دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: وليشهد عذابه طائفة من النميريين بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
03:03 AM Sep, 21 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
التمس منصور حالد من على برنامج "الذاكرة السياسية" بقناة العربية (أغسطس 2014) من الناس أن يحسنوا فهم "تصرفات" الرئيس جعفر نميري في أعقاب عودته للحكم بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971. فرآه الناس غليظ النفس حتى سفك الدم بغير وازع. ومن رأي منصور أن سبب أو مبرر تلك الغلظة لأن الانقلابيين الشيوعيين أهانوه. ف"بدل أن يقبض عليه ويأخذوه إلى محل محترم، قُبض عليه وطُلب منه أن يجيء بملابسه، ووضع على عربية عربية نقل حافي القدمين وأخذوه للقصر. لو كنت في محل نميري ما افتكر دي حاجة بستقبلها بتحية (وأشر منصور هنا بتحية عسكرية خافتة). فكل تصرفات نميري في ما بعد يجب أن تُفهم في إطار هذا الحادث. ويبدو أن الناس ما قدروا يفهموا لابد عملية زي دي تخلي نميري (يفتك؟) بالآخر". وأضاف منصور عاملين آخرين لغضبة الرئيس النميرية. فلم يقبل نميري قط أن لا يختفي خصمه (عبد الخالق محجوب) إلا في القصر الجمهوري نفسه من دون جهات البلد وتحت إشراف قائد الحرس العقيد ابو شيبة. وزاد من من التطور المأساوي المترتب على تصرفاته لاعج حزنه على الضباط الذين لا قوا حتفهم في بيت الضيافة بيد شيوعيين في زعمه. هذه هي الاعتبارات التي رتبها منصور ليصدر الناس حكماً موضوعياً على "تصرفات" نميري و"تطوراتها المأساوية". ولن نغالط منصور في وجاهة الاعتبارات التي قال بوجوب أخذها للحكم الموضوعي على نميري "السفاح" العائد. ولكن ما استحق منا هذه الوقفة عند عبارته أن هذه الاعتبارات نفسها هي التي سبق لمنصور استهجانها في كتابه "النفق المظلم" قبل 30 عاماً. فجوهر رأي منصور في هذا الكتاب أن طغيان الرئيس وظيفة لسوء خلقه. وبلغ هذا الرأي منه أن سمى معايب الرئيس الخلقية ب"النميرولوجيا" أي علم عاهات الرجل النفسية وطبقاتها. وضرب مثلاً بالوقاحة التي تعامل بها مع أستاذنا عبد الخالق محجوب حين جاؤوا به إليه مأسوراً يوم 28 يوليو 1971. فقال عن غلظة قلب الرجل وكفره ما أعربه بتصرف أدناه من النص الإنجليزي للكتاب: (ومما له مغزاه الطريقة التي تعامل بها مع عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي المأسور عنده. فقد جاؤوا بعبد الخالق في جلابيته للقيادة العامة وأيديه موثوقة بعمامته. وكنت حضوراً مع عمر الحاج موسى وأبو القاسم هاشم ننتظر مهاتفة من القاهرة عن قبول يحي عبد المجيد لمنصب وزارة الري الذي عرض عليه . . . وسأل أبو القاسم هاشم، المتماسك كعادته، عبد الخالق بأدب وبرود عن دواعي الانقلاب. وأخذ أبو القاسم وعبد الخالق في الحديث حين دخل مامون عوض أبوزيد رئيس جهاز الأمن القومي. ولما اكتشف رئيس الجهاز أن عبد الخالق رهن الاعتقال تهلل وهتف:"قبضناه!". لم يبد في أمره سخيمة شخصية ولكنه فرح رجل أمن صنع انقلاباً في مايو. كان محجوب مرهقاً، مُستهلكاً، وشفاهه متشققة. فسأل عمر الحاج موسى ماءً فصبه في كوب وناوله له مرة ومرتين وثلاث. ولما كانت أيدي عبد الخالق مقيدة أضطر عمر للإمساك له بالكوب حتى يشرب منه. ولما أرتوى سألني سيجارة. وأشعلت له واحدة ووضعتها بين شفتيه. وواصل أبو القاسم هاشم مناقشته الهادئة معه سائلاً له لماذا دبر الانقلاب. فقال عبد الخالق شيئاً مفاده إنه دفع ضريبة الوطن خلال معركة الاستقلال. وأضاف: "أنت لا تعرفني ولكن أسأل مجايلي عمر." وواصل أبو القاسم، لم يبرحه تماسكه ولا وقاره، عن لماذا وقف حزبه ضد اتفاقية الحكم الذاتي للسودان الموقعة بين مصر وبريطانيا في 1953 . فسأل عبد الخالق سيجارة ثانية أخذها مني. وعند هذه النقطة دخل نميري وأبو القاسم محمد إبراهيم. فحدق نميري في الرجل موثق الأيدي وجز أسنانه ولم يقل شيئاً. ثم أخذ نصف الكوب الموضوع بعصبية وأفرغه بوجه عبد الخالق. وأراد أبو القاسم أن يبز رئيسه فنزع السيجارة من بين شفتي عبد الخالق. وهنا طلب عمر الحاج موسي أن يأخذوا عبد الخالق بعيداً من هناك ليمنع نميري من استعراض المزيد من طبيعته الثأرية. والحادثة مذهلة لأن ثمة ضابطين هما مامون وأبو القاسم هاشم عانا من نفس الإهانة التي مر بها نميري. وكان ثمة ضابطاً ثالثاً هو عمر الحاج موسى الضابط الأصولي. كانت ردة فعل مامون ردة فعل إنسان، وردة أبو القاسم هاشم وقورة، وردة عمر إنسانية. فليس بوسعنا نسبة ردة نميري لقساوة قلب العسكريين. فلم تبد تلك الغلظة من أبو القاسم هاشم ولا من عمر. وليس بالوسع ردها للإهانة فلم تظهر مثلها على مامون. فلا بد أن ثمة شيئاً بعيد الغور في الرجل. فالرجال العظماء يظهرون الأريحية والنبالة عند النصر. فاشتهر عند تاليراند، الدبلوماسي الفرنسي الشهير، أنه قال عن نابليون:"كيف ساءت تربية رجل عظيم مثله". فالإجابة على ما جرى من نميري في ذلك اليوم ربما تأسس في عبارة المؤرخ الفرنسي). إنتهى النص. ليس على منصور جناح أن يعتبر بما يعتبر في الحكم الموضوعي على نميري وتصرفاته المأسوية: الإهانة التي جرجره بها الضباط الشيوعيون إلى معتقله أم الإهانة التي تجاوزها أبو القاسم هاشم وعمر ومامون ليطابقوا وصف منصور للرجل العظيم تحت الإبتلاء. ولكن "خج" الاعتبارات المتناقضة هكذا بغير بيان يطعن في مؤهل منصور كمفكر. وكما تكونوا "يُفَكر لكم".
أحدث المقالات
- الثورة قادمة : فلنتحد لتحويل صرف المجهود الحربى الى تنمية كاملة؟ بقلم بدوي تاجو 09-20-15, 06:38 PM, بدوي تاجو
- الأشياء تتداعى.. بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة 09-20-15, 06:36 PM, تلفون كوكو ابو جلحة
- زوكربيرج مؤسس فيسبوك يعود لدائرة الأضواء بقلم بدرالدين حسن علي 09-20-15, 06:33 PM, بدرالدين حسن علي
- أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 5 بقلم د أحمد الياس حسين 09-20-15, 04:31 PM, احمد الياس حسين
- منظمة الدعوة والجمعيةالطبية الإسلامية،المتشابه!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-20-15, 04:27 PM, حيدر احمد خيرالله
- الكيزان هل يخبرون زوجاتهم وابناءهم بأفعالهم في بيوت الاشباح؟ (1- 20) بقلم مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري 09-20-15, 04:26 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....3 بقلم محمد الحنفي 09-20-15, 04:22 PM, محمد الحنفي
- الاحتجاجات الشعبية تعصف بايران تزامنا مع احتجاجات العراقيين بقلم صافي الياسري 09-20-15, 04:20 PM, صافي الياسري
- استجمامٌ قبل عيد الأضحى بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-20-15, 04:18 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الترابي وبودلير .. الحسابات الصُّغرى وسيرة الفشل بقلم عمر الدقير 09-20-15, 03:45 PM, عمر الدقير
- حصانة الست المدام.. بقلم عبد الباقى الظافر 09-20-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- ابن الكلب !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-20-15, 03:42 PM, صلاح الدين عووضة
- معركة الدقيق وبشاعة الاحتكار ! بقلم الطيب مصطفى 09-20-15, 03:40 PM, الطيب مصطفى
- دروس أحمد ..!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati 09-20-15, 03:37 PM, الطاهر ساتي
- مهنة نبيلة ورسالة سامية بقلم نورالدين مدني 09-20-15, 02:37 AM, نور الدين مدني
- في ذكرى الفقيد الأستاذ الدكتور عثمان أحمد على فضل بقلم الدكتور/قندول إبراهيم قندول 09-20-15, 02:36 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: و� (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
الأوراق مع مرور الأيام تعلوها التراب ،، ثم التراب فوق التراب ،، ثم ذلك الثقل من النسيان ،، وعجلات الزمن كعادتها تدور وتدور ،، ولا تتوقف حتى تطمس كل معالم الزيف .. وتتساوى عندها الحروف بالأوحال ،، حيث ذلك المادح المفقود الذي أفنى العمر في الهراء ،، وحيث ذلك الممدوح المفقود الذي يتعجب من غرابة الأهواء .. ثم تأتي الأجيال لتدوس بأقدامها الكثير والكثير من الأوراق التي لا جدوى منها ،، فهي مجرد أوراق كانت تغطي رغبات الهوس في أذهان البعض ،، ومفعولها ينتهي بانتهاء حياة ذلك المريض المتوهم ،، ذلك المسكين الذي يستحق الشفقة من عقلاء القوم . ولسان حال الجميع يقول : شفا الله ذلك المريض .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: و� (Re: عاصم التاج حسن)
|
صدقت يا استاذنا عبد الله فالمنصور ليس مفكرا و ليس مؤرخا و ليس حتى محلل سياسي ماهر هو رجل علاقات عامة مرة لنميري و اخرى لقرنق و اخريات لصالح نفسه امتلاكه الواسع لمهارات الكتابة اوقع اعدادا من السباب تحت اسار بلاغته و نصبوه مفكرا دون اي اساس يحمد لك ان نزعت منه هذه الهالة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: و� (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
كان الأجدر بالأستاذ عبد الله أن يكون صادقاَ وأميناَ وأن لا يتجاوز هروباَ تلك النقطة والمحك الذي أوجد جعفر النميري أساسا في حكم السودان ، حيث مخططات عبد الخالق محجوب ورفاقه الذين توجوا نضال الحزب الشيوعي السوداني بالانقلاب العسكري بقيادة جعفر النميري ،، وقد عرف الانقلاب بالانقلاب الشيوعي الجعفري ،، وكان جعفر النميري في بدايات الحكم كالخاتم في أصبع عبد الخالق محجوب ورفاقه .. وبواسطة جعفر النميري طبق الحزب الشيوعي السوداني كل النظريات الاشتراكية في السودان ،، تلك المتطرفة مثل تأميم المؤسسات والشركات ،، وتلك المعتدلة مثل شعارات الاتحاد الاشتراكي السوداني ،، والتجربة الشيوعية في السودان حين طبقت بحذافيرها فشلت فشلاَ قاتلاَ .. ودخل الشعب السوداني في ضائقة عنق الزجاج حيث توقفت أحوال البلاد كلياَ ،، مما دفع بجعفر النميري أن يتراجع عن النهج الشيوعي .. وعندها كانت غضبة الحزب الشيوعي الذي لم يرضى بتراجع النميري .. فكانت تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة على جعفر النميري .. ومن السخرية العجيبة أن يوجد الأستاذ الكبير الاستغفار لعبد الخالق محجوب ،، ثم يوجد الإنكار تلو الإنكار على جعفر النميري !! ،، فو الله ما كنت يوماَ في خندق النميري لا في البداية ولا في النهاية .. ومع ذلك فإن لذلك الرجل الكثير والكثير من المواقف التي تشرف الرجال وتشرف السودان .. تلك المواقف التي لم نجدها يوما من الأيام في عبد الخالق محجوب ورفاقه ،، وجعفر النميري اتخذ الكثير والكثير من القرارات الشجاعة .. ومنها قراراته الشجاعة بإزالة العار والمهانة عن وجه الشعب السوداني حين منع الدعارة والخمور في السودان الحبيب .. وتلك الوقفة لوحدها تكفي أن يكون لجعفر النميري القدح المعلى في سرد الحقائق المجردة .. في الوقت الذي كان فيه عبد الخالق محجوب يسكن طوال حياته بحي الشهداء بأم درمان بالقرب من منازل العاهرات دون تلك الغيرة المطلوبة في الرجل السوداني ،، والنخوة المطلوبة في الإنسان السوداني ،، ناهيك عن تلك الغيرة المفروضة في رجل يشاهد صفوف الدعارة يومياَ ثم لا يبالي ولا يكترث !! ،، وهنا لا نتحدث عن تلك الموانع الدينية التي تمنع الرذائل في المجتمعات .. فعبد الخالق كان آخر من يهتم بسيرة الدين ،، ولكن الرجل صاحب المكانة يجب ان يكون صاحب مواقف وفضائل وأخلاقيات قبل كل شيء ،، ولو نقبنا في طول البلاد وعرضها لا نجد موقفاَ واحد يشرف عبد الخالق محجوب كقيادي شارك في استقلال البلاد كما يدعي صاحب المقال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: و� (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
• السيرة عبر التاريخ دائماَ الغلبة تكون للصالحين ،، والخيبة تكون للخائبين . • تلك سيرة فرعون المارد الجبار ،، وتلك سيرة النبي موسى عليه السلام . • تربى الرجل الصالح في بيت المارد اللعين ،، ثم أبى أن يجاري مهالك العصيان . • فكان النصر حليفاَ لذلك الضعيف الذي جانب الحق وبحث عن فضائل الأمور . • كما كان الخزي والنار لذلك المارد الجبار الذي طغى وتجبر وتكبر . • الضعيف في نهاية المطاف أصبح نبياَ من الأنبياء الصالحين . • والقوي في نهاية المطاف أصبح ذلك الغريق في اليم العميق . • وهنا جبابرة الإلحاد أفنوا الحياة في محاربة السماء .. • فكانت تلك النهايات المخزية كنهايات فرعون . • فلم تبكي عيون الأحرار أسفاَ على هؤلاء وهؤلاء ، • فهم كانوا مجرد عثرات تعيق الأقدام في الطريق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: و� (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
من العبث أن يجتهد البعض لتعديل صور مقلوبة مدعومة بالحقائق ومتوفرة في عقول الناس .. وهي تلك الأفكار التي أصبحت راسخة في الأذهان كالوشم المرسوم بالنار على أديم الأجساد .. يجتهد المجتهدون عبثاَ ليلاَ ونهارا لتحسين صورة شخصية من الشخصيات التي نالتها الشبهات .. فتلك الآلاف المؤلفة من المحاولات الفاشلة التي يجتهد أصحابها لتحسين صور شخصيات مسقوطة تاريخياَ في أذهان السواد الأعظم من الناس .. فهنالك من يجتهد ليلاَ ونهاراَ لتحسين صورة المرتد محمود محمد طه .. وهنالك من يجتهد ليلاَ ونهارا في تحسين صورة ذلك القاتل عبد الخالق محجوب والآخرين الذين نالوا الجزاء العادل .. وتركوا الساحات في لحظات فشل وخيبة .. ولو تم تأليف الملايين والملايين من تلك المجلدات التي تمجد سيرة هؤلاء أو هؤلاء فإن الصورة المرسومة في أذهان الناس هي نفس الصورة المشئومة عن تلك المجموعة الغادرة الحاقدة التي رحلت عن الدنيا غير مأسوف عليها . ابن شهيد من شهداء قصر الضيافة .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|