قمر خليفة هباني أمينة شئون المرأة بحزب المؤتمر الوطني ترفع راية (الإلتفاف) على الحقائق بإسم الله والدين مرة أخرى بعد أن ظننا أنهم (خبِروا) وإستفادوا و(إستيقنوا) أن الناس في هذه البلاد المكلومة ما عادت تفوت على عقولهم تُرهات ما يقولون ، قالت حفظها الله ورعاها وأدام عزها وحالة الإنفصام الواقعة بينها وبين ما يشعر به الكادحون من آلام وجراحات وفقرٍ وفزع ، ومن موقعها كأمينة لشئون المرأة بالحزب الحاكم الذي (تطبخ) مؤسساته التنظيمية الموجهات العامة لما يمكن أن يُخرج البلاد من ورطتها وكبوتها (أن الضائقة الإقتصادية هي إبتلاء من الله تعالى ) ، ونقول نعم إن الله العلي القدير هو الذي سطَّر كل شيء ، ولكن المنطق المُتفَّق عليه بالعقل والتجربة يقول (وجعلنا لكل شيءٍ سببا) ، ولتعلم أمينة شؤون المرأة بالمؤتمر الوطني أنني ومعي أغلبية أبناء هذا الشعب من الذين لم يتمَّرغوا في ما لا يستحقون من خيراته ، نرى أن الإبتلاء الحقيقي الذي ألَّم بالبلاد والعباد هو تولي حزبكم حكم السودان قوةً وتجُبَّرا لعقودٍ من الزمان لم تحيد فيها إستراتيجياتكم وتوجهاتكم أبداً عن الدوران حول مصالحكم الحزبية البحتة والإمعان في تنفيذ أجندتكم المستهدفة إقصاء الآخر ، فضلاً عن الإنحياز المُطلق نحو كلما هو مُضاد للمصلحة العامة طالما توفَّرت بين طياته موجبات إستمساككم بكرسي السلطة ، أليس الفساد الذي إستشرى بفعل التمكين السياسي والإداري والإقتصادي هو في حد ذاته واحداً من الإبتلاءات التي قصمت ظهر السودان وشعبه وأقعدته عن تحقيق مسيرته التنموية ، وهو بلا منازع صنعة أفكاركم وأياديكم الملطَّخة بكل أوجُه الخراب والدمار التي أحاطت بواقع السودان السياسي والدولي والوحدوي والإداري والإقتصادي والأخلاقي ، هذا البلاء هو بالفعل منه سبحانه وتعالى ولكن أكثره موَّجه إليكم لتمثُلوا أمامه تعالى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون خصوماً للذين لا يجدون قوت يومهم مطاردين من المحليات والجُباة ، والذين لا يجدون سبيلاً للإستشفاء والحصول على الدواء ، والمشردين من الأطفال في الشوارع بفعل الحروب الأقليمية المستعرة وإتساع دائرة الفقر والتسرب المدرسي ، والعاطلين من الشباب في مهب ريح اليأس وال################ بسبب سيادة المحسوبية والواسطة في تولي الوظائف وتلقي الفرص المُحتكرة لأولي الولاء والتطبيل ، وأطفال السودان الذين عزَّ على أهاليهم أن يقوَّموا نموهم البدني والفكري والنفسي بأبسط ما يمكن الحصول عليه من غذاء وبيئة تربوية سليمة ، وأخلاقيات المجتمع السوداني وقيَّمه وأعرافه وإتجاهاته الدينية وما طرأ عليها من فسق وفجور وتحلُّل بفعل الفقر وسيادة الجشع والإنتهازية وكان نتاجه ما صارت إليه أعداد حديثي الولادة الوالجين يومياً إلى دار المايقوما للأطفال مجهولي الهوية ، الأمر يا منسوبي الحكومة والحزب الحاكم أصبح أعمق من أزمة غاز أو وقود وخبز أو حتى أزمة ضمائر ، الأزمة في إعتقادي (أزمة إنسانية) ومجمل الحقيقة أننا قد أُبتلينا بكم وبعاداتكم المهينة للعقول عند الفشل والمتمثلة في الإستكبار والصلف وعدم التواضع والإعتراف بالذنب وتحمُّل مسئوليته أما الله و الوطن والشعب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة