*إن ثورة اكتوبر ثورة فريدة في التاريخ، وهي لم تجد تقويمها الصحيح الى الان لانها لا تزال قريبة عهد فلم تدخل التاريخ بالفدر الكافي الذي يجعل تقويمها تقويماً ،عالميـا ممكناً ولقد يكفي ان يقال الان انها ثورة فريدة في التاريخ المعاصر تمكن بها شعب اعزل من اسقاط نظام عسكري استأثر بالسلطة مدى ست سنوات..) واليوم تمر الذكرى الرابعة والخمسين لثورة اكتوبر المجيدة في مرحلتها الاولى التي توحدت فيها قوى شعبنا وحدة عاطفية جمعت الامة حول الرغبة في التغيير، وتجسدت الوحدة نحو كراهية الفساد الذي عمل شعبنا على استئصاله بهذه الثورة الفريدة، فالذكرى اليوم عندما تلامس واقعنا السياسي في غربته المتفردة وبلادنا تواجه التفكيك والفقر والمسغبة يأتي السؤال الكبير لماذا تعاني امة صنعت اكتوبر وابريل؟! فهل اكتوبر كانت هي الكلمة الاخيرة لأهل السودان؟ وهل ما يربو عن الخمسين عاماً اليست كافية لامتلاك ارادة التغيير؟ *ما نحتاجه اليوم اكثر من ذاك اليوم هو التسامي بإرادة التغيير الى المستوى الذي نملك معه المعرفة بطريقة التغيير، وهذه تعني هدم الفساد القائم ثم بناء الصلاح مكان الفساد وهذه هي الثورة الفكرية، والسؤال هل اكتوبر سقطت بالتقادم أم ماتت؟ برغم ما نعيشه الان من واقع اقتصادي مؤلم واخلاقي اشد ايلاما وبلدا لا يخفي فسادها على احد وحكومة تقر بالفساد المفضوح للدرجة التي اقتضت ان يكون لديها آلية مكافحة فساد ،كل هذا يجعلنا نتوقف امام عبقرية هذا الشعب الذي قام بثورتين نيرتين اسقطتا انظمة عسكرية باطشة، فهذا الشعب في صبره العجيب على النظام الحالي انما يؤكد بعبقريته على انه الحاضنة الواعية لثورة اكتوبر الثانية وهي مرحلة الفكر المستحصدالعاصف الذي يتسامى بإرادة التغيير. *إن واقعنا المذري الذي نعيشه لا يزعجنا كثيرا ليقيننا بأن ثورة اكتوبر لم تمت وقد يكون غطى عليها ركام الرماد وقطعا ستتولى رياح الفكر بعثرة الرماد وساعتها لن يبقى سوى اللهب المشتعل الذي يحرق نيران الفساد وتضئ انواره التي تهدي الى سبل الصلاح ،فثورة اكتوبر المجيدة التي ننتظر شقها الثاني بصبر عجيب فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر السوداني انضجتنا كشعب، فالذي ولد في ذلك اليوم من اكتوبر اليوم تجاوز الخمسين من عمره والذي ولد صبيحة الانتفاضة هو ايضا تجاوز الثلاثين من عمره ومعه ذلك الذي ولد صبيحة انقلاب الانقاذ هو في الثلاثين من عمره هؤلاء جميعا يمثلون وقود المواجع للبؤس السياسي الذي عاشته هذه الاجيال وارتوت بنيرانه وهي نفسها التي تنتظر ان تكون الجذوة المتقدة لاكتوبر الثانية او قل اكتوبر الفكرية.. هل من حقنا ان نحلم بهذه الثورة المنتظرة ؟! بالتأكيد نعم.. وعائد عائد يا أكتوبر.. وسلام يا ااااااوطن سلام يا كشف رئيس المجلس الأعلى للاجور عبدالرحمن يوسف حيدوب عن وجود فجوة كبيرة بين نفقات المعيشة والحد الادنى للاجور والذي قال انه بلغ 424ج واضاف ان هناك(خيار و فقوس بين الموظفين بالدولة) كلام تبش والله !! ما هذه الدولة التي يعيش موظفيها على بعضهم فلم تصبح دولة انما اصبحت خيار فقوس تبش ومنقة بالشطة .. سلام يا .. (الجريدة) الاحد 21/10/2018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة