* موسى كرامة، وزير التجارة، وزير شجاع و لكن من ورق.. و الحكومة كلها حكومة على الورق، فكم تم شطب حكومات سبقتها و تم رسم حكومات أخرى على نفس الورق.. * قطاعات متخصصة في حزب المؤتمر الوطني هي التي تشكل الحكومة الحقيقية المنوط بها إدارة شؤون السودان من وراء الكواليس.. * فالقطاع الاقتصادي في الحزب ، مثلاً، مسئول عن جلب الأموال للحزب على جثة اقتصاد السودان.. و هو مسئول عن استدامة قوة الحزب ماليا.. و مسئول عن توجيه الأموال العامة المهربة للاستثمار في الخارج لمصلحة الحزب.. و اعتماد أرباح مئات الشركات الحكومية لدعم الحزب بعيداً عن عين الوزير المسئول على الورق.. * و من الشعور بالعجز و قلة الحيلة، صرخ وزير التجارة، موسى كرامة، صرخة عبر فيها عن فشله في مواجهة متنفذي حزب المؤتمر الوطني المسئولين عن تلك الشركات و قال: "... فشلنا في حصر الشركات الحكومية وفي ناس ناديناهم قالوا ما جايين – كو – وديل ناس عندهم قوة ما بنقدر عليهم" * إن الموضوع أكبر من وزير التجارة.. بل و أكبر من كل من يتولون مسئوليات وزارية على السطح؛ فإن مسئولية القطاعات المتخصصة المختلفة في الحزب هي التي تحدد الخطوط (الدقيقة) لمهام وزراء جميع الوزارات الصورية.. * فلا تتكالبوا نقدا و تجريحا على الوزراء المساكين.. كفاهم بؤسا أنهم وزراء بلا حقائب وزارية حقيقية يتصرفون بمقتضاها وفق رؤاهم بحرية تامة.. * هناك حكومة ( عميقة) تخطط و الوزراء، الذين على الورق، ينفذون و يتحملون وزر مخططات فاشلة ليست من بنات أفكارهم، إذ يقع الوزر على الحكومة الحقيقية الرابضة في دار حزب المؤتمر الوطني القابع في شارع المطار.. و على رأسها يربض البشير المسئول الأول عن مآسي ملايين السودانيين بلا منازع.. * و الشعب السوداني الجائع المفجوع يعلم ذلك و يصب لعناته بغبينة المكلوم على حزب المؤتمر الوطني دون أن يربطه بالإسلام و الحركة الإسلامية. * لكن الحركة الإسلامية تتباهى بأنها هي التي خلقت حزب المؤتمر الوطني ( بما فيه البشير) و أن حزب المؤتمر الوطني هو الذي خلق الحكومة.. و إن صح هذا الكلام في بدايات الإنقلاب، فإنه لا يصح الآن حيث أن البشير هو الذي يخلق موات المؤتمر الوطني.. و يفعل ما يريد و يختار.. بل و شطب الحركة الإسلامية من الوجود (الفعلي)، رغم أنها هي التي خلقته من عدم.. * و لتأكيد تسلط حزب البشير على التشريعات يقول محمد مصطفى الضو، نائب رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني: ((سنسمح للأحزاب تنوم مع صناديق الانتخابات للصباح عشان ما تقول زوروها))!!.. و (سنسمح) هذه تعني أن للقطاع السياسي للحزب اليد الطولى في رسم قانون الانتخابات و في تمريره.. و أنه هو الذي يرسم جميع مسودات القوانين التي تعرض على البرلمان.. و هو الذي يمررها.. * و التنسيق دائم بين قطاعات الحزب بتخصصاتها المختلفة لتأمين سيطرة النظام على الأحداث في السودان.. و تتم مؤامرات الحزب بسرية تامة.. * فلا غرابة في أن يحتكر القطاع الاقتصادي السماح بالكشف أو عدم الكشف عن تجنيب الأموال في المؤسسات و الهيئات الحكومية.. و أن لا يسمح للشركات الحكومية أن تكشف عن نفسها لوزير التجارة.. * و نعيب على، موسى كرامة، وزير التجارة، أن صرخته اليائسة لم تتبعها إستقالة مسببة من الوزارة.. كما نعيب عليه أنه لم يفصح لنا عن المتنفذين الذين دعاهم و رفضوا الدعوة قائلين: "كو! ما جايين!" * و للعلم، فإن كلمة (كو) هذه كلمة تستخدم في غرب السودان لتأكيد الرفض المغلظ.. و أعلى ما في خيلك أركبو!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة