بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله النبي الأمين وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الله تعالى :( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) تفسير الطبري: "جعل الله هذا القصاص حياة ، ونكالا وعظة لأهل السفه والجهل من الناس . وكم من رجل قد هم بداهية ، لولا مخافة القصاص لوقع بها ، ولكن الله حجز بالقصاص بعضهم عن بعض; وما أمر الله بأمر قط إلا وهو أمر صلاح في الدنيا والآخرة ، ولا نهى الله عن أمر قط إلا وهو أمر فساد في الدنيا والدين ، والله أعلم بالذي يصلح خلقه ." تفسير القرطبي : " لا يقتل بعضكم بعضا والمعنى : أن القصاص إذا أقيم وتحقق الحكم فيه ازدجر من يريد قتل آخر ، مخافة أن يقتص منه فحييا بذلك معا . وكانت العرب إذا قتل الرجل الآخر حمي قبيلاهما وتقاتلوا وكان ذلك داعيا إلى قتل العدد الكثير ، فلما شرع الله القصاص قنع الكل به وتركوا الاقتتال ، فلهم في ذلك حياة ." تفسير البغوي : " أي بقاء وذلك أن القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قتل يقتل يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من هم بقتله وقيل في المثل القتل قلل القتل وقيل في المثل القتل أنفى للقتل " وقيل معنى الحياة سلامته من قصاص الآخرة فإنه إذا اقتص منه حيا في الآخرة وإذا لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخر". تفسير الشعراوي: "التشريع الدقيق المحكم يأتي بواجبات وبحقوق؛ فلا واجب بغير حق، ولا حق بغير واجب، وحتى نعرف سمو التشريع مطلوب من كل مؤمن أن ينظر إلى ما يجب عليه من تكاليف، ويقرنه بما له من حقوق، ولسوف يكتشف المؤمن أنه في ضوء منهج الله قد نال مطلق العدالة. إن المشرع هو الله، وهو رب الناس جميعا، ولذلك فلا يوجد واحد من المؤمنين أولى بالله من المؤمنين الآخرين. إن التكليف الإيماني يمنع الظلم، ويعيد الحق، ويحمي ويصون للإنسان المال والعرض.إن القصاص مكتوب على القاتل والمقتول وولي الدم. فإذا علم القاتل أن الله قد قرر القصاص فإن هذا يفرض عليه أن يسلم نفسه، وعلى أهله ألا يخفوه بعيدًا عن أعين الناس؛ لأن القاتل عليه أن يتحمل مسئولية ما فعل، وحين يجد القاتل نفسه محوطًا بمجتمع مؤمن يرفض القتل فإنه يرتدع ولا يقتل، إذن ففي القصاص حياة؛ لأن الذي يرغب في أن يقتل يمكنه أن يرتدع عندما يعرف أن هناك من سيقتص منه، وأن هناك من لا يقبل المداراة عليه. ونأتي بعد ذلك للذين يتشدقون ويقولون: إن القصاص وحشية وإهدار لآدمية الإنسان، ونسألهم: لماذا أخذتكم الغيرة لأن إنسانًا يقتص منه بحق وقد قتل غيره بالباطل؟ ما الذي يحزنك عليه. إن العقوبة حين شرعها الله لم يشرعها لتقع، وإنما شرعها لتمنع. ونحن حين نقتص من القاتل نحمي سائر أفراد المجتمع من أن يوجد بينهم قاتل لا يحترم حياة الآخرين، وفي الوقت نفسه نحمي هذا الفوضوي من نفسه؛ لأنه سيفكر ألف مرة قبل أن يرتكب جريمة. إذن فالقصاص من القاتل عبرة لغيره، وحماية لسائر أفراد المجتمع، إن الحق يريد أن يحذرنا أن تأخذنا الأريحية الكاذبة، والإنسانية الرعناء، والعطف الأحمق، فنقول: نمنع القصاص. كيف نغضب لمعاقبة قاتل بحق، ولا نتحرك لمقتل برئ؟ إن الحق حين يشرع القصاص كأنه يقول: إياك أن تقتل أحدًا لأنك ستقتل إن قتلته، وفي ذلك عصمة لنفوس الناس من القتل. إن في تشريع القصاص استبقاء لحياتكم؛ لأنكم حين تعرفون أنكم عندما تقتلون بريئا وستقتلون بفعلكم فسوف تمتنعون عن القتل، فكأنكم حقنتم دماءكم. وذلك هو التشريع العالي العادل.وفي القصاص حياة؛ لأن كل واحد عليه القصاص، وكل واحد له القصاص، إنه التشريع الذي يخاطب أصحاب العقول وأولي الألباب الذين يعرفون الجوهر المراد من الأشياء والأحكام، أو غير أولي الألباب فهم الذين يجادلون في الأمور دون أن يعرفوا الجوهر منها، فلولا القصاص لما ارتدع أحد، ولولا القصاص لغرقت البشرية في الوحشية. إن الحكمة من تقنين العقوبة ألا تقع الجريمة وبذلك يمكن أن تتواري الجريمة مع العقوبة ويتوازن الحق مع الواجب". ان المؤسف حقا ان بلادي تدعي تطبيق الشريعة الغراء وهي تخالفها بمنح حصانة للقتلة الحقيقين وامتدت مدة القضية من مارس 2014 الى مارس 2017م. اننا نتقدم بالشكر لقضاء السودان الذي لم ولن يخيب ظننا فيه. والقضاة عملوا بقاعدة فقهية وقانونية: "تبرئة مائة جاني افضل من ادانة بريء واحد". وعندما روج المرجفين بأن جريمة التعذيب البشع والممنهج لقتل المواطن عطا المنان حسن رحمه ستضيع كغيرها من القضايا التي ضاعت في زخم و دهاليز الفساد حيث أن القتلة كانوا مأجورين ينتمون زورا وبهتانا للنظاميين وهم ابعد الناس عن النظام والقانون حيث تعمدوا الأذى الجسيم لإثبات وقائع في خيالهم الفاسد وانفسهم المريضة ليقر البريء بالتهم الجزاف التي لم يقترفها، كما عهدوا على نزع اعترافات خاطئة كاذبة من المواطنين بهذه الكيفية اللاأخلاقية واللا قانونية. و حيث أن القتلة كانوا شرا مستطيرا على اهل شندي وكانوا يمثلون عصابة تطارد المواطنين وتلاحقهم وتسلبهم اموالهم فكان سكان مدينة شندي استبشروا بقوة وثبات البطاحين في الحق وانهم يفضلون الموت على قبول الظلم. وان الظلم اقصى ما يكابده الفتى. إن اهلنا البطاحين ابعد الناس عن الانتقام واكثر الناس صبرا عند النوازل واكرم الناس نفسا و اجمل الناس صفحا واكثر الناس سعيا للعفو بين الناس واقوى الناس شكيمة واكثرهم إباءاً ونبلاً ولكن عندما تستفز كرامتهم ويحاول البعض عبثا ان يقلل من شأنهم ويهضم حقهم فانهم كالسم الزعاف القاتل وغصة في حلق كل ظالم لا يؤمن بيوم الحساب و القضية شابها الكثير من اللغط والتشكيك والوساطات والاجاويد الا ان إنكار الجناة وعدم الاعتراف بالجريمة رغم انهم من عذبوه حتى الموت وضربوه بعد الموت والطبيب الشرعي عقيل سوار الذهب شهد شهادة الحق وقال للمحكمة انه لم يشهد مثل هذا التعذيب وبشاعته من قبل طيلة حياته المهنية وكانت شهادته علمية من الدرجة الاولى فله منا التقدير والاحترام. عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم). عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : لَزَوَالُ الدُّنْيَا جَمِيعًا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ دَمٍ يُسْفَكُ بِغَيْرِ حَقٍّ.(الحمد لله الذي وفقنا في أن نقنع أبناءنا بأن لا ينجروا وراء الاستفزاز المتكرر ليرتكبوا حماقة الثأر التي وادها القصاص بحكم الله العادل ليستقيم امر المجتمع. ان مما لا شك فيه أن العفو قيمة رفيعة ويرى البعض أن لا تسرف أسرة القتيل في القتل و أن يمتثل اهل القتيل قول الله تعالى:(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ). الا أن عدل الله جعل الحق لأولياء القتيل والمصالح مقدرة لأجل سلامة المجتمع وبتر كل عضو فاسد فيه حتى يعم الامن والرخاء و بما أن قضايا التعذيب من القضايا العامة التي تمس حياة المواطنين عامة وكثير من المواطنين كانوا من ضحايا التعذيب والتنكيل الممنهج و غير المبرر من بعض المرضى نفسيا لان النفوس السوية لا تقبل التعذيب. قال الله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَاب الْحَرِيق) فان المقصود بالفتنة في الآية الكريمة هو التعذيب. ان ِ هذه شرذمة قليلة جدا ولا يمثلون إلا انفسهم وفي بلادنا رجال الشرطة والأمن والنظاميين المخلصين الاوفياء الساهرين على أمن المواطنين والوطن فلهم منا كل التقدير والعرفان و لهم من الله الاجر والثواب. و عليه فإن بعض من اهلنا البطاحين حرصا على أمن المجتمع و اجتثاث لمثل هذه الظواهر السالبة التي راح ضحيتها كثير من الأبرياء فلابد من تنفيذ وانفاذ القصاص في القتلة امتثالا لقول الله تعالى: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)َ وهؤلاء من الذين سعوا في الارض فسادا, قال الله تعالى:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ و َرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ). ان هؤلاء اشد جرماً من القتلة الذين جلبوهم ووعدوهم بالبراءة مقابل أن يتحملوا وزر الجرم أمام القضاء حيث اشتركوا في الجريمة في قتل ابننا المغدور غيلة وغدرا وخيانة واشتركوا في التستر على مجرمين اخرين. ولم يصلنا أي من اهلهم يطلب منا العفو وكأن هناك امراً مدبراً قضي بليل ونسجة خيوطه على تضييع القضية وتميعها من قيادات نافذة في السلطة استخدمت كل امكانيات الدولة لتعطيل سير العدالة وارسلنا لهم رسائلنا القوية بأننا لا نخشى الا الله ولن نقف مكتوفي الايدي. ولن ينج مجرم من عقاب الله ان نجا من قضاء الدنيا ستلاحقه دماء الابرياء واللعنة يوم الدين، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )، ونؤكد في حالة عجز الدولة و التلكؤ في تنفيذ حكم شرعي وقانوني وحد من حدود الله ،فليستعدوا لما هو اسوأ فالبطاحين رضعوا العناد فتاريخهم شاهد وواقعهم أكثر شهادة وأفعالهم سيشهدها الورى. من قبل وصل الينا الوسطاء والاجاويد وطلبوا منا العفو ولكن طلبنا منهم ان يعترف القتلة الحقيقيين وسنعفو اكراماً لوجوه الرجال وشيوخ القبائل رغم مصابنا الجلل ورغم شناعة وبشاعة الجريمة الا أنهم انصدموا في سلوك الطرف الاخر طالب العفو حيث اصر على البراءة من الجريمة, فكيف يطلب منا عقلا ومنطقا العفو لإنسان يعتقد جازماً انه لم يرتكب جرما، لكل ما تقدم لم ولن يكون هناك عفو مطلقاً ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم ولكل من تسول له نفسه العبث بأرواح الناس. ونسأل الله ان يتغمدهم بعفوه ورحمته وان يكون هذا القصاص كفارة لهم.
الجريمة بشعة جدا وتدل على أن مرتكبيها والمحرضين عليها ليسوا سوى شياطين ، رحم الله المغدور عطا المنان وغفر له والعدالة والقصاص له ولسواه قادمين بإذن الله .كل المتابعين لهذه القضايا والمظالم منذ مجيئ الاوباش في يونيو 89 يدرك بوضوح أن الفساد منظومة كاملة تستسهل كل شيء في سبيل بقاءها وقوتها المتوهمة ابتداءاً من أرزاق ومصالح الخلق وإنتهاءا بارواحهم متجاوزة كل عرف ودين واخلاق هذا ليس بالغريب في دنيانا هذه ولكن الغريب حقاً هو سكوت الضحايا واستسلامهم وخنوعهم بل والمشاركة بالصمت ومشاهدة غيرهم وهم يقع عليهم نفس الظلم من نفس المنظومة وأحياناً يحاولون التبرير لها كما حدث في جرائم أكبر وافظع كالحرب على دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة والتي تم فيها القتل بالجملة أيضا مجزرة العليفون ،كجبار ،نيالا ،بورتسودان ،سبتمبر، رمضان ،ضحايا العملة مقتل الطلاب في الجامعات وخاصة طلاب دارفور ، مقتل الشهيد علي فضل والذي تم تعذيبه قبل قتله بطريقة مشابهة لما تم للمرحوم عطا المنان مقتل عوضية عجبنا بدون اي ذنب جنته ،مجزرة الصالح العام ،انتزاع الأراضي من أصحابها بالقوة بل هدم وتدمير المنازل والمحلات التجارية على روؤس أصحابها وغيره وغيره مما لا يمكن حصره كل هذا وكل مجموعة تتلقى وتتحمل الظلم لوحدها وغيرها يتفرج عليها ببلاهة وهم لا يدرون أن الدور سيكون عليهم أن لم يكن اليوم فغدا ولا بواكي عليهم !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة