إعتقد أن ثمة تشابة قائم بين واقعنا اليوم ، والأيام الأخيرة التي سبقت سقوط الإمبراطورية الرومانية ، وبالرغم من شُح الوثائق في هذا الخصوص ؛ إلا أن كتاب المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون يضيئ لنا لمعرفة تفاصيل تلك الفترة بالإمبراطورية الرومانية العظيمة في كتابه " تاريخ ضعف و سقوط الإمبراطورية الرومانية " والذي نُشر في العام 1776 ،وفي الكتاب أيضآ سرد للحضارة الغربية والفتوحات الإسلامية والمغولية وما يتصل بتلك الفترات . وجه المقارنة هنا برأيي أن الإمبراطورية الرومانية في أيامها الأخيرة واجهت الظروف نفسها التي يعيشها النظام الآن ( الخســـارة التدريجية للفضيلة المدنيـــــة ) وقد ذكرت الأسبوع الماضي – في مقال غير منشور – عن تحول كبير ، وملحوظ في توجهات وقناعات المواطنين بالصورة التي تحملنا على البحث والتفكر مع التدبر في ما الذي حدث بالضبط ، والأسباب التي حملت جماهير كبيرة لتغيير زاوية نظرتها للأمور ( أو بعين ثالثة ) ؟ ... بل ربما التكشيك وعدم الثقة في كل ما يصدر مع الإحباطات المتكررة ، وغير ذلك . وشئ ثانٍ ( يتعلق بتأثير الدين ورجاله ) ؛ وهو أن المسيحية كانت قد خلقت عندهم نوع من الإيمان واليقين بأن هنالك حياة ثانية أفضل كانت تنتظرهم بعد الموت ، وهذا أمر خلق عندهم نوع من اللامبالاة ، وعزز شعورهم بأن لاشئ يستحق التضحية للحصول عليه وأنه ليس هنالك بديل أفضل ( الإستكانة ) ، وهذا أمر يحدثنا عن ان الحالة العامة لم تكن صحية وأنه قد تم تسميمها ( كليآ ) وبصورة ممنهجة . ويذكر أيضآ أنه من الأمور المثيرة للتعجب والسخرية معآ سادتي أن أسلوب ونظريات جيبون كانت ترتكز على بعض الإقتباسات والأقوال المأثورة على شاكلة : " أن الشعوب ستواصل التصفيق الأكثر ليبرالية ( على مدمريها ) أكثر من ( متبرعيها ) ! ، " وأن تأثير رجال الدين ( في عصر الخرافات ) قد يكون مفيدآ ؛ ولكن تظل الصلة بين ( العرش والمذبح ) تظل حميمة " ( نعم حميمة ) ! . صحيح أن مراجعة التاريخ أحيانآ قد تكون مرعبة وربما مخجلة ومزعجة ، ولكن واقعنا اليوم ليس جيدآ بما يكفي ؛ حتى نقول أننا بخير لنسلك " الإتجاه الصحيح " ولنتذكر دائمآ أن السير في الإتجاه الصحيح هو فقط مسألة إرادة ، ونقطة البداية معلومة تمامآ ؛ ( لمن يريد ) ! . الجريدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة