21 أكتوبر --- ثورة وكتاب بقلم د. حامد فضل الله (برلين)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2015, 07:36 PM

حامد فضل الله
<aحامد فضل الله
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 179

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
21 أكتوبر --- ثورة وكتاب بقلم د. حامد فضل الله (برلين)

    صدر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة كتاب خمسون عاماً على ثورة أكتوبر السودانية 1964-2014: نهوض السودان الباكر. وقد قام بتحرير الكتاب حيدر إبراهيم علي وعبد السلام نورالدين ومحمد محمود وعبدالوهاب هِمت. ويحتوي الكتاب على توطئة وأربعة أقسام. القسم الأول هو قسم الأوراق ويحوي أوراقا عديدة بأقلام كتاب وباحثين أكاديميين وصحفيين وفنانين. أما القسمان الثاني والثالث فيحويان شهادات ومقابلات مع الذين عاصروا الثورة وكانوا في خضم الحدث وفي طليعة العطاء. وفي الختام يأتي قسم الملاحق.
    (1)
    جاء في التوطئة عن الحدث الأكتوبري، موضوع الكتاب: "عندما ننظر في مسار السودان منذ الاستقلال نجد أن ثورة أكتوبر ضد نظام نوفمبر العسكري تمثل أعلى اللحظات وأكثرها سموقاً في التعبير عن تمسك السودانيين بالديموقراطية واستعدادهم للتضحية من أجلها... وستظل مثالاً يحتذى ومِعلما يضيئ للسودانيين طريقهم لبناء سودان الديمقراطية والمواطنة التي لا تميز والعدالة الاجتماعية."
    يبدأ قسم الأوراق بورقة أحمد بابكر محمد الخير بعنوان "جبهة الهيئات : موعد قصير الأجل مع التاريخ" ويتطرق بتفصيل مقتدر لتاريخ ميلادها ودورها الطليعي في ثورة 21 أكتوبر وقرارها بإنزال شعار الاِضراب السياسي ومسارها والاتفاق على العمل المشترك تحت اسم " الجبهة الوطنية الموحدة" وإجازة التشكيل الوزاري للحكومة المرتقبة والتوقيع على الميثاق الوطني. ويختتم قائلا : " كانت صيغة جبهة الهيئات استجابة عبقرية وموفقة للتحدي الذي فرضته أكتوبر. وارتفعت الجبهة لمستوى مسئوليتها التاريخية من غير تردد أو تهاون وقدمت للشعب قيادة فورية..."
    يتابع حيدر إبراهيم علي في بحثه المعنون " ثورة أكتوبر :صعود وهبوط مشروع الحداثة" التاريخ السياسي للسودان وعملية التحضير والتحديث في ظل الحكم الثنائي وحرص الاِدارة البريطانية على عدم الاِسراع في عملية التحديث والتغيير الاجتماعي والاعتماد على القوى التقليدية المحافظة وتقويتها والصراع ضد الاستعمار والتطورات السياسية والصراعات الحزبية والعقائدية من اجل النفوذ بالسلطة والجاه بعد خروج الاستعمار. ويرى حيدر بأن أهم ما ترتبت عليه أكتوبر سياسيا أنها حركت كل الواقع السياسي، لينفتح المجال أمام روافد جديدة للقوى الحديثة واليسار عموما من تيارات قومية وتقدمية عربية في تنظيم نفسها إلا أن هذه القوى فشلت في توحيد نفسها في كيان موحد يمكن أن تواصل من خلاله النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة أكتوبر وتراجعت الحداثة وزحفت القوى التقليدية. ويختتم :
    " يفرض على القوى الحديثة أن تفكر في دورها وتاريخها بعقل ناقد لا يرحم. فمن غير المنطقي أن تقوم القوى الحديثة السودانية قبل نصف قرن بأول ثورة شعبية تبتكر الاِضراب السياسي والعصيان المدني، ثم تخنع بعد كل ذلك المجد لنظام الفاشية الدينية لربع قرن. لا بد أن نتساءل: أين الخلل؟
    أما عبدالله الفكي البشير فيحاول في ورقته " ثورة أكتوبر ومناخ الستينيات: الاِنجاز والكبوات ( قراءة أولية )" تقديم قراءة أولية لثورة أكتوبر من خلال الاستقراء في مناخ عقد ستينيات القرن العشرين والذي تميّز بأنه كان مناخ الانتصار لحركة الحقوق المدنية وازدهار حركة التحرر الوطني والخطاب القومي والعروبي والاتجاهات الزنُوجية وأسئلة الهوية. ولم يكن السودان بمعزل عن المشهد العالمي بحكم مكوناته وإرثه التاريخي وتعدده الثقافي وموقعه الجغرافي في أفريقيا. ويشير عبدالله الفكي البشير الى ثورة 23 يوليو 1952 المصرية ومولد منظمة الوحدة الأفريقية والتطورات السياسية في السودان وقضية الجنوب وعبث قادة الأحزاب السياسية بإرادة الجماهير والفوضى الدستورية والكبوة الفكرية ومهزلة محكمة الردة نوفمبر 1968 وحكمها الغيابي على الأستاذ محمود محمد طه ومواقف زعماء الأحزاب التقليدية من محكمة الردة وغياب الورع الأخلاقي. ويرى أنه بالرغم من الخسائر الضخمة الناتجة من اختطاف ثورة أكتوبر، وعدم تحقيقها للمكاسب المرجوة، إلا أنها لم تكتمل مراحلها بعد وستبدأ مرحلتها الإيجابية عندما تشتعل الثورة من جديد في عقول الشعب.
    أما سلمان محمد أحمد سلمان فإنه يبدا ورقته المعنونة " كيف ساهمت حكومة الفريق عبود في تعقيد قضية الجنوب؟" بسرد تاريخي حول تشكيل الحكومة الوطنية الأولى في السودان في يناير 1954 ثم الخلافات داخل الحزب الحاكم والحكومة بعد أشهر قليلة من قيامها والتحالفات الجديدة بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي ثم بروز الخلافات بينهما لتنتهي بانقلاب الفريق إبراهيم عبود في 17 نوفمبر 1958. ويتعرض بعد ذلك الى قضية الجنوب خلال فترة الحكم المدني الأول وعدم الجدية في التعامل مع هذه القضية من تهميش ونقض للوعود، لتسير بعد ذلك الحكومة العسكرية على نفس نهج الأحزاب السياسية الشمالية، مضيفة اليه البطش والعنف والاعتقالات وفرض برنامجها بإجراءات الدمج الثقافي بالقوة من أسلمة وتعريب للمناهج مما عمق مشكلة الجنوب. ويرى أن أخطاء نظام الفريق عبود في تعامله مع قضية الجنوب، ما هي الا ترجمة حقيقية لفكر النخبة الشمالية الحاكمة في الخرطوم، مدنية كانت أم عسكرية، في الاستعلاء والاِقصاء ورفض التعددية الثقافية.
    ويختتم مقاله: " إن شمال السودان الآن في مفترق طريق آخر، والتحدي الجديد والكبير الذي يواجهه هو ضرورة أن يعي الدروس القاسية من تجربة الجنوب وقد اندلعت حروب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وإلا فإن هذا الهلال سيصير تدريجيا الجنوب الجديد لما تبقي من السودان."
    ويشير محمد محمود في ورقته " ثورة أكتوبر ووعد الحركة الطلابية"، بأنها أول ثورة شعبية تسقط نظاما عسكريا بصورة سلمية، وشكلت بهذا السابقة الأمّ لثورات الربيع العربي التي انفجرت بعد ما يقارب نصف القرن". ويكتب عن الحركة الطلابية ممثلة في اتحاداتها، وخاصة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، بأنها ضمن طليعة القوى التي ناهضت نظام عبود منذ البداية ويشير لالتزامها المتجرد بقضايا الوطن والدفاع عنها من واقع المسؤولية الوطنية الذي لا تشوبه مصلحة خاصة أو هوى حزبي. ويواصل " ومثلما مثلت ثورة أكتوبر سابقة بإزاء ثورات الربيع العربي فإن نضال الطلاب السودانيين ودورهم في تفجير أكتوبر مثل أيضا سابقة طلابية بإزاء ثورات الطلاب واحتجاجاتهم التي انفجرت في عام 1968 في أوروبا وأمريكا. ويرى محمد محمود أن "التميز الفريد للحركة الطلابية يكمن في خاصيتين: خاصية الطبيعة الأخلاقية لصوتها الذي يرفعها فوق الانتماء الحزبي بمعناه الضيّق وخاصية التجدد المستمر الذي تتيحه لها طبيعتها الانتقالية، إذ أنها الحركة الوحيدة التي تتغذى بدماء متجددة تُكْسِبُها شبابا دائما."
    ويستهل صلاح علي ورقته "الحركة الطلابية في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ومقاومة نظام عبود" بنبذة قصيرة عن تاريخ التعليم في السودان، من الحكم الاستعماري إلى الحكم الوطني وتطوير التعليم الجامعي والفني وجامعة القاهرة فرع الخرطوم. ثم يتعرض إلى الحركة الطلابية والعمل السياسي وتأثرها بنظيرتها المصرية ومشاركة طلاب الفرع في مقاومة الحكم العسكري الأول وتضامن الطلاب مع قضايا أخرى مثل التضامن مع مواطني وادي حلفا ومع حركات التحرر الوطني ومع شعب الكنغو إثر اغتيال باتريس لوممبا ومنظمات التحرير الإرتيرية وجبهة التحرير الوطني في فيتنام.
    ويعقد عطا الحسن البطحاني في ورقته "دور الطلاب والشباب في التغيير ما بين أكتوبر 1964 وأكتوبر 2014" مقارنة بين ما قام به الطلاب (والشباب) قبل نصف قرن وما يحدث الآن، وعما إذا تغيرت المعطيات وطرأت ظروف تحول بين الطلاب والشباب أو تساعدهم على لعب نفس الدور الريادي في مناهضة النظام القمعي الحاكم منذ ربع قرن. والورقة تبحث في القيمة الرمزية التصورية لثورة أكتوبر ومكانها في الذاكرة المؤسسية للطلاب وتوظيفها في شحذ طاقتهم – في ظروف مغايرة – في مقاومة حكم الأوتوقراطية الاِسلامية الراهن، وبصرف النظر عما إذا كانت ثورة أكتوبر قد حققت أهدافها. وتطرح الورقة عددا من الأسئلة حول معنى ذكرى أكتوبر 1964 للحركة الطلابية – الشبابية اليوم، وما هي الدروس المستفادة من ذاكرة أكتوبر 1964 لتعزيز دورها في التغيير القادم ولماذا غاب الطلاب في أحداث سبتمبر 2013 وبرز بصورة واضحة دور الشباب. وتتساءل الورقة عن كيف ستؤثر منظومة العوامل الجديدة والمختلفة عن عوامل الستينيات في ترجيح كفة الطلاب – الشباب ككتلة حرجة يقود نشاطها لإشعال المقاومة الشعبية وإلى أي مدى استطاعت سلطة الاِنقاذ إضعاف دور الطلاب في التغيير و تدجين الحركة الطلابية – الشبابية واستيعابها في ماكينة النظام. كما تطرح الورقة مسألة عما إن كان من المناسب مقارنة دور الطلاب – الشباب في السودان مع دور رصفائهم في دول الربيع العربي.
    يستعرض البطحاني ثلاث مراحل تاريخية لكل هويتها وديناميتها وانعكاس ذلك على الحركة الطلابية – الشبابية. المرحلة الأولى ، من الحركة الوطنية حتى أكتوبر 1964، ويتعرض فيها لدور الاِدارة البريطانية في تشكيل أوجه الحياة الاقتصادية – الاجتماعية، مرورا بكلية غردون التذكارية ودورها في رفد الخدمة المدنية بالكوادر، ودور الطلاب في المسائل السياسية والوطنية، إلى قيام الحكم العسكري الأول ومقاومته ثم حكومة أكتوبر. أما المرحلة الثانية فتمتد من ما بعد أكتوبر 1964 حتى انقلاب الاِنقاذ في يونيو 1989. وتتميز هذه المرحلة بتفاوت موازين القوة داخل جسم الحركة الطلابية والصراع داخل الحركة الطلابية بين قوى اليسار العلماني والقوى التقليدية والاِسلامية. أما المرحلة الثالثة، الممتدة من الانقاذ من يونيو 1989 إلى 2014 فهي مرحلة لم تدخر فيها الانقاذ جهدا لتدجين الحركة الطلابية – الشبابية عبر سياساتها الاقتصادية والتعليمية والتعبوية واشراكهم في الحرب في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق، ومؤسسة الشهيد وظاهرة "الدبابين"، وهي تطورات تمت في ظل تغيير جديد في التركيبة الطبقية للطلاب نتيجة ارتفاع تكلفة الدراسة بعد الغاء الاِعاشة ودعم السكن.

    يؤرخ صديق الزيلعي في ورقته " ثورة أكتوبر والنقلة النوعية في الحركة العمالية السودانية" لنشوء الحركة النقابية العمالية وصراعها مع السلطات الاستعمارية التي كانت تراقب النشاط العمالي والتحرك لتطويقه واستيعابه. وكذلك في فترة الحكم الوطني ومع الحكم العسكري وفترة ما بعد ثورة أكتوبر والآثار الاِيجابية على الحركة العمالية عقب انتصار الثورة. وتتعرض الورقة أيضا لأثر قوة الحركة العمالية على الفكر السياسي السوداني.
    يقول عبد الماجد بوب في ورقته "مؤتمر المائدة المستديرة والبحث عن التسوية الصعبة" إن التطورات الكبيرة بعد ثورة أكتوبر هيأت الظروف للتفاوض حول الوصول لتسوية دائمة لمشكلة الحرب الأهلية. ويسرد بإسهاب الخلافات العميقة بين قادة الأحزاب الجنوبية أنفسهم وتعنت الأحزاب الشمالية والذي أدى الى الانطباع الأعم لدى المواطنين الجنوبيين أنها غير راغبة في الوصول إلى حلول مقبولة لديهم. وفي الجانب الآخر يتعين القول بأن الأحزاب الجنوبية نفسها لم تكن مهيأة لتقديم مقترحات عميقة تمثل نقطة لقاء مع الأحزاب الشمالية. ويخلص عبد الوهاب بوب إلى أن فشل المؤتمر قد أدى لخيبة لدى المواطنين الجنوبيين "إلا أن المؤتمر قد أثبت لكل الأطراف أن طريق الحوار هو الأكثر جدوى من اللجوء إلى العنف وأن الحلول التي يتم التوصل اليها بالتفاوض أقل من حيث الخسائر المادية والبشرية وأكثر ديمومة مهما تغيرت موازين القوى".
    ويرى محمد علي جادين في ورقته " ثورة أكتوبر وتحولات الخريطة الحزبية والسياسية " أن ثورة أكتوبر تمثل حدثا تاريخيا في مجرى حركة التطور الوطني، جنبا لجنب مع الأحداث الكبرى التي شكلت السودان الحديث: الثورة المهدية، معركة كرري 1898 ، ثورة 1924، حركة مؤتمر الخريجين، ظهور الاحزاب وتحقيق الاستقلال في مطلع عام 1956. ويشير الى تغيرات الخريطة الحزبية والسياسية نتيجة للسياسات والاِجراءات التي اتبعها الحكم العسكري والتي أدت الى صعود صفوة سياسية واقتصادية اجتماعية جديدة تختلف عن صفوة القوى المهيمنة التقليدية. ويتابع تحولات الاحزاب التقليدية والعقائدية والحركات الاِقليمية في الشمال وتطورات الحركة الاِقليمية الجنوبية وصولا الى ثورة أكتوبر والقوى الجديدة والصاعدة، المسيطرة على الحكومة الانتقالية. ويرى محمد علي جادين أن هذه القوى لم يكن لها برنامج سياسي محدد وواضح وانما كانت تعتمد على الشعارات العامة. ويكتب مختتما أن "تطورات ثورة أكتوبر والقوى الجديدة التي قادتها، والصعوبات التي واجهتها، تشير إلى أنها كانت حدثا هاما في مجرى حركة التطور الوطني، وأنها تركت آثارها واضحة في خريطة التركيبة الحزبية والسياسية وفي مجرى السياسة السودانية."
    ويركّز عبد العزيز حسين الصاوي في ورقته " اليسار السوداني وأكتوبر: استكمال المهمة باستكمال المراجعة النقدية للذات" على أزمة اليسار وخاصة أزمة الحزب الشيوعي. ويشير للأزمة التي تعرّض لها عام 1950 والتي انتهت بظفر الجناح الداعي الى تأسيس الحزب على الصيغة الماركسية – الشيوعية تحديدا، ليشق الحزب بعدها طريقه في الحياة السياسية والثقافية والنقابية. وتولى الحزب الشيوعي عملية تحديث السياسة السودانية على عدة مستويات محققا حضورا سياسيا فعالا بوّأه مركز قيادة القوى الحديثة بجدارة لفترة طويلة. ويشير الصاوي لدور الحزب الشيوعي في إسقاط نظام نوفمبر 1958 واكتساحه لدوائر الخريجين وبعض الدوائر الجغرافية ودوره المتميز في ثورة أكتوبر. ويتعرض لمفهوم الحزب الشيوعي للديمقراطية ومفاهيم أخرى مثل الالتزام بمواثيق حقوق الانسان ويرى تقاربا في ذلك مع حزب البعث العربي الاشتراكي. وظل الحزبان الذين يمثلان قطبي اليسار السوداني ويغذيان عقلية القوى الحديثة التي صنعت انتصار أكتوبر بطرح فكري وسياسي لا يقطع بشكل جذري بين التغيير والشمولية. وهذا التقصير في مفهوم الديمقراطية ليست وقفا على اليساريين المنظمين وحدهم بل مجموعات نخب أخرى غير اسلامية مثل الاشتراكيين الديمقراطيين، والمستقلين، والليبراليين. ومؤخرا حاولت مجموعات منها التكتل في حركات مثل حق، والمؤتمر السوداني، والتحالف الوطني، والحزب الديمقراطي الليبرالي. ويقول إن التقدير الموضوعي السليم لمدى مسؤولية الاتحادي الديموقراطي والمجموعات الحديثة غير المنظمة كليا أو جزئيا، وكذلك الطرفين اليساريين، يقتضي النظر إليها في السياق الأوسع حيث يتضح أن قصورها ديمقراطيا حسب فهمه كان شبه حتمي في البداية قبل أن يصبح أقرب للاختيار الذاتي بمرور الوقت. ويرى الصاوي أن ثورة أكتوبر والانجاز اليساري، والشيوعي خاصة، كان في الوقت نفسه تفجيرا للحد الاقصى من طاقة التغيير والتقدم الكامنة في القوى الحديثة ولكنها لم يكن كافية لتحقيق الديمقراطية.
    ويرصد جمال محمد إبراهيم في ورقته " دبلوماسية السودان في ربيع سياسي: أكتوبر 1964" مسيرة علاقات السودان الخارجية عبر أداء الدبلوماسية السودانية قبل وبعد سقوط الحكم العسكري. ويبدا بالتعرض إلى طبيعة البيئة السياسية والأجواء التي كان عليها العالم بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، واتجه بعدها للتوافق على ترتيبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، تجنبه ويلات القتل والدمار الذي عايشه العالم بين 1938 و 1945 شملت صياغة ميثاق الأمم المتحدة والاِعلان العالمي لحقوق الانسان. وتحدث عن إدارة دبلوماسية السودان خلال فترة الحكم العسكري (1958 – 1964) وكذلك التحولات في السياسة الخارجية بعد أكتوبر 1964.
    وتبرز الورقة دور أحمد خير المحامي الذي شغل منصب وزير الخارجية طيلة فترة عبود وجاء للمنصب " بمرجعياته الوطنية وخلفيته القانونية الرصينة". وتلخص الورقة دور أحمد خير في وزارة الخارجية في أنه "لم يسمح بتغول سافر من قبل ذلك النظام العسكري، على أقدارها ومواقفها، أو بالمساس بنظامها ولوائح أداء جيلها الأول الذي أسس الوزارة وجيلها الثاني الذي التحق بالوزارة". ووضعية أحمد خير في نظام عبود لخّصها أبلغ تلخيص السفير جمال محمد أحمد الذي قال إنه" ملكَ النفوذَ وكان لغيره السلطان".
    ويربط عمرو محمد عباس محجوب في ورقته "قراءة طريق نحو المستقبل" بين ثورة 1924 وثورة أكتوبر ويقول إن الأخيرة كانت امتدادا لبعض أطروحات الأولى. ويشير أن مسيرة مؤتمر الخريجين والأحزاب التي تمخضت عنها وصلت للحكم وهي لا تملك أي تصور حول القضايا العاجلة التي تواجه أي دولة حديثة الاستقلال. ولم تتجه هذه الأحزاب لوضع دستور دائم للبلاد وطرح حل يطمئن أهل الجنوب ومشروع قومي لمواجهة قضايا التنمية والتهميش وغيرها من القضايا الضاغطة. ويرى أنه لا طريق نحو المستقبل الا بالليبرالية السياسية والعدالة الاجتماعية.
    يتناول عبد الله جلاب في ورقته " أكتوبر: الثورة والثورة المضادة" عن مفهومي الثورة والثورة المضادة كعنصرين "يعملان في إطار التأثير المباشر وغير المباشر ضمن حركة التغيير الاجتماعي في السودان". وتتناول الورقة ما حدث بعد أكتوبر وتنتقد موقف جبهة الهيئات وبعض الدعاوى القائلة بالعزل السياسي لقوى سياسية بعينها تحت شعار لا زعامة للقدامى، ويرى أن ذلك مهّد لعنف نظام نميري. ولقد تواصل هذا العنف وبلغ قمته في ظل النظام الحالي الذي اعتمد منذ يومه على العنف كأسلوب ووسيلة للحكم، وهو عنف اتسع ليشمل الجماعات المتحالفة مع النظام مثل جنجويد موسى هلال ومحمد حمدان (حميدتي) والجماعات التابعة للسلفية الجهادية. وفي الحديث عن الوضع الحالي تشير الورقة لحالة "الانفصام الوجداني" الذي يفصل السودانيين بجميع مشاربهم عن النظام الحالي، وهي حالة تحولت إلى غضب هادر في هبة سبتمبر 2013 التي لعب فيها الشارع الشاب دورا طاغيا. وهبات السودانيين هذه تستلهم أكتوبر وقيمها والخطر عليها يأتي دائما من الثورة المضادة. ويقول جلاب بهذا الصدد "ومن هنا نجد أن الثورة المضادة سواء لبست ثوب اليمين أو اليسار لا ترى في النهاية الأمر حرجا في الحفاظ على السودان القديم ودولته القائمة والامرة والناهية والمسيطرة. ويمثل هذا الأمر موقفا رجعيا يقزم من أكتوبر وما أتت به."
    ويهتم محجوب محمد صالح في ورقته المكثفة "أكتوبر: الثورة التي لم تكتمل" بالوعد الذي حملته ثورة أكتوبر وبما حدث بعد ذلك من انتكاس. ويقول إن شعارات أكتوبر المرفوعة كانت تبشر بمشروع وطني جديد يعيد تأسيس دولة الاستقلال إذ أنها "لم تندلع لكى تعيد إنتاج الأزمة وتستعيض عن حكام يلبسون الكاكي بالآخرين في ازياء مدنية... ونخب تتصارع حول المناصب مثل ما كان يحدث قبل الانقلاب." إلا أن ذلك لم يتحقق لأن مفاهيم الديمقراطية لم تسد وتترسّخ مما أدى بالتفريط في الإنجاز الأكتوبري وبعده إنجاز أبريل 1985. ويقول بأن التحدي الذي يواجه السودانيين اليوم ليس بالأمر السهل إذ أن الدولة تقف الآن "على شفا الدولة الفاشلة في وطن يتآكل من أطرافه وتحيط به الأزمات من كل جانب وتهدده بالانهيار والتشظي".
    ويركز عبد الجبار محمود دوسه في ورقته " أكتوبر: تأملات في الثورة السلمية " على الطابع السلمي لأكتوبر ومضامينها الحضارية مما جعلها ثورة فريدة. إلا أنه يلاحظ أن وهج هذه الثورة سرعان ما تبدّد ويعزو ذلك للشراهة للسلطة التي أبدتها الأحزاب القومية والتي دخلت في منافسة مع جبهة الهيئات بعد تحالفها المرحلي معها في البداية ويقول إن الأحزاب تصارعت على "إرث لم يمت مالكه بعد، ذلك الإرث هو ثورة أكتوبر وذلك المالك هو الشعب." ورغم أن وهج أكتوبر قد خبا إلا أنه لم يمت ويؤكد دوسة أن ميراث أكتوبر هو "الأمل المتنامي" الذي لن يفارق السودانيين في كفاحهم من أجل الديمقراطية والتغيير.
    يستهل حسن موسى ورقته "شيء اسمه الشعب" بمناقشة نظرية لمفاهيم مثل "الشعب" "وسلطة الشعب" متتبعا ذلك منذ الحضارات القديمة مرورا بأثينا القديمة والفيلسوف سيسيرون وروما الاِنطيقية وإلى القرن الثامن عشر والثورة الفرنسية بشعاراتها مثل المساواة والحرية وسيادة الشعب. وفي السودان يمكن القول إن موضوعات "الوطن" و"الأمة" و"الشعب" قد استوطنت ثنايا الوعى الاِجتماعي لرعايا دولة الحداثة الاستعمارية كجزء من نسيج العلاقات الاجتماعية الحديثة التي لم يعرفها مجتمع المهدية. وقد استثمرت طلائع الطبقة الوسطى الحضرية مفهوم "الشعب" كدينامية وطنية في تعبئة السكان ضد الهيمنة الاستعمارية من جهة، وضد هيمنة القوى التقليدية المحلية المتحالفة مع المستعمر من الجهة الأخرى. وفي رأيه أن ثورة أكتوبر ثورة "طليعية ورائدة للحداثة السودانية" لأنها قامت على أكتاف طلائع المتعلمين الذين وضعوا نصب أعينهم تعليم شعبهم وتوعيته. ويقول أنه يبقى من تجربة أكتوبر مكسب رئيسي لا ينتبه له المراقبون كثيرا وهو أن الناس لمسوا مفهوم الشعب لمس اليد "فالشعب فاعل والشعب يريد والشعب يخرج في الفضاء العام لتحقيق إرادته ويدفع في سبيل ذلك الغالي والنفيس ثم يعود غانما ويجري الانتخابات ويختار ممثليه في البرلمان وينازع "السادة" في ندية سياسية مفعمة بالتفاؤل والأمل في غد مشرق".
    يقول النور حمد في ورقته "ثورة أكتوبر : من الأيقونة إلى منضدة التشريح" إن انتكاسات الحياة السودانية بعد أكتوبر قد أبقت الأمل حيا في صدور قطاع كبير من السودانيين بعودتها إلا أن ثورة أكتوبر في رأيه لم تحدث تحولا جوهريا أو إنجازا ذا بال. ويشير النور حمد إلى سيطرة اليسار على تجربة أكتوبر في ظل المفاهيم اللينينية السائدة في حقبة الحرب الباردة وحالة اليسار العربي آنذاك. وينتقد ما يصفه بحالة العداء المتطرفة للطائفية وسط طلائع المتعلمين، رغم أنهم لم يكونوا يمتلكون ثقلها الجماهيري وتأثيرها، كما ينتقد للبنى التقليدية كالطائفية والإدارة الأهلية والتعاون معها لتحويل ذلك الوضع تدريجيا نحو الحالة الحداثية.
    (2)
    وفي بداية القسم الثاني وهو قسم الشهادات نقرأ شهادات كل من هاشم محمد أحمد ومحمد مالك عثمان وتاج السر مكي. يتحدث ثلاثتهم بحيوية وحميمية عن تجاربهم كطلاب في جامعة الخرطوم ودور الطلاب في المعترك السياسي وتضامنهم ونضالهم من أجل قضايا الوطن ومكافحة الانظمة العسكرية والعمل من أجل استعادة الديمقراطية بإقامة الندوات الثقافية والسياسية وعن طريق الاعتصام والإضراب.
    أما عبد السلام نور الدين فيتحدث عن تاريخ جامعة القاهرة فرع الخرطوم، القلعة الثانية بجانب جامعة الخرطوم في مناهضة الانظمة العسكرية والتسلطية. هنا ايضا كانت تعقد الندوات التي شاركت فيها جميع الأطياف السياسية من شيوعيين وإخوان مسلمين وقوميين عرب وليبراليين . يكتب عبد السلام نور الدين نصه بأسلوب أدبي ماتع وسخرية محببة ويصف لك المظاهرة والالتحام مع قوات الأمن والتكتيك المتفق عليه والكر والفر والتجمع من جديد بمراوغة رجال الأمن وهم يستخدمون ثياب الطالبات لمسح الدم وإزالة الدموع والغبش من العين، نتيجة للضرب والقنابل المسيلة للدموع. يصف هذا بجدية ولكن لا تفارقك البسمة حتى نهاية النص.
    ويكتب علي نور الجليل عن تجربتهم في عطبرة وساعة المواجهة، وخروج الآلاف من جماهير الشعب العطبراوي في مقدمتهم العمال والموظفين والأطباء والتجار وهى تردد الشعارات الثورية وعلى اتم استعداد للمواجهة مع قوات الأمن.
    (3)
    أما قسم المقابلات فتتصدره مقابلة مع فاروق أبو عيسى تحدث فيها عن جبهة الهيئات وليلة المتاريس ومغزى أكتوبر. وقيمة هذه المقابلة الخاصة والكبيرة هي أن فاروق عاصر الثورة وكان أحد طلائعها وعليما بتفاصيلها الدقيقة وما كان يدور في أروقتها.
    وأعقبت ذلك مقابلة مع فاروق محمد إبراهيم عن التطلعات الكبرى لأكتوبر. و فاروق محمد إبراهيم من مؤسسي الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) وكان من قادة التحرّك الجماهيري في ود مدني. ولقد تكلم في المقابلة بإسهاب وبنظرة موضوعية ونقدية للكثير من القضايا. وفي تقييمه لثورة أكتوبر يقول إنه يضعها "في مرحلة استجابة المجتمع وسماح بنيته بوجود قوى غير تلك التقليدية والطائفية والتجار وغيرهم، تستطيع أن تقود وتغير المجتمع: هنالك قوى جديدة عبرت عن نفسها في أكتوبر: القوى الحديثة من عمال ونقابيين ومهنيين ومزارعين، وهي قوى منظمة ولها وعي سياسي، وجزء منها الطلاب والنساء والحركة الديمقراطية والمثقفين الثوريين. وهذا دور أكتوبر".
    وأعقبت ذلك مقابلات مع الرشيد أبو شامة عن الجيش والسلطة وحسبو إبراهيم عن حركة المزارعين ونضالاتها ونور محمد عثمان عن دور المرأة ومساهمتها.
    ويحتوي قسم الملاحق على الميثاق الوطني وعلى وثيقة التحقيق في الأسباب التي أدت إلى انقلاب 17 نوفمبر 1958 وهي وثيقة هامة يصعب الحصول عليها بسهولة.
    (4)
    ملاحظات ختامية
    - يهدف الاستعراض أعلاه فقط لعرض الكتاب والتنبيه ولا يهدف لتقديم قراءة نقدية للكتاب، فالحيز لا يسمح وخاصة أن الكتاب من الحجم الكبير ويحتوي على 521 صفحة ومكتوب بعدة أقلام.
    - تتراوح الأوراق بين القصر والطول والكثافة وكتبت بموضوعية وشفافية وصراحة وصياغة جميلة.
    - ساد التكرار في كثير من المقالات، وهذا لا يمكن تجنبه، فالموضوع المعروض واحد، وبالرغم من أن كل كاتب يعالج الموضوع من زاوية مختلفة ولكن التواريخ والأحداث واحدة.
    - سعدت كثيرا بالاِطلاع على مقابلة حسبو إبراهيم، فقد التقيت به العام السابق في مدينة هيرمانزبورج في المانيا بدعوة من منبر السودان. يدهشك حسبو إبراهيم بدماثة خلقه وتواضعه الجم ومعلوماته الدقيقة حول قضايا ومشاكل المزارعين وألاعيب وفساد وكذب السلطة الحاكمة.
    - التقيت مع خالد المبارك لأول مرة في مدينة ليبزغ بعد ما تم فصله مع بعض من زملائه من جامعة الخرطوم لمناهضتهم لنظام الفريق عبود وكان وقتها نائبا لرئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم كنا نحن طلابا في جامعات المانيا الديمقراطية . كتب هاشم محمد أحمد في شهادته:
    " التحية أخيرا للحركة الطلابية بمجملها والتي تستحق سجلا خاصا بأسماء كل الذين ناضلوا خلال ست سنوات ضد النظام العسكري خلال مراحلهم الدراسية المختلفة. ولكني أود أن أسجل هنا بعض أسماء الذين تيسر لي ذكرهم من مختلف الاتجاهات السياسية بجامعة الخرطوم " لقد ذكر هاشم محمد أحمد، من الاِخوان المسلمين 11 أسما ومن المستقلين واحدا ومن الجبهة الاشتراكية اثنين. ومن الجبهة الديمقراطية ( الشيوعيين ) 28 أسما ولم يذكر من ضمنهم خالد المبارك. فليس من المعقول أن يكون قد نسى اسم خالد المبارك الذي كان من قادة الجبهة الديمقراطية التي ينتمي اليها هاشم محمد أحمد. إن الاختلاف حول توجهات خالد المبارك السياسية الآن ليس مبررا لتجاهل أو طمس فترة من تاريخه الناصع، هذا عيب. إنها مأساة، فالصديق العزيز خالد المبارك اعرفه منذ نصف قرن ( عمر الثورة) وصاحب التاريخ النضالي واليساري المشرق، يسخّر الآن فكره وقلمه لنظام سلطوي وفاسد وظالم ومراوغ.
    - جاء في هامش صفحة 19 بأن سر الختم الخليفة ولد عام 1912 وتُوفى في عام 2006. وهناك مصدر أخر يثبت تاريخ ميلاده بعام 1919 ووفاته في 18 فبراير 2006 .
    - الغلاف الأمامي مزين في الجزء الأعلى باللون الأسود علامة الحزن والجزء السفل بالأحمر القاني أشاره للدماء الزكية لتي انهمرت. أما وسط الغلاف ( المساحة الأكبر) فتتوسطه صورة جنازة الشهيد أحمد القرشي طه، وخلف النعش الجموع الغفيرة على مدى البصر وفي المقدمة صورة الممرضات بلبسهن الأبيض الناصع.
    الغلاف الخلفي بالون الأخضر الزاهي اللامع ومنقوش عليه كلمات ( أكتوبر ألأخضر) لشاعرنا الفذ محمد المكي إبراهيم وبين فراغات السطور نتبين ظلال الوجه الأمامي لمكتبة جامعة الخرطوم. هنا تتجلي أيضا روعة الصورة، الربط بين الفكر والأدب والفن.
    - التحية لهيئة التحرير لهذا العمل القيم ونجاحهم في استكتاب مجموعة كبيرة من الكتاب والباحثين المرموقين. والتحية موصولة لمركز الدراسات السودانية وهو يواصل دوره التنويري بالرغم من كل الصعاب، نتمنى ألا يضيف التقارب الأخير بين حكومة السودان والحكومة المصرية عثرة جديدة أمام نشاطه في القاهرة، وما أكثر العثرات.



















    منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين


































    من اقوال قادة السودان

    مواضيع عن الفساد فى السودان


    Sudan and Ebola virus epidemic

    Contact Us


    Articles and Views

    About Us


    ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


    مكتبة دراسات المراة السودانية


    tags for sudaneseonline
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de