عندما اقترب الوزير من باب السيارة هرع الحارس الشخصي بفتح الباب الخلفي.. الست المدام كانت حريصة ألا تبدو مذهولة بالمنصب الجديد.. شغلت نفسها بالهاتف حتى فتح لها ذات الرجل الباب الآخر.. أخبرت والدتها بالكلاكلة أنها ستأتي مع قسم السيد وتنصرف بسرعة للحاق باجتماع مجلس الوزراء.. في ختام المكالمة طلبت منها أن تحفظ الأمر سراً لأن الأهل ما إن سمعوا بتعيين قسم السيد وزيراً حتى انهالت عليها الطلبات.. أمونة بت خالتها طالبت بتعيين زوجها حارساً شخصياً للوزير، وسلامة بت العاجبة تريد مساعدتها في إجراء عملية قلب مفتوح لابنها الصغير.
الدراجة البخارية كانت تصرخ أمام السيارة الفارهة لتُخبر المواطنين أن قسم السيد أصبح وزيراً.. ليلى بدت سعيدة بالجو الرطب داخل السيارة المترفة.. تنظر إلى الناس من وراء الزجاج كأنها تراهم أول مرة.. تسترق النظر إلى زوجها الذي بدا غريباً داخل البدلة الإفرنجية.. لم تكُن تُصدّق أن قسم السيد الذي فشل أكثر من مرة في دفع إيجار المنزل يُمكن أن يكون شخصاً مهماً.
قسم السيد بدا حزيناً.. إحساس بعقدة الذنب يسيطر عليه.. شعارات الديمقراطية ودولة القانون وحكاية سلم تسلم تحتل ذاكرته.. تذكر إخوته الذين زاملهم في سجون الحكومة.. لا شك أنهم سيرونه انتهازياً باعهم في أول محطة.. دمعة دون مقدمات تسيل على خده.. حاول الوزير قسم السيد بسرعة عبر منديل ورق التخلّص من آثار الضعف الإنساني.
الحارس الشخصي بعد أن أنهى مكالمة خافتة دخل إلى عالم الوزير سأل بأدب "سعادتك منزل حي المطار جاهز ولو ما عجبك ناس المجلس قالوا في خيار تاني في قاردن سيتي".. زوجة الوزير تدخلت عندما رأت تردّد قسم السيد "نمشي بعد جلسة مجلس الوزراء ".. عدلت بسرعة من رأيها واقترحت استغلال وقت الجلسة للطواف على أكثر من خيار.
ليلى القاضي كانت ترى أن زوجها درويش.. قضى كل عمره في المعتقلات.. عندما جاءت الثورة الظافرة فصلته من عمله في هيئة الأبحاث.. أولادها وصلوا إلى الجامعات ولا تملك من حطام الدنيا حتى بيت ملك يأويهم ..عندما تردد زوجها في قبول العرض الوزاري مارست عليه الجهاد المدني.. جعلت بنتها الصغيرة تتوسل إليه أن من حقهم كأسرة أن يذوقوا نعيم السلطة بعد أن ذاقوا مرارتها.. بدأت السيدة ليلى القاضي تشعر أنها من عيّنت زوجها وزيراً وليس ذاك المرسوم الجمهوري.
عندما وصل موكب الوزير إلى الكلاكلة .. تجمع الأهل والمعارف والجيران لمصافحة الوزير.. ابن عمه صالح جاء بخروف سمين طلب من الوزير أن يقفز عليه قبل أن يدخل المنزل.. نسيبته لأول مرة تضع على رأسها ثوباً كناية عن احترام اللقب الجديد الذي لحق بزوج ابنتها التي كانت تراه من الفاشلين.
الحارس الشخصي بدأ يحاول منع الجمهور من الوصول إلى الوزير.. قسم السيد يحتج بحجة أن هؤلاء هم أهله.. حرمه ليلى تبرر الاحتراز الأمني للظروف الأمنية الراهنة.. قسم السيد يضطر للرضوخ للترتيبات الجديدة ثم يبتسم لأول مرة.
دا حسن طرحة ولا حسن اكياس ما بعرف ؟ لا كان الزمن داك ايام الصالح العام ما كان موظف استبعدت ابو قردة لانه ما ناضل ودخل السجون من التمرد وطوالي الوزارة ولا يمكن الغوير داك الحاج ادم يوسف غايتو يا الكوز الظافر قصتك بتنطبق على كتيرين بس اختلاف تفاصيل بس الله يجازي جماعتك الكيزان يشتروا ويبيعوا في الناس الرخاص
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة