* لا تستغرب إن حدث انتحار الشعب جماعيا في صدام مع الجنجويد!
* الغلاء يقسو على الجيوب دون رحمة... و الخدمات تهرب من المواطن و معها ثمنها المدفوع مقدما.. و الزحمة في كل مكان و الحافلات تمد لسانها للمتكدسين في محطات المواصلات.. و يتمدد لسانها للواقفين على أطراف الشوارع.. و الجنجويد ينتهزون الفرصة لممارسة السادية المفرطة في هذه الأجواء المربكة.. و يطاردون الشباب و يحلقون رؤوسهم.. * و الشوارع مستكينة.. * تلك هي الحياة اليومية لسكان العاصمة المثلثة و ضواحيها، خارج البيوت.. أما داخل البيوت، فللبيوت أسرارها.. و الشارع مكشوف للجنجويد.. يبرطعون بلا قيد.. * و تبرع أحد أصدقاء صفحتي على الفيسبوك بنصيحة قيمة، جاء فيها: «« عزيزي المواطن لو قابلوك ناس الدعم السريع أفهم المصطلحات دي واحفظها كويس عشان ما تموت :- *جيب الخرتوية* = سلم محفظتك *جيب الشخاطة* = سلم تلفونك *جيب الكلامة وسل قلبا* = سلم تلفونك وشيل شريحتك *طلع شرتيتك* = جيب كل القروش المعاك. فاعل خير»» * ما أغلاها من نصيحة.. و عبث الجنجويد ينافس عبث الحكومة في كل مكان..و أجندة الساسة ( المتحاوريين ) تتصارع حول كعكة السلطة و الثروة.. فيتوارى الوطن عن الأنظار.. * و يشتد الحصار على الأرزاق للايفاء بمتطلبات حصص القادمين الجدد و الثروة تصاحب السلطة و لا تنفصم عنها.. و تضيق حياة المواطنين أنى اتجهوا.. * إرتآى أحد اليائسين أن يكسر أقرب حائط حكومي إليه ضربا برأسه.. ثم تمهل و سأل نفسه عن لماذا يعجل بضرب رأسه بالحائط.. و الحائط مقبل بسرعة لضرب رأسه!.. * يا ترى، هل يشكل ضرب الرأس بالحائط هروبا إلى جحيم أرحم من جحيم الحكومة؟ * لملم أطرافه.. و قرر الخروج إلى الشارع.. ليلعن كل من يلتقيه و هو في طريقه إلى دار القضاء ليشكو الحكومة و الجنجويد.. و ليسب و يلعن الاثنين، الحكومة و الجنجويد، معا.. و ليتحدث بأعلى صوت عن الغلاء و الفقر العام.. و الفساد.. و القطط السمان.. و التماسيح الرابضة عند القيف.. و يظل يلعن.. و يلعن.. و يلعن كل شيئ.. و تخيل الناس تنظر إليه منشدهة و كأنه قادم من كوكب آخر.. كوكب المجانين الشجعان.. * إن خروجا كهذا إلى الشارع لا بد من أن يفضي بالمرء إلى غرفة في مستشفى التيجاني الماحي، و بلا تشخيص! * لا أحد يشخص الحالات الصحية في السودان.. و الناس تموت موتا سريريا في المستشفيات أو موتا فجائيا في البيوت أو قتلا، مع سبق الإصرار و الترصد، برصاص الجنجويد.. و لا فرق! * هذا، و قد وددت أن أستفتي ( هيئة علماء السودان).. عما إذا كان خروج الشعب الأعزل كله لمواجهة النظام الجائر و الجنجويد المدججين بالسلاح يعتبر انتحارا جماعيا أم جهادا لاسترداد المال المسلوب و الشرف المهدور؟ * تراجعت عن الإقدام على سؤال كهذا لعلمي أن ( هيئة علماء السودان) سوف تصوم عن الرد لأنها هيئة علماء السلطان.. تأكل من السحت ما يجود به السلطان عليها.. و لا فرق بينها و بين الجنجويد إلا في شكل السلاح المستخدم ضد الشعب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة