الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 بدار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى والمسرح ، العريقة في صدارتها لموكب نماء وتطوير الإبداع الموسيقي السوداني ، تم تدشين ألبوم (صرح الريده) للفنان الشاب الخطيب الشفيع ، والخطيب قبل أن ندلُف إلى إبداعه وفنه الرفيع ، لابد لنا أن نقف مليِّاً عند شخصيته كإنسان فيَّاض العطاء والحضور ، فهو يمتلك قبل كل شيء موهبة عالية في مجال التأثير على الآخرين بعفوية متأصِّلة ومقدرة عاليه على بسط هالة من الحضور الباذخ في كل مجتمع ، له علاقات واسعة بكل أطياف العمل الإعلامي والإبداعي والفني ، أينما كان يلتقيك ببشاشة جارفة وإحتضان لا يُنبي إلا عن بساطته في تقديم ذاته للآخرين بلا زيف ولا تعالي ولا مآرب ، والخطيب الشفيع فنان حاز على شهادات مهمة من أهل الفن والإختصاص أمثال أحمد شاويش والموصلي والنور الجيلاني وبابكر صديق والفقيد محمود عبد العزيز ، وهو أيضاً وبغض النظر عن توافق لونيته الموسيقية بأبعادها المختلفة مع المتخصصين أو المتلقين العاديين ، قد تجاوز الآخرين من الفنانين الشباب بولوجه إلى عالم إنتاج الأعمال الخاصة ، و إنحيازه الكامل والمثابر تجاه تكوين شخصيته الفنية المستقلة ولونيته الخاصة التي بلا شك ستوصله يوماً ما إلى القِمة في القريب العاجل إن شاء الله ، تغنى الخطيب بأشعار كبار الشعراء المعاصرين من أمثال خالد شقوري ، وتموسقت أعماله بأساطين اللحن والطرب من أمثال عبد اللطيف خضر ود الحاوي ، وقبل كل كذلك كانت له القدرة على الحضور والتماذج المتناغم مع أهم فرقة موسيقية من حيث الحِرفية في الخرطوم بل في السودان والمُتمثِّلة في أوركسترا الخرطوم جنوب ، تدشين ألبوم (صرح الريده) لم يكن مجرَّد حفل غنائي أو حتى مجرّد تجربة موسيقية ، بل كان مهرجاناً إستعراضياً ذكَرني (بمسرح الرجل الواحد) ، حيث إلتزم الخطيب بقواعد الإخراج والحضور المسرحي الطاغي ، حين أفتتح ليلته المشهوده بالمديح النبوي الشريف وهو يرتدي الزي القومي السوداني ، ثم تحوَّل الحفل إلى فصول إستعراضية إرتدى فيها الخطيب أزياءنا القومية السودانية ممثلاً للشرق والغرب والوسط ، وكل ذلك على هالة مُشِّعة من الإبداع في الأداء والتطريب ، صفق الجمهور وإنبهر لهذا الحماس وهذه المثابرة التي لا تُعبِّر إلا عن فنان جاد ومسكون بالإبداع ولا هدف له سوف إستثمار الفن النبيل لصالح ذائقة المجتمع المتعطش للرصين البليغ من الأغنيات وكذلك لصالح المسيرة الجمعية لمسيرة الأغنية والموسيقى السودانية ، الخطيب الشفيع شأنه شأن الفنانين الشباب الذين لم يتزحزحوا عن جادة الطريق ، ولم يرضخوا لمتطلبات السوق الغنائي وما يطلبه من إبتذال ، يجاهدون و يناضلون من أجل إيصال فنهم و إبداعهم و يسبحون عكس التيار ، ويبذلون مالهم وجهدهم لصالح هذه الأمة وهذه البلاد تطويراً وإشعالاً لجماليات إبداعها ، والدولة ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالحركة الثقافية تقف متفرجة ولا تقدم يد العون لا مادياً ولا معنوياً ، على كل حال أقول للخطيب الشفيع وأمثاله من المجددين والمصرين على بسط روح الرصانة والجمال الأخاذ في الإبداع الغنائي والموسيقي السوداني أعانكم الله على ما تحملون في ظهوركم من أوزار التردي الذي أصاب هذه البلاد في وزارة ثقافتها الغائبة والمُغيَّبه وأجهزتها الإعلامية و تجمعاتها المهنية المختصة برعاية الإبداع والفنون .. مبروك الخطيب الشفيع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست