؤيق يعانى اصلا من الصرف على الفريق الاول ان يصرف على فريقا للناشئين او الشباب؟
لى عودة إن أردت .. الود
11-08-2007, 11:11 AM
طلحة عبدالله
طلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18149
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة