|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: هشام المجمر)
|
الأشهاد
الجسم الطبي في بلادنا في الوقت الراهن ليس أبدا بخير. و السبب الاساسى دخول مجموعات من التجار و رجال الأعمال مجال الاستثمار في الخدمات الطبية مدخلين قيما غريبة على المهنة الطبية التي عرفت طيلة تاريخها بالنزاهة و البعد عن كل ما يخدش أمانتهم و أخلاقهم. لكن في الآونة الأخيرة بدأت تطل ظواهر جديدة أشجار الشر التي غرست في الأعوام الماضية أتمت نموها و بدأت في طرح ثمارها المرة و الفاسدة. أطباء و تجار سوق تحولوا إلى سماسرة في مكاتب أنيقة تخيروا لها مواقع جوار المستشفيات الكبرى و العيادات الخاصة). هزه المكاتب تحت مسمى "مساعدة المرضى لتلقى العلاج في الخارج" و بالتحديد في دولة الأردن (الشقيق). و لعلم القارئ الكريم فانه عندما كانت مختبرات إستاك قبلة لكبار علماء أمراض المناطق الحارة و علم الأمراض في العالم، و عندما كان مستشفى الخرطوم ( الملكي) واحدا من اكبر ثلاثة مستشفيات في الفارة لم تكن دولة الأردن قد ظهرت للوجود (إذ كانت جزء من ارض فلسطين و اقتطعها الإنجليز حوالي عام 1922م كمكافأة للأمير عبد اللة ابن الحسين (لوقوف والده مع الإنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى) قبل عامين فقط من بدء الدراسة في كلية طب جامعة الخرطوم، فتأمل!!! المستشفيات الحكومية صارت معبرا للمستشفيات الخاصة من خلال سماسرة (نعم سماسرة) قد يكونون ممرضين أو أطباء أو غيرهم. يوسوسون للمريض المغلوب على أمره ألا يضيع حيا ته و ان يهرع فورا إلى المستوصف الفلاني. و قد يتم الضغط عليه بتأخير موعد عمليته لفترة بعيدة أو اساءة معاملته أو...أو...... ثم يقبضون الثمن حيث توجد تسعيرة معينة للرأس الواحد (المجلوب) لتلك المستشفيات. في المستشفيات الخاصة إضافة إلى الأسعار العالية جدا و التي لا تتناسب أبدا مع نوع الخدمات التي تقدم يتعرض المرضى إلى أنواع و صنوف من الفساد تتمثل في: 1. تجرى له كمية كبيرة من الفحوصات و الأشعات غير الضرورية و بأسعار فلكية، بل و في أحيان كثيرة يكون قد أجراها حديثا في مكان آخر. 2. يتم (تداول) المريض بين كل التخصصات الموجودة في المستشفى حتى و لو كان التشخيص واضحا و يكون المريض قد دخل المستشفى لعملية أو إجراء معين. مثال، يكون المريض قد تم تحويله لعملية استخراج حصاوى و التشخيص يكون واضحا و مؤكدا، لكن برغم ذلك يتم (تمريره على اخصائى الباطنية و الجراحة العامة و العظام و النساء (ان كان امراءة) و القلب و غيرهم حيث يدفع لكل واحد مالا يقل عن مائة ألف جنيه. يفترض ان تكون معاينة المريض لتحضيره للعملية جزء من تكاليف العملية، كما يمكن ان يقوم بها كلها نائب اخصائى واحد، لكنه الطمع و الشره!!! 3. يتم افتراض سؤ النية عند المرضى فيجبرون على دفع مبالغ كبيرة من المال قبل ان (تعتب) أرجلهم داخل المستشفى. و إذا أحسوا ان مال المريض قد أوشك على النفاذ يقومون (بإقناعه) بالتحول إلى اى مستشفى حكومي! 4. بعض المستشفيات إذا ساءت حالة المريض يعمدون إلى (تزويغه) خارج المستشفى حتى لا يظهر النعي و به اسم المستشفى، أو تخرج (الجنازة) من بوابتهم، مع ان المرضى يمكن ان يموتوا في أحسن مستشفيات أوروبا و أمريكا. 5. كما ان معظم هذه المستشفيات تعانى من نقص يعض الأقسام الحيوية لإنقاذ حياة المريض مثل بنوك الدم و ووحدات العناية المكثفة. كما إنها في سبيل ضغط المصروفات لا تستعين بعدد كاف من صغار الأطباء لمتابعة و مراقبة المرضى على مدار الساعة، فيضطر ذوى المريض للاتصال و البحث عن الأخصائي بأنفسهم و غالبا لا يجدونه. و إذا رفض احد الأطباء هذه الممارسات فهو يستبدل فورا باى طبيب آخر. كما ان دائرة الشر تكتمل ببعض كليات الطب الخاصة التي أسسها بعض تجار سوق اللة اكبر بغية التربح منها (كأنها مصنع صابون أو زيوت). نقص كبير في( الاصطاف)، و ما عدا واحدة (أكاديمية مأمون حميدة) لا تملك اى منها مستشفى خاص بها حيث يتدرب طلبتها مجانا على مرضى المستشفيات الحكومية مع إنهم يدفعون آلاف الدولارات لمالكي تلك الكليات، إساءة معاملة العاملين و الاساتزة فالمرتبات فتات و على هوانها تتاخر شهورا عددا. ما هو اصل الداء في هذه المستشفيات؟ المشكلة في مالكي هذه المستشفيات و هم غالبا من غير الأطباء حيث يتحكمون و يفرضون رؤاهم التي لا تبتغى غير الربح.
لك اللة يا وطني الحبيب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: عوض محمد احمد)
|
Quote: ولكن من هو المسئول عن إهدار الحياة البشرية بهذه السهولة؟ المستشفى الخاص؟ العام؟ وزارة الصحة؟الدولة؟ المجلس الطبى؟ نقابة الأطباءالواقعة تحت سيطرة الدولة؟ |
نعم أوافقك تماما..الدولة هي المسئولة عن موت ابننا الطـفل..وعمن عذاب أبوه أخانا.. عن قباحة المستشفي وقوانينها التي تسمح بمثل هذه الشناعة.. الدولة مسئولة لخلقها هذه المساحة اللا آخلاقية التي تسعي فقط لإمتصاص دماء المواطنين كما جيوبهم.. والدولة مسئولة عن ضياع القيم الإنسانية التي لا تري قيمة لجياة أطفالها وحياة مواطنيها..
متي تنتهي هذه الدولة?
سـلام ياهشـام..المهم عنـد هذه الدولة القضاء علي المواطنين السودانيين البسطاء والشرفاء!
مني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: عوض محمد احمد)
|
أخي المجمر
والله مصيبة مهما كتبنا عنها لا نوفيها حقها من الجرم العظيم! والمسؤول هو عمر البشير الذي عين وزير الصحة و.. و.. و.. وهكذا الى المسؤول المباشر ...
أنا فقدت اخي الكبير في إحدى مستشفيات الخرطوم الكبيرة في قسم الحوادث!
نعم يموت الإنسان بيومه، لكن لا يقتل الإنسان في يومه!
أدركونا يا ولاة أمرنا النائمون، والا الويل لكم من عذاب يوم القيامة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ......)
إنا لله وإنا إليه راجعون
هشام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: هشام المجمر)
|
أخي هشام
ماأرخص الإنسان في بلادي , هذه نفس الوضاعة والخسة التي تناولت بها هذة المستشفيات واداراتها التي هي وصمة عار في تاريخ قطاع الصحة في السودان حالة الراحل المقيم مجدي النور مع فظاعة الجرم في تجاهل مشاعر أب مكلوم على إبنه , ليت كل من كان له يد في هذة المهازل أن يشرب من نفس الكأس ويفقد عزيز لديه حتى يصحو هؤلاء الذين نسوا الآخرة وهمهم في الدنيا جمع المال حتى ولو بهذه الفظاعة .
لو كان هناك رادع لما تجرأ هؤلاء لإرتكاب مثل هذه التجاوزات ولو ارتفع صوت
هذا الأب المكلوم لمنظمات حقوق الإنسان وبصورة جدية وقانونية لحقق في هذه الحالة ولفكر غيرهم من المستهترين ألف مرة قبل أي تصرف أرعن .
تحياتي
صلاح واسبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: هشام المجمر)
|
مشهد من قصة " صوت الموسيقى " .. أهديها للأب المكلوم وللطفلة الموءودة
" خمسة أيام للوراء اشتدت على إبراهيم آلام الصدر، فذهب إلى المستشفى العمومي الكبير يحمل معه رسوم العلاج حيث رأت الحكومة أنَّ العلاج المجاني لا يتناسب مع التوجُّه الحضاري للبلاد ولا يستحقه إلا المقربون ممن رَضُوا عنهم، وبعد ملهاة الانتظار الطويل في ذلك الطابور المأساوي حيث كل فرد فيه هو ما بين ميت وحي وإبراهيم يتلوَّى ويبصق دماً وقف والد في كامل فحولته يبكى ويستغيث وهو يحمل طفله الذي التهم الحريق جسده البض، الرجل ما بين عويله وصراخ الطفل فَهِم منه إبراهيم بأنه غادر بيته حافياً، حتى صاحب سيارة الأجرة الذي أوصله إلى المستشفى عَذَره وأعفاه من قيمة المشوار بعد أن رأى حالة طفله ولكن هنا.. في هذا المستشفى العمومي الذي شُيِّد بالجهد الشعبي قبل أكثر من سبعين عاماً.. هنا في عنبر الحوادث.. وقف الأطباء صاغرين عاجزين عن مد يد الرحمة للطفل الباكي أو مسح دموع الوالد المكلوم.. ليس لأن الأمر أكبر من قدراتهم أو لعجز في الإمكانات، بل لأنَّ الأمر ليس بيدهم.. الصبية الذين عَيَّنتهم الحكومة، لهم سلطات أعلى منهم، سيطروا على المكان وفرضوا إتاوات على إنقاذ حياة البشر، وأعلنوا للملأ بأنه لا علاج إلا لمن يملك قيمته، منعوا أيدي ملائكة الرحمة أن تمتد لمساعدة الطفل المسكين.. انهار الوالد تحت صراخ الطفل.. والأطباء مشدوهون.. في تلك اللحظات ودون تلكؤ أو تردد وقف إبراهيم وأدخل يده في جيبه وأخرج ما عنده من مال كان قد أحضره ليعالج به، أخذه ووضعه بين يدي الوالد الجاثي على الأرض وغادر المستشفى وهو يبصق دمه على ذلك الحال والمآل. وما هي إلا لحظات حتى نهض معظم طابور المرضى وأخرجوا ما لديهم من مال ووضعوه بين يدي الوالد الباكي الذي ازداد بكاءاً، وبعد أن جمع ما طلب منه من مال حمل طفله وذهب به عَدْوَاً إلى حجرة العلاج.. لكن الطفل لم يصمد طويلا وأعلن الطبيب المناوب بأن الطفل فارق الحياة.. أتى صبي أمرد يمثل الحكومة ليواسي الأب وأطلعه على وجود مكتب بالطابق الثالث لصندوق الزكاة يمكن لموظفيه أن يساعدوه في تكاليف مأتم طفله.. جَفَّف الأب دموعه بطرف قميصه ثم نثر فوق رأس الصبي الأمرد النقود التي جمعها من المرضى لعلاج ابنه، حاول الصبي أن يستهين بفعلة الأب بأن يبتسم ساخرا في وجهه لكنه ارتعد رُعْبَاً تحت نظرات الأب المكلوم وتمتماته المبهمة. عاطف عبد الله
| |
|
|
|
|
|
|
|