قال جاك ما رئيس مجموعة علي بابا، الشركة الآسيوية المدرجة الأعلى قيمة في العالم ، إن حرب التجارة الأمريكية الصينية هي أغبى شيء في هذا العالم. وأضاف "رأيي هو لا تقلقوا بشأن التكنولوجيا.. من يساورهم القلق من التكنولوجيا هم أولا العجائز وثانيا الحكومات وثالثا الأشخاص الناجحون؛ إنهم يكرهونها ويساورهم القلق بشأنها. لا أرى أبدا الشبان قلقين بشأن التكنولوجيا." وهذا الشخص الاسطوري الذي فشل في الحصول على الشهادة الابتدائية والاعدادية والثانوية وحتى الحصول على وظيفة نادل في دجاج كنتاكي ، اصبح من اثرياء العالم، لأنه لم يساوره شك في ان الانسان يمكنه القيام بأشياء كثيرة . لأن اليأس لم يدب إلى قلبه ، وشق طريقه حتى اصبح من اغنى اغنياء الصين والعالم. ويتوقع ان يصبح الاول في العالم قريبا.
وكل هذا يجعلني استغرب اننا نستدين حتى بلغ السيل الزبى ، والبلد جائعة وتعاني الازمات ، مع وجود نهر النيل العظيم ، وبها الكثير من العباقرة والمبدعين ، الذين يعملون في الكثير من بلاد العالم ولايجدون فرصة لتفجير طاقاتهم ، ومساعدة بلدهم حتى يخرج من محنته هذه ويتولى امرنا ، من هم اقل شأننا ويعوسون ويعوثون فسادا ، مع ان كلمة عواسة هذه ليست بهذا السوء ، ودائما يصفون من لا يحسن عمله بأنه يعوس ، والعواسة عندنا هي عمل الكسرة ، هذا الخبز الجميل الحصري للسودان فقط ، وهو فكرة عبقرية ، لم تجد من يطورها ويأخذ بيدها ، حتى لانتعرض لأزمة خبز او ضائقة تجعلنا نحتار في ماذا نأكل.
في مباراة ودية بين الهلال والمريخ اجمل شيء كان فيها الجمهور الرائع الذي ضرب مثلا في التحضر والرقي ، وعلى الرغم من أن المباراة حبية وليس فيها أي نوع من المنافسات القارية او الاقليمية او المحلية ، الا ان هناك من حاول استغلال هذه المناسبة الرائعة لاشعال النيران ، وقد حسبها البعض معركة وحربية ، والبعض الآخر حسبها نهائي كاس العالم ، وكل يغني على ليلاها، لكن اكثر شيء اغضبني السكاكين الذي ذبحت لاعب المريخ النعسان الذي تسبب في احراز هدف بالخطأ في مرماه ، وهذا الهدف لم يؤدي لخسارة كاس العالم او الامم الافريقية أو ابطال الدوري أو حتى الدوري السوداني ، لكن والله عيب ان تنبري الاقلام الالسن في الهجوم على المسكين.
واذكر أن مهاجم المنتخب الهولندي آريين روبين الذي اضاع هدفين من انفراد صريح في المباراة النهائية لكاس العالم 2010 في جنوب افريقيا امام اسبانيا ، حيث تمكن حارس اسبانيا وقائد المنتخب ايكر كاسياس من انقاذ المرمى واسبانيا فازت بالكاس ، لم يقم أي شخص داخل هولندا او خارجها بالهجوم على ذلك الشخص ، ولم يشتمه احد وهو مستمر حتى الان في اللعب ، ولم ينتقص من قدره شيئا، لذلك يجب أن نعلم إن الرياضة هي في النهاية غالب ومغلوب . وفي النهاية تسود المحبة والصداقة والسلام.
ونحن بلد في الكثير من الخيرات من زراعة ومعادن نفيسة وغير نفيسة ، والكثير من الثروة الحيوانية ، وعلى الرغم من ذلك نحن نشكو من الجوع والفقر وضيق ذات اليد بسبب ما يقوم به اشخاص فاسدون يديرون مقدرات البلاد لصالحهم ، ويضيقون الخناق على الشعب المسكين المسالم ، وهناك من هدد المعلمين بفصلهم وتعيين آخرين مكانهم لمجرد انهم طالبوا بصرف مرتباتهم ولم يطالبوا بزيادات او سيارات لاندكروزر أو تذاكر سفر او علاج بالخارج. وهناك من شتم الشعب السوداني وظن انه المالك الوحيد للبلاد ، وهناك من وصفنا اقذع الالفاظ .
ومعظم دول العالم كانت تعيش في ضيق وحالها انصلح بسبب الحكم الرشيد ، وهناك بلاد ليس بها موارد ولكنها استغلت طاقات شعوبها ، وحققت المعجزات وصارت في مصاف الدول التي يحسب لها العالم كله الف حساب. ان اصرار مجموعة من الاغبياء التحكم فينا وفي ثرواتنا لم ولن يفيدهم شيئا ، والضغط على الشعب للرحيل واحضار آخرين ليعملوا مكانه ، هذه مصيبة كبيرة ، لأن الذين سيأتون يجلبون معهم ثقافات دخيلة على البلاد وستشهد البلاد مالا يحمد عقباه ، وأول المتضررين هم من أتوا بهؤلاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة