01:57 AM March, 21 2016 سودانيز اون لاين
خالد الحاج عبدالمحمود-
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم"لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
مضى وقتٌ طويل، لم نتعرض فيه لد. النعيم وهرطقاته.. وطوال هذا الوقت ظل هو من جانبه، مستمراً في التجني على الإسلام، وعلى الفكرة الجمهورية.. وهذا وضعٌ طبيعي، فأمره ليس في يده!! والتوقف يحرمه الكثير مما يعزه، وجعل حياته وقفاً عليه!!
وأنا من جانبي، لم أتابع هرطقات د. النعيم، لأنني اعتقد أن ما تم كشفه، كافٍ جداً، في بيان وضعه.. ولكن أنصار د. النعيم أبوا إلا أن يذكرونا، بأننا تحدثنا عن النعيم، ولكن لم نتحدث عن أتباعه، بما يكفي.
لقد قام الدكتور ياسر الشريف، أحد أتباع د. النعيم، بالكتابة في الموقع الخاص بالجمهوريين – الصالون – يدافع عن د. النعيم.. وكالعادة، لم يورد ولا نص واحد من أقوال د. النعيم، في دفاعه هذا المزعوم!! فجاء الدفاع توكيداً، لإدانة صاحبه، وتوكيداً لجرمه الفادح.. د. ياسر الشريف، لم يدافع عن د. النعيم في هذا الموقع، رغم أن جُل كتاباتي كانت فيه.. وهو من الذين طلبت شهادتهم، بأن عرضت عليه بعض أقوال د. النعيم، وطلبت منه الشهادة حولها أمام الله وأمام الناس.. ففضل د. ياسر أن يكون قلبه آثماً - فكتم الشهادة -على أن يقول قولة حق.. وها هو بالدفاع عن د. النعيم يورط نفسه بصورة أكبر وأوضح، ويعين على كشف صاحبه، بصورة أوكد.
وأنا هنا أكتب في التعليق على د. ياسر كنموذج للذين يدافعون عن د. النعيم، وما يقال عن د. ياسر هو نفسه يُقال في حق كل من يؤيد د. النعيم.
أرجو ملاحظة أننا من أجل التوثيق نرد النصوص إلى حلقات التوثيق التي أودعناها موقع سودانيز أونلاين، ونشير إلى الحلقة بالحرف (ح) بعده الرقم، ثم رقم النص.. مثلاً (ح3/2)
الأمر الطبيعي أن الإنسان عندما يقتنع بأمر ما إلى درجة الدفاع عنه، أن تكون قناعته هذه، على الأقل بالنسبة له، مبنية، على قضايا، يعتبرها مقنعة، ويستطيع أن يدافع عنها.. لكن أتباع د. النعيم، يرفضون التعرض لأي قضية من قضاياه، وعندما تثار هذه القضايا، يصمتون صمتاً تاماً عن التعليق المحدد، بالنفي أو الإثبات، مما يؤكد أن التاييد ليست له علاقة، بالفكر، ولا بالدين.. ودفاع د. ياسر نموذجاً واضحاً لهذا الأمر، كما سيتضح من التعليق.. فلماذا يؤيد هؤلاء د. النعيم!؟ هل من أجل الدين!؟ قطعاً لا.. فالعمل كله ضد الدين، بصورة صارخة وشاملة.. وهو من الوضوح، بحيث أنهم لا يستطيعون الدفاع عن نقطة واحدة منه.. هل الدفاع من أجل الفكر!؟ د. النعيم في كل أقواله، لا يحاول أن يقيم أي دليل موضوعي!! هو فقط يقرر، أنا عبدالله أحمد النعيم أقول!! أكثر من ذلك هو يزعم أن الناس كلهم نسبويون، كل إنسان يرى الأمور بصورة ذاتية تختلف عن الآخرين.. حتى إسلامه هو تنطبق عليه النسبوية، هو ليس إسلام عامة المسلمين، وإنما هو إسلامه هو الخاص!! من الأفضل أن نورد نصه في ذلك، فهو يقول: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان.."ح2/9.. وهذا نفي تام للدين الموضوعي من حيث هو.. لا يوجد، دين موضوعي، عند د. النعيم، الأمر كله نسبوي، يراه كل فرد من زاويته الخاصة.. إذن لا مجال إطلاقاً لإتباع د. النعيم من منطلق ديني أو فكري.. فالذين يؤيدونه، قطعاً لا يؤيدونه لاعتبارات دينية، ولا لقناعة فكرية.. أذن ما هو دافعهم في تأييده!! هذا أمرٌ محير!! وسنتناوله في النهاية، ونطلب مشاركة القراء فيه.
العمالة:
الآن فلننظر في دفاع د. ياسر.. يقول: "اتهام الأستاذ خالد الحاج لدكتور عبد الله النعيم بأنه يتعمد تشويه الفكرة الجمهورية لقاء ثمن وعمالة للغرب اتهام خطير، وهو لم يستطع إثبات هذه التهمة..".. لو كان د. ياسر حريصاً على الدفاع الموضوعي عن د. النعيم، لأورد أقوالي كما هي، وفندها، ليصل إلى نتيجة أنني، استطعت إثبات التهم أم لا.. ولكن لم يورد ولا شيء واحد، من أقوالي في الموضوع، وهو يعلمها، وقد كتبت في هذا الموقع كتابة موثقة.. فهو كصاحبه فقط يقرر!! لماذا أورد د. ياسر كلمة (عمالة)؟ هي لم ترد في أقوالي، حتى التي أستدل بها هو!! لقد أورد د. ياسر من أقوالي، التي أستدل بها، ما نصه: "الأستاذ خالد الحاج يقول:وقد وصل الأمر بدكتور عبدالله إلى حد أن يزعم أنه تلميذ للأستاذ محمود في كل أحواله، وفي كل أقواله العامة!! وأنا، على كلّ حال، سأوضّح مفارقة هذا القول، وخطورته، وأبيّن، أنّ د. عبدالله يعمل عملاً منظماً، ومتصلاً، في تشويه الإسلام، بصورة عامة، وتشويه دعوة الأستاذ محمود، بصورة خاصة.. هذا التشويه تأتي خطورته من كونه تشويه، يقوم به من يدّعي التلمذة للأستاذ محمود، وينسب نفسه للفكرة الجمهورية، ويتحدث باسمها، الأمر الذي ربّما يجوز على الكثيرين، ويدفعهم للاعتقاد أن أفكار د. عبدالله، هذه، هي نفس دعوة الأستاذ محمود، في حين أنها على النقيض منها..".
ويقول د. ياسر: " فيما يختص بالعمالة للغرب كتب الأستاذ خالد الحاج فيما هو منشور في موقع سودانيز أونلاين باب "آراء حرة ومقالات" بتاريخ 16 يناير 2014 ما يلي:وبالمزيد من الاطلاع، اتضح لنا أن د.النعيم يعمل في إطار عمل أمريكي واسع، ضد الإسلام.. والإستراتيجية في هذا العمل، تم وضعها عن طريق مؤسسة راند، بعد التشاور مع العديد من الوزارات، والجامعات، والهيئات والأجهزة الأمنية.. وقد أصدرت راند كتاباً في هذا الصدد.. وما تم التوصل إليه هو:
1-نقد الإسلام بصورة مباشرة، يؤدي إلي نتائج سلبية، ويجعل المسلمين يتكتلون للدفاع عن دينهم.. وتم التوصل إلى أن أفضل وسيلة هي توظيف بعض أبناء المسلمين للعمل في نقد الإسلام، ليصبح الأمر كله، وكأنه شأن داخلي لا علاقة له بالغرب.
2- الغطاء الأساسي للعمل هو محاربة الإسلام المتطرف، ودعم الإسلام المعتدل!! وتم تعريف الإسلام المعتدل بالصورة التي تخدم الغرض الأساسي.. النقطة الأساسية بالنسبة للإسلام المعتدل هي: الإسلام المعتدل هو الذي لا يدعو لدولة إسلامية!!".. ويقول د. ياسر: "لم يستطع الأستاذ خالد الحاج أن يورد أدلة تثبت ضلوع الدكتور عبدالله النعيم في مثل هذا المخطط الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين وضد الفكرة الجمهورية بالذات، دع عنك أن يثبت بالدليل تلقي النعيم المقابل المالي لعمالته المزعومة. الدكتور النعيم ينفي هذه التهم جملة وتفصيلا ولذلك فإن إصرار الأستاذ خالد عليها لا يعني سوى أنه يتهم الدكتور النعيم بالكذب، وهو مثل الاتهام بالنفاق..".. كل ما كتبته عن د. النعيم كان بأدلة قاطعة وموثقة، وهو الآن موجود بموقع سودانيز أونلاين.. وقد طلبنا من د. ياسر وصحبه أن يدخلوا في النقاش، ليدافعوا عن صاحبهم، فرفضوا رفضاً تاماً.. وهم إنما رفضوا لأنهم يعلمون تماماً صحة كل ما قيل، ودخولهم في الحوار يؤكده.. النص أعلاه الذي أورده د. ياسر من أقوالي كان بتاريخ 16 يناير 2014م.. وكتابة د. ياسر هذه بتاريخ مارس 2016م.. فلماذا صمت ياسر كل هذه الفترة!؟ ولماذا لم يورد د. ياسر ولا دليل واحد من الأدلة التي وردت في كتاباتي، وهي كتابات طويلة جداً، استمرت منذ 2009م، في الصالون وفي سودانيز أونلاين!؟
على كلٍ، نحن سنورد لدكتور ياسر الأدلة التي سبق أن أوردناها، وعليه أن يرد عليها.. أؤكد للقراء أنه لن يقول، ولا كلمة واحدة، في الرد عليها.. فشرط دفاعهم جميعاً عن د. النعيم، أن يتفادوا تماماً الدخول في مناقشة أي شيء من أقواله، كما يفعل د. ياسر الآن، وكما سيفعل مع كتاباتي هذه!!
أولاً، أنا لم ترد في كتابتي كلمة (عمالة)!! فلماذا كتبها د. ياسر!؟ فلننظر في النص الذي أورده لي، هل فيه كلمة عمالة!؟ يكاد المريب يقول خذوني!!
د. النعيم لم ينكر التمويل، بالعكس وكده!! فهو في مقدمة كتابه، الطبعة الإنجليزية شكر مؤسسة فورد على سخائها!! وقال في الترجمة العربية، في المقدمة: "لابد أن أتقدم بالشكر والتقدير لمؤسسة فورد التي قامت بتمويل هذه الدراسة من رئاسة مكاتبها في نيويورك. كما أتقدم بالشكر الجزيل لمركز دراسة القانون والدين بكلية القانون بجامعة ايموري، مكان عملي، بمدينة أتلانتا، الذي تكرم بتقديم العون الأكاديمي والمعنوي والتقني في جميع مراحل الدراسة".
ونحن ننقل هنا، لد. ياسر، ما سبق أن كتبناه في هذا الموقع، عن التمويل، ليرى ويرى القراءُ جميعاً، هل أوردت أدلة أم لا!! فقد جاء قولي كما يلي: "لقد جاء د. عبدالله، إلى الغرب، وهو مستعد منذ البداية لما آل اليه أمره، في النهاية.. وكما يقولون: رأس المال صياد!! في مقابلة أجريت معه، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس مركز دراسات القانون والأديان، بجامعة ايموري، ومنشورة بموقع الجامعة، سئل عبدالله: كيف أثَّرَ وضعُك كزميل أساسي في المركز على عملك؟ "لقد قدمت من السودان وقد عشت طوال حياتي بموارد محدودة جداً، ثم فجأة أجد أمامي ثروة هائلة كهذه من الموارد والشهرة والمكانة والطاقة.. اعتقد أن أحد الميزات الأساسية كانت التركيز بدءاً، والتفكير أيضاً في طرق جديدة مبتكرة أستطيع أن أمارس بها عملي كأستاذ للقانون، وكمفكر ديني مشارك ومتفاعل. لقد وفر لي المركز البيئة وفرصة التركيز.. البيئة التي يمكنك أن تبتدع فيها الأفكار، أن تحلم، ما عليك إلا أن تتخيل الأشياء، وتجد من يساعدك لتحقيق ذلك.."!! اللهفة واضحة!! وجد الجنة (ما عليك إلا أن تتخيل الأشياء وتجد من يساعدك لتحقيق ذلك"!! فقد ذهب في خياله بعيداً جداً، وخلف وراءه الواقع الذي قال عنه: (لقد قدمت من السودان وقد عشت طوال حياتي بموارد محدودة جداً)!! وهؤلاء الذين، يساعدون على تحقيق الأحلام، هل هم من الأتقياء الأنقياء الذين لا يريدون من مساعدتهم، إلا أجر العمل الصالح!؟ ما هي أحلام عبدالله هذه، والتي يحققها من تحدث عنهم!؟ إنها لا تخرج من الشهرة، والثروة، فأصحابه محققوا الأحلام هؤلاء، لا يملكون خلاف ذلك.. وهو لا يريد خلاف ذلك، ولكن ماهو الثمن؟! هذا السؤال المحرج لا يواجه به نفسه، ولا يريد أن يواجهه به أحدٌ.. الثمن هو، ما يشير إليه المقتطف التالي، الوارد في الصفحة الرئيسية لدكتور عبدالله، ويتحدث عن نشاطه الحالي، فقد جاء فيه: (المشروع الحالي: المشروع الحالي لبروفيسور النعيم تحت عنوان "مستقبل الشريعة" يركز على سعي المجتمعات الإسلامية للتصالح والتعايش الإيجابي مع الظروف المحلية والعالمية التي تكتنفها. وأحد الجوانب المحورية لعملية التعايش هذه يستند إلى الأبعاد الدستورية والقانونية لتجارب المجتمعات الإسلامية في فترة ما بعد الإستعمار، خصوصا العلاقة بين الإسلام والدولة والمجتمع). الغاية الأساسية للمشروع هي كيفية ضمان الفصل المؤسسي بين الشريعة والدولة، مع المحافظة على الوصل العضوي والحتمي بين الإسلام والسياسة"!! هذه هي العلاقة بين د. عبدالله، والمؤسسات الرأسمالية التي يعمل معها.. عبدالله من جانبه يسعى في نشر مشروعه الحالي القائم على (ضمان الفصل المؤسسي بين الشريعة والدولة..)، والمؤسسات الرأسمالية المعنية، توفر له الدعم المالي والمعنوي، والدعاية، والتخطيط الفني والإداري.
وبكل أسف، اختار عبدالله، أن يجري عمله هذا، تحت اسم التلمذة للأستاذ محمود!! جاء من نفس المصدر: "عندما غادر السودان عام 1985م، اعتقد النعيم أن مهمته الأساسية هي نشر وتطوير الأفكار الأساسية لمرشده الأستاذ محمود محمد طه.."!! والصنيع الذي قام به عبدالله، كما أثبتنا من أقواله المستفيضة، هو عكس ذلك.. لقد اختار د. عبدالله لنفسه أن يشوِّه دعوة الأستاذ محمود، أسوأ تشويه، مقابل الدعم الذي يجده من الجهات المذكورة.
وجاء من المصدر السابق عن نشاط د. عبدالله قوله: "هو يسعى لترويج هدفين مترابطين، هما الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية... إلخ".. الفهم الليبرالي للإسلام هو الموضة، الفكرية، التي استحدثها الغرب، في إطار عمله في محاربة الإسلام، وعمل على تلميع عدد من الأسماء في العالم الإسلامي، من خلال أساليبه في الدعم والدعاية، كمفكرين إسلاميين، ومن بين هؤلاء د. عبدالله أحمد النعيم، الذي خَصَّص نشاطه للفكرة الجمهورية بالذات.. ونحن نتحدث عن منتدى الإسلام الليبرالي JIL ، الذي يشارك فيه د. عبدالله.. فهذا المنتدى موظف لنفس العمل (الإسلام الليبرالي) وهو أساساً يقوم على نقد النبي صلى الله عليه وسلم، ونقد القرآن.. وهذه أهم مطالب خصوم الإسلام في الغرب، وهي من المرتكزات الأساسية، التي يقوم عليها نشاط د. عبدالله.. ولقد أوردنا قبل قليل بعض أقوال أوليل أبشر عبدالله، في هذا الصدد.
وعمل هذا الموقع، وعمل عبدالله، وأي جماعة غيرهما، هو عمل واحد له نفس الموجهات ويقوم على مفهوم (الإسلام الليبرالي) هو عمل واحد، وله غاية واحدة، وتدعمه وتروج له جهة واحدة.. ونشاط جميع هذه الجماعات، يقع في إطار محاربة أعداء الاسلام في الغرب للإسلام.
د. عبدالله لم يذكر لنا المبلغ الذي دفعته مؤسسة فورد لنشر كتابه، واكتفى بالقول أنه دعم مالي سخي!! ولكن عن الترويج للكتاب، جاء ما نصه:
“An-Na’im will have help spreading his messages. The Ford Foundation has provided a new, $100,000 grant, this one to hire a public relations firm to promote the book throughout the United States.”
النص من خبر صحفي منشور بموقع جامعة ايموري بتاريخ 22/2/2008م تحت عنوان:
'Islam and the Secular State' Offers Universal Messages, Says Emory's An-Na'im
ويمكن ترجمته ب:
النعيم سيجد من يساعده لنشر رسالاته. مؤسسة فورد أعطته منحة بمبلغ 100.000 دولار أمريكي أخرى، هذه المرة لاستئجار مؤسسة علاقات عامة لترويج كتابه في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
فجملة provided a new, $100,000 grant تفيد أن هنالك مائة الف دولار، كانت سابقة على هذه..بالنسبة لي، كسوداني، مبلغ مائتي ألف دولار منحة لطباعة وترويج كتاب، هذا مبلغ ضخم جداً.. والترويج للكتاب، يعني بالضرورة، الترويج للكاتب.. ولماذا يٌرَوَّج لكتاب، فكري عن طريق مؤسسة مختصة، وكأنه سلعة تجارية؟! ولماذا تروِّج مؤسسة فورد لكتاب عن الإسلام؟! ما هي مصلحتها في ذلك؟!
في خبر آخر عن التمويل، جاء ما نصه:
His work has attracted nearly $2 million of support from the Ford Foundation over the last decade for a series of research and advocacy projects, including The Future of Shari’a.
من موقع جامعة ايموري، في مقدمة مقابلة مع (ايموري اند ذي ورلد) مع د. النعيم
الترجمة:
اجتذب نشاطه قرابة مليوني دولار (2 مليون دولار أمريكي) كمساعدة مالية من مؤسسة فورد خلال العشرة أعوام الماضية لتمويل سلسلة بحوث ومشاريع دعوية، بما فيها (مستقبل الشريعة).. ما هي الشريعة المقصودة هنا؟! هل هي الشريعة التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي؟! أم هي الشريعة في مستوى أصول القرآن؟! في الأولى مؤسسة فورد، ومن تمثلهم، يعتبرون (أهل ذمة)، فمن المستحيل أن تدعم فورد هذا الخط.. أما شريعة الأصول فهي تقوم على الإشتراكية، وأيضاً هنا، من المستحيل أن تدعم فورد هذا الخط.. بصورة عامة، لماذا تدعم مؤسسة فورد الأمريكية، الرأسمالية، مشروع يروِّج لنشر الشريعة الإسلامية؟! هل يمكن أن تنفق مؤسسة فورد ملايين الدولارات لمصلحة الإسلام والمسلمين؟! هذا، قول لا يجوز، حتى على طفل!!
في الواقع، دعم فورد، هو دعم للشريعة التي تقوم على (الفهم الليبرالي للإسلام)، وهي شريعة لا علاقة لها بالدولة.. فهي تقوم على الفصل بين الدين والدولة.. فهو دعم لهذا الفصل، وليس للشريعة نفسها.. فالشريعة المعنية، ليست الشريعة، التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بأي فهم لها، وإنما هي شريعة صنعت في الولايات المتحدة، وبمواصفات تخدم أغراض الولايات المتحدة، في مجال حربها ضد الإسلام والمسلمين.. ود. عبدالله ما هو إلا موظف لخدمة هذا الغرض، والترويج له.. وهو في سبيل أدآء وظيفته، يُجزل له العطاء المادي والمعنوي، ويُدعَم، وتُسهَّل مهمتُه.. ففورد، وما معها من مؤسسات، هي التي تستخدم عبدالله، وتوظف نشاطه لمصلحتها، وليس العكس، وهي بالطبع تفعل هذا بشروطها هي.
ولكن لماذا تسمح فورد ومن معها من مؤسسات، بإعلان ولو جزء يسير من التمويل الذي تقوم به، مهما كان هذا الجزء صغيراً، بالنسبة للصرف الكلي؟! بمعنى آخر، لماذا لم تترك، أمر التمويل هذا كله، في إطار العمل السري!؟ إعلان جزء ولو يسير من التمويل يخدم عدة أغراض، نلخصها في النقاط التالية:
1- هو يظهر الموضوع كله وكأنه موضوع بحث علمي بريء .
2- الاعلان يضع قيوداً على من يتم تمويله، بالصورة التي تضمن استمراريته في العمل.. فهو يجعل الأمر كله عقد معلن بين طرفين .
3- ربما تكون النقطة الأهم هي أن الاعلان عن جزء من المبلغ المدفوع، يشكل دعاية، وإغراء، الغرض منهما اجتذاب آخرين، لتوظيفهم في نفس العمل.
خلاصة الأمر هي أن تشويه د. عبدالله أحمد النعيم، للإسلام، والفكرة الجمهورية، الذي عرضنا صورة له، هو تشويه يخدم أغراض خصوم الإسلام في الغرب.. وإذا كان د. عبدالله، قد سار في هذا الأمر، بوعي منه، أو بغير وعي، فالنتيجة واحدة، وهي أنه وظف نفسه لخدمة أغراض أعداء الإسلام، وقام بأسوأ، وأكبر تشويه للإسلام عامة، وللفكرة الجمهورية خاصة .
إذا ذكر د. عبدالله أساسيات دعوة الأستاذ محمود للإسلام، هل سيجد هذا الدعم والترويج، الذي وجده.. مثلا:
1- إذا ذكر لهم د. عبدالله أن أستاذه ـ الأستاذ محمود ـ يدعو، ويبشر، ببعث إسلامي جديد ينتصر فيه الإسلام على الحضارة الغربية، ويكون البديل لها، هل سيجد الدعم والتمويل الذي وجده؟
2-إذا ذكر د. عبدالله أن أستاذه يبشر بعهد قريب للإسلام ينتصر فيه على جميع الأديان، بحيث لا يصبح في الأرض إلا من يشهد شهادة أن (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هل سيجد الدعم والتمويل الذي وجده؟!
3- إذا ذكر لهم د. عبدالله أن أستاذه، في دعوته للبعث الجديد، يدعو إلى (طريق محمد صلى الله عليه وسلم)، المسلمين وغير المسلمين، ويبشر بوحدة الأمة حول النبي الكريم وشعاره (بتقليد محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها).. هل كان سيجد التمويل والدعم الذي وجده؟
4- إذا ذكر لهم أن أستاذه يدعو للدستور الإسلامي، ويعتبر دعوة المسلمين للدستور العلماني خيانة.. وأنه على الدستور الإسلامي، تقوم دولة الإسلام، على أساس من النظام الديمقراطي الإشتراكي، هل كان سيجد الدعم والتمويل الذي وجده؟!
5-إذا ذكر لهم أن أستاذه يعتبر أن سيادة الإسلام في الأرض كلها، وظهورها على الأديان جميعها، هو أمر حتمي، ووشيك وأن هذا النصر يتم على يدي المسيح المحمدي المبشر به، هل كان سيجد الدعم الذي وجده؟!
لماذا غيَّب د. عبدالله هذه الحقائق الأساسية التي تقوم عليها دعوة الأستاذ محمود؟ ولماذا استبدلها بما هو مناقض لها؟! هل يمكن أن يحدث هذا بمجرد الصدفة ودون تدبير؟! وهل يمكن أن يكون إلتقاء د. عبدالله، والمؤسسات الغربية المذكورة، مجرد لقاء عفوي غير مخطط له من أي من الجانبين؟! هل نستطيع أن نقول أن الدافع الأساسي، لأن يقوم د. عبدالله بما قام به هو طلب المال والشهرة؟!
لقد كان د. عبدالله حتى عام 1994م، يقول من كتابه (نحو تطوير التشريع الإسلامي) ما نصه: "لقد كان عليه الصلاة والسلام ـ وفق المعيار الدستوري ـ هو الحاكم البشر الأصل ومؤسس الدولة الاسلامية" ص 113، فما الذي حدث وجعله ينقلب على قوله هذا، ويقول: "دولة المدينة هي دولة سياسية، وليست دينية.. هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين.. دولة أبوبكر الصديق ليست دينية" أجراس الحرية 28 ديسمبر2008م.. ويقول: "فقولي ببطلان مفهوم الدولة الدينية يعني أن هذه الفكرة لاتستقيم عقلاً ولا ديناً لأنها تنسب التدين للدولة، وهي مؤسسة سياسية بالأساس، ولا تملك أن تعتقد في أي دين أو تمارس شعائره" الإسلام وعلمانية الدولة ص19.. وعندما يصحح مرات ومرات، ويقال له أن كلمة (دينية) من النص، نسب وليست صفة، يصر على موقفه ويرفض التصحيح.
ما هي السلطة التي أحدثت هذا التحول الخطير، فجعلت كتاب (الإسلام وعلمانية الدولة) يجيء في عمومه على العكس من كتاب (نحو تطوير التشريع الإسلامي)؟! كتاب (نحو تطوير التشريع الإسلامي) يقوم على مفاهيم الفكرة الجمهورية، أما كتاب (الإسلام وعلمانية الدولة)، فعلى العكس منه، يقوم على مفاهيم مناقضة للفكرة الجمهورية.
هل يمكن أن يكون الدافع لهذا التغيير الجذري، بل والانقلاب التام، هو المال والشهرة؟!
ربما يكون هذا هو رأي الكثيرين، ولكن بالنسبة لي، المال وطلب الشهرة، يمثلان دافعاً هاماً، ولكنهما ليسا السبب الأساسي، في أن يقوم عبدالله بما قام به.. والسبب في ذلك، حسب رؤيتي، هو أن الجانب الروحي، في الدين، أهم من انحرافات السلوك.. في الدين، انحرافات السلوك، تكون نتيجة لخلل روحي ما.. وهذا الخلل، دائماً يتعلق بفساد العقيدة، وسوء الأدب بالمعنى الديني.. ولذلك، بالنسبة لي، السبب، سابق، حتى، على وجود د. عبدالله في الغرب، وهومتعلق أساساً بالناحية الروحية.. وهذا الجانب، قلت منذ البداية إنني لا أعرفه، وربما الوحيد الذي يعرفه هو صاحبه!!.."؟.
هذا ما سبق أن كتبناه، وواضح فيه التمويل الذي يتلقاه د. النعيم، والتوثيق لهذا التمويل.. وكما سبق أن ذكرت د. النعيم لم ينكر التمويل وإنما ذهب ليبرره.. فليرينا د. ياسر وصحبه، كيف يدافعون عن هذا التمويل!! د. النعيم يقول صراحةً: "أما في حالتي أنا فقد حرصت على مواصلة البحث في الأمور التي تهمني كمسلم وتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، وأرى أن واجبي المباشر هو الإستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم للبحث العلمي.." ح2/60.. وقد رأينا، وسنرى، تلمذته للأستاذ محمود.. فهو عملياً يتكسب من تشويه الفكرة، وتشويه الأستاذ محمود، وهذه هي تلمذته!! فكما ذكرنا الغرب يريده أن يهدم الإسلام والفكرة الجمهورية، من داخلهما، وباسم الإنتماء إليهما.. وسنرى بوضوح، لا مجال معه للبس، كيف أنه يهدم جميع أركان الدين وعقائده، خدمة لأعداء الإسلام في الغرب، وطلباً للمال الذي ينفقونه لهذا الغرض.
فليسمه د. ياسر عمالة، أو خيانة، كما يشاء، المهم أن د. النعيم يستلم الأموال الطائلة من أعداء الإسلام في الغرب، مقابل أن يعمل على هدم وتشويه الإسلام.. وأنا لم أذكر كلمة عمالة، لأنها في تقديري مصطلح سياسي، وأنا يعنيني الجانب الديني، فالخيانة في هذا الجانب، تشمل العمالة وتزيد عليها كثيراً.
على كلٍ، العمالة قائمة في حق كل من يستلم مالاً من الخارج.. يقول الأستاذ محمود: "ما من شك أنو أي إنسان يتمول من الخارج، يمكن ان يكون خائن تواً!! ويمكن أن يحاسب على عمله دا!! ولا يمكن لإنسان أن يكون ولاؤه لجهتين، خاصة إذا عرفنا التوكيد دا: الأموال البتجي من برة أموال ما ها للإسلام!! وإنما هي لإستغلال الإسلام في أغراض سياسية..".
وحسب هذا المقياس، يوجد عدد ممن يتلقون المال عن طريق د. النعيم، داخل السودان وخارجه.. وهؤلاء عملهم في تأييد تشويه د. النعيم للإسلام وللفكرة، أكبر وأخطر بكثير من تلقيهم للأموال.. فالجرم الأساسي هو تشويه الدين، وتلقي الأموال هو جرم لأنه ثمن لتشويه الدين.
ما ذكرناه من أموال هو قليل جداً بالنسبة لما عليه الأمر في الواقع.. الأمر الذي يهمنا هو المبدأ – مبدأ تلقي الأموال وليس كثرتها أو قلتها.
ونحن لم نتحدث عن دور د. النعيم في العديد من المنظمات، مثل منظمة الند، ومثل عملاء التغيير، الذي أسسه د. النعيم نفسه، والمشروع يقوم على تجنيد من يسميهم د. النعيم (عملاء التغيير الاجتماعي)، وهم أفراد يجلبون من دول العالم الثالث، ويتلقون تدريباً معيناً، ليرجعوا إلى بلادهم ليقوموا بالتغيير الاجتماعي!! يقول د. النعيم: "فبدلاً من شن الحروب، نحتاج إلى تشجيع التحول الداخلي في المفاهيم الثقافية والدينية داخل هذه البلدان، ومواجهة أسباب الاضطهاد في ميادينها وساحاتها. وهذا العمل يجب بالضرورة أن يتم من قبل عملاء تغيير اجتماعي محليين، يعملون من داخل مجتمعاتهم وتجمعاتهم المحلية.. هؤلاء العملاء المحليين من الطبيعي أن يحتاجوا إلى دعم مادي وسياسي من فاعلين أجانب، ولكن هذا الدعم يجب أن يقدم بطرق لا تقوض مصداقية وشرعية التغيير الداخلي.."!! القضية ليست عمالة وحسب، وإنما هي تدريب وتمويل عملاء في مشروع كبير.
خالد الحاج عبدالمحمود
رفاعة في 20/3/ 2016
أحدث المقالات
مشروع ايجال الون ونظرية الامن والاستبطان الاسرائيلية بقلم سميح خلفمخاطـر تطبيق بـدعـة إغـلاق المتاجر للصلوات بقلم مصعب المشرّفأقلام فاخرة ..!! بقلم الطاهر ساتيوالسودان / بعد شهر/ هو بقلم أسحاق احمد فضل اللهخلافة الترابي .. من يكسب الرهان ؟ بقلم عبد الباقى الظافرالمصلحة الشخصية في دعاوي الشأن العام بقلم نبيل أديب عبداللهكانت أيـام بقلم عبدالله علقمإن لم يجدوها عندنا ،فأين يجد الجنوبيون الحماية؟! بقلم حيدر احمد خيراللهظلم الطبيب ومأساوية المسلسل بقلم عميد معاش طبيب. سيد عبد القادر قناتقنبلة دارفور الموقوتة وانكار البشير العلاقة مع الاخوان المسلمين بقلم محمد فضل عليفي ذكراها معركة الكرامة والتحولات التي طرأت على الثورة بقلم سميح خلفاللهم إني بلغت اللهم فاشهد بقلم نور الدين مدنينحن أمة لا نتفكر،ولا نتعظ ،ولا نتدبر بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي