اقرأ هذه الأيام في الصحف السودانية تحريضاً - غير منصف - من البعض ضد الشعب المصري بسبب تعامل الحكومة المصرية مع المواطن السوداني في مصر والذي من الممكن ان تكون من ورائه دوافع سياسية لا علاقة للمواطن العادي بها . ويبدو أنّ التحريض قد أتى أكله سريعاً فقد إمتدّ من تحريض على صفحات الصحف والجرائد إلى تحريض على صفحات التواصل الاجتماعي الأكثر تعدداً والأوسع انتشاراً بدعوات فردية تنادي باتخاذ العديد من الإجراءات الصارمة ضد مصر مثل مقاطعة السلع المصرية ومقاطعة الخطوط الجوية المصرية ... الخ ، وهذا قد يكون مقبولاً لأنه رد فعل ضد الدولة المصرية التي بدأت بالظلم ولكن الغير المقبول هو التحريض الذي ينادي به بعض الذين تبنوا القضية وهو معاملة أبناء الشعب المصري في السودان بالمثل ، فما ذنب أولئك من مواقف الدولة المصرية الدكتاتورية ؟ هل لو قامت الحكومة السودانية بإتباع سياسة تضييق أو عنف ضد أي مواطن عربي أو أي مواطن آخر مقيم في السودان هل ذلك يمنح تلك الدولة التي ينتمي لها ذلك المقيم الحق في أن تعامل السودانيين الموجودين بها والذين لا ذنب لهم - لأنهم ليسوا شركاء في اتخاذ القرارات التي تبنتها حكومتهم ونفذتها - تعاملاً مجحفا أو غير كريم ؟ بالطبع لا فمواقف الدول غير مواقف الشعوب والمعارضين للحكومة المصرية ولسياساتها من أبناء الشعب المصري أكثر من المؤيدين لها ولذلك هي تقتلهم وتتعامل معهم ببالغ القسوة والعنف ، وذلك يعني إننا بتلك الدعوات نرد الصفعة لبريء ربما يكون أكثر منا استنكاراً وعداءً لمن قام بصفعنا . إنّ الشعب المصري قد احتضن لعشرات السنين ملايين من السودانيين الذين لجأوا إلى مصر المحروسة واستجاروا بها فعاشوا في أحياءها ودرس أبنائهم في مدارسها وتعلموا هم في جامعاتها بكامل الحرية والكرامة اللتّان جعلتا المواطن السوداني لا يشعر بأي نوع من أنواع الغربة وهو في مصر بل إنّ بعضاً من أولئك استبدل مصر بالسودان وقنع بالعيش فيها لما وجده فيها من راحة بال ومن حرية ومن هدوء ومن كرامة في التعامل فالشعب المصري والمواطن المصري – اكرر المواطن المصري – وأنا عندما أقول المواطن المصري فانا استثني سدنة الأعلام الكاذب ، معدومي الكرامة والضمير، المثيرين للقلاقل والفتن ، والذين اعتادوا على بيع ضمائرهم في سوق النخاسة الإعلامي المغشوش بابخس الأثمان ، وبالمزاد العلني لكل من يدفع أكثر دون حياء أو خجل ، واستثني القابضين على مراكز السلطة والقرار، المجردين من القيم والمبادئ ، والذين يميلون ويتقلبون مع الإحداث والأوضاع السياسية ويسبحون مع التيار من شرق إلى غرب ، أولئك الذين عودونا على التضحية بمصر وبشعب مصر من اجل مصالحهم الخاصة ودأبوا على الدوام على رهن قرارها للعدو من أجل البقاء في كراسيهم و في مراكز سلطاتهم واعني المواطن المصري العادي ، رجل الشارع البسيط المغلوب على أمره وأقول انه من أكثر المواطنين العرب انفتاحاً وتقبلاً للآخر لو ترك على سجيته ، فمن المعروف للكثيرين أنّ العشب المصري واحد من الشعوب القليلة في المحيط العربي التي ترحب بالكل ولا تنظر للآخر نظرة دونية أو عدائية واعتقد أنّ التراكم الثقافي التاريخي عبر السنين كان له دور كبير وفعّال في هذا ، فمصر على مر التاريخ كانت تتواجد بها جيوش ، وجاليات بل وشعوب من بلدان أخرى ومع ذلك وسعت الكل ، وقبلت الكل ، ورضيت بالكل . لذا ليس من العدل في شيء أن نأخذ البريء بذنب المجرم وان نعاقب مواطنا بسبب حكومته وهو أصلا معاقبا منها لعدم قبوله بها .
السلام عليكم .. التحية للاخ بهاء .. يجب ان نفرق بين حالتين .. اذا كان الإعتداء على السودانيين من قبل المواطنين المصريين ، فهنا يكون لنا الحق كسودانيين في الرد على المصريين .. يعني ناخد حقنا بي ضراعنا وليس بالقانون اما اذا كان الإعتداء من قبل السلطات او الشرطة والأمن المصري فلابد من مناشدة حكومة البشير لحماية السودانيين ورد كرامتهم بالطرق الدبلوماسية او المعاملة بالمثل..
11-19-2015, 05:39 AM
محمد علي عثمان
محمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608
انها خطة حكومية كيزانية بامتياز لتخفيف الضغط علي حكومة الابالسة. منذ متي كانت الحكومة او السفارة السودانية تهتم باوضاع السودانيين في مصر او غيرها؟ ؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة