تنضب قواميس اللغة، ويجف حبر الاقلام، ترتعش الايدي، في الحلق خنجر وفي القلب حجر، رن الجرس جاء صوت خديجة الرفاعي لم يكن الموقف يحتاج الى سؤال ، ران صمت من هنا وصمت من هناك وتمر اللحظات التي لايستطيع الانسان وصفها ولايتمنى أن يوضع فيها ولايتمناها لحبيب أوعدو، انحشر لساني في مكان لاأعرفه وتصحر حلقي ... حاولت التحدث فلافهمت ولافهمتُ سألتها خير؟ جاءت اجابتها لا .. وأردفتها ماجد................................... عندها عم الاظلام الدامس لقد غاب د.عبدالماجد بوب فشل الجسد النحيل النازف منذ أيام في الصمود فشل الكبد في أداء وظائفه وخذلته الكلى ورغم الضخ المستمر للأوكسجين خلال الاسبوع الاخير الا أن الرئتين فشلتا في أداء دورهما وماجد يقاوم ويقاوم وهاشم محمد صالح وفي وفائه النادر ملازم له في العنايه المكثفه يرسل التقارير الطبيه ويحاول التماسك ويطمئن الآخرين لكنه يدري فداحة الموقف. لقد توقف قلب الماجد بوب في حوالي التاسعة من مساء الامس بتوقيت غرينتش ولازال الأمر سراً مكتوماً عن رفاق دربه وخلان وفائه وكيف سيستقبلون هذا النبأ ومن سيتجاسر ليفجع د.محمد مراد وخديجة الرفاعي ستكون في موقف لاتحسد عليه وهي التي اعتادت أن تتجاسر عند الاحن والمحن ، لم يكن أمامي ومنذ سماعي للنبأ الا وأن أردد انتظري حتى الصباح وكأن الصباح لن يأتي وهاهو قد دهمنا الصباح. من سيبلغ د.عبدالسلام نورالدين ود.محمد محمود ود.حيدر ابراهيم والاستاذ سليمان حامد وفروق ابوعيسى و د. رفعت السعيد والبروفيسور جابريل وور والقائمة تطول. مامعني أن يرحل رمز من رموز الانسانيه مامعنى أن يرحل جبل من الصبر مامعنى أن يرحل بحر من المعرفه حزن ممض تتجرعه في حلقك ، وسُم يسري في كل جسدك مات باحث حصيف ومدقق وموسوعي مات أكاديمي فريد ماخطر على باله سؤال الا وظل يبحث له عن اجابه ماتكاسل وماضن على أحد ماتهيب في اتخاذ قرار. يطرح أفكاره بتناغم وتراتب، يمنحك أُذنيه ماشئت في انصات تام حتى يخيل اليك أنه ذهب في سبات عميق وعندما تنتهي يأتيك رأيه، يشاركك الافكار صغيرها وكبيرها، أثناء نقاشات كثيرة ومتشعبه ومستمرة قبل أعوام اكتشف بأن مولانا القاضي الدكتور حسن علوب والذي تولى ملف قضية أحداث بيت الضيافه لازال حياً حيث يقيم في دولة الامارات ، وعندما تيقن من صحة الامر قرر في التو أن يطير له مباشرة رغم اعتلال صحته وبالفعل جلس الى مولانا القاضي حسن علوب وسجل معه مازاد على ال10 ساعات وقال لي أن أكثر ما أدهشه في مولانا علوب أن ذاكرته لازالت فولاذيه والأكثر ادهاشاً أنه يحفظ عن ظهر القلب فقرات طويله لما كتبه منذ العام1971. هذا التسجيل الوثائقي الهام جاهز للطبع كما علمت من الراحل وهناك كتاب آخر عن الشهيد جوزيف قرنق كان قد شرع فيه هذا خلافاً لمرجعين قيمين رفد بهما المكتبة السودانية أولهما عن جنوب السودان وهو الاستاذ الجامعي حيث عمل في جامعة جوبا لسنوات عديدة ، اضافة لكتاب توثيقي قيم بعنوان (19 يوليو اضاءات ووثائق) سجل فيها افادات هامة لمشاركين في الحدث. أرقد بسلام ياأباهشام فسيرتك سفر ستتناقله الاجيال عبدالوهاب همت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة