|
Re: صفرجت واعصار ابريل يزمجر بقلم سعيد شاهين (Re: سعيد عبدالله سعيد شاهين)
|
سألني أحدهم بالتلفون قائلاَ ( هل خرجت لديكم المظاهرات في مدينة أم درمان ؟؟ ) ،، فقلت له : ( لا ولكن هل خرجت المظاهرات لديكم بالخرطوم ؟؟ ) ،، فأجاب بلا ،، وسأل سائل آخر إذا خرجت المظاهرات بالخرطوم بحري ،، وسأل آخر إذا خرجت المظاهرات في أية مدينة من مدن السودان ؟؟ .. تلك هي نبضات الشارع السوداني اليوم وتلك هي مشاعر الناس في الساعات القليلة الماضية ،، فالكل يترقب ذلك الحدث الشعبي العارم ،، كما أن الكل يتوقع الحراك الشعبي المزمجر ،، وكأن الكل يتوقع أن يتحرك الآخرون قبله !! ،، وبالتالي هو يظهر بأن الأمر لا يعنيه لا من بعيد ولا من قريب !! ،، ولو حدثت تلك المظاهرات العشوائية فهي كالعادة سوف تكون تلك المظاهرات الطلابية ذات الأنفاس القصيرة ،، مما يؤكد مائة في المائة أن المعارضة السودانية غائبة عن الأحداث بطريقة مؤسفة للغاية ،، وهي تلك المعارضة التي أهدرت السنوات الماضية الطويلة في المناكفات والسجال والمهاترات الخائبة ،، كما أهدرت الأوقات الثمينة في جولات الحوار والتنازلات ،، دون أن تكون أوجاع الشعب السوداني في حساباتها بالقدر الذي يواكب طموحاتها للكراسي وللسلطة ،، كما أن تلك المظاهر والمواقف السالبة تؤكد أن الساحات السودانية اليوم خالية من تلك القيادات النضالية التي تجيد الحراك الشعبي ،، والأذكياء من الناس الذين عاشوا سنوات الانتفاضات السابقة يؤكدون بأن الساحات السودانية اليوم تفتقر إلى تنظيمات الإخوان المسلمين الذي كانوا يجيدون تحريك المشاعر كما كانوا يجيدون قيادة المظاهرات في الطرقات والشوارع ،، وكذلك تفتقر الساحات السودانية اليوم إلى تنظيمات الحزب الشيوعي السوداني ،، تلك التنظيمات التي كانت تجيد تحريك النقابات والحث على الاعتصام المدني والعسكري ،، ثم إنجاح العصيان المدني في كل المرافق .. ولو رجعنا للواقع الحالي نجد أن الغالبية العظمى من شباب الإخوان المسلمين قد يئسوا من تردي الأحوال في ظلال حكم ( الإنقاذ ) ،، ولكنها غالبية تسكت عن التصدي لمنع تردي الأحوال من منطق الخجل والاستحياء .. وبذلك يفتقدون الحكمة والوطنية الصادقة ،، فلو كانوا يدركون الحقيقة فإن مشاعر الوطنية أغلى كثيرا من الوقفات الهمجية السالبة الغير منطقية .. ولأدركوا أن المصلحة العامة تقتضي الأولوية قبل المصلحة الخاصة وقبل الإخلاص للانتماءات الحزبية الضيقة .. أما تنظيمات الحزب الشيوعي السوداني فلم تتبقى منها إلا تلك الأشباح التي تتوارى خلف أسوار الفشل والماضي الخائب .
ياسر عبد المتعال
| |
|
|
|
|