تحدثت في الأسبوعين الماضيين الي زملاء وأصدقاء تجمعني بهم وشائج النضال ، ويؤرقنا سوياً حال الوطن ومأساته التي تقف به على شفير الهاوية ، وتجادلنا كثيراً في كيفية الخروج من غيهب هذا النفق المظلم ، والعبور بالوطن الي شط الأمان ونور الحرية في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر وأنجع الوسائل سلميةً .
أسفر العصف الذهني المتواصل عن بعث فكرة مذكرة الرحيل ، الفكرة التي ترددت من قبل في أذهان كثير من أبناء الوطن ولكن دون تفاصيل واضحة تخرج بالمذكرة الي العلن وتطرحها على جماهير شعبنا بكل فصائله ، وتضعها موضع التنفيذ .
مذكرة الرحيل المطروحة الآن للنقاش هي وسيلة نضال سلمي تنهض على إرث شعبنا في مقاومة واقتلاع الديكتاتوريات ، وتقوم على فكرة كتابة مذكرة تحتوي على عشرة بنود لا أكثر ، تُعدِّد كل إخفاقات النظام في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، تشارك في إعدادها لجنة مكونة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الفئوية والحركات المسلحة والشبابية ، تطالب في متنها النظام بكل مكوناته بالرحيل .
تتم طباعة المذكرة بعد الموافقة على بنودها من أعضاء اللجنة وتنشر في كل وسائل الإعلام المتاحة ووسائل التواصل الإجتماعي ليطلع عليها كل فرد من أفراد الشعب السوداني في الداخل والخارج ، ثم يتم تحديد يوم وساعة تخرج فيها جموع الشعب كله في داخل السودان وخارجه يتقدمها أساتذة الجامعات والمحامون والقضاة ورؤساء الأحزاب .
يخرج الشعب كله في ذلك اليوم وتلك الساعة ليسلم مذكرة الرحيل الي رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري والي رئيس البرلمان بمبنى البرلمان ، والي القائد العام للجيش بالقيادة العامة ، والي ولاة كل الولايات في عواصم ولاياتهم ، والي سفراء السودان في كل الدول التي تسمح قوانينها بمثل تلك المسيرات السلمية .
سيتم في ذلك اليوم وتلك الساعة حشد كل وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية ووسائل التواصل الإجتماعي لمتابعة وتغطية ذلك الحدث وعكس الصورة الحضارية التي يتعامل بها شعب السودان للتخلص من نظام ديكتاتوري غاشم يمتلك كل وسائل البطش والتنكيل ولكنه يقف عاجزاً أمام الأمواج البشرية الهائلة التي خرجت من كل فج في مسيرات صامتة لتسلمه مذكرة رحيله .
إن مذكرة الرحيل بصورتها المطروحة هذه ستكون في نظرنا أقصر الطرق وأنجعها وأسلمها للتخلص من نظام قهري تشبث بالسلطة على مدى تسعة وعشرين عاماً سخر خلالها كل إمكانيات الدولة لحماية نفسه بالأجهزة الأمنية والمليشيات ، نطرحها اليوم لنلقي بها حجراً في بركة الحلول الراكدة ، ونأمل أن تنال حظها من النقاش والحوار ، ثم السير بها قدماً لخلاص الوطن من الشرور المحدقة به ، وعلى الله قصد السبيل . Mahdi Zain
أستاذ مهدى سلام و تحية يا اخوى الشعب الفضل من الشعب السودانى بالداخل دا ما تعول عليه كثيرا دا شعب الإنقاذ انتهت منه نهائيا و اصبح يولد فى الانتهازيين و الوصوليين ولو رفع رأسه حمتى ليه بالمرصاد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة