:: على سبيل المثال، بولاية الخرطوم، نجا تلاميذ إحدى مدارس الأساس بالخرطوم بحري من الموت إثر إنهيار عرش فصلهم على رؤوسهم، بحيث نجحت إحدى المعلمات في إجلاء الصغار من تحت الركام ، ثم تدخل معتمد بحري - كالعادة بعد خراب مالطا- باييقاف التدريس بالفصل المنهار ثم ثلاثة فصول أخرى على وشك الإنهيار .. وبولاية كسلا ، بعد أسابيع من المغامرات، قررت حكومتها اغلاق المدارس - لأجل غير مسمى - تحسباً لمخاطر الأمطار ..!!
:: والحمد لله، عندما أنهارت الفصول- ليلاً - بالنهود والفاشر و كسلا غيرها من مدائن وأرياف ولايات كردفان ودارفور وكسلا ، فان التلاميذ كانوا في بيوتهم، وإلا لكانوا في عداد الموتى .. ربما يظن السادة الولاة و وزراء التربية والتعليم بكل ولايات السودان - ما عدا ولاية البحر الأحمر - بان البنية التحتية لمدن وقرى بلادنا بذات قوة وعظمة وتخطيط البنيات التحتية لمدينة لندن والريف الانجليزي، ولذلك يعلنون - بكل ثقة وجرأة - عن بداية العام الدراسي في ولاياتهم مع بداية فصل الخريف ..!!
:: نعم، فمن الغرائب التي لا تجد لها العقول تبريراً منطقياً أن بداية العام الدراسي في بلادنا تتزامن مع بداية الخريف .. والمدهش، سنوياً يتحدثون عن تغيير عن هذا الموعد الغريب بحيث يجنبوا العام الدراسي متاعب الخريف والتلاميذ مخاطر الأمطار والسيول.. ولكنهم يتناسوا حديثهم، ثم يقرروا بأن تكون بداية العام الدراسي مع بداية مخطار السيول والأمطار.. وعلى سبيل المثال ، في خريف العام قبل الماضي، بعد أن قررت وزارة التعليم بالخرطوم عطلات الخرطوم ، قال وزيرها : ( تأجيل العام الدراسي بسبب الأمطار والسيول ليس بالأمر المزُعج)..!!
:: كان تصريحاً لوزير التربية السابق، تعقيباُ على إنزعاج الأسر من كثرة العطلات.. وكما تعلمون فان نُقصان العام الدراسي، بحيث تُخصم منه الأسابيع تفادياً لمخاطرالأمطار أو لأزمة الوقود ، يؤثر في العام الدراسي ومستوى التحصيل..وهذاالتأثير السلبي هو ما يُزعج أولياء الأمور، لأن كل ساعات اليوم الدراسي وكذلك كل أيام وأسابيع العام الدراسي معدودة - ومحسوبة - بدقة بحيث تكفي حجم التحصيل الأكاديمي، أوهكذا تفعل وزارات التعليم بدول الدنيا والعالمين، وهذا ما يُسمى ب ( التخطيط)..!!
:: نعم، تجميد يوم - ناهيك عن أسبوع أو شهر- يؤثر على تحصيل الطالب..لكن في بلادنا لاتوجد علاقة بين أيام العام الدراسي وحجم التحصيل الأكاديمي، وربما يتم وضع جدول الحصص بالمزاج، وكذلك يتم تدريس تلك الحصص بالمزاج ، ولذلك لا ترى سلطات التعليم في أمر عطلات الخريف بكسلا والنهود وغيرها مايزعج .. فالعام ( 12شهراً)، وأشهر الخريف بالخرطوم ومعظم ولايات السودان لاتتجاوز ( 3 أشهراً)، فلماذ يتمسك السادة وزراء التعليم بأشهر الخريف بحيث تكون جزء من العام الدراسي..؟؟
:: فالشاهد أن متوسط أيام الدراسة بولايات السودان ( 169 يوما )، وهو قياساً بمنهج اليونسكو - ايام الدراسة يجب ان لاتقل عن 159 يوما - يعتبر ( معقولاً).. ولكن للأسف،فان هذا التقويم غير مثالي بالخرطوم وكل ولايات السودان، ما عدا ولاية البحر الأحمر التي تفردت بتقويمها الدراسي ..ولن يكون التقويم مثالياً في ولايات السودان الأخرى ما لم تتم مراجعته بحيث لا تكون أيام الخريف بعض أيام التقويم .. فالأمر مُزعج، ولكن لمن يهمهم الأمر.. ويبدو أن من نسميهم بالمسؤولين لا يهمهم أمر تعطيل التقويم الدراسي..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة