· غريب أمر هذا الكاردينال. · ما أن انتشرت شائعة تقول أن السلطات أوقفت مجموعة من السوريين يقطنون شقة تتبع لأشرف الكاردينال متلبسين بتزييف عملات، سارع الرجل إلى إصدار بيان بثه بالموقع الرسمي لنادي الهلال. · تصرف الكاردينال وتعجله بإصدار البيان ينطبق عليه ما يكتبه معلمو اللغة لأي طالب يخرج عن موضوع التعبير، أي أنه " off point " تماماً. · فحتى إن افترضنا أن الشائعة صحيحة وأن الشرطة قبضت على المجموعة فعلاً، فلا يستدعي ذلك من الكاردينال إصدار بيان، لأنه مجرد صاحب عقار ولم يصدر وفقاً للخبر ( الشائعة) في حقه اتهام بالمشاركة في الجريمة ولذلك لم يكن هناك أي سبب لإصدار البيان. · وحتى إن أُتهم الكاردينال بمشاركته في جريمة تزييف العملات، كان عليه فقط أن يبريء ساحته دون أن يُقحم الهلال في الموضوع. · صحيح أن ( رأس السوط) يمكن أن يلحق الهلال باعتباره رئيساً له حالياً، لكن الأهم من ذلك هو أن يسعى الرجل لتبرئة نفسه أولاً، وعندما يحدث ذلك ستزول أي سمعة شائنة يمكن أن تلحق بالهلال من جراء تلك الشائعة. · لكن طريقة تصرف الكاردينال حيال هذه الحادثة تشبه تماماً شخصيته وأسلوبه في التعامل. · فقد تصرف كمن يقول ( أنا الهلال والهلال أنا). · وهذا افتراض غير صحيح بالطبع. · فالهلال كيان كبير وجدته يا كاردينال قائماً وستمضي في يوم لحال سبيلك ليظل هو قائماً بإذن الله. · الأمر لم يكن يتطلب منك إصدار بيان بهذه اللهجة ونشره في موقع النادي الرسمي. · وهل نفهم من ذلك أن أي جريمة يرتكبها أي رئيس سابق للهلال مثلاً سيعاقب عليها النادي؟! · ما جرى يؤكد أن رئيس نادينا الحالي بلغ به ( النفخ) درجة من الأنا تحتاج لوقفة جادة. · في كل المشاكل الماضية المتعلقة بالنادي كان الكاردينال يترك أمر التصريحات للمنسق الإعلامي للنادي. · أما الآن وحين طالت الشائعة سمعته الشخصية تصدى للأمر سريعاً وأصدر البيان بنفسه بدلاً من اسناد المهمة للناطق باسم مجموعته الاستثمارية. · وطالما أنك تعاملت مع الشائعة كأمر يخص شخصك ما كان عليك أن تبث البيان في الموقع الرسمي للنادي، لأن الهلال ليس جزءاً من مجموعتك الاستثمارية. · والمضحك أن البيان تضمن العبارة الإكليشية المحفوظة ( وقصد منها تعطيل مسيرة الهلال المنطلقة لتحقيق الأهداف المنشودة، مُشيراً إلى أن مثل هذه الشائعات التي تُطلق من ضعاف النفوس لن تمنعهم في مجلس إدارة نادي الهلال من مواصلة مهامهم وأهدافهم( · إن كان لمن أطلقوا الشائعة أغراضاً دنيئة فربما قصدهم هو تلغيم طريق بقائك رئيساً للهلال عبر وضع عقبات أمام ترشحك في مرات قادمة يا عزيزي، وليس للأمر أي علاقة بتعطيل مسيرة منطلقة أو إعاقتكم عن مواصلة مهامكم. · لذلك كان يفترض أن تتحدث عن نفسك و( تخلينا) من حكاية الإكليشيهات الثابتة دي. · فمن يريد تعطيل مسيرة الهلال قد يلجأ إلى حيلِ أخرى مثل الحديث عن فريق الكرة ونتائجه ولاعبيه، وأشياء من هذا القبيل. · وعلى ذكر فريق الكرة نذكر بأن التعادلين الأخيرين لم يكونا بالأمر الغريب، إلا لمن خدروا أنفسهم وصدقوا الأكاذيب بأن كل شيء في الهلال قد حُل يوم أن تم تسجيل تيتيه وبعض محترفي المريخ السابقين. · التزمت الصمت الكامل طوال الفترة الماضية فيما يتصل بفريق الكرة لأن الموضوعية تفرض علينا عدم تناول ما لا نراه بأم العين. · وللأسف الشديد مع تكرار عبث كل عام لم تُحل أزمة النقل التلفزيوني حتى يومنا هذا ولذلك لم نشاهد لاعبي الهلال خلال مبارياتهم لكي نحكم على ما يجري. · لكن ما أكدناه قبل بداية الممتاز هو أن إعلامنا الرياضي كثيراً ما يبالغ في وصف المحترفين الجديد والمدربين الذين يتعاقد معهما الناديان الكبيران تحديداً. · وكثيراً ما حذرنا بعض العاطفيين من جماهير الأزرق من الخضوع لتخدير البعض. · كنا نعرف أن ما يُكتب ويقال فيه الكثير من الكذب بغرض تضليل الناس. · وعندما لم يحقق اللاعبون الجدد الذين عولوا عليهم كثيراً ما توقعه منهم البعض رأينا سلوكاً تعويضياً كان ضحيته قائد الفريق. · وها أنتم تتابعون الحملة الجائرة على كاريكا لإضاعته ركلة جزاء، وكأنه أول من يضيع ركلة ترجيح في تاريخ كرة القدم. · والمثير للاشمئزاز أن كاريكا أضاع الركلة في مباراة اعتيادية وفي بدايات الدوري الممتاز. · ولكم أن تقارنوا ذلك بركلات أضاعها أعظم نجوم العالم وفي مباريات حاسمة تسببت في خروج أنديتهم أو منتخباتهم من نهائيات كأس العالم أو البطولات القارية. · آخر هؤلاء النجوم الكبار الذين أضاعوا ركلات حاسمة هو ماني الذي تسبب في خروج السنغال من نهائيات أمم أفريقيا. · فما الذي جرى بعد ذلك ؟! · هل نصب له بعض الكتاب في بلده المشانق؟! · هل عادته الجماهير السنغالية واعتبرته فاشلا ومتغولاً على حقوق الغير؟! · بالطبع لم يحدث أي شيء من ذلك. · بل عاد ماني سريعاً إلى انجلترا ليساهم في انتصارات جديدة لناديه ليفربول. · أما عندما حيث ( الغرض المرض) نلاحظ أن البعض يعزفون على وتر تضييع كاريكا لركلة الجزاء بأسلوب يجد القبول للأسف الشديد عند بعض ( الجهلاء والسذج) من جماهير النادي. · لكاريكا ألف حق في التصدي لركلة الجزاء. · وإن لم يتصدى لها القائد فمن يفعل بالله عليكم؟! · ثم لا تسنوا أن من يهاجمون كاريكا على تصديه للركلة الآن، سبق أن انتقدوه بقسوة عندما رفض تسديد إحدى الركلات في واحدة من مباريات الهلال الأفريقية. · يعني لو ما سدد يقولوا جبان ولو سدد يقولوا ليه ما خلاها لواحد غيرو!! · ما سبق يؤكد عدم موضوعية البعض، وأن لديهم أهدافاً ومرامي يفترض أن ينتبه لها الجمهور جيداً بدلاً من هذا الانجرار الأعمى وراء كل ما يكتب ويقال. · ولا أتفق مع الرأي القائل أن كاريكا ليس واحداً ممن يجيدون ركلات الجزاء. · فأي لاعب وسط أو مهاجم نفترض أنه قادر على التسديد من منطقة الجزاء أكثر من زملائه الآخرين في المراكز الأخرى. · وإن ضاع من اللاعب عدد من ركلات الجزاء، فهذا ليس مؤشراً على فشله فيها. · فقد أضاع ميسي ونيمار عدداً من ركلات الجزاء ولم نسمع باتهام أحدهما بالفشل في التسديد من منطقة الجزاء. · لا أظن أن واحداً ممن دافعوا عن كاريكا كان يهدف إلى أن يصبح الفتى ديناصوراً ويلعب في الهلال ( إلى أن يحمل العكاز) كما يردد بعض من يشعلون الحملة ضده بالوكالة عن آخرين. · فلكل لاعب كرة عمر محدد في الميادين. · ومن يحدد لحظة الترجل هو اللاعب نفسه وجهازه الفني. · وحتى إن حانت لحظة ترجل كاريكا فهذه ليست الطريقة المثلى للتعامل مع لاعبين قضوا سنوات طويلة في النادي قدموا خلالها أقصى ما لديهم وبادلوا الجماهير وفاءً بوفاء. · لم يكن جمهور الهلال بهذا الشكل في يوم. · وثمة تغيير قد طرأ على سلوكيات ولغة بعض جماهير النادي، وهو ما يستوجب التنويه له بشجاعة. · قبل أشهر عديدة تخلصوا من مساوي بنفس الحجج والمزاعم، أعني التقدم في العمر وعدم القدرة على تقديم المزيد. · واليوم يريدون كتابة نفس النهاية لكاريكا. · وليت الطريقة كانت مناسبة وفيها احترام للاعب الذي يستغنوا عنه. · والمفارقة أن الصغار الموهوبين مثل الثعلب تتم اعارتهم بحجة أنهم يحتاجون للاحتكاك. · والكبار أمثال كاريكا وبشة غير مرغوب فيهم لأنهم ( عجزوا)! · فمن يريد هؤلاء يا جماهير الهلال؟! · هل صدقتم أن تيتيه وجابسون وأوكرا سيحلون كافة مشاكل الهلال؟! · وحتى إن سلمنا بأنهم يحملون عصي سحرية، فإلى متى ستستمر حلولهم؟! · وأين هي هذه الحلول في مباراتي الدوري الممتاز اللتين تعادل فيهما الهلال؟! · ولماذا لم يسجل تيتيه قبل وبعد إضاعة كاريكا لركلة الترجيح؟! · ولما لم يسجل في المباراة الأخرى، طالما أنه نجم من العيار الثقيل لم تنجب الملاعب مهاجماً مُهاباً مثله؟! · تذكرون تعليقي على التصريحات التي نقلوها عن أحمد حسام ميدو مدرب وادي دجلة وقوله أن مهاجم الهلال تيتيه سوف يفيد الهلال كثيراً في البطولة الأفريقية. · يومها قلت كيف نصدق مثل ما يُنقل عن ميدو والمهاجم المعني لم يسجل في فريق ميدو نفسه ولا هدف وحيد؟! · وأعيد عليكم نفس الكلام مع عجز تيتيه عن التسجيل في مباراتين محليتين. · ليس القصد الحكم بفشله لأنني لم أشاهده في المباراتين. · لكنني أردت التأكيد على حقيقة أن أي لاعب يمكن أن يعجز عن التسجيل في عدد من المباريات. · ومثلما عذرتم تيتيه المهاجم ( المُهاب) على عدم تسجيله في أندية محلية، كان عليكم أن تعذروا كاريكا في إضاعته لركلة الجزاء. · بل أرى أن كاريكا أحق بأن تعذروه، حيث قدم القائد الكثير لناديه على مدى سنوات طويلة أفرحكم خلال وسجل وساعد زملاء كثر في التسجيل. · أما القادمون الجدد فلم تروا منهم حتى اللحظة سوى أهدافاً محدودة في مواجهات ودية ومباراة دورية واحدة، فلماذا كل هذا الجفاء وفقدان الود تجاه من يستحقونه! · هل هذا هو جمهور الهلال الواعي الذي يدافع عن لاعبيه ويقف معهم أوقات المحن؟! · أكرر دائماً أن المال وحده ليس كافياً، ولابد أن ترافق ذلك مجموعة من القيم والأسس والتخطيط. · لكن للأسف الشديد صارت المادة كل شيء في فهم البعض، ولهذا نتراجع في العديد من المجالات. · لم أتوقع أن يصرح الكابتن الخلوق طارق أحمد آدم بما نُقل عنه حول الناديين الأفريقيين الذين سيواجه أحدهما الهلال. · فالقول أن كليهما ليس في قامة الأزرق والاستهتار بهما والمراهنة على عدم قدرتهما في الصمود أمام الهلال، ليس منطقياً ولا يشبه كلام المدربين. · وعبارة ( ليسا في قامة الهلال) المنقولة عن طارق لا مكان لها في الإعراب هنا. · فالأمر ليس اختيارياً حتى يكونا في قامته أو لا يكونا. · هذه منافسة تفرض على الهلال مواجهة من تضعه القرعة أو الظروف أمامه. · وأياً كان الخصم لا أتوقع من مدرب أن يقول أن مسألة التغلب عليه مضمونة. · الطبيعي والمفهوم هو أن يحفز أي مدرب لاعبيه مؤكداً لهم أن كرة القدم لا تعترف سوى بالبذل داخل الملعب، وأن وأي صغير يمكن أن يصبح كبيراً جداً خلال التسعين دقيقة. · لهذا استبعدت أن يكون الحديث المنقول عن طارق صحيحاً. · وإن كان مشتولاً نرجو فقط من أهل الشتل أن يتحلوا بشيء من الذكاء ويصيغوا كلاماً منطقياً تقبله العقول. · المفارقة العجيبة أن التصريح المنقول عن طارق تزامن مع خبر يؤكد أن مجلس الهلال جدد الثقة في جهازه الفني!! · مثل هذا الخبر إن تناولناه لوحده ودون ربطه بالحديث المنقول عن طارق الذي يناقضه يمثل قمة العشوائية والتخبط. · فتجديد الثقة معناه أن المجلس فكرة في أمر إقالة الجهاز الفني. · متى بدأ الدوري الممتاز حتى تتُخذ مثل هذه القرارات أو تناقش مجرد المناقشة!! · ألا يؤكد ذلك أن رئيس المجلس يتأثر بآراء من لا يتمتعون بعضوية المجلس. · لا تعتقد عزيزي الهلالي بأن الأمر انتهى بمثل هذا الخبر. · فمع أي هزيمة أو تعادل آخر للهلال سيكون هناك كلام آخر. · والتناقض الذي عنيته لمن لم تتضح له الصورة هو كيف ينقلون عن طارق استخفافه بالخصوم وجهاز الهلال الفني نفسه لا تزال أسماء أعضائه مكتوبة بقلم ( رصاص). · فعندما تقول أن الفريق الفلاني ليس في قامة الهلال يفترض أن تنعكس القامة الكبيرة لهذا الهلال من خلال الاستقرار والجهاز الفني محل الثقة التامة واللاعبين أصحاب المواهب والقدرات الاستثنائية على حصد نقاط أي مباراة. · فريق يتعادل محلياً في مباراتين، فكيف يستخف أهله بالمنافسين القاريين!! · في المقال القادم نعود بإذن الله لمهزلة قطر والطريقة التي تم بها تشكيل المنتخب الفضيحة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة