عندما اعلنت الحكومة فتح ابواب الاستثمار على مصراعيه لكل من هب ودب ، لم يأتي من لديهم اموال او اصول او حتى افكار ، اتانا عمال وحرفيين لم تستفد منهم شيئا ، سوى مضايقة العمالة الوطنية في ارزاقها و المساهمة بشكل كبير في انهيار الجنية السوداني ووصوله إلى مستوى لايحسد عليه ، لكني لم اسمع مسؤول أو خبير اقتصادي واحد يعزي سبب ارتفاع الدولار بهذا الشكل لهؤلاء الذين يقومون بتحويل مدخراتهم للعملة الامريكية اولا بأول . بالاضافة إلى انهم لايدفعون جنيه واحد كضريبة او مساهمة في الخدمات التي يستفيدون منها سواء من كهرباء او مياه او صحة إلى.....، والحكومة لاتحرك ساكنا لأنه هؤلاء يعملون لدى متنفذين او اصحاب المصلحة من تجار الحكومة، وفي أي مكان في العالم يدفع هؤلاء ضرائب ضعف ما يدفعه المواطن وبالعملة الصعبة .
كيف يكون لدينا 800 الف عاطل أو باحث عن عمل حسب احصائيات الحكومة السودانية ولدينا مشروع الجزيرة الذي يعتبر من بين اكبر مشاريع الزراعة المروية في العالم ، وكيف يكون لدينا عطالة ونحن ننتج 80 % من الانتاج العالمي للصمغ العربي ، ونحن من المنتجين الرئيسيين للقطن طويل التيلة والسمسم والفول السوداني والذرة والدخن والبصل وغيرها من المنتجات الاستراتيجية التي يحتاجها العالم الاول والثالث. ونحن اول من انتج صابون لوكس في المنطقة وأول من انتج معجون سيجنال في المنطقة ، المنطقة الصناعية بحري التي كانت تستوعب اكبر من هذا العديد البالغ 800 الف عاطل، ومشروع الجزيرة كان يستوعب 7 مليون من الايدي العاملة في مختلف مراحل الانتاج ، واتذكر اساطيل الحافلات العملاقة، التي تنقل الموظفين من مدني وما جاورها إلى رئاسة مشروع الجزيرة في بركات ، وفي كل قرية في مشروع الجزيرة يوجد معسكر (كمبو ) للري وآخر لادارة مشروع الجزيرة بالاضافة إلى فرص العمل غير المباشرة من محلات تجارية وبقالات ومطاعم وحلاقة وغسيل وكي الملابس وترزية وغيرها من الانشطة التجارية التي يحتاجها الانسان. بالاضافة إلى توفير العمل للناس وتوفير العملة الصعبة للبلد، وترفد الميزانية العامة وتسهم في الرخاء والتقدم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والامني ، لأن توفر العمل سيحد بلاشك من الكثير من المشكلات.
بالاضافة إلى الزراعة نشأ الكثير من الانشطة الاقتصادية مثل الصناعة والتعبئة وتسويق المنتجات ، وخلال فترة انتعاش مشروع الجزيرة وغيره من المشاريع المروية هناك صناعة الزيوت والمطاحن وتقشير الفول وغيرها من الصناعات التي ازدهرت واستوعبت الكثير من الايدي العاملة . ونحن صغارا لم نشاهد في قريتنا أي عاطل أو باحث عن العمل لأن الحواشة الواحد حسبما قالت احصائيات رسمية توفر العمل لحوالي 18عائلة ، بالاضافة إلى أن موسم جني القطن كان يستدي استجلاب عمالة من شتى انحاء السودان من مناطق الزراعة المطرية ، الذين يأتون إلى الجزيرة بعد حصاد محصولاتهم من ذرة وسمسم ودخن وغيرها من المحاصيل التي تروي بالامطار ، وخلال موسم جني القطن نري التلاحم بين مكونات الشعب السوداني من سكان الشروق والغرب والجنوب والشمال والوسط وهم يعملون معا ، لذلك كان الناس يعيشون بسلام ، لأنهم كانوا يفهمون بعضهم بعضا.
ليت مشروع الجزيرة وغيره من المشروعات الزراعية العملاقة تعود كما كانت ، ولايكون هناك عاطل أو باحث عن عمل أو جائع أو فقير، لأن عجلة النتاج في هذه المشاريع العملاقة تستوعب الكثير والكثير من الناس ، وبدلا من شراء دبابات وطائرات لقصف الابرياء يجب العمل على اعادة تأهيل هذه المشاريع والعمل على الارتقاء بمحطات الكهرباء القومية حتى تعود الصناعة السودانية إلى سابق عهدها. والدولة لديها من الاموال التي تكفي لاعادة التأهيل وتوفير العمل حتي يعيش الناس في رخاء وتقدم وسلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة