ألم يصلكم نبأ حسني مبارك و متسلطين آخرين ظلوا متغطين بأمريكا لعقود.. و فجأة و جدوا أنفسهم عرايا في عز الشتاء قارس البرودة.. ألم تسمعوا بمصير محمد رضا بهلوي، شاه إيران و عميل أمريكا في المنطقة، و الذي كان يدخل أمريكا متى شاء و يخرج منها متى أراد، و لكنه بعد ما آلت السلطة في إيران إلى الخميني و الملالي، طار إلى أمريكا محاولاً اللجوء إليها.. و ظلت طائرته محلقة بين السماء و الأرض دون أن يُسمح له بدخول أمريكا، فلجأ إلى مصر السادات؟!
لم يكن محمد رضا بهلوي- شاه إيران- أول من أنكرت أمريكا عطاياه لمصالحها و لن يكون حسني مبارك آخر من يتعرض لتخلي أمريكا عنه من عملائها، لكن الشاه قنع بمصيره و ذهب إلى قبره دون كلمة.. أما حسني مبارك الذي احتضنت دولته الشاه بعد أن لفظته أمريكا ، فقد دارت عليه مصالح أمريكا دورتها عند انتهاء دوره، و هو الذي لم يتعظ من مصير الشاه، و عندها صدرت منه كلمة صارت مثلاً:- " المتغطي بأمريكا عريان!"
أقصى ما يمكن بلوغه من ابتهاج هو ابتهاج نظام الانقاذ حين أيد القائم بأعمال أمريكا ( خارطة طريق أمبيكي).. و وعد بأنه سوف يذهب لإبلاغ الأمر إلى متخذي القرار في أمريكا.. و لكن...
أرغت أمريكا و أزبدت قبل عامين ضد النظام السوري.. و صرخ أوباما أن:- " يجب على الأسد أن يغادر كرسي السلطة!" Asad must go و جيشَّت جيوشها و حركت أساطيلها حتى اعتقدت المعارضة السورية، المكونة من أصحاب داعش و الوهابيين و قليل من الديمقراطيين، أن أمريكا سوف تطيح ببشار الأسد خلال أيام.. و كان بشار أذكى منهم إذ عرف أن أمريكا لا تستهدفه و لا نظامه، بل تستهدف أسلحته الكيميائية التي ربما تكون مصدر خطر على اسرائيل، و ما إسرائيل سوى أهم ولاية أمريكية.. حتى و إن كانت في الشرق الأوسط..
أين تقف أمريكا من المعارضة السورية الآن؟
لقد سلمت أمريكا مصير المعارضة لروسيا و نظام بشار الأسد..
أطلق الامام/ الخميني على أمريكا لقب الشيطان الأكبر.. و اشتدت الخصومة بين البلدين.. فشنت أمريكا على إيران حرباً اقتصادية و ( علمية) شعواء.. ولأن حكام إيران من الملالي يتمسكون بواجبهم نحو وطنهم فقد سعوا لمواكبة العصر بالعلم و العمل الجاد دون أن تبطرهم السلطة و تجرهم إلى الفساد المالي و الانكباب على نعيم الدنيا من كل الأبواب، حتى اقتربوا من صنع القنبلة الذرية.. ما أثار حفيظة السعودية التي تتغطى بأمريكا.. و شكَّل هاجساً رهيباً لإسرائيل التي هي أهم ولاية أمريكية..
و أرغت أمريكا و أزبدت و هددت و توعدت و عملت على إرضاء إيران التي لعبت مع أمريكا لعبة الشطرنج و هي لعبتها المفضلة، فكسبت.. بينما السعودية تقف جانباً تتفرج، بإحساس من فقد البوصلة، في التغيير الذي يجري في العلاقة بين أمريكا و إيران.. و فجأة قررت اظهار قدرتها على الفعل في ( عاصفة الحزم) و ضمت البشير إلى الحلف.. و فيها وجد مخرجاً لتمويل حروباته القذرة في دارفور و النيل الأورق..
أين تقف أمريكا من السعودية الآن؟
نقرأ في (عقيدة) الرئيس أوباما ".... أن انتهاج أسلوب المساندة و تقديم الدعم للأصدقاء السعوديين في كل مواجهاتهم مع إيران أسلوب غير مجدٍ.. لأن هذا يعني أن الصراعات الطائفية القائمة حالياً سوف تؤدي إلى دخول القوات الأميركية لحسم الصراع لصالح الأصدقاء كل مرة يتطلب الصراع التدخل الأمريكي.. فالسعوديون لا يستطيعون بمفردهم إطفاء النيران.. و ليس بمقدورهم تحقيق انتصار حاسم لوحدهم.. و كل هذا لن يكون في مصلحة أمريكا و لا في مصلحة الشرق الأوسط.. "
أين تقف أمريكا من السودان الآن؟
تأييد القائم بأعمال أمريكا ( خارطة طريق أمبيكي) جزرة تجعل الحمار يعمل بهمة و نشاط في سعي للحاق بالجزرة و هي مربوطة على العصا ( و الما عارف يقول عدس!)..
إن مصالح أمريكا مكتوبة بالقلم ( الشيني) منذ سرقت أراضي جيرانها.. أما صداقتها –حتى بينها و بين بريطانيا العظمى - فمكتوبة بقلم الرصاص كما يؤكد تاريخ العلاقات بين البلدين..
نرجو من سدنة النظام أن يخففوا من ابتهاجهم هوناً ما.. و لأن النظام لا يبحث عن مصلحة السودان أبداً، لذا نسدي لغيره النصح أنْ:- و أنت تبحث عن مصلحة بلدك، عليك أن تبحث عن موقع مصلحة أمريكا في مصلحة البلد!
إن نظام الانقاذ أشبه بالمرأة اللعوب جداً، و أقل إشارة من دولة ذات تأثير مادي ما، يرتمى النظام بكامله في معيتها.. و بلا حواجز.. و لا يتخذ ( المشير) البشير من مصر نموذجاً للسيادة، حيث أن ( المشير) السيسي لم ينبطح لدول الخليج إلا في حدود المصالح المصرية و لا تزال مواقفه من سوريا و إيران و حزب الله مواقف لا تساير مواقف دول الخليج تماماً.. و مع ذلك نرى دول الخليج تصب مليارات الدولارات دعماً لخزينة مصر دون أن تخسر مصر موجوداتها الثابتة.. و نراها تصب حفنة دولارات في خزينة البشير و السودان يخسر أراضيه الخصبة لتلك الدول.. و يسعى لدفن تاريخه بإقامة السدود في المواقع الأثرية.. و يسجن و يقتل أهالي تلك المواقع بلا وازع من ضمير أو خوف من لعنة الأجيال القادمة..
أمريكا لا تخسر مع الذين يبيعون لها و تخسر مع الذين يشترون منها لأنها لا تبيع إلا حينما يكون بعض الشر أهون من بعض كما حدث أثناء ثورة 25 يناير المصرية حين اضطرت اضطراراً للتخلي عن المتأسلمين بعد ما كانت تعتبرهم خير خلف لنظام حسني مبارك..
إن ( المتغطي بأمريكا عريان!)، نقولها للمعارضة قبل أن نتوجه بها للنظام! و نحن نعلم أن الاحساس بحقيقة القوة يتملك السدنة، و قوة الحقيقة تخيفهم فيتحاشون التفكير فيها! إذ صارت حياة الفرد منهم تحرسها البنادق المأجورة، و بدون تلك البنادق لا حرية و لا قوة حقيقية لهم في الشارع العام، بل و لا في الدنيا بأجمعها.. لأن مولانا/ فاتو بنت سودا في انتظار رأسهم في محكمة الجنايات الدولية.. و المتغطي بأمريكا عريانٌ عريان.. و لا جدال! أحدث المقالات
استاذنا الفاضل الكريم الولايات المتحدة بلد رأسمالي وصناعي من الدرجة الاولي وتربطه بالاخرين وحتي الليبراليين والقريبين منهم من حيث التوجهات روابط محدودة ولكنهم تدخلوا بالطبع تاريخيا في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية لحماية عملاء وانظمة تابعة ودعموها بالصمت علي تصفيات جسدية طالت رموز تاريخية محترمة ومناضلين يتمتعون باحترام شعوبهم واحرار العالم وكانوا في ذلك متسقين مع مصالحهم في الحرب مع الشيوعية الدولية والعالمية تخلصو من لوممبا المحترم ودعموا المجرم مبوتو وقتلوا سلفادور الليندي وباركوا حكم الطاغية بيونشيه في شيلي وليس اخيرا اغبي عملية حربية في تاريخ العالم المعاصر وابتلاع الطعم والمعلومات المدسوسة عن اسلجة الدمار الشامل العراقية وتدمير المتبقي من الدولة العراقية حينها وحدوث اختلالات استراتيجية خطيرة في الخريطة الاقليمية تحول العراق بموجبها الي محمية ايرانية من الدرجة الاولي انطلقت منه بذرة الحروب الدينية والطائفية التي تحرق الارض والناس والموارد في اكثر من دولة في المنطقة العربية شبه المحروقة. ولكنهم دعموا حسني مبارك ونظامه بلاحدود بسبب حربه علي الارهاب التي اعتمد فيها علي اجهزة الدولة المصرية المدربة والعريقة والخبيرة في مواجهة الارهاب الداخلي ولكن مبارك اسقط نفسه عندما توسع في الفساد وحماية المفسدين اعتمادا علي الدعم الامريكي ولكنهم لم يتدخلوا علي اي مستوي لحمايته عند حدوث الثورة التي اطاحته. النظام العالمي ومن بينه الولايات المتحدة يعتبر السودان الراهن ليس من اولوياته ولكنهم يتعاملون معه ايضا من علي البعد مكتفين بالتعليمات وتوجية المتفاوضين والمفاوضات ولكن اذا ما وصلت الامور الي سقفها المفترض في السودان اليوم دون ثورة او انتفاضة شعبية منظمة تقودها قوي سياسية منظمة في حدها الادني فلن تكون هناك معتقلات او سجون كما حدث بصورة نسبية في ثورة اكتوبر وبعد انتفاضة ابريل بل ستكون هناك نهايات مشابهة لما انتهي اليه القائد الاممي المزعوم علي ايدي اولئك الهمج الملاعين من المتاسلمين الليبيين الذين نكلوا به وقتلوه سيحدث ذلك بسبب الغبن الذي في صدور اغلبية المواطنين في السودان الراهن اليوم واصبح لسان حال الناس في الشارع السوداني اليوم يردد اللهم لانسالك رد القضاء ولكن اللطف فيه . http://http://www.sudandailypress.netwww.sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة