|
لزول الوسيم: عبد الخالق محجوب في ربيعه الثامن والثمانين (4 مقالات) 1) حزبه، مأثرته، بركته
|
05:06 AM Aug, 21 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ا
عبد الله علي إبراهيم تمر بيوم 22 سبتمبر الذكرى الثامنة والثمانين لميلاد أستاذنا المفكر عبد الخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعي (1949-1971) والنائب البرلماني عن دائرة أم درمان الجنوبية الذي أعدم بسجن كوبر في عهد الرئيس نميري بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971. وفي هذه الذكرى ننظر من عل إلى قسمات عريضة إلى مأثرته الفكرية والسياسية والقيادية ننفي الغثاء الذي محق بركتها. فقد خضعت مأثرته وحزبه وشخصه إلى أسئلة منخفضة السقف والذكاء حجبت الأجيال من الإحاطة بها بصورة تاريخية نافعة. ومن المؤسف أن تكاثفت هذه الأسئلة غير الذكية فضربت حتى حزبه فاعتقدت الميدان، الناطقة بلسانه، أن تطهير ثورة أكتوبر 1964(المتهم به الشيوعيون) كان ضلالة. ولم يكن لأنه تطهير خضع للتقاضي. فما زالت الصفوة تجتر في تقويم مساهمة الحزب الشيوعي أضغاث من معركة حله في 1965 عن إلحاده وغربته . فتجد عبد الباقي الظافر يسأل نقد إن كان يصلي أم لا. وكرر ضياء البلال السؤال على أمين حسن عمر إن كان صلي أيام كان شيوعياً. وهي أسئلة لا مبرر لها لأن الشيوعيين لم يقولوا إنهم أتوا لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. ولو صح العزم لكان السؤال لأمين ورهطه إن كان يصلون الآن صلاة تنهى عن الظلم أم أنها مجرد جمباز. ويقول عبد الوهاب الأفندي بعد السيد الصادق إن ما يذكر لحركة الإخوان المسلمين أنها حاربت الإلحاد. "وهذه "داعشية" لم تتجاوز شعار حملة تصفية الحزب الشيوعي في 1965: "عبد الخالق عدو الخالق". وهي غيرة للدين مؤذية لمروجيها لأنها تفسد ذوقهم للحرية، التي يجهرون بها، بتنصيب أنفسهم منكر ونكير هذا العالم. فقد فهمنا من كثير من الصفوة التي شاركت في حملة حل الحزب الشيوعي أنها لم تعد تنظر لذلك الحل كشغل سياسي موفق، أو هي تابت عنه توبة نصوحا. وربما كانت فعلة غضب. وودنا لو لم يعودوا يخضبون بها ألسنتهم بعد أن تحررت أيدهم منها. وأكبر أبواب تورط الصفوة في هذه الأسئلة البسيطة للجزب الشيوعي أنهم محجوبون عن أدب الحزب طوعا. فلن تجد أياً منهم جعل أرشيف الحزب مدخلاً لتقييمه، حسنه وقبيحه. فللحزب مثلاً مجلة "الشيوعي" التي هي منبر كادره لدراسة جبهات العمل السياسي الموكول له قيادتها يعرض أوضاعها لتصميم خطط تنميتها وإصلاحها. وهي من أقدم المجلات الفكرية السودانية بعد "سودان نوتس آند ركودس" الإنجليزية حافظت على صدورها السري (ومعروضة للراغب) ودارت فيها نقاشات حية حول الإصلاح الزراعي والقطاع التقليدي ورأس المال العقاري والمرأة والجنوب والتعليم والإعلام وغيره. ولكن الصفوة مضربة عنها. ومتى أرادوا طعن الشيوعية جاؤوا بأمثلة جزافية من أي بلد ارتكب فيه الشيوعيون ورزاً، أو حمِّلوا له. فأستغربت لمنصور خالد يزكي في (حوار مع الصفوة) الحزب الشيوعي الفرنسي بعد مؤتمر له في نحو 1967 ويثني على تفتحه واجتهاداته الماركسية ولم يطرأ له أن يقرأ تقرير مؤتمر حزبنا في نفس السنة الذي جاء بما يستحق الالتفات إليه من مثقف مولع بفطانة الماركسيين . . . خارج الحدود. إن المأثرة الماركسية لم تعد ملك الشيوعيين حصرياً. إنها بعد 70 عاماً من شغلها في السودان صارت حقيقة سودانية. هي كالمهدية مثلاً. وقد نقترب من فهم الشغل الشيوعي كبعض تاريخ الوطن غير قابل للنقض ( و خاضع للنقد بالطبع) بمثل قبولنا بالمهدية كمأثرة قومية لا تعكر صفوها اعتراضات الختمية أو الكبابيش أو البطاحين التاريخية (بل المعاصرة أحياناً) مثل أن المهدي دعيّ ليس المهدي المنتظر أو غيره. وضربة البداية في تقويم شغل الحزب الشيوعي كمأثرة وطنية التوافق حول أن الشيوعييين أنداد للحركة الوطنية للخريجين أو طلائع المتعلمين البرجوازيين. اشتد عودهم السياسي معاً في الأربعينات. وأدت هذه الندادة إلى حرمان هذه الصفوة البرجوازية من الاستفراد بتخيل الأمة وحيدة الجانب ذكورية عربية إسلامية برجوازية حصرياً كما تفعل وفعلت كل الحركات الوطنية القومية التي يخلو لها الجو. فقد جاء هذا الند الماركسي الموطد في حركة للكادحين بمسألة الجماعات القومية الأفريقية إلى أجندة البناء القومي. كما جاء بقوى اجتماعية غير معتادة كالعمال والمزارعين والنساء والشباب إلى حلبة النهضة السودانية. فجعل النقابة العمالية مثلاً نداً لنادي الخريجين حتى أطرى ديمقراطيتها وحداثتها منصور خالد بقول فصل في (حوار مع الصفوة). ووسع الشيوعي تعريف المواطنة بشكل رحب ليشمل المرأة مثلاً التي كان من وراء تنظيمها الجماهيري الأول، الاتحاد النسائي. ونعزو إلى هذا التنظيم تغير شروط عمل للمرأة، وقوانين الأسرة، وثقافة المرأة، حتى ملَّكها حق الترشيح والتصويت للبرلمان بعد ثورة 1964. ولم يكن الحزب الشيوعي نداً للحركة الوطنية للخريجين فحسب بل وريثاً للمعاني التي هجرتها سرعان ما صارت في سدة الحكم. فحين لوت هذه الحركة ذيلها عائدة إلى عرين الطائفية تستقوى بجمهورها الانتخابي الغزير شق الشيوعيون طريقاً مستقلاً للجماهير. ولم يقبل بهذه المخاطرة جماعة في الحزب بقيادة عوض عبد الرازق ممن فضلوا أن يظلوا جماعة يسارية في الأحزاب الاتحادية. ولو فعلوا ذلك لما كان لليسار هذه الفتوح بين قوى الكادحين في المدينة والريف. ولذا كان أكثر فخر الشيوعيين أنهم يأتون لكل مسألة من "تحت رايتهم المستقلة". وكانت نتيجة هذا الاستقلال في الإيدولجيا وفي الممارسة أن صار بوسع الحزب، قل نفره أم كثروا، صياغة الأجندة السياسة التي يختلف الناس جرائها ويتفقوا. فكان يساراً يساهم بمواقفه في تشكيل الوسط واليمين نفسه. فحين يتنادى الاتحاديون الآن لاستعادة حزب الوسط ينسون أن الوسط كان بعض صناعة اليسار ومتى غاب اليسار صار عليهم تشكيل حزب آخر. وصار من المعروف بالضروة أن مشروعية الحركة الإسلامية، متى اعتبرناها يميناً سياسياً ، كامنة في حربها لليسار حتى قال الشيخ الترابي إننا اضطررنا لنفض الغبار عن نصوص للإسلام نصيرة للمرأة لكي لا تتحرر بأيدي الشيوعيين كما كان الحال. ونعرض لما ورثه الشيوعيون من قيم الحركة الوطنية الثورية في كلمة قادمة.
أحدث المقالات
- ونسة قضاة مفصولين فى الوتساب بقلم محمد الحسن محمد عثمان 08-20-15, 07:35 PM, محمد الحسن محمد عثمان
- السودان و سنوات التيه ... شطحات نميري بقلم شوقي بدرى 08-20-15, 07:19 PM, شوقي بدرى
- مجتمع مستهلك و مستهلك بقلم عمر عثمان 08-20-15, 05:40 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- واقـع الخادمة السودانية في بلاد العرب والعجم بقلم مصعب المشرّف 08-20-15, 04:58 PM, مصعب المشـرّف
- القادة الأفارقة والأفيال البيضاء بقلم محمود محمد ياسين 08-20-15, 04:56 PM, محمود محمد ياسين
- عُمر شريف ونورُ الشريف من السينما يا الأشراف.! بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) 08-20-15, 04:49 PM, أحمد إبراهيم
- جهاز تعذيب المغتربين بقلم كمال الهدِي 08-20-15, 02:24 PM, كمال الهدي
- في الغرْب مَنْ يدعُو لسُوداننا الواحد، أرْضاً وشعْباً (3) بقلم محجوب التجاني 08-20-15, 02:21 PM, محجوب التجاني
- 26 (عاما ومازال الفشل مستمر (2 بقلم عمر الشريف 08-20-15, 02:20 PM, عمر الشريف
- الإستثمارات القطرية أين؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-20-15, 02:18 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (4 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-20-15, 02:16 PM, محمد وقيع الله
- إنهم يعادون إرادة الشعب العراقي بقلم يحيى حميد صابر 08-20-15, 02:14 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- حرائر بلادنا خدم ، قاتلهم الله!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-20-15, 01:49 PM, حيدر احمد خيرالله
- هل كانت لأوباما خطة لحسم الملف السوداني ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 08-20-15, 01:48 PM, بابكر فيصل بابكر
- المطرب والكاتب !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-20-15, 01:46 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر عجائب حزب الميرغني ! بقلم الطيب مصطفى 08-20-15, 01:44 PM, الطيب مصطفى
- قوالب جاهزة ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-20-15, 01:42 PM, الطاهر ساتي
- السودان: مأزق السيناريوهات الصعبة بقلم أحمد حسين آدم 08-20-15, 06:18 AM, أحمد حسين آدم
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (3( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-20-15, 06:16 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-20-15, 02:33 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- الكُتابُ بين الضميرِ والعصا والجزرة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-20-15, 01:04 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- إلي متي سوء اللفظ؟ هل من لجام؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-19-15, 10:49 PM, سيد عبد القادر قنات
- )قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ...) بقلم نورالدين مدني 08-19-15, 10:47 PM, نور الدين مدني
- الصنم الذى هوى (2) بقلم نورين مناوى برشم 08-19-15, 10:43 PM, نورين مناوى برشم
- براءة المتهمات (الشايقيات)! بقلم عثمان ميرغني 08-19-15, 10:42 PM, عثمان ميرغني
- رسالة للحاكم ابا الهول ببلاد خرس ستان طرش ستان عمى ستان بقلم جاك عطالله 08-19-15, 10:38 PM, جاك عطالله
- محمد علان للمقاومة عنوان بقلم د. فايز أبو شمالة 08-19-15, 10:36 PM, فايز أبو شمالة
|
|
|
|
|
|