*ضاقت به الدنيا بما رحُبت ، استحّرت على مضجعه شمس الحياة الحارقة ، كدّ وجدّ وحاول ان يكون شيئاً ذو قيمة ، وقفت بينه وبين حقوقه سدوداً ومتاريس فعجزه امام حيازة حقوقه جعلت احلامه قبض ريح لامجال لتحقيقها ،ظل اسيراً بين ما يريد ومالا يستطيع ، توالت عليه الهزائم وتحولت الحياة في نظره الى معركة خاسرة ، تعلّم بشق الأنفس ، لم تشفع له شهادته فهولم يفارق عالم العطالة في بلد تبدأ مأساة الشاب فيها بعد تخرجه ، ويبدأ رحلة الجوع والفقر والمرض .. وصاحبنا اختار زجاجة بنزين ليحسم امره في ميدان ابو جنزير محترقاً وهو يهتف هتافاً مكبوتاً، راته السابلة وهو يحترق على طريقة (بوعزيزي التونسي الذى الهب الثورة ) لكن وهو يشتعل لم يجد سوى خرقة وعربة شرطة وحسرة مكبوتة ، وخبر باهت في الصحف ، شاب يحرق نفسه بزجاجة بنزين في ابو جنزير ، وقد وصفته صحيفة بالجنون ، وحقيقة لاندرى من المجنون في هذا البلد الذى لا يكترث للدم المسفوح ، والروح فيه بالهوان بتروح؟
*الاستاذة / رقية محمد صلاح التى ذهبت الى بارئها اثر سقوط حمام المدرسة ، وفى المجلس التشريعي اعلن وزير التربية د.فرح مصطفى تحمل الوزارة المسؤولية الكاملة تجاه حادثة مصرع المعلمة ، ولاندري كيف فهم المجلس التشريعي معنى هذا التحمل للمسئولية والوزير لم يستقيل ولم يقال ؟ فاية مسئولية هذى التى يتحدث عنها؟وكشف الوزير عن تشكيل لجنة للتحقيق ولمحاسبة المقصرين ، فأول المقصرين هو الوزير نفسه خاصة عندما يلتف في كلامه إلتفافاً محزناً ، حين يقول : (ان الوزارة الحقت بالمدرسة حمامات جديدة قبل (3)سنوات الا ان قدر المعلمة جعلها تدخل دورة المياه الاخرى)وهنا يبرز وجه التبرير السخيف ( بان المرحومة غلطانة) فهى دخلت الحمامات القديمة وتركت الجديدة ، وان قدرها ساقها الى الحمام المنهار ثم (كشف )ان الحمام المنهار لاتوجد عليه علامات تدل على انه آيل للسقوط، وان عمره اربعين عاماً واتضح بعد الانهيار ان السيخ متآكل اضافة الى وجود تصدع ).
*المتحدث هو ذات الوزير واضطراب افاداته وتضاربها تؤكد على ان نهج الاستهبال هو المهيمن على الافادات التى قدمها للمجلس التشريعى ، والمجلس عجز عن ان يلزمه بالاستقالة ريثما يتم تقديمه للمحاكمة ، فان التى فقدناها روح عزيزة علينا وعلى وطنها واسرتها وتلامذتها ، وهذا الدم المسفوح لن يذهب هدراًلعلمنا ان الروح بالهوان بتروح في هذا البلد الحزين .. الا رحم الله ست رقية وهى تفدي تلميذاتها وتقدم روحها كجرس انذار ينبه هذه الوزارة العجيبة ، وسلام ياااااااوطن..
سلام يا كانت ترسل نظرتها للبعيد ، نظرة ملأى بالرغبة الجامحة لصناعة الحياة ، ابتسمت عندما مر امامها شريط الذكريات ، داعبت خصلاتها المرسلة وتاوهت ،سحبت ورقة وكتبت عليها :يا انت ياذاتي ..هاك بعض حكاياتي ، استدركت وصاحت : بالله كفى .. حكوتنا لم تترك لنا حتى حق الاسترسال .. وثانية صاحت بالله كفى ..وسلام يا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة