+ تقرأ للظافر فتلاحظ إصراره مع كل صباح على ممارسة لعبة التذاكي على القراء. + فتارة يحدثنا عن جدوى حملة محاربة الفساد المزعومة، وهو يعلم قبل غيره أن رئيس جمهوريتنا المكلومة سبق أن وأد مفوضية الفساد قبل سنوات من الآن عندما شعر بأن رأس الصوت في طريقه لأن يصل للمقربين جداً. + والعجيبة أن الظافر قال بعضمة في أحد مقالاته الحديثة أن الحملة الإعلامية التي تقودها الحكومة للترويج لحملة مكافحة الفساد أمر جيد ومطلوب. + وكأن الكاتب بذلك يقول أنه من الطيب والجميل أن تضحك عليكم الحكومة أيها الشعب (الغبي). + وهو بذلك يعترف على نفسه دون أن يقصد، ويشبه لي كلامه هنا ما قاله إسحق فضل الله ذات يوم من أنهم كانوا يكذبون على الناس أيام حرب الجنوب، مبررا تلك الأكاذيب بأن الحرب خدعة. + وهنا لا ألوم الظافر بقدر ما أعتب على الصحف التي تروج لمقالاته والقراء الذين يعطونها زخماً وكأنهم يتلذذون بالتخدير والضحك على عقولهم. + وقد بلغ الاستغفال به أن يكتب مقالا بعنوان " حاكموا الشريف بالعدالة المدنية". + يخاف الظافر على ضابط الأمن السابق (المعاد للخدمة) ويريده أن يحصل على العدالة، لكن لا بواكي على من عذبهم وشردهم ونكل بهم ذات الضابط. +يخاطب الحكومة وكأنها انحرفت في مرة واحدة فقط عن طريق العدالة حتى يذكرها به، متغافلاً عمد أن الظلم كان ولا يزال أساس حكمنا الحالي. + لكن لا بكاء على عدالة ظلت مفقودة على مدى عقود طويلة، إلا عندما يحتاجها من يهمه أمرهم. + تعرج لمقالات عثمان ميرغني فتجد فيها بيعاً للوهم ربما فاق ما يسوقه الكثير من كتاب صحافتنا الرياضية. + اليوم حدثنا الباشمهندس عن العالقين بالداخل مقدماً عرضاً تفاؤلياً جميلاً لكنه جاء مليئاً بالأوهام والضحك على العقول. + قال الكاتب أننا نبدو كأسرة فقيرة تعيش داخل بيت يقبع تحته كنز هائل لو حفرت الأسرة الفقيرة متراً واحداً لتغير حالها! + يكتب عثمان ذلك وهو يعلم أيضاً قبل غيره أن الحكومة الحالية قضت على الأخضر واليابس من كنوز البلد. + فلا يعقل ألا يكون كاتباً مثله على دراية بأن مليارات النفط التي ضاغت هباءً منثورا كان من الممكن أن تحدث الطفرة الهائلة التي يتحدث عنها. + ولا أصدق أنه يفوت عليه أن الذهب وكل ثروات باطن وظاهر أرض السودان يتقاسمها اللصوص وقطاع الطرق بعلم الحكومة. + فكيف مع كل ذلك يريد عثمان من الشعب أن يتخلص من أوهامه ويحفر متراً لكي يهنأ بعيشة هنية! + وبالأمس كتب مزمل أبو القاسم قائلاً أن الضائقة الإقتصادية التي بلغت مراحل غير مسبوقة تحتاج لأساليب مبتكرة، وهو يدرك قبل الآخرين أن المطلوب فقط من الحكومة أن تكون عادلة وتعيد المال والثروة المنهوبة إلى أهليها وتوقف العبث وثراء من لا يستحقون على حساب غالبية أبناء الوطن، ولا أظن أن ذلك يتطلب إبداعاً. + ليس هناك وهماً أكثر من أن نتابع ونروج لكتابات من هذا النوع في وقت بلغت فيه الروح الحلقوم. + أعيد وأكرر أنه بدون توفر صحافة مسئولة وجادة ونزيهة لن ينصلح حال البلد ولا مواطنه، لأن الحكومات الظالمة ستجد دوما من يخدر لها الشعب ويضيع وقته فيما لا طائل من ورائه.
الأخ كما الهدي التحيات لكم وللقراء السمة السائدة في السودان ( بلد العجائب ) منذ الاستقلال أن لا يعود الحال إلى الأحسن بعد الخراب ، وأن لا يتواجد البديل الأفضل بعد موت القديم الأقبح ، وأن لا تتقدم أحوال البلاد وأحوال الشعب إلى الأمام والأفضل ، وأن لا يحاكم المفسد حتى ولو قال أنا مفسد حاكموني !! ، وأن لا يتراجع الدولار قيد أنملة إذا تعالى خطوة ، وأن لا يرتفع الجنيه السوداني إذا تراجع خطوة ، وأن لا تنخفض الأسعار إذا ارتفعت لحظة .. وأن لا ترتخي مشقة الحياة والعيشة ، وأن لا يصدق الإنسان السوداني إذا قال قولاً أو حرفاً ، ديمومة من الأحوال المزرية القاتلة التي تلاحق السودان وشعب السودان حتى مشارف الموت .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة