في صورة لهؤلاء عرضها موقع الراكوبة الالكتروني تحت عنوان مقال للصحفي عبد الباقي الظافر ساخرا علي الكوز الصغير حامد ممتاز الغير ممتاز الذي قال و هو منتشي و غائب الوعي انهم سيحكمون السودان خمسين عاما . لماذا يضحك هؤلاء هل ادركوا اخيرا انهم في بلية و شر البلية ما يضحك ام انهم فرحون لأنهم ارجعونا لأواخر اربعينات القرن الماضي التي لا يدركون كيف كانت تلك الايام حلوة و رخية بأمنها و امانها . كنا في البادية نرحل من حدود المديريات الجنوبية الي قيزان دار حمر و عندما يبدأ هطول الامطار ابقارنا ترفع رؤوسها تشتم الرياح الاتية من الشمال المشبعة ببخار الماء و اذا تأخرنا قليلا فأنها تسلك طريقها الي الاماكن التي كانت فيها في هذا الوقت العام الماضي دون ان يعترض طريقها احد غير ملاكها و الاسود و الضباع و الكلاب الوحشية التي كانت موجودة في ذلك الزمن بكثرة و لا ادري اين هي الان هل هاجرت الي كينيا و يوغندا ام ابيدت بالسلاح الذي وطن في نفوسنا الرعب في زمن الذين اضحكتهم البلية . كانت الارض تكسوها الخضرة و المياه الرقراقة في كل الوديان و الفيوض و الرهود . في طريقنا الي الشمال كان الحليب وفيرا و كثيرا و كنا نسكب اللبن علي رث الابقار حيث لا توجد مواعين تستوعبه . كنا في الاربعة اشهر التي نقضيها في ضواحي ابو زبد الصبيان يتسابقون علي ظهور العجول و يلعبون ام تبرة ، ام تبرة حلقة مصنوعة من لحي شجر الصباغ و اغصان نوع معين من الشجر و هي عبارة عن دائرة عندما يقذها صبي قوي تنطلق بسرعة قد تفوق سرعة الغزال و ينقسم اللاعبون الي فريقين كل فرد عنده رمح من الخشب سنين الطرف . و افراد كل فريق يصطفون كل فرد علي بعد خمسة امتار تقريبا من زميله ، يقذف الفريق الاخر ام تبرة لتمر امام خصومه مسرعة و يحاول كل فرد من الذين تمر امامهم ان يغرز رمحه في الاطار الخارجي المغلف باللحى و اذا اصابه احدهم توقف الاخرون عن القذف و اظن هذا العمل له اهداف منها تمرين الشباب علي استعمال الرماح و لكن في زمن البشير و عبد الرحيم اختفي الرمح و حل محله الكلاش وجيم ثلاثة و المدافع من كل الانواع . وجهه عمر البشير حكامه ليستغلوا الخلافات البسيطة بين المواطنين لتوجيههم لتصفية حساباتهم مع بعضهم لينام هو في قصوره مرتاح البال . في سباقنا بالعجول مر بي العجل الذي امتطي ظهره مسرعا تحت غصن شجرة فضربني الغصن في صدري فسقطت ارضا و كنت ممسك بزمام العجل ، رفس العجل يدي بقدميه فانكسرت من رآها حسب ان يدي سوف لا تعود لطبيعتها و لكن البصير جبرها و و انهمر علي الدجاج من المجاورين لاعتقاد الرحل بان لحم الدجاج يعالج الكسور عادت يدي الي طبيعتها . بالأمس انقلبت سيارة صغيرة ليلا بخمسة اشخاص ، رجل مسن و ابنيه و بنته وسائق و اصيبوا بجروح بالغة مختلفة و بينما هم في تلك الحالة مر بهم فاعل خير و اخذهم الي مستشفي سنار المركزي الحكومي و هناك ادخلوا في غرفة و مكثوا طويلا دون ان يعطوا أي مسكن للألم او تؤخذ لهم اشعة لتحديد ما جري لهم و عندما طالب احدهم بان تؤخذ لهم اشعة لتحديد مدي خطورة ما حدث لهم ، جاءتهم الاجابة من عليم بان مفتاح غرفة الاشعة عند الطبيب و الطبيب في منزله . فاضطروا للعودة الي منزلهم و من هناك بحثوا عن بصير و ماذا يعمل بصير المدينة التي تعج بالمستشفيات و الذي لا يملك خبرة بصيرنا في البادية و ماذا يعمل بصير المدينة للذي تكسرت ثلاثة من صفوفه و للذي انكسرت ترقوته . و هل تدخلت يد مامون حميدة الذي انهي مستشفيات الخرطوم الحكومية في مستشفي سنار حتي يضطر مواطن سنار لزيارة مستشفي داعش بالخرطوم فيقابله بالترحاب . في الشهور الماضية عض كلب سعران مدرس بمدينة ابو زبد ، اعطي حبوب ضد مرض السعر فاستعملها و هو مطمئن و لكنه سعر و مات و اتضح ان الحبوب منتهية الفعالية و عندما سالت ابن اخته عما فعلوه في امر الحبوب المنتهية الفعالية افادني ان اجل خاله تم و ان ما حدث هو قضاء وقدر و طبعا طيبتنا هذه قد تكون سبب في ضحك البشير وعبد الرحمن الصادق و عبد الرحيم وهم فرحون بحكمهم الذي يعتقدون انه لا يزول .
نهايات الأربعينات من القرن الماضي يعني أيام الاستعمار . ويمكن القــول أيام الاستعمار المصــري الإنجليــزي . حيث المـــلك ( فاروق الأول ) مــلك مصــر والســودان . وبالمناسبة الإخوة المصرين لديهم حساسية شديدة ضد مصطلح الاستعمار المصري الانجليزي . وكانوا يطلقون على مركز الري المصري بجبل أوليـاء اسم ( المستعمرة ) حتى وقت قريب . ( ما علينا ) وهم اليوم يستعمـرون ( حلايــب ) ومناطـق أخـرى عينك عينك يا تاجـر !! . ومـع ذلك نشاهد البشير وعبد الرحيم محمد حسين يضحكون على خيبتهم في مواجهة الأمر . وليس من المعقول أن تقارن نهايات الأربعينات من القرن الماضي بواقع الأحوال بعد الاستقلال . لأن هذا السودان بدأ التراجع إلى الخلف من لحظـة تملك الأيدي السودانية لزمام الأمـور . والضحك إشارة من إشارات مـوت القــلوب في إنســان الســـودان . وهــو ذلك الإنسان الخائب في كـل مشـاوير التنميـــة : الظـالم لنفسه والذي يضحــك ولا يبـــالي !! . والسودان هو بلد العجائب الظالم فيه يضحك ولا يبالي ،، والمظلوم فيــه يضحــك ولا يبـــالي !! . وذلك القاتل المجرم الذي يحمل السلاح ويشعل الحروب الأهلية يضحك ولا يبالي !! . وذلك المختلس السارق اللص ينهب أموال الشعب السوداني يضحك ولا يبالي !! . وذلك الشعب المغلوب على أمره والذي يعاني أفظع أنواع الغلاء يضحك ولا يبالي !! . فإذن الضحك في وجوه السودانيين يدخل في مسميات الوباء ولا يدخل في مسميات السعادة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة