:: ومن أخبار الأسبوع الفائت غير السارة، وما أكثر هذا النوع من الأخبار في بلادنا، والحمد لله على كل حال، ما حدث لبيت الزعيم إسماعيل الأزهري، عليه رحمة الله .. لقد أصيب بعض أفراد أسرة الزعيم الأزهري اثر حريق شبّ في منزل الأسرة بحي الشهداء في امدرمان، أن النيران قد حرقت الجزء الشرقي للمنزل.. وزارهم والي الخرطوم ومعتمد أمدرمان وآخرين، ليتفقدوا أحوالهم .. والحمد لله، فالمبني الرئيسي سليم، وكذلك مقتنيات الزعيم الأزهري في أمان الله، وأن هناك إصابات طفيفة في بعض أفراد الأسرة ، وشفاهم الله وحمد لله على سلامتهم ..!!
:: وكثيراً ما كتبت عن هذا البيت العريق.. وقلت فيما قلت بأن الدول وشعوبها دائماً ما تحتفي بإرث وآثار رجالها الذين سطروا تاريخهم بأحرف من نور الصدق والإخلاص والطهر والنقاء في دفاتر التاريخ .. ولهذا، ناشدت الحكومة والمعارضة والمجتمع قبل سنوات بالنص : منزل صانع إستقلال بلادنا يجب أن يكون مُتحفاُ كما متاحف ناصر والسادات ومحمد نجيب بمصر، ومتحف عمر المختار بليبيا، ومتحف يوسف العظمة بسوريا.. كانت بيوتهم، ولكن لم ترثها اسرهم بعد وفاتهم، بل ورثتها شعوبهم بتحويلها إلى متاحف توثق سيرتهم في دفتر التاريخ ..!!
:: منزل الزعيم الأزهري مُشيًد بحر مال صاحبه، و(بالدين والأقساط)، وهنا تتجلى قيمتهما ( المنزل وصاحبه).. فلنقرأ الوثيقة: ( السيد بشير النفيدي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، علمت من السيد الحاج مضوي بموضوع المائة جنيه الأولى، وهي باقية ديناً علي، والآن أرجو أيضاً أن تسلفني مائة وثلاثون جنيهاً، وتكون الجملة علي (230) مائتان وثلاثين جنيه، وسنبدأ التسديد إن شاء الله في منتصف هذا العام، وأكون لكم من الشاكرين جداً، والله ولي التوفيق، وأسف لإزعاجكم..المخلص اسماعيل الأزهري، الأربعاء 19/2/1964).. !!
:: الأزهري، رأس الدولة، يستدين من مواطن، ليُكمل بناء منزله.. ولهذا، عاش زعيماً ومات عفيفاً، ليبقى - في قلوب الناس - عظيماً.. انها وثيقة تاريخية توثق نقاء الزعيم الأزهري.. كان يُستدين من صديقه الراحل بشير النفيدي ليقضي حاجة أسرته، ومنها بناء هذا البيت العريق.. وكل هذا الكفاف و العيش الشريف وهو على رأس الدولة و مسؤولاً عن سلطة البلاد وثرواتها..ولو لم يكن زعيماً، بكل ما تحملها هذه الكلمة من معان، لإمتلك الأزهري كل منازل الخرطوم بلا ديون..ولكنه، رغم أنف أهواء السُلطة ومغريات ثروتها، آثر أن يكون زعيماً للنُبل والنقاء كما حال عامة شعبنا.. ولأنه أخلص للمليون ميل مربع بقلب مخلص، لم تحدثه نفسه بإمتلاك متر مربع بغير حق.. !!
:: بعد هذا الحريق، نكرر الإقتراح بأن يصبح منزل الزعيم متحفاً أو مركزاً ثقافياً، بموافقة أسرته وبعد تمليك أفرادها منازلاً تليق بعظمة أبيهم وبأي منطقة يختارونها.. وبالمناسبة، ما أسهل اللامبالاة، بحيث نقول كما المهزوم نفسياً : (فليحترق منزل الزعيم ويتدمًر، فهو ليس أغلى من وطن يحترق ويتدمر)، ولكن هذا لعن للظلام، ولا يليق طالما هناك روح قادرة على إيقاد الشموع .. فأكرموا هذا البيت العريق، وما فيه من مقتنيات وخطابات وصور وكُتب الزعيم، بحيث يكون متحفاُ ومركزاً ثقافياً ومعرفياً لأهل السودان وضيوفهم .. وكما أن الزعيم لم يبخل على وطنه و شعبه، فان أسرته أيضاً لن تبخل بالمنزل بحيث يكون دار الأمة التي تعكس وتخلد تاريخنا الوطني..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست