ثمة حقائق يجب توضع لذاك اليوم في تاريخ ليبيا 17فبرير عام 2011م ، فلم تكن ظاهرة بوعزيزي هبمن اشعلت حالة تمرد من الفقراء والمظلومين ن ولم تكن تلك الجماهير التي تحدثوا عنها هي من اقتلعت اسس الدولة العميقة واجهزتها ، ولم تكن تلك المجموعات القليلة الفوضاوية التي تطمح لللاستلام السلطة هي القادرة على احداث هذا التغيير الهمجي والمستفز لكل معاني الانسانية ، فالثورة الفرنسية بظروفها لن تتكرر، ولان الحريات نسبية وليست مطلقة ، والعدالة ايضا نسبية وليست مطلقة امام السلوك الانساني وما يحمل من اخطاء وبين الصواب والخطأ.
لوكان الفقراء بمناخاتهم الحالية والسابقة هم القادرون على التغيير لتغير الواقع لاكثر من سبب وفي الاتجاه الصحيح الموضوعي للتغيير ، او اذا كان هو حالة تمرد على واقع الامة المجزء المهتريء التي تذهب قدراته لشراء الاسلحة المخزنة للصدأ او استخدامها في مواقع غير ما وجدت له من الدفاع عن مصالح الامة ومقدساتها وارضها وجغرافيتها القومية والسياسية لانتفضت الجماهير والشعوب محرضة بل تسعى لتغيير مواقف الانظمة من القدس التي تنتهك وتهود او عمليات الحرق التي يمارسها المستوطنون ضد الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية او عمليات القتل بدم بارد لاطفال ونساء وشباب العرب في الضفة الغربية او حصار غزة التي اصبحت تقتل باكثر من نوع من الاسلحة التي تتعارض مع المفهوم الانساني لحياة الشعوب ....لو كانت تلك الغيرة واقتنعنا بحركة الجماهير القادرة على التغيير لكانت الغيرة تجاه ما يحدث في فلسطين واكثر من مكان في حياة الامة ، او لسعت تلك الجماهير والشعوب لمكافحة ومطاردة تلك العصابات التي تقتل وتسلب الثروات وتجزيء ارض الوطن بناء على مصالحها وشعوذتها وما تحمل من ايديولوجيات متطرفة مخربة بقصد قتل الحضارة والتقدم للمجتمعات في اكثؤ من مكان في سوريا والعراق وسيناء واليمن وتونس وليبيا التي جزئت بواسطة تلك العصابات المسلحة الى اكثر من 10 اجزاء مقسمة تتناول التدمير وسيلة لبقائها وسيادتها .
في ذاك اليوم كان الصهيوني برنارد ليفي يحضر طائرته والقوات الخاصة الفرنسية لتستقر رحلتها في مدينة بنغازي وما حولها ، وبعد ايام كانت ساحة المحكمة في بنغازي ترفع فيها الاعلام الفرنسية والامريكية والايطالية وبتواجد هذا الصهيوني الفاتح الذي يسمى برنارد ليفي ،ومن يرفع تلك الاعلام انهم من سموا انفسهم الثوار على الطاغية معمر القذافي ..؟؟!! معمر القذافي الذي استطاع امن يمزق تلك الاعلام وعدم رفرفتها على ارض ليبيا سابقا .....
لا نريد ان نتحدث عن انجازات القذافي "" الطاغية "" ولكن في نفس الوقت لم يكن القذافي نبيا ، وكان قادرا على ازالة مخلفات ثقافية تركها الاستعمار الايطالي في عقلية وثقافة الاخوة في ليبيا من جهل وغيره ، بل كانت تلك الثقافة المتراكمة هي احد معوقات التنمية التي وضع القذافي لها كل الامكانيات ولم تكن المشكلة في القذافي بقدر ما كانت في تلك الثقافة القبلية والعشائرية ، وحنين البعض لفترة الاستعمار الايطالي والتي تضررت مصالحها بوجود ثورة الفاتح من سبتمبر ، وتلاقى الجهل مع بعض التيارات للاسلام السياسي التي تحالفت مع الايطاليين والامريكان والفرنسيين ضد القذافي .
مازال هؤلاء الذين بحتفلون في الساحة الخضراء من عصابات تستولي على طرابلس وعصابات تستولي على مدن في الغرب وشرق ووسط ليبيا مازلوا ينعمون بمياه النهر الصناعي العظيم المشروع الاستراتيجي الذي بناه القذافي والالاف المعاهد والجامعات والمدارس في كل نجع وقرية ومدينة واكبر شبكة طرق في الوطن العربي واكبر شبكة كهرباء ايضا التي كانت تغذي الشبكة العربية الموحدة .... اين هي الان في عصر من يحتفلوا ب17 فبراير هولاء الذين مازلوا يهددوا حكومة التوافق التي تم الاتفاق عليها في الصخيرات المغربية ويمنعوها من التواجد في طرابلس وايضا بتدخل اجنبي ووصاية اجنبية ، بعد ان كان الشعب الليبي ترهبه كثير من الدول وبوجود شخصية اسمها القذافي .....
لماذا قتل القذافي في ابشع صور القتل ولماذا قتل ابنائه ورفاقه ..... انه امر امريكي فرنسي ايطالي وبواسطة هؤلاء الجهله اعداء انفسهم ووطنهم قبل ان يكونوا اعداء القذافي .....القذافي الذي سعى للوحدة العربية ... القذافي الذي هدد العملة النقدية لمنطقة الدولار في افريقيا، القذافي الذي امم قطاع البترول وامم مئات الالاف من هكتارات الزيتون التي تملكها ايطاليا واربابها في ليبيا وهو القذافي الذي وقف مع الفقراء واحتفل باخر كوخ يقطنه ليبي على ارض ليبيا ، والقذافي الذي ارسل الالاف للبعثات التعليمية الخارجية .......
كنت اتعاطف مع القذافي لسبب واحد امام عصابات وانفلاشات في داخل اجهزته مثل اللجان الثورية والامن والمؤتمرات التي كانت تقودهم مصالحهم ويخربون في التجربة الثورية الليبية وهم هؤلاء من ساعدوا ايضا الغزو الخارجي وتحالفوا مع الشيطان ليفتتوا ليبيا ويهدروا ثرواتها وهم المخربين للان ، قد استغلو فترة الانفتاح ووجود الشركات الاجنبية بعد تسوية حالة الطائرة ، فلم تكن شركات اقتصادية وتجارية بل كانت شركات امنية بوجه نشاط اقتصادي واستطاعت تلك الشركات اختراق رأس وعمق اجهزة القذافي ومؤسساته للتحضير لليوم القذر والاسود والذي مازال يعاني منه الشعب الليبي للان ولعشرات السنيين القادمة انه اليوم الاسود 17 فبراير .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة