عقدت الجمعية السودانية للعلوم السياسية، في الفترة من ١٣-١٥ شباط/فبراير ٢٠١٧م، في القاعة الدولية للمؤتمرات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤتمراً برعاية وزير الخارجية إبراهيم غندور، تحت عنوان: (السودان... والمتغيرات الإقليمية والدولية)، حيث كان اللافت للنظر تخصيص أربع أوراق حول العلاقة بدويلة يهود المحتلة المغتصبة لأرض الإسراء؛ وقد أكدت إحدى هذه الأوراق على وجود مباحثات سرية تعقد الآن بين الجانبين؛ حكومة الإنقاذ، ودويلة يهود، وأشارت الورقة إلى حتمية تواصل الاتصالات السرية مع كيان يهود.
وشارك بالمداخلة والتعقيب في المؤتمر، عضوا الحزب الأستاذ/ عبد الله عبد الرحمن (أبو العز) - عضو مجلس الولاية، والأستاذ/ محمد جامع (أبو أيمن) - مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في السودان، حيث أشارا إلى خطورة الروح الانهزامية؛ التي تتناول قضايا البلاد مع القوى الخارجية، وإلى عدم المبدئية في تحديد مَنْ العدو ومَنْ الصديق؟، وإلى عدم وجود رؤية منهجية سياسية واضحة لحكام السودان؛ مما جعلهم يغيِّرون المواقفَ ويقدمون التنازلات فيتخذون الأعداء أصدقاء، وأن دويلة يهود ليست كما يصورها الإعلام بأنها دولة قوية فقد فضحتها حروبها مع حماس وحزب إيران في لبنان. وعن الهوية وضح الإخوة أننا لا نبحث الأمور على أساس عرب وأفارقة بل مسلمون، وأن دولة المسلمين القادرة على حل المشاكل هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وقد تفاعل الحضور خيراً مع هذه المشاركات مما يدل على أن الأمة بخير. وقد بات واضحاً أن ما أثير من أخبار التطبيع مع كيان يهود هذه الأيام لم يكن أمراً فرديا من شخص؛ بل هو بالونة اختبار لما تريد حكومة الإنقاذ تهيئة الرأي العام في السودان له، وكان من الملاحظ الحضور الكثيف للدبلوماسيين والأكاديميين السياسيين كأنَّما المقصود تهئية هذه الفئة للتعاطي مع جريمة التطبيع مع كيان يهود التي يظهر أنها أحد شروط أمريكا لرفع السودان عن قائمة (الإرهاب) أو التطبيع الكامل معها، ثم ينقل إلى أهل السودان.
هذا إذا أخذنا في الحسبان تصريح وزير الخارجية غندور يوم الأربعاء ١٨/١/٢٠١٧م، بعد خطابه أمام البرلمان، عندما سئل عما إذا كانت الخرطوم ستعيد النظر في العلاقة مع تل أبيب، بعد الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان؟ فرد غندور بعد الإلحاح (كل شيء وارد في العلاقات الدولية)، كما لا يخفى على أحد كيف اختفت عبارة (كل الدول عدا إسرائيل) من على جواز السفر الإلكتروني، تلك العبارة التي كانت في جواز السفر القديم الذي تم إلغاؤه.
بناء على ما سبق فإننا في حزب التحرير / ولاية السودان، نحذر حكومة الإنقاذ من المضي قدماً في خيانة الله ورسوله والمؤمنين، بالتطبيع مع كيان يهود؛ لتضيف في سجلها الأسود، بعد فصل الجنوب، وتهيئة دارفور للانفصال، علاقة سوداء مع المغتصبين لأرض الإسراء، مع يهود قتلة المسلمين، الذين ما زالت سجونهم مليئة بالأسرى والأسيرات، وما زالوا يعلنون العداء للإسلام وأهله. ونؤكد أن جميع المسلمين يعلمون أن الدم المسلم واحد لا يتجزأ، وأن سلم المسلمين واحدة، وحربهم واحدة. والذين يقولون إننا سودانيون لا علاقة لنا بأهل فلسطين؛ فليتبرؤوا من علاقتهم بالنبي r، وخلفائه الكرام؛ لأنهم ليسوا بسودانيين، وأما من يقولون بأننا ضعاف لذا نقبل بالتطبيع مع المغتصبين، فإننا نقول لهم إن الأمة الإسلامية ليست ضعيفة بمبدأ الإسلام، وبالثروات، والرجال، والسلاح، والعتاد، وما أُخرج لعاصفة الحزم؛ كان كافياً لإخراج يهود من فلسطين، لولا عمالة حكام المسلمين المنهزمين أمام الأعداء. وصدق الله القائل عندما نهى عن موالاة يهود أشار إلى المنهزمين أمامهم فقال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: ٥٢].
كل هذه الأحداث تزيد الأمة يقيناً أن هذه الدويلات القائمة في بلاد المسلمين اليوم، لا تفعل إلا ما يرضي أعداء الأمة، وأنه لا خلاص، ولا عزة، ولا منعة، إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي ستعيد بلاد المسلمين المغتصبة، وتعيد السلطان إلى أمة الإسلام فيهنأ المسلمون بتطبيق شرع الله لينالوا خيري الدنيا والآخرة. وإن ذلك لكائن قريباً بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة