تفاصيل الحياة وبعض المواقف والأحداث في كثير من دول العالم تفرض علينا أحيانآ – أو تَحْمِلنا – على عقد المقارنات بينا ، وبينهم ( واقعنا ، وواقعهم المعيش ) وعلى الرغم من أنني دومآ أتحاشئ التفكير في مثل هذه الأمور ؛ إلا أنها تطل عنوة ، وتتسرب من باب الحاجة الى الثورة على الواقع الرديئ ، و الإختلال الذي كاد أن يضرب جميع مناحي الحياة هنا . أصبح القاسم المشترك بين المواطنين في دول ( الديمقراطيات العريقة ) ، والمواطنين في دول ( الديكتاتوريات العتيدة ) هو أنهم بشر ، ويعيشون في كوكب واحد ( فقط ) لكن الإختلافات بينهم كبيرة ؛ فعند البعض تقديس الحياة ، وإحترام القانون ، ومحاربة التمييز ، والحق في التعليم ، وحرية الرأي والتعبير ( من غير قيود ) وتشجيع البحث العلمي ، وتكليف الكفاءات ؛ ودول أخرى على النقيض تمامآ .
لننظر لواقعنا السياسي ( الممارسة السياسية ) وأحوال المجتمع عمومآ ، وكذا المجتمع الرياضي وأوضاعه ، وفيما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي وهل هنالك انتاج علمي وبحوث وتجارب مهمه يُعمل عليها – الآن – وتشجعها الدولة او تم تطبيقها ؟ ... وغيرذلك ، بإعتبار أن هذا على سبيل المثال فقط . وكل الذي أشرت إليه أعلاه اذا قارناه مع تلك الدول ( الدول التي نسميها متقدمة ) نجده مختلف تمامآ ، بالرغم من ان مقوماته كلها متوفرة وأغلبه لا يتعلق بالمال أو الأوضاع الإقتصادية سادتي ، ويجب أن أنبه الى أن التوافق على حياة سياسية وإجتماعية مثالية ، وإعتماد مبدأ الشفافية وإحترام القانون وتحقيق العدالة ، ومحاربة الفساد ؛ هي المحددات التي تصنع واقع إقتصادي جيد ، وتضع الدولة موضع إحترام وتقدير ( كمثال جيد ) وليس الموراد وإدارتها فقط ... فالعديد من الدول تطورت من عدم ( تنعدم فيها الموارد ) لكن وفرة الإرادة السياسية ، والوحدة الوطنية وبالإشارة الى المحددات التي ذكرتها أعلاه نهضت بدول وأمم كثيرة ، ومع تحقيق الريادة ، في آسيا وأميركا اللاتينية وغيره . أكثر ما يؤلمني هو أننا متعايشين مع عبارات أصبح سماعنا لها شئ أكثر من طبيعي ، ولا يثير دهشتنا أو حزننا ( كــ قُتِلَ ، وفُقِدَ ، ولقوا حتفهم ) وأن أسهل شئ عند أمراء الحرب هنا هو إعلان الحرب أو الدخول فيها ... بينما في الجانب الآخر من العالم يثير تصرف موظف في قصر رئاسي مع متظاهر ، وقبل أشهر - مجرد ضرب وليس قتل أو إزهاق روح - موجة غضب واسعة ، كُونت على إثرها لجان تحقيق على مستويات مختلفه ، وبيانات ، ومؤتمرات صحفية وفُتحت ملفات متابعة خاصة لها بأجهزة الاعلام الحكومية ، بل حتى الصحيفة التي ساهمت في إثارة القضية تفتح الباب أمام المتهم ليدلي بتصريحات ويدافع عن نفسه ( بإعتبار أن الموضوع ليس ثأر أو تشفي ) . ! إعتقد أننا متفقين بأننا نعيش أوضاعآ ليست جيدة ، بل سيئة جدآ ؛ لأن الأمر يتعلق بتردِ متواصل ، ويبعث على القلق ، وغير مقبول الركون إليه إطلاقآ ، ونجده غير متسق مع شئ ؛ لا الحقوق الإنسانية ، ولا مع مقاصد الشريعة الاسلامية ، ولا مع القوانين الدولية ، ولا مع عُرفنا ووجداننا السليم ( قبل طمسه ) ... فمالذي نستند عليه في واقعنا الذي نتعايش معه اليوم ، ونوفق أوضاعنا معه بصورة مستمرة ؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة