|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
كما يقول المثل السودانى :- الما بعرفك ما بعزك ومقولةٌ أخرى تقول معرفة الرجال كنز ود. عمر نورالدائم - الله يرحمه - هو ذات نفسه كنز وهب نفسه لخدمة الغير كم كان لزياراته لنا فى واشنطن من وقع جميل , والبركه فى أولاده وبناتها ومعنا فى أميركا حالياً إبنه محمد مواصلاً خط سيره على خُطا أبيه حماسةً وتفانباً ونكران ذات . الله يديك العافيه الأساذ يحى العوض وشكراً على بوستاتك المليئه بالعرفان لأهل المعروف والإحسان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
لمحات من مسيرته(شبكة منتديات النيل الابيض ) الدكتور عمر نور الدائم
هو الدكتور/ عمر محمد نور الدائم الفكي إدريس الملقب (بأبو البتول)، خاله الناظر إدريس هباني ولد في آخر (مشتاي) على ضفاف النيل الأبيض عام 1934م . الموطن الأصلي قرية نعيمة وهي مركزنظارة الحسانية وحلقة الوصل بين البقعة والجزيرة أبا قامت بكفالته الحاجة التومةحاج محمد هباني بعـــد وفاة والدته الحاجة الحرم حاج محمد هباني (ناظر عموم الحسانية والحسنات) وله من الاخوة ثلاث (أكبرهم إدريس، ومصطفى، وعبد القادر). جدته لأبوه فاطمة بنت عبد المحمود (المحسية) ووالدة جده نور الدائم بت فرج الله ود حديد جدته لأمه (عنز العفو) بت تبيرة ( عقيد خيالة الكواهلة).
علاقة أسرته بالمهدية: من أبكار المهدية فقد هاجر جده الفكي إدريس ومائتان من جيرانه لمبايعة الإمام المهدي في منطقة قدير بكردفان.
جدته آمنة بنت السراج والدةا لفكي أول شهيد في المهدية حيث استشهدت هي وأخوها موسى. أسرت ابنتها البتول ومعها خمسة عشر في منطقة ود شلعي شمال قرية الدرادر. استشهد جده الفكي إدريس (تمساح الجواد) وفي رواية اخرى (تمساح الترك) أثناء اعتراضه لحملة أبو السعودالمتجهة للجزيرة أبا ومعــه فرسان الصلاحية (فرع الحسانية).
استشهد أخوال جدته (محمد وعبد القادر) نمر في حرب الطليان وكانا من أمراء المهدية. هاجرت جدته (عنز العفو وأختها فاطمة) مع والدهما تبيرة (عقيد خيالة الكواهلة) لجيش الزاكي طمل في الحبشة وقبل وفاهت في مدينة (قندر) الحبشية أوصى عليهن ثمانية من أولاد الكواهلة وأربعة من الزغاوة بإرجاعهن لديار الحسانية.
المسيرة التعليمية: الخلوة: في مسيد الناظر هباني على يد الشيخ صديق العجب الذي أرسله الإمام عبد الرحمن المهدي لتدريس القرآن واللغة العربية والراتب. الكتاب: نعيمة 1944م. الثانوي: حنتوب: 1948م الجامعة: الخرطوم- كلية الزراعة 1957م. الدكتوراه: جامعة قوتنقن ألمانيا 1963م.
قصة حياة: بعد تخرجه من كلية الزراعة عام 1957م عمل مفتشا زراعيا بمنطقة الدالي غرب سنجة، أبتعث منها لألمانيا فحصل منها على درجة الدكتوراه في الهندسة الزراعية ثم عمل بعد عودته عام 1963م بمشروع خشم القربة (حلفا الجديدة) أول مؤسس لمشروع حلفا الجديد.
كانت الصداقة قد جمعت بينه وبين السيد الصادق المهدي إبان دراسته بجامعة الخرطوم حيث درس السيد الصادق بكلية العلوم لمدة عام قبل توجهه للدراسة بأوكسفرد بإنجلترا. وبعد عودة الدكتور عمر نورالدائم من ألمانيا انضم إلى العمل المعارض الذي كان السيد الصادق المهدي يقوده عبرحزب الأمة تحت مظلة الجبهة الوطنية المتحدة التي كانت بقيادة الإمام الصديق المهدي حتى رحيله في 1961م، وقادت الجبهة ثورة أكتوبر 1964م الظافرة. وبعدها وفي ديسمبرعام 1964م استقال من وزارة الزراعة وتفرغ للعمل السياسي، فاختير في التكوين الجديد للحزب مساعدا للسكرتير العام لشئون الانتخابات والأقاليم. وشغل منصب وزير الزراعة خلال الفترة الديمقراطية من 1966 إلى 1967 حين تولي رفيق دربه السيد الصادق المهدي رئاسة الحكومة للمرة الأولي.
بعد قيام انقلاب مايو 1969م كان نور الدائم أحد أبرز رموز المعارضة في "الجبهة الوطنية" التي ناهضت حكم مايو. وظل معارضاً في الخارج ثماني سنوات، وعاد مع المهدي عقب المصالحة الوطنية مع نظام نميري العام 1977.
وبعد الاطاحة بنظام نميري، وعودة الحياة الديمقراطية بعد سنة الانتقال التي ترأسها المشير عبد الرحمن سوار الذهب، خاض الدكتور الراحل الانتخابات النيابية وانتخب العام 1986 عضواً في البرلمان، واختير في حكومات الديمقراطية الثالثة وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمال حتى العام 1988. أما حزبيا فقد خاض انتخابات الأمانة العامة الخماسية وحاز على أعلى الأصوات تقديرا لدوره النضالي المشهود.
وعقب انقلاب الإنقاذ في يونيو 1989 حظرت حكومة الإنقاذ على نور الدائم مغادرة البلاد بعد ان مكث في السجن فترة من الزمن حتى سمح له في منتصف التسعينات بالسفر للعلاج في لندن التي استقر بها لبعض الوقت وايضاً في القاهرة واسمرا معارضاً حيث ساهم في هذه الفترة في بناء التجمع الوطني الديمقراطي والتمهيد لاتفاقات شقدوم ونيروبي واسمرا الاولى واسمرا الثانية عام95 وبعد توقيع حزب الأمةاتفاق "نداء الوطن" مع الحكومة في جيبوتي عاد للوطن في 6 أبريل 2000 مترأسا وفدالعودة الأول في تاريخ الانتفاضة المباركة تيمنا بها. ولدى انعقاد المؤتمر السادس للحزب في أبريل 2003م انتخب نائبا ً لرئيس حزب الأمة.
المناصب الحزبية التي تقلدها: • مساعد سكرتير حزب الأمة لشئون الانتخابات والأقاليم 1964م. • أمين الأمانة العامة لحزب الأمة 1986م إلى أغسطس 2000م. • نائب أول رئيس حزب الأمة مؤتمر القاهرة أغسطس 2000 إلى 15 أبريل 2003م. • نائب رئيس حزب الأمة من 6 مايو 2003م إلى حين استشهاده في غرة رمضان 1424هـ. • نائب عن أم رمته (ود نمر) 1964- 1986م. • وزيرا للزراعة عامي 1965م و 1986م. • وزيرا للمالية عام 1988م. • نائب رئيس حزب الأمة القومي المنتخب عام 2004م حتى وفاته.
من إنجازاته في مجال الزراعة: • إعادة هيكلة وزارة الزراعة. • زيادة عدد المبتعثين الزراعيين للدراسة بالخارج. • دعم هيئة البحوث الزراعية بعون فني من عدة دول. • إنشاء الوحدة الفنية للتقييم والمتابعة للمشروعات الممولة بفروض أجنبية. • حظر استخدام مبيد (التمك) المسبب للسرطان. • تحويل مشروع القاش لنظام الزراعة العضوية. • أعد خطط لهيكلة القطاع الزراعي وتحديث القطاع المروي. • بفضل الله وجهوده حصل على قرض من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية لإعادة تأهيل مشاريع الشمالية. • له برنامج لبستنة النيل الأبيض.
وفاته: في غرة رمضان 1424هـ الموافق 28 أكتوبر 2003م ودع نور الدائم الحياة برفقة سيدنا عبد الله إسحق حامد الشيخ الجليل والقيادي البارز فيهيئة شئون الأنصار. وكان ذلك في حادث مروري إبان أداءهم لواجب العزاء في أحد فقداءالكيان. ودفنا في حوش قبة الإمام المهدي عليه السلام.
حول عمر نور الدائم: شهد الناس لعمر كشخص متفرد ومميز ،لقد لعب د عمر أدورا مفتاحيه في العديد من القضايا التي فرقت بين أصحاب الرؤىوأصحاب الهوى فكان قاسما مشتركا بين خصومه ومؤيديه . وكان كرمه فياضا وكان هاشا باشا ولقب بشيخ العرب المصدر: شبكة و منتديات النيل الأبيض
16/05/2009م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
في تذكر شيخ العرب .. الدكتور عمر نور الدائم
ابراهيم علي ابراهيم.. mailto:[email protected]@msn.com
رحم الله الدكتور عمر نور الدائم وأحسن مثواه بقدر كرمه وعطاءه ووطنيته وغفر له ذنوبه .. , في حوار اجريته معه في القاهرة حدثني عن زيارة السيد احمدعبدالرحمن القيادي في حركة الاخوان ..ورئيس ما يسمي الآن مجلس الصداقة .., له في لندن بعد خروجه من المعتقل .. يقول لي : قلت له يا احمد : ألم نعسكر معا في صحراء الكفرة ؟ من أجل استرداد الديمقراطية من الدكتاتورية الثانية ؟ ألم نجاهد معا ..؟ ألم نصلي معا .. ؟ كيف رضيتم لنا كل هذا الهوان حينما بعثتم لنا بصبيتكم يعزبوننا ..ويهينوننا في المعتقلات ؟ من أين لكم كل هذه الوقاحة ..؟ وكيف تعذبون الناس الوطنيين الشرفاء …؟.. من اين لكم كل هذا ؟ وكيف قبلتم لنا كل هذا الهوان .. ؟؟ انا الآن مريض وجيت اتعالج من عمايلكم …!!!!!
يقول لم يفتح فمه وغادرني غاضبا …
لقد كان الدكتور عمر قيادي سياسي محنك .. , وكان دوره في حزب الامه دور رئيسي وأساسي , وقد شكل غيابه خسارة فادحة لاتعوض للحزب .. وواقع الحال يقول بهذا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
ملامح من حياة الراحل د. عمر نور الدائم شيخ العرب
أ
الإمام الصادق المهدي إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي؛ السلام عليكم من بُعد جغرافي، ولكن قرب وجداني، فأنا أعيش قضاياكم، وأذرع الأرض مرافعة عنها، وأطرق في سبيل ذلك كل باب؛ مدركاً أنه ما ضاع حق قام عنه مطالب، و(السايقة واصلة). ومن برلين أساهم معكم في تقديم الكتاب الذي يساهم في إحياء ذكرى طيب الذكر الحبيب الراحل عمر نور الدائم. الذكر للإنسان عمر ثان وهو ما طلب إبراهيم عليه السلام: (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ). قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مآثرهُم وعاشَ قومٌ وهُم في الناسِ أمواتُ وفي ثقافتنا سمي الذكر كذلك لأنه يحفظ ذكر أسلافه ولكن الثقافة تتطور مع الواقع فإحياء الذكر قد يكون للذكر وللأنثى كما تفعل الحبيبة نون في ذكرى والدها زادها الله توفيقاً في مساعيها. 1- كانت علاقتي بالحبيب الراحل ذات طابع فريد، تزاملنا في جامعة الخرطوم زمالة محدودة، ولكننا معاً كان عبورنا للمشهد السياسي السوداني مع ثورة أكتوبر في 21/10/1964م، قام عمر مع زملائه بدور في الثورة وقمت مع زملائي بدور فيها كذلك، وبعد الثورة قال لي: سأترك الوظيفة وأتفرغ للعمل العام فإن أهلنا بحاجة لمن يترافع عن قضاياهم، وأنا كذلك كنت مثل ذلك أخطط للسفر لدراسة الزراعة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ولكن بعد ولاية الوالد الإمام الصديق في مارس 1959م وإعلانه منذ بداية انقلاب 17 نوفمبر 1958م أنه يرفض الانقلاب ويطالب أصحابه بالعودة لثكناتهم واسترداد الديمقراطية، عدلت عن فكرة مواصلة الدراسة لأبقى بجانب الوالد الإمام وهو يواجه عدوا شرسا مسلحاً، وبقيت إلى جانبه ثم إلى جانب عمي الإمام الهادي الذي مكنني تفويضه لي أن أقوم بالدور المفتاحي الذي قمت به في ثورة أكتوبر. وفي ساحة العمل الديمقراطي ضد نظام نوفمبر ثم ضد نظام مايو ثم ضد نظام يونيو انعقد بيننا – عمر وشخصي – التآخي والتزامل والمحبة. وقلتُ أخي.. قالوا أخٌ ذو قرابةٍ؟ قلتُ لهم إن الشُّكولَ أقارِبُ بل صار لي نعم الحبيب والوزير “إِنَّ أَخَاكَ الْحَقَّ مَنْ كَانَ مَعَكَ وَمَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكَ وَمَنْ إِذَا أبصر ما أفزعكَ، شَتَّتَ شَمْلَهُ لِيَجْمَعَكَ”. مات عمر وبموته مات بعضي. 2- أصحاب الأقلام الكاذبة لم يفهموا هذه العلاقة لأن أمثالها ليست في دفاترهم لذلك لقبوا الحبيب الراحل بعبارة “درق سيدو” كأنه مجرد صوت سيده. ولكن مع كل ما بيننا من محبة ومودة كان عمر من أجرأ زملائي برأيهم، ومن أصرح الناس بمواقفهم، وأنا ليس في دفتري الطاعة العمياء، بل حتى في بيعتنا أدخلت نصوصاً جديدة على العلاقات التقليدية جاء فيها الشورى، وحقوق الإنسان، والطاعة المبصرة، وحتى في علاقتي بأولادي أحرص على أن يكونوا أحراراً فالإنسان ميزه الله على سائر خلقه بحرية الاختيار وهذا هو سر: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ). 3- السياسة في كثير من البلدان بقرة حلوب يستغل الساسة مجالها للكسب والنهب، ففي عددها الصادر في 5/3/2015 نشرت صحيفة القارديان قائمة بالأثرياء من ساسة أفريقيا والعالم العربي، وكل من ذكرتهم أصحاب بلايين من الدولارات، تميز ساسة حزبنا عامة بعفة اليد وإن كان بعضهم قد خرق هذه القاعدة ولكن عمر كان مثالاً عالياً لهذه القاعدة، عاش في حدود كسبه المستحق ومات فقيراً إلا من منزله الذي شيده بتعاوننا نحن أصحابه. إن عفة اليد في السياسة أقرب طريق للولاية كما جاء في شعر أبي العلاء. صم ثمّ صلّ وطف بمكّة زائراً سبعين لا سبعا فلست بناسك جَهلَ الديانةَ مَن إذا عرَضتْ لهُ أطماعُهُ لم يُلْفَ بالمتماسِك أما في العهد الحاضر فتكفي الإشارة لشهادة المرحوم الزبير محمد صالح لتمييز الخبيث من الطيب. 4- قال الحكيم: وَمَا كُلُّ ذِي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ وَلاَ كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ لم أك متحمساً لتولي رئاسة الوزارة لحداثة سني أولاً ولأن أغلبية الحرس القديم في حزبي وفي أسرتي كانوا ضد ذلك، قال لي عمر: إننا نحن الذين رفعنا الشعارات الجديدة في حزبنا، ونحن الذين حققنا له الانتصار الانتخابي في انتخابات 1965م، لا يعقل أن يتولى المسؤولية التنفيذية من لا تربطهم علاقة مباشرة بالقواعد، ولا يشعرون بمساءلة نحوهم، إذا كنا جادين في وعودنا لأهلنا ومستعدين للمساءلة أمامهم فلا يمكن أن نتخلى عن المسئولية التنفيذية. كانت هذه الحجة مقنعة وهي ضمن عوامل أخرى جعلتني أقبل رئاسة الوزارة في سن 31 عاماً. والمدهش أنه بعد أن أسقطني تآمر خوف نجاحي لا فشلي، شهد الرأي العام السوداني كما عبر عنه المرحوم سيد أحمد نقد الله في صحيفة الرأي العام والمرحوم حسن ساتي في آخر لحظة بأن هذا الشاب كان أنجح من تولى رئاسة الوزارة في السودان. كذلك لم أك متحمساً لتولي الإمامة في ديسمبر 2002م ولكن نفراً مخلصاً من الكيان أذكر منهم الحبيب الراحل تبيرة، والحبيب الراحل عبد الله إسحق، والحبيب الراحل صلاح عبد السلام، والحبيب الأمير عبد الرحمن نقد الله شفاه الله قادوا حملة قوية لكي أقبل الإمامة ووجدوا تجاوباً منقطع النظير من مؤتمر السقاي لأنهم شعروا أن النظام الحاكم صار يتآمر على الإمامة ولأنهم ظنوا أنني أفضل من يواجه هذا التآمر، ولكن الحجة القوية التي رجحت عندي القبول هي الحجة التي ساقها الحبيب الراحل عمر، قال لي: يا أخي أنت تدعو لرؤية جديدة للمهدية مؤسسة على ما جاء من الإمام المهدي ولكن مختلفة عما درج عليه كثيرون، أنت تقول إن دعوة الإمام المهدي حررت المهدية من الشخصنة أي أن شخصاً غاب قبل قرون سوف يعود مهدياً، وحررتها من التوقيت بأنها تأتي في آخر الزمان، وجعلت المهدية أمراً وظيفياً متعلقاً بإحياء الدين، هذه المفاهيم جديدة، كذلك أنت أتيت بمفاهيم جديدة في تفسير القرآن، وفي السيرة، وفي الاجتهاد مفاهيم تتعلق بالتوفيق بين الأصل المفهوم اجتهاداً، والعصر المستصحب انتقاءً. هذه المفاهيم في الدين وفي المهدية سوف تكون مجرد أفكار مجتهد فردي إذا كنت بعيداً عن الإمامة، لا سيما إذا تولى الإمامة شخص منكفئ يحنط الأنصارية أو حتى يساوم بمصيرها، إذا توليت أنت الإمامة بوسيلة انتخابية فإن اجتهادك سيكون مدعوماً بقوى اجتماعية هائلة ذات جذور تاريخية عميقة. حجة قاطعة. 5- كنت إذا لقيت الراحل عمر بين الناس حسبته شخصاً قروياً في مظهره وتواضعه، عندما زار مصر في وفد كوزير للزراعة لم يستطع وزير الزراعة المصري التعرف عليه لتواضع ملبسه، يومئذٍ قال الوزير المصري: إن تولي وزارة الزراعة لا يعني أن نلبس كما يلبس المزارع! ومع مظهره القروي هذا كان الحبيب الراحل مؤهلاً في تحصيله الأكاديمي وكان بخلاف كثير من المهنيين حفياً بالثقافة في كل دروبها. كان القروي والمواطن في ثقافة العولمة في آن معاً، كثير من الساسة يطلقون الفكر والثقافة بل يعتبرون هذه الأمور مثاليات لا تليق بهم، إن السياسة بلا فكر وبلا ثقافة خبط عشواء مثلما الثقافة والفكر بلا انشغال بالهم العام برج عاجي. 6- الفكاهة أصناف، وهي جزء لا يتجزأ من التوازن النفسي للإنسان ومن التوازن الاجتماعي للسكان، ولكن بعض الفكاهة مر لأنه يجنح للسخرية والاستهزاء بالآخرين، تلك فكاهة صفراء توغر الصدر وتبث الكراهية، فكاهة السخرية تدل على الحقد والحسد وهذه عوامل مدمرة. ولكن هنالك فكاهة مرحة تدل على نفس مستقيمة وتلعب دوراً بناءً في العلاقات بين الناس، كانت فكاهة الحبيب الراحل من هذا النوع المرح. كان صاحب النكتة المرحة، النكتة المرحة سنة نبوية فقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام فكهاً مع أهله. أعوذ بالله من الذين جعلوا التدين تجهماً وعبوساً، هؤلاء مدرسة الداعشية الاجتماعية. 7- وكان للحبيب الراحل إشراقات إلهامية، كنا زرنا الصين وأبرمنا معها اتفاقيات أن تنقل إلينا تكنولوجيا دفاعية. وزرنا اليابان وأبرمنا معها اتفاقاً لشراكة تنموية تبدأ بأن يرسلوا لنا وفداً فنياً في آخر عام 1989م يقوم بدراسة كل موارد السودان الطبيعية ثم نعقد شراكة تنموية استراتيجية، وصحب ذلك أنهم سوف يساهمون بمشروعات بنية تحتية للسودان. بعد أن قمت بتنوير مجلس الوزراء بهذا الاتجاه شرقاً همس عمر في أذني قائلا: يا فلان الغرب لن يسمح بهذا النهج، وسوف يعملون للتخلص منا! سلوكهم في يونيو 1989م يدل على أنهم إما حرضوا أو استبشروا بالقضاء على الديمقراطية السودانية، والله أعلم. ومن المداولات بيننا يوم 30 يونيو 1989م وكان عمر قد قدم بصفته وزير المالية ميزانية عام 89/90 وبعد فراغه من التقديم للميزانية والمناقشة التي تلت ذلك أخذ رئيس الجمعية المرحوم فاروق البرير الأصوات. فإذا بكل الحاضرين من نواب حزب الأمة، والاتحاديين، والشيوعيين، ومؤتمر البجة، والحزب القومي (النوبة)، ونواب الجنوب والمستقلين، يقفون جميعاً مرة واحدة مؤيدين الميزانية، لم يتخلف إلا نواب الجبهة الإسلامية القومية الذين غابوا من الجلسة في ذلك اليوم. عندما وقف كل الصف السوداني هكذا في تأييد الميزانية همست في أذن عمر وقد كان يجلس بجانبي: يا عمر هذا المنظر سوف “يسحر”. لم أك أدري أن السحرة قد نصبوا للفرقدين الحبائل. رحم الله عمر في الخالدين ورحم الله زميل استشهاده الحبيب عبد الله إسحق فقد كان كذلك كثير المآثر، خالد الذكر بتواضعه وتسامحه وثباته على الحق ووفائه للكيان وما زال صوته الندي بتلاوة القرآن والراتب يعطر الآفاق جيلاً بعد جيل. قلت في حقه وأكرر ما قاله أمير شعراء السودان في رثاء والده يوم دفناه: ما در در الدافنيك فإنهم هالوا عليك من التراب وأسرفوا أوما دروا أن المكارم في الثرى أو ما دروا دفنوك أنك مصحف؟ هذا عطائي في يومكم هذا أيها الأحباب مع سلامي وصالح الدعاء. ****************** * مركز د. عمر نور الدائم للثقافة والتنمية تدشين كتاب: ملامح من حياة الراحل د. عمر نور الدائم ( شيخ العرب) مركز راشد دياب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
إليه في ذكراه العطرة : حسن احمد الحسن
عمر نور الدائم نجم المنافى وشمس الوطن
في غرة رمضان الموافق 26 اكتوبر 2003م غادرنا الدكتور عمر نور الدائم فلم تعد الأحوال كما الأحوال ولا الأيام كما هي لكنه ترك فينا ذكريات تكتسي بابتسامته التي لا تغيب رغم رحيله المتعجل .
أذكر من أيامه الخضر يوم أضفى وجوده على لندن نكهة خاصة على المدينة بعد منتصف التسعينات. فكانت صداقته الحميمة للكاتب الصحفي الأستاذ محمد الحسن أحمد مناسبة سعيدة تجمع نخبة مميزة في منزل الأستاذ محمد الحسن أحمد تضم الأديب والروائي الكبير الطيب صالح شفاه الله ، والباقر أحمد عبد الله مدير عام جريدة الخرطوم ، ومبارك المهدي أمين عام التجمع الوطني ، وغيرهم من الأصدقاء . كان كثيرا ما ينصرف النقاش إلي الوضع في السودان وتداعياته الإقليمية والدولية . وكثيرا ما تضفي اشراقات الطيب صالح وتأملاته ومشاغباته لنور الدائم ، وسخرية وطرفة نور الدائم رونقا على تلك الأمسيات من أيام لندن .
كان نور الدائم مغرم بالمكتبات والتجوال بين أضابيرها خاصة كلما رأى فرعا لمكتبة بوردرز وسط مدينة لندن وكان يحب التجوال مشيا على الأقدام كنت أصحبه برفقة الأخوين أحمد عقيل ، وعبد الله الصادق . وكان كثيرا ما ينصحنا من خلال تعليقاته الساخرة بالمداومة على قراءة مجلة الإيكونوميست لتذوق اللغة الانجليزية الرصينة . وهو من مدمني القراءة رغم عدم ميله للكتابة حيث كانت تمتلئ غرفته في لندن واسمرا بمئات الكتب والمجلات معظمها أعداد من مجلة إيكونوميست . نور الدائم من الشخصيات النادرة وهو يشبه الأنواع النادرة من العصافير التي تزدهي بها الأمكنة وتهتز بها اللحظات وتنبت من كل المفردات الطيبة .
ولد نور الدائم في قرية نعيمة القريبة من مدينة الدويم، حيث ترقد على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، في عام 1934. والتحق بجامعة الخرطوم وحصل العام 1957 علي درجة البكالوريورس في علوم الزراعة. وعمل بعد تخرجه مفتشاً زراعياً في مشروع تنمية الزراعة الآلية في منطقة الدالي والمزموم ومنقطة خشم القربة لمدة عام واحد.
وابتعث الي ألمانيا الديمقراطية العام 1958 حيث حصل علي درجتي الماجستير والدكتوراة في هندسة الزراعة الآلية عام 1963. وشغل الدكتور عمر نور الدائم منصب وزير الزراعة خلال الفترة الديمقراطية من 1966 الي 1967 حين تولي صديق عمره السيد الصادق المهدي رئاسة الحكومة للمرة الأولي. وكان نورالدائم أحد أبرز رموز المعارضة في "الجبهة الوطنية" التي ناهضت حكم مايو. وظل معارضاً في الخارج ثماني سنوات، وعاد مع المهدي عقب المصالحة الوطنية مع نظام نميري العام 1977.
وبعد الإطاحة بنظام نميري، وعودة الحياة الديمقراطية بعد سنة الانتقال التي ترأسها المشير عبد الرحمن سوار الذهب، خاض الدكتور الراحل الانتخابات النيابية وانتخب العام 1986 عضواً في البرلمان، واختير في حكومات السيد الصادق المهدي في الديموقراطية الثالثة وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمال حتى العام 1988. وعقب انقلاب الرئيس عمر البشير العام 1989 حظرت حكومة الإنقاذ على نور الدائم مغادرة البلاد بعد ان مكث في السجن قدرا من الزمن حتى سمح له في منتصف التسعينات بالسفر للعلاج في لندن التي استقر بها لبعض الوقت وأيضا في القاهرة واسمرا معارضاً حيث ساهم في هذه الفترة في بناء التجمع الوطني الديمقراطي والتمهيد لاتفاقات شقدوم ونيروبي واسمرا الأولى واسمرا الثانية عام95 وبعد توقيع حزب الأمة اتفاق "نداء الوطن" مع الحكومة في جيبوتي عاد للوطن عام 2000 وانتخب نور الدائم عقب عودته نائباً لرئيس حزب الأمة للمرة الثانية بعدما كان طوال فترة رفقته مع السيد الصادق المهدي أمينا عاماً للحزب.
صرح نور الدائم قبيل عودته من إريتريا بأنه أضحي عازفاً عن الحياة السياسية، ولن يتولي منصباً وزارياً، وأن غاية مناه أن يعود الي منطقة نعيمة في النيل الأبيض ليمارس الزراعة الآلية التي أجيز فيها قبل نحو أربعة عقود، وليشرف علي مشروع طموح للمطالبة بتعميم التيار الكهربائي علي قري ريف النيل الأبيض.وظل نور الدائم طيلة حياته شخصية سياسية فذة، ما ضاق صدره بالتيارات الأخرى رغم الخلافات السياسية والمناكفات الحزبية والمماحكات التنظيمية، واجمع علي ذلك كافة القيادات السياسية.
كان دائما ينحاز للمستضعفين في هدءاتهم وابتساماتهم الصغيرة كان عابرا في كلمات وحكايات وأقاصيص استهوت كل رفاقه على الطريق يسير ساخرا من لغة القمع والوصاية وهو يردد بوجدان شاعر المهدية أحمد ود سعد وعبارات محمود درويش :
ايها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
وعلينا ،نحن، أن نحرس ورد الشهداء
و علينا ،نحن، أن نحيا كما نحن نشاء.
تنظر إلي نور الدائم في فضاءات ومعسكرات هايكوتا الاريترية تجده أنضر شبابا وأجمل رونقا وأكثر بهاءا سائرا بين التفاصيل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويرتاد المقاهي الشعبية. كثيرون عبروا عن حبهم وفقدهم لهذا الرجل من اختلفوا ومن اتفقوا معه من رافقوه في منحيات العمر ومن إلتقوه في مناسبات مختلفة شهد الناس لعمر كشخص متفرد ومميز ،فقد لعب أدورا مفتاحيه في العديد من القضايا التي فرقت بين أصحاب الرؤى وأصحاب الهوى فكان قاسما مشتركا بين خصومه ومؤيديه . في فترة اعتقال على عهد نظام نميري عام 1982 استغرقت ما يقارب العامين في سجن كوبر جمعتنا مساحات ضيقة ، كان عمر من خلالها مصدر أمل وتفاؤل بالنسبة لكثير من المعتقلين من كبار السن والمرضي الذين زج بهم نظام نميري في السجن . كان كثيرا ما يبشرهم بقرب الإفراج عنهم. وهو يري في ذلك نوع من الأمل ورتق المعنويات قد يزيح كثيرا من عناء السجن لدى هؤلاء الشيوخ والمرضي الذين كانوا يرون فيه مصدر بشر وأمل ,ونور الدائم صاحب خصوصية في تعاملاته مع الناس على كافة المستويات . وهو ما حفظ له حب الناس حتى مع من اختلف معه . وما يمكن أن تلاحظه عبر سيرة هذا الإنسان أنه ترك بصماته الخاصة على العديد من المدن والمواقع التى وطئتها أقدامه . ورغم زياراته من موقع إلي آخر إلا أن اختياره للعاصمة الأريترية اسمرة كمقر دائم لا يخلو من معنى ومن زهد فعند اندلاع الحب الاريترية - الأثيوبية غادر عدد من قيادات المعارضة السودانية أسمرا إلي القاهرة . لكن نور الدائم رفض أن يغادر مقره الذي لا يبعد كثيرا عن مطار أسمرة الذي كان يتعرض لقصف الطائرات الأثيوبية في تلك الأحداث . قلت له يا دكتور إن سلامتك تهمنا جميعا في محاولة لا قناعه بتغيير مكانه لكنه كان يري أن من أقل مظاهر التضامن مع الشعب الاريتري الذي ساند نضال السودانيين وشاركهم قوته هو الوقوف إلي جانبهم في هذه اللحظات الحرجة لا تركهم لاعتبارات تتعلق بالسلامة الشخصية
.وقد حفظ الاريتريون هذه المواقف لعمر فكان محل تقدير وحفاوة في كل شارع يمر عبره في العاصمة الاريترية من أناس عاديين في تلك الظروف الصعبة قبل تقدير الموقف الرسمي له .كان مقدمه الي القاهرة عائدا من أسمرة يضفي كثيرا من البهجة على مجتمع السودانيين فيها يتسابقون لزيارته والاستماع إلي تحليلاته للموقف السياسي . وكانت لسخريته في التعليق وصراحته في نقد مواقف الزعامات المعارضة والمواقف السياسية وقعا خاصا ومقبولا لدى مستمعيه في المنتديات والاجتماعات حتى من خصومه السياسيين المفترضين . وهو إنساني في تعاطيه مع الآخرين ولا يفّرق في ذلك بين من ينتمي إلي حزبه أو إلي حزب آخر . وقد شهد له بذلك عدد من الناشطين السياسيين الذين لجئوا إليه في مقر إقامته في أسمرة أو القاهرة من الذين ضيقت عليهم أحزابهم أو مارست عليهم نوعا من الحصار لأسباب تتعلق بعلاقاتهم المتوترة مع قادتهم أو نتيجة اختلافهم معهم في التقييم أو أسلوب العمل . وفي أوج الخلاف بين حزب الأمة في الخارج وبين الحزب الاتحادي الديمقراطي بسبب تباين وجهات النظر حول عمل التجمع الوطني . كانت العلاقة بين د عمر نور الدائم والسيد الميرغنى بعيدة عن التوتر أو التغير، تتسم بالخصوصية والدفء والاحترام المتبادل بل تلعب دورها في تلطيف الأجواء وإزالة الاحتقان وتطبيع المسار.
وهو سوداني عروبي من المتحمسين لتوطيد العلاقات المصرية السودانية وإعطائها أبعادا خاصة على كافة المستويات الفكرية والسياسية الاجتماعية والثقافية وكان أسلوبه في التعاطي مع الآخرين جاذبا لكثير من الأشقاء المصريين الذين يتحلقون حوله عند مقدمه من مقره في أسمرة إلي القاهرة عابرا أو زائرا ومن أهم السمات التي طبعت شخصيته بين الجميع ماعرف عنه من صراحة سواء في أوساط القوى السياسية السودانية وقياداتها أو بين المسؤولين المصريين على كافة المستويات من الذين تعاملوا معه . وقد شهدت لقاءاته واجتماعاته في إطار هيئة قيادة التجمع الوطني التى كانت تعقد برئاسة السيد محمد عثمان الميرغنى في أسمرا والقاهرة كثيرا من مواجهات الصراحة والوضوح. كان يسمي الأشياء بأسمائها. ورغم اختلاف قيادات التجمع مع حزب الأمة في تلك الفترة المتوترة من عمل المعارضة في الخارج إلا أنهم يقدرون لعمر صراحته وشجاعته في مواجهته لهم داخل تلك الاجتماعات .
أجمل برهات عمر واستراحاته كمحارب أنيق أن يوم يصحبنا إلي مقاهي الحسين عند قدومه إلى القاهرة حتى أصبحت أيامه بيننا في مصر مناسبة للتغيير من عنت الاستهلاك السياسي اليومي وسيادة لغة المعارضة على تفاصيل حياتنا الخاصة .
وهو شرقي تشده أجواء الحسين والغورية ومصر القديمة يندمج في حياة البسطاء ويمل من قيود السلوك الأرستقراطي في بعض المناسبات التي يعتبرها ثقيلة الدم على نفسه . تستهويه زيارة التاريخ ، مستقويا بقليل من الاسترخاء على معاناة سياسية شغلت معظم مساحات حياته .
بصمات نور الدائم تجدها في كل المقابض والطرقات والمدن باحثا عن الحرية والديمقراطية ومستعدا في كل وقت لدفع استحقاقات ذلك في غير من أو أذى بل في زهد صوفي لو أدركه المتصوفة لاستيقنوه بأنفسهم . يصنف نفسه دوما في خانة المستضعفين والبسطاء الذين يؤثرهم على نفسه ولو كان به خصاصة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
دموع الدم : قصيدة الشريف زين العابدين الهندى في رثاء الدكتور عمر نور الدائم ________________________________________
جفت دموعك فانزف مقلتيك دما .... ....فلن يطيب لها من بعده النظر وانزل سواجف اظلام يحيط بنا ....... ....فلن يضئ لنا من بعده قمر وراجع الألى فى قول وفى عمل ...........لتعلم ان جميع الناس قد قبروا واذكر مآثر كل الناس مذ ولدوا .............. لتستبين بأن الكل هم ( عمر ) الا ترى الداهية الدهياء قد فغرت ...........افواها وتحدانا بها القدر وكيف اجرى القضاء الحق نازلة ...........من هولها كل هذا الكون يحتضر فجاءة الحدث المشئوم كارثة .......... لولا الشهادة لاتبقى ولا تذر لولا الرضاء بقضاء الله ما وسعت ..........حبائل الصبر من ضلوا ومن صبروا فهو العزيز رباط العقد فى زمن ...........كادت عقود الرضا فى الساح تندثر وانه الوصل المقبول فى وطن ...........ينتابه الخلف والاخلاف والضرر قد كان فى الجبهة الكبرى عمادتها .......وكان فارسها المغوار والحذر يكر فى ساحها لا يشتكى وصبا...........كانه السيف والارعاد والشرر فأعجب لطلق المحيا فى دماثته...........يصير ليثا هصورا فى الوغى خطر سل عنه فى الصحراء مواقفه ........... وفى الجبال وظل الموت يبتدر يبنى نضالا عريق الركن شيده ...........واسأل (ردوكا) به عن ذلك النفر واسأل ليالى جوع البرد ساهرة ........ يضيئها العزم والاصرار والفكر تكاد تلثم راحات له عرفت ...........تقول مهلا رعاك الله يا ( عمر( شيخ العروبة قد غادرتنا عجلا ............كنا بعونك للآمال ننتظر من للمجالس يمليها مصالحة ............حتى يغادرهن الهم والكدر من للسياسة والاحزاب يجمعها ............على سواء وقد زادت بها العبر من للبلاد وأهليها وسادتها ................أصبحت تقاسمها الاحداق والخطر مرحى ( نعيمة) خلدت من بلد .............. أثرى به المجد والتاريخ والسير قد صار ملء رباك مأثرة ................. تشير للذاهب الباقى وتزدهر مامات بالامس من تحيا النفوس به .........ومن له فى الحنايا الذكر والاثر فالله خير له منا سيكرمه ............ بما لا يحيط به سمع ولا بصر قد هيئت من جنان الخلد اجملها ..........والحور العين والولدان تنتظر هيا ملائكة الرحمن فابتهجى ............زفيه لله هونا انه ( عمر)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان : المنارة ... أم ... الجسر ؟ * ... بقلم (Re: يحيى العوض)
|
عندما يتحدث الدكتور عمر نور الدائم
*كان لا يبرح متفائلاً مستشفاً من كل شيء جمالاً، يردد في داخل كياننا تفاؤلاً مستمراً بما سماه «بركات المهدية» ويردد على نطاق واسع انه لا ييأس من رحمة الله الا القوم الكافرون.. كان التفاؤل ماركته المسجلة. (الإمام الصادق المهدي(
*لولا تفاؤل عمر نور الدائم الشافي لأحزاني لكنت قد مت منذ زمن بعيد (الشريف حسين الهندي)
* دكتور عمر نور الدائم مفكراً سياسياً الراحل الدكتور عمر نور الدائم، حينما يتحدث وهو العالم وذو الفكر المدعم باعظم ما تمنحه الجامعات الاكاديمية في اوربا من شهادات علمية، ولكن شيخ العرب قد ظل يدهش انداده قبل الغريب، في قدرة امكانياته على الاحتفاظ بالنمط السوداني الاصيل - والسهل الممتنع في كيفية التعامل بالنقاء المرفوع عنه الكلفة، بكل اريحية الريفي «والانصاري القح»،وهنا تتجلى عبقرية الدكتور عمر نور الدائم «السودانية»، بل هنا يسعد الجميع باكتمال التواصل ما بين «الانا والآخر» - وباختزال كل ما هو جميل ومعرفي، يستوعب متطلبات الكل بلا فوارق او تباينا؟ آيديولوجية او استحقاقات سياسية، ولا حتى استخفاف باي شكل كان «استعلاء ديني او دونية عرقية»، لذا كان ابو التومة فاكهة المجالس بلا منافس - سواء في الاتراح او الافراح - وحتى في الجمعية التأسيسية ابان النظام الديمقراطي - وهو من يشد اذن السامع بالحضور الذهني في بادية الوطن الغالي وفي حضره، من غير كلفة وبخطاب يحمل السماحة والتفاؤل بل كان يعرف كيف ينقل «الرأي» للجميع باللغة البسيطة والتي هي الوسيط الجامع والمعبر دستورياً عن المتطلبات المشروعة - لمن فك الحروف منهم او من ما زال امياً - وهنا استحق المشيخة بالبرنجي. وللامانة والتاريخ لم اجد سياسياً مشبعا بنقاء السريرة و«العلى قلبو على لسانه» مثل ما كان يعيش الراحل الدكتور عمر نور الدائم وما يؤكد ذلك مستوى الثقة التي كان يتناول بها اي موضوع مهما كانت اهميته، وضرورة متطلباته وما يحتاج من محسنات بديعية او الفاظ غريبة - فالدكتور عمر غير محتاج الى ان ينحت عقله، لكي يثبت «انه عالم» لان تشربه بالاصول مكنه ان يصيغ كل فكرة بمنتهى البساطة اللغوية، وهذا كان اكثر ما يتميز به من «هضم» لما يحمله من افكار - والذي فاق به انداده من الساسة والمفكرين.
* دكتور عمر ومدرسته السودانية المدرسة السودانية التي كان يحمل دكتور عمر نور الدائم افكارها - هي البديل الموضوعي لكل الزخم السياسي والفكري - من لدن عقائد اليسار او تطرف اليمين - وفكرته هي واسطة العقد بين تفريط المتطلعين الى السلطة «بالدبابة» وافراط من يسعى للوصول اليها دون الاجماع الشمولي - لذا حينما كان يشتد اوار الصراع الحزبي النقابي - ابان النظام الديمقراطي - وعندما كان وزيراً للمالية - كان «بحدسه المهدوي» يحذر «الجماعة» ويلفت نظر القائمين على امر النقابة من مغبة «التطرف المطلبي» وتسييس العمل النقابي - لادراكه المسبق، لما سوف يترتب ع؟يه من ضرب للنظام الديمقراطي وفتح لابواب المغامرين الشموليين وكيف يمكن تفويت الفرصة عليهم اذا ما انتحى الجميع منحى القول «لكل حزبه والنقابة للجميع» - وقد حدث ما كان متوقعاً - وهو في احد قفشاته مع عضوية نقابة العمال بوزارة المالية، قد ذكرهم «نصحه» بعد وقوع انقلاب «الجبهة» في 03 يونيو 9891م - وخروجه من السجن - بان الذي جرى ما هو الا نتاج لسوء «اعمالهم» باسم النقابة والمطالب الذاتية. لحظتها كان اي عضو منهم قد فقد وظيفته «باسم الصالح العام» واصبح يتجرع كأس الندم!! (مقتطفات من موقع سودارس)
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|